الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على حين ضعف بني عبد المؤمن فحاربهم هو وبنوه حتى استولوا على مراكش وأسسوا الدولة المرينية. وهكذا قضى عبد المؤمن وبنوه على صنهاجة وأحيوا زناتة. فكانت هي القاضية عليهم ولا ايثار بالمعالي.
9 - المسيحية والاسرائلية
كان المسيحيون والاسرائليون بالمغرب من عناصر أجنبية عنه ومن بقي من البربر بعد الاسلام متمسكا باحدى الديانتين تنوسي أصله وصار معدودا من الاجانب. وكانوا يتمتعون بحرية واسعة حتى ظهرت دولة الموحدين.
وكانت الحروب الصليبية يومئذ بالمشرق قائمة على ساق وادعى الموحدون الخلافة. فلعل عبد املؤمن رأى أن يجعل المغرب كجزيرة االعرب لا يجتمع فيه دينان حفظا لمركز الخافة من الدسائس الاجنبية.
قال القفطي في كتابه أخبار العلماء باخبار الحكماء: "نادى عبد المؤمن في ممالكه باخراج اليهود والنصارى. وقدر لهم مدة. ومن أسلم فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ومن بقي على ملته ولم يخرج بعد الاجل فهو في حكم السلطان مستهلك النفس والمال فخرج المخفون وبقي من ثقل ظهره وشح بأهله وماله. فاسر الكفر وأظهر الاسلام والتزم شعاره وجزئياته من صلاة وقراءة" اهـ.
قال ذوماس: "وبتوالي الايام اندمج المسيحيون في عموم جيرانهم المسلمين " اهـ. ويظهر أن اليهود لكثرتهم لم يدمجوا في غيرهم. وكان أبو يوسف المنصور يقول: "لو صح عندي اسلامهم
لتركتهم يختلطون بالمسلمين في أنكحتهم وسائر أمورهم. ولو صح عندي كفرهم لقنلت رجالهم وسبيت ذراريهم وجعلت أموالهم فيأ للمسلمين ولكني متردد في أمرهم. ولم تنعقد عندنا ذمة ليهودي ولا نصراني، منذ قام أمر المصامدة، ولا في جميع بلاد المسلمين بالمغرب بيعة ولا كنيسة. انما اليهود عندنا يظهرون الاسلام ويصلون في المساجد ويقرئون أولادهم القرآن جارين على ملتنا وسنتنا، والله أعلم بما تكنه صدورهم وتحويه بيوتهم " اهـ. نقله صاحب المعجب.
وقال:
"وفي آخر أيام ابي يوسف أمر أن يتميز يهود المغرب بلباس يختصون به. وذلك ثياب كحلية واكمام مفرطة السعة تصل الى قريب من أقدامهم، وبدلا من العمائم كلوتات على أشنع صورة كأنها البراديع تبلغ الى تحت آذانهم فشاع هذا الزي في جميع يهود المغرب ولم يزالوا كذلك لى أن غيره أبو عبد الله الناصر بعد أن توسلوا اليه بكل وسيلة واستشفعوا بكل من يظنون ان شفاعته تنفعهم فأمرهم أبو عبد الله بلبسان ثياب صفر وعمائم صفر، فهم على هذا الزي الى وقتنا هذا وهو سنة 621 " اهـ.
وقد صار الحفصيون يميزون ايضا اليهود بلباس ويسمونه الشكلة، ولم يعد المسيحيون الى المغرب حتى بايع أهل مراكش المأمون وهو باشبيلية سنة 624 فلما توجه الى العاصمة بلغه أنهم نكثوا بيعته فاستعان بالمسيحيين، وجلبهم من الاندلس. وشرط لهم حرية دينهم وأن يبني لهم كنيسة بمراكش نفسها.
قال ذوماس: "وفي أيام ابناء المنصور كان رجال الطرق الكاثوليكية أمثال الفرنسيسكان والدومنيكان يتجولون في المغرب بكل حرية ويعاملون معاملة حسنة ويغشون مجتمعات التجار الاوربيين