الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجع الامير يحي الى قومه بعبد الله بن يس. فأخذ يعلمهم الدين ويأمرهم بالمعروف ويناهم عن المنكر. فثقل عليهم أمره. فهجروه. واعرضوا عن ارشاده. فعزم عبد الله على الذهاب الى السودان. ولكن الامير يحي نبذ امارته وتمسك به واشار عليه بالانعزال في ربوة يحيط بها وادي النيل. فقبل اشارته وذهب هو والامير يحي وسبعة من قدالة الى تلك الربوة. فبنوا بها رابطة للعبادة واخذ الناس يلتحقون بهم حتى اجتمع بها من اشراف صنهاجة نحو ألف رجل ففقههم عبد الله في دينهم. وسماهم المرابطين للزومهم رابطته. ثم أمرهم بالذهاب إلى قومهم لانذارهم ففعلوا. ولكن لم يجدوا أذنا صاغية وقلبا رقيقا.
وفي صفر سنة 434 رفع المرابطون سلاحهم على كل مسلم لم يمتثل أوامر دينه. فحاربوا قدالة ثم لمتونة ثم مسوفة. فاستقاموا على نهج الكتاب والسنة. وتوفي الامير يحي بن ابراهيم القدالي.
فخلفه الامير يحي بن عمر بن ابراهيم اللمتوني ثم أخوه أبو بكر ثم ابن عمهما امير المسلمين يوسف بن تاشفين بن ابراهيم. وهكذا تأسست دولة المرابطين.
وتوفي عبد الله بن يس شهيدا في قتال برغواطة يوم الاحد الرابع والعشرين لجمادى الاولى سنة 541 ودفن هناك. وبني عليه مسجد. وكان متحريا لاكل الحلال. وله فتاوي شاذة ونوادر تدل على شدته في الحق وحسن اعتقاد المرابطين فيه وقوة انقيادهم له.
واوصاهم عند احتضاره بالاتحاد والتعاون على الحق ونبذ الخلاف والتحاسد على الرئاسة.
3 - المرابطون بتلمسان
في سنة 472 بعث يوسف بن تاشفين قائده مزدلي لغزو تلمسان،
في عشرين الفا من المرابطين. فعاث في نواحيها. ثم عاد الى أميره يوسف بمراكش.
وفي سنة 74 نهض يوسف نفسه اليها. وعسكر اليها. وأسس بمعسكره مدينة سماها تاقرارت. ومعناها المحلة. وقد اصبحت من بعد مع تلمسان مدينة واحدة واتخذها المرابطون عاصمة مملكتهم بالوطن الجزائري. وانزلوا الجند بتاقرارت.
فتح يوسف في نهضته هذه تلمسان من ايدي بني يعلي الخزريين ثم وهران وتنس ووانشريس واعمال شلف. وبلغ مدينة الجزائر.
ثم قفل الى مراكش. فدخلها في ربيع الاخير سنة 75.
ولي أمارة تلمسان محمد بن تينعمر المسوفي. واجلب على مملكة بني حماد الغربية. ومات محاصرا للجزائر. فخلفه أخوه تاشفين وحارب الحماديين. ثم صالحهم يوسف بن تاشفين. وعزل تاشفين بن تينعمر بالقائد مزدلي اللمتوني. فلم يزل بها الى أن نقله أمير المسلمين علي بن يوسف الى قرطبة، وبها توفي سنة 508.
عادت امارة تلمسان بعد مزدلي الى مسوفة، وكان منهم بها لاول ظهور الموحدين يحي بن اسحق الملقب انكمار، ووقعت فتنة بين مسوفة ولمتونة، فلحق انكمار وكثير من رجال مسوفة بعبد المؤمن بن علي قبل دخوله المغرب الاوسط، فعادت ولاية تلمسان الى لمتونة ووليها منهم محمد بن يحي ابن فانو.
ولما فتح عبد المؤمن حصون ملوية بعث سريتين احداهما ذهبت مع الساحل الى وهران بقيادة ابن زقو، فقتل القائد، ولم تفتح وهران، والثانية قصدت مديونة وخرج اليها ابن فانو في جنود لمتونة وزناتة، فانخذلت زناتة، وانهزمت لمتونة وقتل ابن فانو، فولي بعده ابو بكر بن مزدلي وعليه انقرضت دولة المرابطين من الجزائر.