الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - مغراوة وبنو زيان
موطن مغراوة شمال وانشريس ووادي شلف الى البحر. ينتهي شرقا الى وادي السبت قرب متيجة وغربا الى البطحاء ناحية نهر مينة. يشتمل على جبال شاهقة وسهول خصبة ومدن عامرة. منها مليانة وواجر شرقيها ومازونة وتنس وبرشك وشرشال.
وغلبوا ايام منديل بن عبد الرحمن على وانشريس ولمدية.
واختطوا قصبة سيرات. وخربوا عمران متيجة. وكان أهلها على ما يحكى يجمعون في ثلاثين مصرا. ثم ظهرت توجين بوانشريس ومليكش والثعالبة بمتيجة. فانقبضوا الى وطنهم القومي.
ولم تفارق مغراوة ورؤساؤها حياة الظعن. فكانوا بداة وأمر المدن الى مشائخ من أعيانها. وربما استبد بعض الشيوخ بمدينته.
ففي سنة 659 استبد بمليانة ابو علي الملياني حتى أخرجه الحفصيون من سنته. وفي سنة 683استبد ببرشك زيري بن حماد المكلاتي المدعو زيرم. وشغلت عنه الدول حتى قتله بنو عبد الواد سنة 708.
وقد دخل العبذري مليانة سنة 689 فكتب عنها ما خلاصته:
" مدينة حصينة مجموعة مختصرة. وليست عن أمهات المدن مقصرة اشرفت من كثب على وادي شلف في روضة جمة الازهار والطرف وفرعت في سفح جبل حمى حماها ان يرام وشرعت في أصل نهر يشفى من الهيام وبها جامع مليح عجيب " اهـ.
ثم أخذ يندب أفول نجم العلم والادب بها بقصيدة على لسان حالها، مطلعها:
زمان لذي عهد الشبيبة قد عسا
…
أعلل فيه النفس علي او عسى
لعل ربوعا من حلاها عواريا
…
تعود لها تلك المفاخر ملبسا
لعل نجوما كنت هالة بدرها
…
ستجلو ظلاما حل افقي فالبسا
وبرشك بين تنس وشرشال. قال الادريسي: " هي مدينة صغيرة على تل بضفة البحر عليها سور تراب. وشرب أهلها من عيون عذبة. وبها فواكه وجمل مزارع وحنطة كثيرة وشعير " اهـ. وقال الدمشقي: " بلدة صغيرة كثيرة الانجاص والتين والعنب الاسود " اهـ.
ومازونة اختطها ابو منديل عبد الرحمن من رؤساء مغراوة سنة 565 قال الادريسي: "هي على ستة اميال من البحر شرقي حوض فروخ بين أجبل ذات أنهار ومزارع وبساتين وأسواق عامرة ومساكن مؤنقة من أحسن البلاد بقعة وأكثرها فواكه والبانا وسمنا وعسلا" اهـ.
وكانت مغراوة كبني عبد الواد على الدعوة المؤمنية حتى وطىء ارضها أبو زكريا الحفصي سنة 632 فبايعته. وخالفت بذلك سياسة عبد الواد. فأوجدت السبيل عليها ليغمراسن بن زيان، ونهض اليها.
فعجزت عن مقاومته. واستصرخت ابا زكريا فأصرخها. واحتل تلمسان سنة 40 فبايعه يغمراسن. وعقد ابو زكريا على مغراوة لرئيسها العباس ابن منديل، ومنحه الاستقلال الداخلي. واتخذ بحضرته الآلة وشارة الملك. ولكن هذه القوة الادبية أم تثبت أمام قوة يغمراسن الحقيقية.
فاجلب على مغراوة حتى استقامت على ولائه. ولم تنتفع ببيعة الحفصيين الذين كانوا في شعل عنها، وانما عقد لها خالد بن ابي زكريا المنتخب- وهو ببجاية- حلفا مع صنهاجة فصار رؤساؤها يلتجئون الى جبال صنهاجة متى غلبوا على بلادهم، وشعرت بضعف فائدة هذه البيعة فحولت وجهها شطر مرين فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولم تكن لسياستها هذه من نتيجة خارجية غير شغل آل زيان، ولا داخلية ىبر تشتيت شملها، فقد لحق كثير من أبطالها بغرناطة مرابطين للجهاد ومنهم من لحق بالحفصيين أو مرين.
ابتدأ يغمراسن حربه لمغراوة بالتضريب بين بني منديل رؤسائها
فقتل عابد وثابت ابنا منديل اخاهما محمدا سنة 662 بالخميس من بسائطهم. فاختلفت كلمة مغراوة بعده. وجاس يغمراسن خلال معاقدهم سنة 66 حتى بلغ متيجة وأمكنه عمر بن منديله من مليانة سنة 68 على ان يعينه على رئاسة قومه. فخرج لاعانته سنة 72 وباع منه عابد وثابت بعد حروب تنس باثني عشر الف دينار. ومات عمر.
واجاز عابد الى الاندلس. وخلا وجه مغراوة لثابت. فاسترجع مليانة وتنس. وغلبه يغمراسن على تنس سنة 81.
وخلف يغمراسن ابنه عثمان. فاثخن في بلاد مغراوة. وملك مازونة سنة 86 وتنس سنة 88 وأعان ثابت سلطان مرين في حصار تلمسان سنة 89 فانتقم منه عثمان خنى ألجأه الى جبال صنهاجة ثم عاد اليها سنة 93حتى الجأه الى برشك، فحاصره بها اربعين يوما، ثم ركب البحر في أهله وولده الى يوسف سلطان مرين، فأكرم مثواه، وقتله بعض مرين سنة 94 فكفل الساطان أهله وولده، وتزوج حافدته، وبقي ابنه محمد أميرا في قومه، ومات بعده بقليل.
واستكانت مغراوة لبني زيان ثم. لمرين أثناء حصارهم الطويل لتلمسان، وبعد تغلبهم عليها، وولي يوسف بن يعقوب منهم عمر بن ويعزن بن منديل ثم ابنه محمدا، وكان راشد بن محمد بن ثابت يأمل من صهره ان يؤثره بامارة قومه، فلما خاب ظنه- كما سيخيب ظن الفضل الحفصي في صهره ابي الحسن- ثار عليه، وملك مازونة سنة 700 وشغل مرين حتى ألحقوه بزواوة سنة 704 وعاد بعد مقتل صهره الى قومه، فأجلاه ابو حمو الاول الى زواوة ايضا سنة 708 فلحق بالجيش الحفصي. وكان ذا مكانة في الدولة لفضل شجاعته وكرم أصله وقتله عبد الرحمن بن خلوف الصنهاجي في ملاحاة بينهما حوالي سنة 711 ولحق ابنه علي بعمته لدى سلاطين مرين.
وبعد واقعة القيروان على ابي الحسن سنة 749 تحالفت مغراوة
وعبد الواد بظاهر تونس على التناصر واحترام الحدود الوطنية، وبايعت مغراوة علي بن راشد فدخل وطنه واخرج عمال مرين من مدنه، ثم خرج ابو ثابت من تلمسان لحرب الناصر بن ابي الحسن سنة 50 وبقتضى المعاهدة ارسل الى علي بن راشد في اجتماع اليد.
فقعد عنه، فلما هزم الناصر نهض الى مغراوة في شوال، وهزمهم بوادي رهيو. وملك مازونة ثم اجتمعوا لحرب ابي الحسن حتى هزموه سنة 51 ثم اجتاز بمغراوة احد بني كمي من عبد الواد، فقتلوه، فاوجدوا السبيل عليهم لابي ثابت. فنهض اليهم فاتح سنة 52 وبقي موافقا لهم حتى ألجأ عليا الى تنس، ودخلها عليه منتصف شعبان، فانتحر، وانتهت به امارة مغراوة ثانيا. وكان علي قد استشفع بابي عنان، فرد ابو ثابت شفاعته، وكان ذلك مما دعاه الى فتح تلمسان، فكان عود دولتي مغراوة وعبد الواد وسقوطهما معا.
وكان لعلي ابن اسمه حمزة نشأ بين ابناء سلاطين مرين، وفي نفسه تشوف لاسترجاع ملك سلفه فلما دخلت مرين تلمسان سنة 72 لحق بقومه، وجدت مرين في حربه حتى قتلته، ثم ولت على مغراوة سنة 74 علي بن هرون بن ثابت بن منديل، وكان وليا لها عدوا لعبد الواد، فبادر ابو حمو الثاني بحربه حتى أجلاه الى جبال صنهاجة، وعاد سنة 75 فحصره ابو تاشفين بن ابي حمو بجبل زاتيمة، واخرجه من ارض مغراوة في ربيع الاول سنة 76 فلحق ببجاية. وركب منها الى فاس. ونامت بعده امارة مغراوة نومها الاخير.
أمراء مغراوة
الامير
…
ولاية
…
نهاية هـ
…
م
…
هـ
العباس بن منديل
…
640
…
1242
…
647
اخوه محمد
…
647
…
1249
…
662
اخوهما عابد
…
662
…
1264
…
672
اخوهم عمر
…
668
…
1269
…
676
اخوهم ثابت
…
676
…
1277
…
694
ابنه محمد
…
694
…
1294
…
694
اخوه علي
…
694
…
1295
…
؟
عمر بن ويعزن
…
699
…
1299
…
700
ابنه محمد
…
700
…
1300
…
707
راشد بن محمد بن ثابت
…
700
…
1300
…
708
ابنه علي
…
749
…
1348
…
752
ابنه حمزة
…
772
…
1370
…
772
علي بن هرون
…
774
…
1372
…
776