الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليك قال: نعم فلما كان من الغد أو العشي جاء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي كذلك؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل له ناقة فشردت عنه أتبعها الناس فلم يزيدوها عليه إلا نفورًا فناداهم صاحبها: خلوا بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعلم فتوجه صاحب الناقة بين يديها فأخذ -لها- من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار.
وأورده القاضي أبو الفضل عياض- في كتابه الشفا وقمام الأرض هو الكناسة وما تقمه الدابة أي تأكله.
فصل (41): يبتلي المرء على قدر دينه والمرء يبتلي على قدر دينه وقوة يقينه
.
وفي مسند الإمام أحمد، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان من حديث سعد بن أبي وقاص قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، الرجل يبتلى على حسب دينه فإن كان رقيق الدين ابتلي على حسب ذلك وإن كان صلب الدين ابتلي على حسب ذلك فما يزالل البلاء بالرجل حتى يمش على الأرض وما عليه خطيئة) قال الترمذي حديث حسن صحيح، وفي رواية قال سال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء: قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة.
وفي رواية .. فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد .. فذكره ورواه ابن أبي الدنيا وغيره.
وروى ابن ماجه، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة، فقال: ما اشد حماك يا رسول الله! .
قال إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر" ثم قال: يارسول الله من أشد الناس بلاء؟ قال: (الأنبياء) قال ثم من؟ قال: العلماء، قال ثم من؟ قال: الصالحون الحديث رواه ابن أبي الدنيا.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وروى الطبراني من حديث فاطمة مرفوع: " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون وكما لا يخلو الأنبياء من الابتلاء بالجاحدين فكذلك لا يخلو الأولياء والعلماء والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر عن الابتلاء بالجاهلين".
وفي كل ما يحصل لهم من ذلك خير من الدنيا والآخرة.
وفي صحيح أبي عبد الله البخاري، والموطأ ن ومسند أحمد من حديث أبي هريرتة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يصب منه).
قوله (يصب) بفتح الصاد وكسرها وهو المشهور ومعناه يبتليه بالمصائب لثيبه عليها.
وفي الصحيحين، ومسند أحمد، وجامع الترمذي من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعي الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته).
(الوصب): المرض والألم.
(والنصب): الأعياء والتعب.
(والسقم) بضم السين وإسكان القاف وفتحها لغتان وهما المرض وكذلك السقام والهم والحزن، قيل: هما بمعنى واحد وهو تحسر القلب، وشغله بالفكر والتأسف على ما فات من الدنيا.
وقيل: يشغل القلب فيما يخاف ويرجى.
وفي صحيح البخاري ومسند أحمد من حديث عائشة مرفوعًا: " ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها".
ولأحمد - أيضًا - ومسلم، قال: لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته.
وفي رواية: إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة.
ولمسلم -أيضًا - والترمذي. قال: لا يصيب المؤمن مصيبة، حتى الشوكة إلا قضى بها أو قال: كفر بها من خطاياه. لا يدري الراوي أيتهما قال عروة.
ولمسلم - أيضًا - في الموطأ قال: دخل شباب من فريش على عائشة وهي بمنى وهم يضحكون، فقالت ما يضحككم قالوا فلانًا خر على طنب فسطاط، فكادت عنفه أو عينه أن تذهب، فقالت: لا تضحكوا فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة).
ولأحمد قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي ثلة: (إن الصالحين يشدد عليهم
وإنه لا يصيب مؤمنًا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت عنه خطيئة ورفع بها درجة)
وله رواية أخرى قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له مايكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها.
قوله: (حتى الشوكة) مكثلثة الأعراب (يشاكها وتشوكه) أي يصاب بها وفي مسند الإمام أحمدن وسنن أبي داود من حديث محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده كانت له صحبه: أنه خرج زائرًا لرجل من إخوانه بلغة شكايته فدخل عليه. فقال: أتيتك زائرًا وعائدًا مبشرًا. قال: كيف جمعت هذا كله؟ قال خرجت وأنا أريد زيارتك فبلغني شكايتك فكانت عيادة وأبشرك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده).
وفي رواية: "ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه " اللفظ لأحمد.
وروى أبو يعلى الموصلي وابن حبان- في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: " إن الرجل ليكون له عند الله منزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره، حتى يبلعه إياه.
وفي جامع الترمذي، وسنن ابن ماجه من حديث أنس مرفوعًا: إذا أراد الله بعبده خيرًا عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا اراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة.
وروى الإمام أحمد، وغيره من حديث محمود بن لبيد النصاري مرفوعًا: " إن عظم الجزاء مع عظم
البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط". هذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح.
ورواه مالك في الموطأ بلفظ: (مازال المؤمن يضار في ولده وحاجته حتى يلقى الله وليست له خطيئة).
وفي مسند أحمد وجامع الترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعًا: " مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ورواه- مالك في الموطأ- ولفظه: مايزال المؤمن يصاب في ولده وحامته حتى يلقى الله وليست له خطيئة.
وفي صحيح مسلم- ومسند أحمد، وجامع الترمذي من حيث أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت:{من يعمل سوءًا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاربوا وسددوا ففي كل مايصاب به المسلم كفارة. حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها*
وروى احمد، والترمذي - أيضًا- من حديث أبي بكر بن أبي زهير، قال أخبرت أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يارسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجر به ولا يجد له من دون الله وليًا ولا نصيرا}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، ألا اقرئك آية أنزلت علي؟ قلت: بلى يارسول الله قال فأقرأنيها فلا أعلم أني وجدت في ظهري انقسامًا فتمطيت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما