الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزائر ووهران ووانشريس. فسرح اليها ابنه الناصر مع يعقوب بن علي وعريف بن يحي. فاطاعته حصين والعطاف والديالم وسويد.
وتجهوا نحو منداس. فلقيهم الزعيم بقومه عبد الواد. وقد أمده ابو عنان بالمال والرجال. فانهزم الناصر على وادي ورك من أرض العطاف آخر ربيع الاول سنة 50 وانقلب الى تونس. وخضع العرب للزعيم فتوجه الى وهران. وقد امتنع بها قائدها عبو بن سعيد بن اجانا حتى مات وخلفه أخوه علي. فدخلها الزعيم عنوة في جمادى الاولى. وعفا عن علي.
وفي شوال خرج ابو الحسن الى الجزائر بحرا. وترك بتونس ابنه ابا الفضل فغرق اسطوله بساحل زواوة. ونجا في بعض رجاله عراة الى جزيرة. فأدركه بعض اجفانه. ولحق بالجزائر. وامد ابو عنان ابا ثابت الزعيم. فخرج في ربيع الاول سنة 51 الى منداس والسرسو وتيطري وحمزة. فاخضعها. وقفل فدخل تلمسان في رجب. ونهض أبو الحسن بعد قفوله. وامامه ابنه الناصر. فاستولى على لمدية ومليانة وتيمزوغت. فاتحدت مغراوة مع عبد الواد. وتكفل الزعيم بلقاء ابي الحسن وعلي بن راشد المغراوي بلقاء الناصر. فالتقى الجمعان بتيغر متين عند شدبونة من وطن شلف في شعبان. فقتل الناصر. ونجا ابو الحسن الى جبل العمور. وأصحر الى سجلماسة.
واستولى الزعيم على الجزائر سنة 52 وصرف من بها من مرين الى فاس. وهكذا عادت الجزائر الى اربابها.
4 - استيلاء أبي عنان على الجزائر
لم يتنازل ابو عنان لأبيه بعد تحقق حياته خشية أن يحرمه ولاية عهده فوصل يده بأمراء تلمسان وبجاية وقسنطينة ليكونوا سدا
دون نفوذ ابيه اليه فلم يخلص اليه الا وهو مهيض الجناح. ولكنه شغل به حتى مات سنة 52 فاستقام له الامر. واستعد لاسترجاع ما استولى عليه أبوه.
ففي سنة 53 زحف الى تلمسان. وكان ابو دينار سليمان بن علي الذوادي مع أبيه ووفد عليه بعد وفاته. فسرحه بين يديه لحشد رياح. وخرج عثمان من تلمسان بجموعه، فكان اللقاء بسهل انكاد في جمادى الاولى، فانهزم بنو عبد الواد. وأسر ابو عنان سلطانهم عثمان، وقتله لما احتل بتلمسان، ونجا اخوه ابو ثابت من المعركة. فاحتمل الحرم وما خف من الذخيرة. ونزل بشلف على مغراوة، وأخذ في الحشد، فسرح له ابو عنان وزيره فارس بن ميمون. فكانت على شلف معركة شديدة في رجب، ثم هزم الوزير ابا ثابت واستولى على معسكره بما فيه من نساء وأموال ودواب، وقصد الجزائر، فخضعت له، وذهب ابو ثابت في فل من أصحابه مشرقا، وجاء ابو عنان الى لمدية، فأرسل الى أمير بجاية يترصده فقبض عليه وعلى ابي زيان ابن اخيه عثمان ووزيرهم يحي بن داود.
وبعثهم الى ابي عنان. فقتلهما في رمضان بتلمسان. واستحيا ابا زيان وانتهت الدولة الثانية لبني عبد الواد. فكانت حياتها على يد أبي حمو الذي نجا الى تونس.
ووفد محمد بن يحي أمير بجاية في شعبان على ابي عناد بلمدية لما بينهما من قديم الود. وطمع ان يعينه على تعنت رعيته. فاشار اليه بتسليم بجاية اليه. فأعين للملأ تسليمه. وكتب الى عامله ببجاية بتمكين عمال أبي عنان منها ولسان حاله يقول مكره اخاك!
وكان الصنهاجيون أهل الشوكة ببجاية. فولى ابو عنان بها عمر بن علي الوطاسي. وبنو وطاس بنتسبون الى يوسفه بن تاشفين
الصنهاجي. فلم ينخدع الصنهاجيون لهذه المجاملة السياسية. وثاروا بالعامل ومن معه من مرين لكن أعيان بجاية خشوا ابا عنان. فاستدعوا عامله بتدلس يحي بن عمر الونكلسني ليقوم بأمرهم ريثما يولي عليهم ابو عنان.
بلغ الخبر ابا عنان. فانهض حاجبه محمد بن أبي عمر في خمسة آلاف فارس في ذي الحجة. وقصدت صنهاجة الى لقاء الحاجب ببني حسن. ثم خامت عن اللقاء ولحق أثافي الفتنة منها بقسنطينة فتونس.
ولقي مشيخة بجاية الحاجب بتكلات. فأشخص أهل الظنة منهم الى ابي عنان بتلمسان. ودخل بجاية في المحرم سنة 54 وسكن الاحوال.
ووفد عليه يوسف بن مزني والذواودة. ورجع بمن وفد عليه من العرب الى تلمسان في جمادى الاولى. قال ابن خلدون:
" وكنت يومئذ في جملتهم. وقد خلع علي الحاجب وحملني واجزل صلتي وضرب لي الفساطيط. فجلس السلطان للوفد واعترض ما جنب له من الجياد والهدية. وكان يوما مشهودا. ثم أسنى جوائز الوفد. واختص يوسف بن مزني ويعقوب بن علي بمزيد البر والكرامة. وائتمرهم في شأن افريقية ومنازلة قسنطينة وانصرف الحاجب بي وبالوفد لاول شعبان " اهـ.
واطلق السلطان يد الحاجب في المال والجيش، وولاه حرب قسنطينة وانزل معه موسى بهن ابرهيم اليرنياني من طبقة الوزراء بقرية بني ورار تحت نظره وفي سنة 55 هزم الحاجب أمير قسنطينة.
وانتهى الى ميلة. فترك بها موسى بن ابرهيم. وتقلب في عمله حتى بلغ المسيلة وهلك ببجاية فاتح سنة 56 فنقل الى تلمسان. وكان حميد السيرة. وجمع له ابو عنان قبل ولاية بجاية بين العلامة والقيادة والحجابة والسفارة وديوان الجند والحساب والقهرمة وسائر
ألقاب دولته وخصوصيات داره. وأصله تميمي كان سلفه بالمهدية.
وانتقلوا الى تونس وتقلبوا في وظائف الدولة. ثم ساءت أحوالهم.
فخرج ابوه الى القل. واتصل بالحاجب ابن غمر بالاعجام. فاستعمله في شهادة الديوان بتدلس. ثم لحق بأبي حمو. فاستعمله على قضاء تلمسان الى أن ملكها أبو الحسن. فعزله وعهد اليه بتأديب ابي عنان فنشأ ابنه محمد هذا مع ابي عنان. وكان ذلك سبب نعمته.
وولي بجاية بعد ابن ابي عمر الوزير عبد الله بن علي بن سعيد الياباني. فلما كانت وقعة وادي القطن على موسى بن ابرهيم اتهمه بالتقصير في امداده. فعزله ابو عنان واعتقله. وولى مكانه يحي بن ميمون بن أمصمود. وخرج بنفسه الى قسنطينة. ففتحها سنة 58 وولى عليها منصور بن خلوف الياياني المريني. وبايعته بونة. وفتح جيشه تونس في رمضان. فطمع في اللحاق بها شأن ابيه. لكنه لم يحسن سياسة العرب وأراد ارتهان ابنائهم على الطاعة وانتزاع اقطاعاتهم، فخالف عليه يعقوب بن علي، وخشيت مرين ان يلحقها معه في دخول افريقية ما لحقها مع ابيه قبل، فانفضت من حوله واضطر الى الرجوع بعدما تم استيلاؤه على الجزائر وكادت قدمه تثبت بتونس وبقية المغرب. فدخل فاسا في ذي الحجة. ومات بها في السنة التالية.
وكان ابو عنان كثيرا ما ينزل بتلمسان. وولى عليها ابنه محمدا المهدي فأخرجه منها ابو حمو الثاني سنة 60 واخرج ابراهيم الثاني الحفصي مرين من بجاية بمساعدة أبي حمو ويعقوب بن علي سنة 61 وافضى أمر مرين الى أبي سالم ابراهيم. فنفض يده من هذه الممالك.
وكتب الى منصور بن خلوف والى قسنطينة بتسليمها الى ابي العباس احمد الحفصي، فسلمها له في رمضان سنة 61 فتم أخراج مرين من