الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الطبراني، وابن عبد البر، وغيرهما من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح: (تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعلميه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة
…
). الحديث.
ففي ما تقدم في هذين الفصلين من الأحاديث والآثار دليل وتنبيه على فضيلة الأمر بالمعروف من الدلالة على الخير، ومساعدة لفاعله وتعليمه العلم، ووظائف العبادات لا سيما لمن يعمل بها من المتعبدين والله أعلم.
فصل -25 - : من ذب عن عرض مسلم وهو غائب وقاه الله النار يوم القيامة
روى الإمام أحمد، والترمذي، والطبراني، وابن أبي الدنيا- في كتاب الصمت، والبيهقي- في الشعب، والخرائطي- في مكارم الأخلاق من حديث أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من رد عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة).
قال الترمذي: حديث حسن.
وفي رواية أخرى: (كان له حجابًا من النار).
ورواه أبو نعيم -في الحلية- ولفظه: "من رد عن عرض أخيه المسلم
…
".
وعند الترمذي: (من ذب عن عرض أخيه المسلم وقى الله وجهه لفح نار جهنم يوم القيامة).
ورواه أبو الشيخ ابن حيان- في كتاب التوبيخ. ولفظه: (من ذب عن عرض أخيه بالمغيبة رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة) وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين} .
وفي مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعًا:(من ذب عن عرض أخيه بالمغيبة كان حقًا على الله أن يعتقه من النار).
ورواه ابن أبي الدنيا، والبيهقي ولفظه:(من ذب عن لحم أخيه بالمغيبة كان حقًا على الله أن يعتقه أو ينجيه من النار).
ورواه أحمد -أيضًا- بهذا اللفظ.
وفي رواية: (يقيه من النار).
ورواه الطبراني، والخرائطي -في مكارم الأخلاق- بهذا اللفظ من حديث أبي الدرداء.
وفي الشعب للبيهقي -أيضًا- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من نصر أخاه بالمغيبة نصره الله في الدنيا والآخرة).
وروى -أيضًا- نحوه عن عمران بن حصين موقوفًا: (من نصر أخاه المسلم بظهر الغيب وهو يستطيع نصره، نصره الله في الدنيا والآخرة).
ورواه -أيضًا- من طريقين آخرين، عن عمران مرفوعًا.
ورواه ابن أبي الدنيا، وغيره من حديث ابن عبد الله موقوفًا بلفظ: من نصر أخاه المسلم بالغيب نصره الله في الدنيا والآخرة.
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن أبي الدنيا من حديث جاب بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما من مسلم يخذل امرءًا مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا أخذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصرة الله - تعالى - في موضع يحب فيه نصرته).
وفي مسند أحمد، وسنن أبي داود من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من حمى مؤمنًا من منافق بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال).
ورواه ابن أبي الدنيا، وغيره - أيضًا - بسنده، عن أنس مرفوعًا:(من حمى عرض أخيه في الدنيا بعث الله ملكًا يوم القيامة يحميه عن النار).
وينبغي لمن ثلم عرض أخيه المسلم بحضوره أن يقدر أن أخاه حاضر من وراء جدار يتسمع عليه، ويظن أنه لا يعرف حضوره، فما كان يتحرك قلبه من النصرة له بمسمع منه ومرأى فيجب أن يكون في غيبته كذلك.
كما قال بعضهم:
ما ذكر أخ لي بغيب إلا تصورته جالسًا فقلت فيه ما يحب أن يسمعه.
وقال بعضهم:
ما ذكر أخٍ لي بغيب إلا تصورت نفسي في صورته فقلت فيه مثل ما أحب أن يقال في.
وهذا من أصدق الإسلام وهو أن لا يرى لأخيه إلا ما يراه لنفسه، ومن لم يكن مخلصًا في إخائه فهو منافق، لأن الإخلاص استواء الغيب والشهادة، واللسان والقلب، والسر والعلانية.