الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقيقة هذا تقتضي انقطاع العبد وإعراضه عن التعلق بالخلق وعن سؤالهم أو جلب نقع أو دفع ضر، وذلك يستلزم إفراد الله -تعالى- بالطاعة والعبادة، وفي الكتب المنزلة يقول الله -تعالى- يا عبدي إذا سألت فاسألني وإذا انتصرت فانتصر بي، فإني قوي.
فمن استنصر بالله وتوكل عليه كفاه ما أهمه، وحفظه من الشركة الناس وعصمه، وإن استعان به بصدق وإخلاص نصره على عدوه، واخذ بثأره.
قال تعالى: {يا أيها الذي أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}
وقال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}
وفي اثر إلهي يقول الله -تعالى- ابن آدم إرض بنصرتي لك فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك، ومن قام لله بأمر طالبًا منه المعونة، كفاه ما أهمه، قال تعالى:{فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزءين} .
فإذا ترك الآمر الناهي الالتفات إلى الخلق في إنكاره، وأحسن العمل بإخلاص كان الظفر له، وإن كان غير ذلك كان الخذلان والصغار والذلة والمهانة وبقي المنكر على حاله.
كما قيل:
إذا لم يكن عون من الله للفتى
…
فأكثر ما يجني عليه اجتهاده
تنبيه أيها الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر اعتبر، واستعن بالله في أمورك وانزجر، فإذا ظلمت فتوكل عليه واصطبر وتضرع إلى ملاك وقل:{إني مغلوب فانتصر} لعلك تحظى بجنات ونهر: {في مقعد صدّق عند مليك مقتدر} .
إلهي بك يستعين المستضعف، وبك يستنصر الذليل، والى جناب عزك بلجأ المزلوم فمن غيرك ينفس خناق كرب المكروب؟ ومن سواك يجيب دعوة المضطر؟ فأنت المأمول لإزالة الشدائد وجنابك المعد لطلب الفوائد.
فصل (38): استحباب طلب الآمر الناهي إعانة الله
ومما يستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر طلب إعانة الله فإذا أراد فعل ذلك أن
يقول ماروى أبو داود، والترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال:(اللهم، ت عضدي ونصيري، بل أجول وبك أصول، وبك أقاتل) هذه رواية أبي داود ..
وفي رواية الترمذي: "أنت عضدي وأنت نصيري، وبك أقاتل" وقال هذا حديث حسن.
ثم يكثر من قول (حسبنا الله ونعم الوكيل) لأنه سبحانه أثنى على قوم يقولوه: {الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} أي الموكول إليه في الأمور. فعيل - بمعنى مفعول "فانقلبوا" فانصرفوا طبنعمة من الله" بعافية "لم يمسهم سوء" لم يصبهم أذى ولا مكروه " واتبعوا رضوان اللهط في طاعته وطاعة رسوله " والله ذو فضل عظيم".
قال بعض العارفين: ) قد جرت عادة الله - سبحانه- أن من التجأ إليه بصدق مهد مقيله في ظل كفايته، فلا البلاء يمسكه ولا العناء يصيبه ولا النصب يظله (.
وفي صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال " حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا { .. إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} .
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد غمه مسح يده على رأسه ولحيته وتنفس الصعداء وقال: (حسبي الله ونعم الوكيل)
وفي مسند الفردوس من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال: (حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف).
وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه بسنده- عن أبي هريرة مرفوعًا: " إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل).