المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الستون في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد - تاريخ ابن خلدون - جـ ١

[ابن خلدون]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الأول]

- ‌المؤلف والكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌المقدمة في فضل علم التّاريخ وتحقيق مذاهبه والالماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط وذكر شيء من أسبابها

- ‌فصل

- ‌الكتاب الأول في طبيعة العمران في الخليقة وما يعرض فيها من البدو والحضر والتغلب والكسب والمعاش والصنائع والعلوم ونحوها وما لذلك من العلل والأسباب

- ‌الباب الأوّل من الكتاب الأول في العمران البشري على الجملة وفيه مقدمات

- ‌الأولى في أنّ الاجتماع الإنسانيّ ضروريّ

- ‌المقدمة الثانية في قسط العمران من الأرض والإشارة إلى بعض ما فيه من الأشجار [1] والأنهار والأقاليم

- ‌تكملة لهذه المقدمة الثانية في أن الربع الشمالي من الأرض أكثر عمرانا من الربع الجنوبي وذكر السبب في ذلك

- ‌تفصيل الكلام على هذه الجغرافيا

- ‌الإقليم الأوّل

- ‌الإقليم الثّاني:

- ‌الإقليم الثّالث:

- ‌الإقليم الرّابع:

- ‌ الإقليم الخامس

- ‌الإقليم السّادس

- ‌ الإقليم السّابع

- ‌المقدمة الثالثة في المعتدل من الأقاليم والمنحرف وتأثير الهواء في ألوان البشر والكثير في أحوالهم

- ‌المقدمة الرابعة في أثر الهواء في أخلاق البشر

- ‌المقدمة الخامسة في اختلاف أحوال العمران في الخصب والجوع وما ينشأ عن ذلك من الآثار في أبدان البشر وأخلاقهم

- ‌المقدمة السادسة في أصناف المدركين من البشر بالفطرة أو الرياضة ويتقدمه الكلام في الوحي والرؤيا

- ‌ولنذكر الآن تفسير حقيقة النبوة على ما شرحه كثير من المحققين ثم نذكر حقيقة الكهانة ثم الرؤيا ثم شان العرافين وغير ذلك من مدارك الغيب

- ‌أصناف النفوس البشرية

- ‌الوحي

- ‌الكهانة

- ‌الرؤيا

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌فصل

- ‌الباب الثاني في العمران البدويّ والأمم الوحشية والقبائل وما يعرض في ذلك من الأحوال وفيه فصول وتمهيدات

- ‌الفصل الأول في أن أجيال البدو والحضر طبيعية

- ‌الفصل الثاني في أن جيل العرب في الخلقة طبيعيّ

- ‌الفصل الثالث في أن البدو أقدم من الحضر وسابق عليه وان البادية أصل العمران والأمصار مدد لها

- ‌الفصل الرابع في أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر

- ‌الفصل الخامس في أن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر

- ‌الفصل السادس في أن معاناة أهل الحضر للأحكام مفسدة للبأس فيهم ذاهبة بالمنعة منهم

- ‌الفصل السابع في أن سكنى البدو لا تكون إلا للقبائل أهل العصبية

- ‌الفصل الثامن في أن العصبية إنما تكون من الالتحام بالنسب أو ما في معناه

- ‌الفصل التاسع في أن الصريح من النسب إنما يوجد للمتوحشين في القفر من العرب ومن في معناهم

- ‌الفصل العاشر في اختلاط الأنساب كيف يقع

- ‌الفصل الحادي عشر [1] في أن الرئاسة لا تزال في نصابها المخصوص من أهل العصبية

- ‌الفصل الثاني عشر في ان الرئاسة على أهل العصبية لا تكون في غير نسبهم

- ‌الفصل الثالث عشر في أن البيت والشرف بالاصالة والحقيقة لأهل العصبية ويكون لغيرهم بالمجاز والشبه

- ‌الفصل الرابع عشر في أن البيت والشرف للموالي وأهل الاصطناع إنما هو بمواليهم لا بأنسابهم

- ‌الفصل الخامس عشر في أن نهاية الحسب في العقب الواحد أربعة اباء

- ‌الفصل السادس عشر في أن الأمم الوحشية أقدر على التغلب ممن سواها

- ‌الفصل السابع عشر في ان الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك

- ‌الفصل الثامن عشر في أن من عوائق الملك حصول الترف وانغماس القبيل في النعيم

- ‌الفصل التاسع عشر في أن من عوائق الملك المذلة للقبيل والانقياد إلى سواهم

- ‌الفصل العشرون في أن من علامات الملك التنافس في الخلال الحميدة وبالعكس

- ‌الفصل الحادي والعشرون في أنه إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع

- ‌الفصل الثاني والعشرون في أن الملك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة فلا بد من عوده إلى شعب آخر منها ما دامت لهم العصبية

- ‌الفصل الثالث والعشرون في أن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده

- ‌الفصل الرابع والعشرون في أن الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء

- ‌الفصل الخامس والعشرون في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط

- ‌الفصل السادس والعشرون في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب

- ‌الفصل السابع والعشرون في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة

- ‌الفصل الثامن والعشرون في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك

- ‌الفصل التاسع والعشرون في أن البوادي من القبائل والعصائب مغلوبون لأهل الأمصار

- ‌الباب الثالث من الكتاب الأول في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية وما يعرض في ذلك كله من الأحوال وفيه قواعد ومتممات

- ‌الفصل الأول في أن الملك والدولة العامة إنما يحصلان بالقبيل والعصبية

- ‌الفصل الثاني في أنه إذا استقرت الدولة وتمهدت فقد تستغني عن العصبية

- ‌الفصل الثالث في أنه قد يحدث لبعض أهل النصاب الملكي دولة تستغني عن العصبية

- ‌الفصل الرابع في أن الدول العامة الاستيلاء العظيمة الملك أصلها الدين اما من نبوة أو دعوة حق

- ‌الفصل الخامس في أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها

- ‌الفصل السادس في أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم

- ‌الفصل السابع في أن كل دولة لها حصة من الممالك والأوطان لا تزيد عليها

- ‌الفصل الثامن في أن عظم الدولة واتساع نطاقها وطول أمدها على نسبة القائمين بها في القلة والكثرة

- ‌الفصل التاسع في ان الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قل ان تستحكم فيها دولة

- ‌الفصل العاشر في ان من طبيعة الملك الانفراد بالمجد

- ‌الفصل الحادي عشر في ان من طبيعة الملك الترف

- ‌الفصل الثاني عشر في ان من طبيعة الملك الدعة والسكون

- ‌الفصل الثالث عشر في أنه إذا تحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم

- ‌الفصل الرابع عشر في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص

- ‌الفصل الخامس عشر في انتقال الدولة من البداوة إلى الحضارة

- ‌الفصل السادس عشر في أن الترف يزيد الدولة في أولها قوة إلى قوتها

- ‌الفصل السابع عشر في أطوار الدولة واختلاف أحوالها وخلق أهلها باختلاف الأطوار

- ‌الفصل الثامن عشر في أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتها في أصلها

- ‌الفصل التاسع عشر في استظهار صاحب الدولة على قومه وأهل عصبيته بالموالي والمصطنعين

- ‌الفصل العشرون في أحوال الموالي والمصطنعين في الدول

- ‌الفصل الحادي والعشرون فيما يعرض في الدول من حجر السلطان والاستبداد عليه

- ‌الفصل الثاني والعشرون في ان المتغلبين على السلطان لا يشاركونه في اللقب الخاص بالملك

- ‌الفصل الثالث والعشرون في حقيقة الملك وأصنافه

- ‌الفصل الرابع والعشرون في أن إرهاف الحد مضرّ بالملك ومفسد له في الأكثر

- ‌الفصل الخامس والعشرون في معنى الخلافة والإمامة

- ‌الفصل السادس والعشرون في اختلاف الأمة في حكم هذا المنصب وشروطه

- ‌الفصل السابع والعشرون في مذاهب الشيعة في حكم الإمامة

- ‌الفصل الثامن والعشرون في انقلاب الخلافة إلى الملك

- ‌الفصل التاسع والعشرون في معنى البيعة

- ‌الفصل الثلاثون في ولاية العهد

- ‌وعرض هنا أمور تدعو الضّرورة إلى بيان الحقّ فيها

- ‌فالأول منها ما حدث في يزيد من الفسق أيّام خلافته

- ‌والأمر الثّاني هو شأن العهد مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وما تدّعيه الشّيعة من وصيّته لعليّ رضي الله عنه

- ‌والأمر الثّالث شأن الحروب الواقعة في الإسلام بين الصّحابة والتّابعين

- ‌الفصل الحادي والثلاثون في الخطط الدينية الخلافية

- ‌فأمّا إمامة الصّلاة

- ‌وأمّا الفتيا

- ‌وأمّا القضاء

- ‌العدالة:

- ‌الحسبة والسكة

- ‌الفصل الثاني والثلاثون في اللقب بأمير المؤمنين وانه من سمات الخلافة وهو محدث منذ عهد الخلفاء

- ‌الفصل الثالث والثلاثون في شرح اسم البابا والبطرك في الملة النصرانية واسم الكوهن عند اليهود

- ‌الفصل الرابع والثلاثون في مراتب الملك والسلطان والقابها

- ‌ الوزارة

- ‌الحجابة:

- ‌ديوان الأعمال والجبايات

- ‌ديوان الرسائل والكتابة

- ‌الشرطة:

- ‌قيادة الأساطيل:

- ‌الفصل الخامس والثلاثون في التفاوت بين مراتب السيف والقلم في الدول

- ‌الفصل السادس والثلاثون في شارات الملك والسلطان الخاصة به

- ‌الآلة:

- ‌السرير:

- ‌السكة:

- ‌مقدار الدرهم والدينار الشرعيين

- ‌الخاتم

- ‌الطراز:

- ‌الفساطيط والسياج

- ‌المقصورة للصلاة والدعاء في الخطبة

- ‌الفصل السابع والثلاثون في الحروب ومذاهب الأمم وترتيبها

- ‌الفصل الثامن والثلاثون في الجباية وسبب قلتها وكثرتها

- ‌الفصل التاسع والثلاثون في ضرب المكوس أواخر الدولة

- ‌الفصل الأربعون في أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا ومفسدة للجباية

- ‌الفصل الحادي والأربعون في أن ثروة السلطان وحاشيته إنما تكون في وسط الدولة

- ‌فصل:

- ‌الفصل الثاني والأربعون في أن نقص العطاء من السلطان نقص في الجباية

- ‌الفصل الثالث والأربعون في أن الظلم مؤذن بخراب العمران

- ‌فصل:

- ‌الاحتكار:

- ‌الفصل الرابع والأربعون في أن الحجاب كيف يقع في الدول وفي أنه يعظم عند الهرم

- ‌الفصل الخامس والأربعون في انقسام الدولة الواحدة بدولتين

- ‌الفصل السادس والأربعون في أن الهرم إذا نزل بالدولة لا يرتفع

- ‌الفصل السابع والأربعون في كيفية طروق الخلل للدولة

- ‌الفصل الثامن والأربعين فصل في اتساع الدولة أولا إلى نهايته ثم تضايقه طورا بعد طور إلى فناء الدولة واضمحلالها [1]

- ‌الفصل التاسع والأربعون في حدوث الدولة وتجددها كيف يقع

- ‌الفصل الخمسون في ان الدولة المستجدة إنما تستولي على الدولة المستقرة بالمطاولة لا بالمناجزة

- ‌الفصل الحادي والخمسون في وفور العمران اخر الدولة وما يقع فيها من كثرة الموتان والمجاعات

- ‌الفصل الثاني والخمسون في أن العمران البشري لا بد له من سياسة ينتظم بها أمره

- ‌الفصل الثالث والخمسون في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك

- ‌الفصل الرابع والخمسون في ابتداء الدول والأمم وفي الكلام على الملاحم والكشف عن مسمى الجفر

- ‌الباب الرابع من الكتاب الأول في البلدان والأمصار وسائر العمران وما يعرض في ذلك من الأحوال وفيه سوابق ولواحق

- ‌الفصل الأول في أن الدول من المدن والأمصار وأنها إنما توجد ثانية عن الملك

- ‌الفصل الثاني في أن الملك يدعو إلى نزول الأمصار

- ‌الفصل الثالث في أن المدن العظيمة والهياكل المرتفعة إنما يشيدها الملك الكثير

- ‌الفصل الرابع في أن الهياكل العظيمة جدا لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة

- ‌الفصل الخامس فيما تجب مراعاته في أوضاع المدن وما يحدث إذا غفل عن المراعاة

- ‌الفصل السادس في المساجد والبيوت العظيمة في العالم

- ‌الفصل السابع في أن المدن والأمصار بإفريقية والمغرب قليلة

- ‌الفصل الثامن في أن المباني والمصانع في الملة الإسلامية قليلة بالنسبة إلى قدرتها وإلى من كان قبلها من الدول

- ‌الفصل التاسع في أن المباني التي كانت تختطها العرب يسرع إليها الخراب إلا في الأقل

- ‌الفصل العاشر في مبادي الخراب في الأمصار

- ‌الفصل الحادي عشر في ان تفاضل الأمصار والمدن في كثرة الرزق لأهلها ونفاق الأسواق إنما هو في تفاضل عمرانها في الكثرة والقلة

- ‌الفصل الثاني عشر في أسعار المدن

- ‌الفصل الثالث عشر في قصور أهل البادية عن سكنى المصر الكثير العمران

- ‌الفصل الرابع عشر في أن الأقطار في اختلاف أحوالها بالرفه والفقر مثل الأمصار

- ‌الفصل الخامس عشر في تأثل العقار والضياع في الأمصار وحال فوائدها ومستغلاتها

- ‌الفصل السادس عشر في حاجات المتمولين من أهل الأمصار إلى الجاه والمدافعة

- ‌الفصل السابع عشر في أن الحضارة في الأمصار من قبل الدول وأنها ترسخ باتصال الدولة ورسوخها

- ‌الفصل الثامن عشر في أن الحضارة غاية العمران ونهاية لعمره وانها مؤذنة بفساده

- ‌الفصل التاسع عشر في أن الأمصار التي تكون كراسي للملك تخرب بخراب الدولة وانقراضها

- ‌الفصل العشرون في اختصاص بعض الأمصار ببعض الصنائع دون بعض

- ‌الفصل الحادي والعشرون في وجود العصبية في الأمصار وتغلب بعضهم على بعض

- ‌الفصل الثاني والعشرون في لغات أهل الأمصار

- ‌الباب الخامس من الكتاب الأول في المعاش ووجوبه من الكسب والصنائع وما يعرض في ذلك كله من الأحوال وفيه مسائل

- ‌الفصل الأول في حقيقة الرزق والكسب وشرحهما وان الكسب هو قيمة الأعمال البشرية

- ‌الفصل الثاني في وجوه المعاش وأصنافه ومذاهبه

- ‌الفصل الثالث في أن الخدمة ليست من الطبيعي

- ‌الفصل الرابع في ابتغاء الأموال من الدفائن والكنوز ليس بمعاش طبيعي

- ‌الفصل الخامس في أن الجاه مفيد للمال

- ‌الفصل السادس في أن السعادة والكسب إنما يحصل غالبا لأهل الخضوع والتملق وان هذا الخلق من أسباب السعادة

- ‌الفصل السابع في أن القائمين بأمور الدين من القضاء والفتيا والتدريس والإمامة والخطابة والأذان ونحو ذلك لا تعظم ثروتهم في الغالب

- ‌الفصل الثامن في أن الفلاحة من معاش المتضعين وأهل العافية من البدو

- ‌الفصل التاسع في معنى التجارة ومذاهبها وأصنافها

- ‌الفصل العاشر في أي أصناف الناس يحترف بالتجارة وأيهم ينبغي له اجتناب حرفها

- ‌الفصل الحادي عشر في أن خلق التجار نازلة عن خلق الأشراف والملوك

- ‌الفصل الثاني عشر في نقل التاجر للسلع

- ‌الفصل الثالث عشر في الاحتكار

- ‌الفصل الرابع عشر في أن رخص الأسعار مضر بالمحترفين بالرخص

- ‌الفصل الخامس عشر في أن خلق التجارة نازلة عن خلق الرؤساء وبعيدة من المروءة

- ‌الفصل السادس عشر في أن الصنائع لا بد لها من العلم [2]

- ‌الفصل السابع عشر في أن الصنائع إنما تكمل بكمال العمران الحضري وكثرته

- ‌الفصل الثامن عشر في أن رسوخ الصنائع في الأمصار إنما هو برسوخ الحضارة وطول أمده

- ‌الفصل التاسع عشر في أن الصنائع إنما تستجاد وتكثر إذا كثر طالبها

- ‌الفصل العشرون في أن الأمصار إذا قاربت الخراب انتقضت منها الصنائع

- ‌الفصل الحادي والعشرون في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع

- ‌الفصل الثاني والعشرون فيمن حصلت له ملكة في صناعة فقل أن يجيد بعد في ملكة أخرى

- ‌الفصل الثالث والعشرون في الإشارة إلى أمهات الصنائع

- ‌الفصل الرابع والعشرون في صناعة الفلاحة

- ‌الفصل الخامس والعشرون في صناعة البناء

- ‌الفصل السادس والعشرون في صناعة النجارة

- ‌الفصل السابع والعشرون في صناعة الحياكة والخياطة

- ‌الفصل الثامن والعشرون في صناعة التوليد

- ‌الفصل التاسع والعشرون في صناعة الطب وانها محتاج إليها في الحواضر والأمصار دون البادية

- ‌الفصل الثلاثون في أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية

- ‌الفصل الحادي والثلاثون في صناعة الوراقة

- ‌الفصل الثاني والثلاثون في صناعة الغناء

- ‌الفصل الثالث والثلاثون في أن الصنائع تكسب صاحبها عقلا وخصوصا الكتابة والحساب

- ‌الباب السادس من الكتاب الأول في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه وسائر وجوهه وما يعرض في ذلك كله من الأحوال وفيه مقدمة ولواحق

- ‌فالمقدّمة في الفكر الإنسانيّ

- ‌الفصل الأول في أن العلم والتعليم طبيعي في العمران البشري

- ‌الفصل الثاني في أن التعليم للعلم من جملة الصنائع

- ‌الفصل الثالث في ان العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة

- ‌الفصل الرابع في أصناف العلوم الواقعة في العمران لهذا العهد

- ‌الفصل الخامس في علوم القرآن من التفسير والقراءات

- ‌وأمّا التفسير

- ‌الفصل السادس في علوم الحديث

- ‌الفصل السابع في علم الفقه وما يتبعه من الفرائض

- ‌الفصل الثامن في علم الفرائض

- ‌الفصل التاسع في أصول الفقه وما يتعلق به من الجدل والخلافيات

- ‌وأما الخلافات

- ‌وأما الجدال

- ‌الفصل العاشر في علم الكلام

- ‌الفصل الحادي عشر في أن عالم الحوادث الفعلية إنما يتم بالفكر

- ‌الفصل الثاني عشر في العقل التجريبي وكيفية حدوثه [1]

- ‌الفصل الثالث عشر في علوم البشر وعلوم الملائكة

- ‌الفصل الرابع عشر في علوم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌الفصل الخامس عشر في أن الإنسان جاهل بالذات عالم بالكسب

- ‌الفصل السادس عشر في كشف الغطاء عن المتشابه من الكتاب والسنة وما حدث لأجل ذلك من طوائف السنّية والمبتدعة في الاعتقادات

- ‌الفصل السابع عشر في علم التصوّف

- ‌تذييل:

- ‌الفصل الثامن عشر في علم تعبير الرؤيا

- ‌الفصل التاسع عشر في العلوم العقلية وأصنافها

- ‌الفصل العشرون في العلوم العددية

- ‌ومن فروع علم العدد صناعة الحساب

- ‌ ومن فروعه الجبر والمقابلة

- ‌ ومن فروعه أيضا المعاملات

- ‌ ومن فروعه أيضا الفرائض

- ‌الفصل الحادي والعشرون في العلوم الهندسية

- ‌ومن فروع هذا الفن الهندسة المخصوصة بالأشكال الكروية والمخروطات

- ‌ ومن فروع الهندسة المساحة

- ‌ المناظرة من فروع الهندسة

- ‌الفصل الثاني والعشرون في علم الهيئة

- ‌ومن فروعه علم الأزياج [1]

- ‌الفصل الثالث والعشرون في علم المنطق

- ‌الفصل الرابع والعشرون في الطبيعيات

- ‌الفصل الخامس والعشرون في علم الطب

- ‌الفصل السادس والعشرون في الفلاحة

- ‌الفصل السابع والعشرون في علم الإلهيات

- ‌الفصل الثامن والعشرون في علوم السحر والطلسمات

- ‌الفصل التاسع والعشرون علم أسرار الحروف

- ‌الكلام على استخراج نسبة الأوزان وكيفياتها ومقادير المقابل منها وقوة الدرجة المتميزة بالنسبة إلى موضع المعلق من امتزاج طبائع وعلم طب أو صناعة الكيميا

- ‌الطب الروحانيّ

- ‌مطاريح الشعاعات في مواليد الملوك وبنيهم

- ‌الانفعال الروحانيّ والانقياد الرباني

- ‌مقامات المحبة وميل النفوس والمجاهدة والطاعة والعبادة وحب وتعشق وفناء الفناء وتوجه ومراقبة وخلة وأئمة

- ‌فصل في المقامات للنهاية

- ‌الوصية والتختم والإيمان والإسلام والتحريم والاهلية

- ‌كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة العالم بحول الله منقولا عمن لقيناه من القائمين عليها

- ‌2- فصل في الاطلاع على الأسرار الخفية من جهة الارتباطات الحرفية

- ‌فصل في الاستدلال على ما في الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية

- ‌الفصل الثلاثون في علم الكيمياء

- ‌الفصل الحادي والثلاثون في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها

- ‌الفصل الثاني والثلاثون في إبطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها

- ‌الفصل الثالث والثلاثون في انكار ثمرة الكيميا واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها

- ‌الفصل الرابع والثلاثون في أن كثرة التآليف في العلوم عائقة عن التحصيل

- ‌الفصل الخامس والثلاثون في المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف والغاء ما سواها

- ‌الفصل السادس والثلاثون في أن كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم

- ‌الفصل السابع والثلاثون في وجه الصواب في تعليم العلوم وطريق إفادته

- ‌الفصل الثامن والثلاثون في أن العلوم الإلهية لا توسع فيها الأنظار ولا تفرع المسائل

- ‌الفصل التاسع والثلاثون في تعليم الولدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه

- ‌الفصل الأربعون في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم

- ‌الفصل الحادي والأربعون في أن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم

- ‌الفصل الثاني والأربعون في أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها

- ‌الفصل الثالث والأربعون في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم

- ‌الفصل الرابع والأربعون في أن العجمة إذا سبقت إلى اللسان قصرت بصاحبها في تحصيل العلوم عن أهل اللسان العربيّ

- ‌الفصل الخامس والأربعون في علوم اللسان العربيّ

- ‌ علم النّحو

- ‌علم اللغة

- ‌علم البيان

- ‌علم الأدب

- ‌الفصل السادس والأربعون في أن اللغة ملكة صناعية

- ‌الفصل السابع والأربعون في أن لغة العرب لهذا العهد مستقلة مغايرة للغة مضر وحمير

- ‌الفصل الثامن والأربعون في أن لغة أهل الحضر والأمصار لغة قائمة بنفسها للغة مضر

- ‌الفصل التاسع والأربعون في تعليم اللسان المضري

- ‌الفصل الخمسون في أن ملكة هذا اللسان غير صناعة العربية ومستغنية عنها في التعليم

- ‌الفصل الواحد والخمسون في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان وتحقيق معناه وبيان أنه لا يحصل للمستعربين من العجم

- ‌الفصل الثاني والخمسون في أن أهل الأمصار على الإطلاق قاصرون في تحصيل هذه الملكة اللسانية التي تستفاد بالتعليم ومن كان منهم أبعد عن اللسان العربيّ كان حصولها له أصعب وأعسر

- ‌الفصل الثالث والخمسون في انقسام الكلام إلى فني النظم والنثر

- ‌الفصل الرابع والخمسون في أنه لا تتفق الإجادة في فني المنظوم والمنثور معا إلا للأقل

- ‌الفصل الخامس والخمسون في صناعة الشعر ووجه تعلمه

- ‌الفصل السادس والخمسون في أن صناعة النظم والنثر إنما هي في الألفاظ لا في المعاني

- ‌الفصل السابع والخمسون في أن حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ وجودتها بجودة المحفوظ

- ‌الفصل الثامن والخمسون في بيان المطبوع من الكلام والمصنوع وكيف جودة المصنوع أو قصوره

- ‌الفصل التاسع والخمسون في ترفع أهل المراتب عن انتحال الشعر

- ‌الفصل الستون في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد

- ‌(الموشحات والأزجال للأندلس)

- ‌الموشحات والأزجال في المشرق

- ‌خاتمة

الفصل: ‌الفصل الستون في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد

‌الفصل الستون في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد

اعلم أنّ الشّعر لا يختصّ باللّسان العربيّ فقط بل هو موجود في كلّ لغة سواء كانت عربيّة أو عجميّة وقد كان في الفرس شعراء وفي يونان كذلك وذكر منهم أرسطو في كتاب المنطق أو ميروس الشّاعر وأثنى عليه. وكان في حمير أيضا شعراء متقدّمون. ولمّا فسد لسان مضر ولغتهم الّتي دوّنت مقاييسها وقوانين إعرابها وفسدت اللّغات من بعد بحسب ما خالطها ومازجها من العجمة فكانت تحيل [1] العرب بأنفسهم لغة خالفت لغة سلفهم من مضر في الإعراب جملة وفي كثير من الموضوعات اللّغويّة وبناء الكلمات. وكذلك الحضر أهل الأمصار نشأت فيهم لغة أخرى خالفت لسان مضر في الإعراب وأكثر الأوضاع والتّصاريف وخالفت أيضا لغة الجيل من العرب لهذا العهد. واختلفت هي في نفسها بحسب اصطلاحات أهل الآفاق فلأهل الشّرق وأمصاره لغة غير لغة أهل المغرب وأمصاره وتخالفهما أيضا لغة أهل الأندلس وأمصاره. ثمّ لمّا كان الشّعر موجودا بالطّبع في أهل كلّ لسان لأنّ الموازين على نسبة واحدة في أعداد المتحرّكات والسّواكن وتقابلها موجودة في طباع البشر فلم يهجر الشّعر بفقدان لغة واحدة وهي لغة مضر الّذين كانوا فحوله وفرسان ميدانه حسبما اشتهر بين أهل الخليقة. بل كلّ جيل وأهل كلّ لغة من العرب المستعجمين والحضر أهل الأمصار يتعاطون منه ما يطاوعهم في انتحاله ورصف بنائه على مهيع كلامهم. فأمّا العرب أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيقرضون الشّعر لهذا العهد في سائر الأعاريض على ما كان عليه سلفهم المستعربون ويأتون منه بالمطوّلات مشتملة

[1] وفي نسخة أخرى: لجيل.

ص: 805

على مذاهب الشّعر وأغراضه من النّسيب والمدح والرّثاء والهجاء ويستطردون في الخروج من فنّ إلى فنّ في الكلام. وربّما هجموا على المقصود لأوّل كلامهم وأكثر ابتدائهم في قصائدهم باسم الشّاعر ثمّ بعد ذلك ينسبون. فأهل أمصار المغرب من العرب يسمّون هذه القصائد بالأصمعيّات نسبة إلى الأصمعيّ راوية العرب في أشعارهم. وأهل المشرق من العرب يسمّون هذا النّوع من الشّعر بالبدويّ والحورانيّ والقيسيّ. وربّما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على طريقة الصّناعة الموسيقيّة. ثمّ يغنّون به ويسمّون الغناء به باسم الحورانيّ نسبة إلى حوران من أطراف العراق والشّام وهي من منازل العرب البادية ومساكنهم إلى هذا العهد.

ولهم فنّ آخر كثير التّداول في نظمهم يجيئون به معصّبا على أربعة أجزاء يخالف آخرها الثّلاثة في رويّه ويلتزمون القافية الرّابعة في كلّ بيت إلى آخر القصيدة شبيها بالمربّع والمخمّس الّذي أحدثه المتأخّرون من المولّدين. ولهؤلاء العرب في هذا الشّعر بلاغة فائقة وفيهم الفحول والمتأخّرون والكثير من المنتحلين للعلوم لهذا العهد وخصوصا علم اللّسان يستنكر صاحبها هذه الفنون الّتي لهم إذا سمعها ويمجّ نظمهم إذا أنشد ويعتقد أنّ ذوقه إنّما نبا عنها لاستهجانها وفقدان الإعراب منها. وهذا إنّما أتى من فقدان الملكة في لغتهم فلو حصلت له ملكة من ملكاتهم لشهد له طبعه وذوقه ببلاغتها إن كان سليما من الآفات في فطرته ونظره وإلّا فالإعراب لا مدخل له في البلاغة إنّما البلاغة مطابقة الكلام للمقصود ولمقتضى الحال من الوجود فيه سواء كان الرّفع دالّا على الفاعل والنّصب دالّا على المفعول أو بالعكس وإنّما يدلّ على ذلك قرائن الكلام كما هو في لغتهم هذه. فالدّلالة بحسب ما يصطلح عليه أهل الملكة فإذا عرف اصطلاح في ملكة واشتهر صحّة الدّلالة وإذا طابقت تلك الدّلالة المقصود ومقتضى الحال صحّت البلاغة ولا عبرة بقوانين النّحاة في ذلك. وأساليب الشّعر وفنونه موجودة في أشعارهم هذه ما عدا حركات الإعراب في أواخر الكلم فإنّ غالب كلماتهم موقوفة الآخر. ويتميّز

ص: 806

عندهم الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر بقرائن الكلام لا بحركات الإعراب.

فمن أشعارهم على لسان الشّريف بن هاشم يبكي الجازية بنت سرحان، ويذكر ظعنها مع قومها إلى المغرب:

قال الشريف ابن هاشم علي

ترى كبدي حرّى شكت من زفيرها

يغزّ للإعلام أين ما رأت خاطري

يردّ غلام البدو يلوي عصيرها

وماذا شكاة الروح مما طرا لها

عداة وزائغ تلف الله خبيرها

يحسّ إن قطاع عامر ضميرها

طوى وهند جافي ذكيرها

وعادت كما خوارة في يد غاسل

على مثل شوك الطلح عقدوا يسيرها

تجابذوها اثنين والنزع بينهم

على شوك لعه والبقايا جريرها

وباتت دموع العين ذارفات لشأنها

شبيه دوّار السواني يديرها

تدارك منها النجم حذرا وزادها

مرون يجي متراكبا من صبيرها

يصبّ من القيعان من جانب الصّفا

عيون ولجاز البرق في غزيرها

هذا الغنى حتى تسابيت غزوة

ناضت من بغداد حتى فقيرها

ونادى المنادي بالرحيل وشدّوا

وعرج عاريها على مستعيرها

وشدّ لها الأدهم دياب بن غانم

على أيدين ماضي وليد مقرب ميرها

وقال لهم حسن بن سرحان غرّبوا

وسوقوا النجوع إن كان أنا هو غفيرها

ويركض وبيده شهامه بالتسامح

وباليمين لا يجدوا في مغيرها

غدرني زيان السيح من عابس

وما كان يرضى زين حمير وميرها

غدرني وهو زعما صديقي وصاحبي

وأناليه ما من درقتي ما يديرها

ورجع يقول لهم بلال بن هاشم

بحر البلاد العطشى ما بخيرها

حرام علي باب بغداد وأرضها

داخل ولا عائد ركيزه من نعيرها

تصدف روحي عن بلاد ابن هاشم

على الشمس أو حول الغظامن هجيرها

ص: 807

وباتت نيران العذارى قوادح

بلوذ وبجرجان يشدوا أسيرها

ومن قولهم في رثاء أمير زناتة أبي سعدى اليفرني مقارعهم بإفريقية وأرض الزاب ورثاؤهم له على جهة التهكّم:

تقول فتاة الحيّ [1] سعدى وهاضها

لها في ظعون الباكرين عويل

أيا سائلي عن قبر الزناتي خليفة

خذ النعت مني لا تكون هبيل

تراه يعالي وادي ران وفوقه

من الربط عيساوي بناه طويل

أراه يميل النور من شارع النقا

به الواد شرقا واليراع دليل

أيا لهف كبدي على الزناتي خليفة

قد كان لأعقاب الجياد سليل

قتيل فتى الهيجا دياب بن غانم

جراحة كأفواه المزاد تسيل

أيا جائزا مات الزناتي خليفة

لا ترحل إلا أن يريد رحيل

ألا واش رحّلنا ثلاثين مرة

وعشرا وستا في النهار قليل

ومن قولهم على لسان الشّريف بن هاشم يذكر عتابا وقع بينه وبين ماضي بن مقرب:

تبدّى ماضي الجبار وقال لي

أشكر ما نحنا عليك رضاش

أشكر أعد ما بقي ودّ بيننا

ورانا عريب عربا لابسين نماش

نحن غدينا نصدفو ما قضى لنا

كما صادفت طعم الزباد طشاش

أشكر أعد إلى يزيد ملامه

ليحدو ومن عمر بلاده عاش

ان كان نبت الشوك يلقح بأرضكم

هنا العرب ما زدنا لهن صياش

ومن قولهم في ذكر رحلتهم إلى الغرب وغلبهم زناتة عليه:

وأيّ جميل ضاع لي في الشريف بن هاشم

وأي رجال ضاع قبلي جميلها

[1] كذا. وفي ب: نقاة الخلد:

ص: 808

لقد كنت أنا وياه في زهو بيتنا

عناني بحجة ما غباني دليلها

وعدت كأني شارب من مدامة

من الخمر فهو ما قدر من يميلها

أو مثل شمطامات مظنون كبدها

غريبا وهي مدوّخه عن قبيلها

أتاها زمان السوء حتى تدوّحت

وهي بين عربا غافلا عن نزيلها

كذلك أنا مما لحاني من الوجى

شاكي بكبد باديتها زعيلها

وأمرت قومي بالرحيل وبكّروا

وقوّوا وشدّاد الحوايا حميلها

قعدنا سبعة أيام محبوس نجعنا

والبدو ما ترفع عمود يقيلها

نظلّ على حداب الثنايا نوازي

يظل الجرى فوق النضا ونصيلها

ومن شعر سلطان بن مظفّر بن يحيى من الزواودة [1] أحد بطون رياح وأهل الرئاسة فيهم، يقولها وهو معتقل بالمهديّة في سجن الأمير أبي زكريّا بن أبي حفص أوّل ملوك إفريقية من الموحّدين:

يقول وفي بوح الدجا بعد وهنة

حرام على أجفان عيني منامها

يا من لقلب حالف الوجد والأسى

وروح هيامي طال ما في سقامها

حجازية بدوية عربية

عداوية ولها بعيد مرامها

مولعة بالبدو لا تألف القرى

سوى عانك الوعسا يؤتي خيامها

غيات ومشتاها بها كل شتوة

ممحونة بيها وبيها صحيح غرامها

ومر باها عشب الأراضي من الحيا

يواتي من الخور الخلايا جسامها

تشوق شوق العين مما تداركت

عليها من السحب السواري عمامها

وماذا بكت بالما وماذا تناحطت

عيون غرار المزن عذبا حمامها

كأنّ عروس البكر لاحت ثيابها

عليها ومن نور الأقاحي خزامها

فلاة ودهنا واتساع ومنة

ومرعى سوى ما في مراعي نعامها

ومشروبها من مخض ألبان شولها

غنيم ومن لحم الجوازي طعامها

[1] كذا. وفي نسخة: الدواودة.

ص: 809

تفانت عن الأبواب والموقف الّذي

يشيب الفتى مما يقاسي زحامها

سقى الله ذا الوادي المشجر بالحيا

وبلا ويحيى ما بلي من رمامها

فكافأتها بالودّ مني وليتني

ظفرت بأيام مضت في ركامها

ليالي أقواس الصبا في سواعدي

إذا قمت لم تحظ من أيدي سهامها

وفرسي عديد تحت سرجي مشاقة

زمان الصبا سرجا وبيدي لجامها

وكم من رداح أسهرتني ولم أرى

من الخلق أبهى من نظام ابتسامها

وكم غيرها من كاعب مرجحنة

مطرّزة الأجفان باهي وشامها

وصفقت من وجدي عليها طريجة

بكفي ولم ينسى جداها ذمامها

ونار بخطب الوجد توهج في الحشا

وتوهج لا يطفأ من الماء ضرامها

أيا من وعدتي الوعد هذا إلى متى

فني العمر في دار عماني ظلامها

ولكن رأيت الشمس تكسف ساعة

ويغمى عليها ثم يبدأ غيامها

بنود ورايات من السعد أقبلت

إلينا بعون الله يهفو علامها

أرى في الفلا بالعين أظعان عزوتي

ورمحي على كتفي وسيري أمامها

بجرعا عتاق النوق من فوق شامس

أحب بلاد الله عندي حشامها

إلى منزل بالجعفرية للّوى

مقيم بها ما لذ عندي مقامها

ونلقى سراة من هلال بن عامر

يزيل الصدا والغل عني سلامها

بهم تضرب الأمثال شرقا ومغربا

إذا قاتلوا قوما سريع انهزامها

عليهم ومن هو في حمامهم تحية

مدى الدهر ما غنى يفينا حمامها

فدع ذا ولا تأسف على سالف مضى

فذي الدنيا ما دامت لأحد دوامها

ومن أشعار المتأخّرين منهم قول خالد بن حمزة بن عمر، شيخ الكعوب، من أولاد أبي اللّيل، يعاتب أقتالهم أولاد مهلهل ويجيب شاعرهم شبل بن مسكيانة بن مهلهل، عن أبيات فخر عليهم فيها بقومه:

يقول وذا قول المصاب الّذي نشا

قوارع قيعان يعاني صعابها

ص: 810

يريح بها حادي المصاب إذا سعى فنونا من إنشاد القوافي عذابها محيرة مختارة من نشادها تحدّى بها تام الوشا ملتهابها مغربلة عن ناقد في غضونها محكمة القيعان دأبي ودأبها وهيض بتذكاري لها يا ذوي الندى قوارع من شبل وهذي جوابها اشبل جنينا من حباك طرائفا فراح يريح الموجعين الغنا بها فخرت ولم تقصر ولا أنت عادم سوى قلت في جمهورها ما أعابها لقولك في أمّ المتين بن حمزة وحامي حماها عاديا في حرابها أما تعلم أنه قامها بعد ما لقي رصاص بني يحيى وغلاق دأبها شهابا من أهل الأمر يا شبل خارق وهل ريت من جا للوغى واصطلى بها سواها طفاها أضرمت بعد طفيه وأثنى طفاها جاسرا لا يهابها وأضرمت بعد الطفيتين ألن صحت لفاس إلى بيت المنى يقتدى بها وبان لوالي الأمر في ذا انشحابها فصار وهي عن كبر الاسنة تهابها كما كان هو يطلب على ذا تجنبت رجال بني كعب الّذي يتقى بها

ومنها في العتاب:

وليدا تعاتبتوا أنا أغنى لأنني

غنيت بمعلاق الثنا واغتصابها

عليّ ونا ندفع بها كل مبضع

بأسياف ننتاش العدا من رقابها

فإن كانت الأملاك بغت عرائس

علينا بأطراف القنا اختضابها

ولا بعدها الارهاف وذبل

وزرق كالسنة الحناش انسلابها

بني عمنا ما نرتضي الذل غلمه

تسير السبايا والمطايا ركابها

وهي عالما بأنّ المنايا تنيلها

بلا شك والدنيا سريع انقلابها

ومنها في وصف الظعائن:

قطعنا قطوع البيد لا نختشي العدا

فتوق بحوبات مخوف جنابها

ص: 811

ترى العين فيها قل لشبل عرائف

وكلّ مهاة محتظيها ربابها

ترى أهلها غبّ الصباح ان يفلها

بكل حلوب الجوف ما سدّ بابها

لها كل يوم في الأرامي قتائل

ورا الفاجر الممزوج عفو رضابها

ومن قولهم في الأمثال الحكميّة

وطلبك في الممنوع منك سفاهة

وصدّك عمن صدّ عنك صواب

إذا رأيت أناسا يغلقوا عنك بابهم

ظهور المطايا يفتح الله باب

ومن قول شبل يذكر انتساب الكعوب إلى برجم:

لشيب وشبان من أولاد برجم

جميع البرايا تشتكي من ضهادها

ومن قول خالد يعاتب إخوانه في موالاة شيخ الموحّدين أبي محمّد بن تافراكين المستبدّ بحجابة السلطان بتونس على سلطانها مكفولة أبي إسحاق ابن السلطان أبي يحيى وذلك فيما قرب من عصرنا:

يقول بلا جهل فتى الجود خالد

مقالة قوّال وقال صواب

مقالة حبر ذات ذهن ولم يكن

هريجا ولا فيما يقول ذهاب

تهجست معنا نابها لا لحاجة

ولا هرج ينقاد منه معاب

وكنت بها كبدي وهي نعم صابة

حزينة فكر والحزين يصاب

تفوّهت بادي شرحها عن مآرب

جرت من رجال في القبيل قراب

بني كعب أدنى الأقربين لدّمنا

بني عمّ منهم شائب وشباب

جرى عند فتح الوطن منا لبعضهم

مصافاة ودّ واتّساع جناب

وبعضهم ملنا له عن خصيمه

كما يعلموا قولي يقينه صواب

وبعضهمو مرهوب من بعض ملكنا

جزاعا وفي جوّ الضمير كتاب

وبعضهمو جانا جريحا تسمحت

خواطر منها للنزيل وهاب

ص: 812

وبعضهمو نظار فينا بسوّة

نقهناه حتى ما عنا به ساب

رجع ينتهي مما سفهنا قبيحه

مرارا وفي بعض المرار يهاب

وبعضهمو شاكي من أوغاد قادر

غلق عنه في أحكام السقائف باب

فصمناه عنه واقتضي منه مورد

على كره مولى البالقي ودياب

ونحن على دافي المدى نطلب العلا

لهم ما حططنا للفجور نقاب

وحزنا حمى وطن بترشيش بعد ما

نفقنا عليها سبقا ورقاب

ومهد من الأملاك ما كان خارجا

على أحكام والي أمرها له ناب

بردع قروم من قروم قبيلنا

بني كعب لاواها الغريم. وطاب

جرينا بهم عن كل تأليف في العدا

وقمنا لهم عن كل قيد مناب

إلى أن عاد من لا كان فيهم بهمة

ربيها وخيراته عليه نصاب

وركبوا السّبايا المثمنات من أهلها

ولبسوا من أنواع الحرير ثياب

وساقوا المطايا يا لشرا لا نسوا له

جماهير ما يغلو بها بجلاب

وكسبوا من أصناف السعايا ذخائر

ضخام لحزات الزمان تصاب

وعادوا نظير البرمكيين قبل ذا

وإلا هلالا في زمان دياب

وكانوا لنا درعا لكل مهمة

إلى أن بان من نار العدوّ شهاب

وخلوا الدار في جنح الظلام ولا اتقوا

ملامه ولا دار الكرام عتاب

كسوا الحي جلباب البهيم لستره

وهم لو دروا لبسوا قبيح جباب

كذلك منهم حانس ما دار النبا

ذهل حلمي ان كان عقله غاب

يظنّ ظنونا ليس نحن بأهلها

تمنى يكن له في السماح شعاب

خطا هو ومن واتاه في سوء ظنه

بالاثبات من ظنّ القبائح عاب

فوا عزوتي ان الفتى بو محمد

وهوب لآلاف بغير حساب

وبرحت الأوغاد منه ويحسبوا

بروحه ما يحيى بروح سحاب

جروا يطلبوا تحت السحاب شرائع

لقوا كل ما يستاملوه سراب

ص: 813

وهو لو عطى ما كان للرأي عارف

ولا كان في قلة عطاه صواب

وان نحن ما نستاملوا عنه راحة

وانه باسهام التلاف مصاب

وان ما وطا ترشيش يضياق وسعها

عليه ويمشي بالفزوع لزاب

وانه منها عن قريب مفاصل

خنوج عناز هوالها وقباب

وعن فاتنات الطرف بيض غوانج

ربوا خلف استار وخلف حجاب

يتيه إذا تاهوا ويصبوا إذا صبوا

بحسن قوانين وصوت رباب

يضلوه عن عدم اليمين وربّما

يطارح حتى ما كأنّه شاب

بهم حازله زمّه وطوع أوامر

ولذة مأكول وطيب شراب

حرام على ابن تافركين ما مضى

من الودّ إلّا ما بدل بحراب

وان كان له عقل رجيح وفطنة

يلجج في اليم الغريق غراب

وأما البدا لا بدّها من فياعل

كبار إلى أن تبقى الرجال كباب

ويحمي بها سوق علينا سلاعه

ويحمار موصوف القنا وجعاب

ويمسي غلام طالب ريح ملكنا

ندوما ولا يمسي صحيح بناب

أيا واكلين الخبز تبغوا أدامه

غلطتوا أدمتوا في السموم لباب

ومن شعر عليّ بن عمر بن إبراهيم من رؤساء بني عامر لهذا العهد أحد بطون زغبة يعاتب بني عمّه المتطاولين إلى رياسته:

محبرة كالدرّ في يد صانع

إذا كان في سلك الحرير نظام

أباحها منها فيه أسباب ما مضى

وشاء تبارك والضعون تسام

غدامنه لام الحيّ حيين وانشطت

عصاها ولا صبنا عليه حكام

ولكن ضميري يوم بان بهم إلينا

تبرّم على شوك القتاد برام

وإلا كأبراص التهامي قوادح

وبين عواج الكانفات ضرام

والا لكان القلب في يد قابض

أتاهم بمنشار القطيع غشام

لما قلت سما من شقا البين زارني

إذا كان ينادي بالفراق وخام

ص: 814

ألا يا ربوع كان بالأمس عامر

بيحيى وحله والقطين لمام

وغيد تداني للخطأ في ملاعب

دجى الليل فيهم ساهر ونيام

ونعم يشوف الناظرين التحامها

لنا ما بدا من مهرق وكظام

وعرود باسمها ليدعو لسربها

واطلاق من شرب المها ونعام

واليوم ما فيها سوى البوم حولها

ينوح على اطلال لها وخيام

وقفنا بها طورا طويلا نسألها

بعين سخينا والدموع سجام

ولا صحّ لي منها سوى وحش خاطري

وسقمي من أسباب إن عرفت أوهام

ومن بعد ذاتدّى لمنصور بو علي

سلام ومن بعد السلام سلام

وقولوا له يا بو ألوفا كلح رأيكم

دخلتم بحور غامقات دهام

زواخر ما تنقاس بالعود إنما

لها سيلات على الفضا وإكام

ولا قستمو فيها قياسا يدلكم

وليس البحور الطاميات تعام

وعانوا على هلكاتكم في ورودها

من الناس عدمان العقول لئام

أيا غزوة ركبوا الضلالة ولا لهم

قرار ولا دنيا لهن دوام

الا غناهمو لو ترى كيف زايهم

مثل سراب فلاة ما لهن تمام

خلو القنا يبغون في مرقب العلا

مواضع ما هيا لهم بمقام

وحق النبي والبيت وأركانه العلى

ومن زارها في كل دهر وعام

لبرّ الليالي فيه ان طالت الحيا

يذوقون من خمط الكساع مدام

ولا برها تبقى البوادي عواكف

بكل رديني مطرب وحسام

وكل مسافة كالسد إياه عابر

عليها من أولاد الكرام غلام

وكل كميت يكتعص عض نابه

يظل يصارع في العنان لجام

وتحمل بنا الأرض العقيمة مدة

وتولدنا من كل ضيق كظام

بالأبطال والقود الهجان وبالقنا

لها وقت وجنات البدور زحام

أتجحدني وأنا عقيد نقودها

وفي سن رمحي للحروب علام

ص: 815

ونحن كأضراس الموافي بنجعكم

حتى يقاضوا من ديون غرام

متى كان يوم القحط يا مير أبو علي

يلقى سعايا صائرين قدّام

كذلك بو حمو إلى اليسر ابعته

وخلى الجياد العاليات تسام

وخلّ رجالا لا يرى الضيم جارهم

ولا يجمعوا بدهى العدو زفام

ألا يقيموها وعقد بؤسهم

وهم عذر عنه دائما ودوام

وكم ثار طعنها على البدو سابق

ما بين صحاصيح وما بين حسام

فتى ثار قطار الصوى يومنا على

لنا أرض ترك الظاعنين زمام

وكم ذا يجيبوا أثرها من غنيمة

حليف الثنا قشاع كل غيام

وإن جاء خافوه الملوك ووسعوا

غدا طبعه يجدي عليه قيام

عليكم سلام الله من لسن فاهم

ما غنت الورقا وناح حمام

ومن شعر عرب نمر بنواحي حوران لامرأة قتل زوجها فبعثت إلى أحلافه من قيس تغريهم بطلب ثأره تقول:

تقول فتاة الحيّ أمّ سلامه

بعين أراع الله من لا رثى لها

تبيت بطول الليل ما تألف الكرى

موجعة كان الشقا في مجالها

على ما جرى في دارها وبو عيالها

بلحظة عين البين غير حالها

فقدنا شهاب الدين يا قيس كلكم

ونمتوا عن أخذ الثار ماذا مقالها

أنا قلت إذا ورد الكتاب يسرّني

ويبرد من نيران قلبي ذبالها

أيا حين تسريح الذوائب واللحى

وبيض العذارى ما حميتو جمالها

ص: 816