الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - تيهرت العبيدية وزناتة
دخلت تيهرت في حكم العبيديين سنة 296 فجعلوها قاعدة المغرب الاوسط وانتخبوا لها الولاة من أوليائهم. ففتحوا لها سائر المغرب أوسطه وأقصاه. ودخلت وهران في عمل تيهرت لسنة 298.
ووهران حديثة التأسيس يومئذ. قال البكري: "وهي حصينة ذات مياه سائحة وأرحاء ماء وبساتين. ولها مسجد جامع. بناها محمد بن ابي عون وجماعة من الاندلسيين البحريين سنة 290 باتفاق مع نفزة وبني مسقن. وأقاموا بها دعوة الامويين، وفي سنة 97 زحفت إليها قبائل كثيرة يطالبون الاندلسيين باسلام بني مسقن اليهم لدماء كانت بينهم. فأبوا من اسلامهم فحاصروهم ومنعوهم الماء، فخرج بنو مسقن ليلا واستجاروا بازداجة، ثم نجا الاندلسيون بأنفسهم، فتغلب أولئك القبائل على وهران في ذي الحجة واضرموها نارا، ثم عاد أهل وهران اليها سنة 98 بأمر أبي حميد عامل تيهرت، وولى عليهم محمد بن ابي عون، ش ابتدأوا بنيانها في شعبان، فعادت أحسن مما كانت، ولم تزل في عمارة وكمال وزيادة وحسن حال الى أن دخلها يعلى بن محمد بن صالح اليفرني سنة 343 فخربها وحرقها ثانية، وبقيت كذلك سنين، ثم تراجع الناس إليها وبنيت" اهـ.
وقال فيها الادريسي ما ملخصه: "عليها سور من تراب متقن، وبها أسواق مقدرة. وصنائع كثيرة. وتجارات نافقة. ومنها أكثر ميرة أهل ساحل الاندلس. وشرب أهلها من واد يجري اليها من البر. وعليه بساتين وجنات. وأهلها في خصب. يوجد لديهم العسل والسمن والزيت والغنم. والبقر بها رخيصة. وفي أهلها دهقنة وعزة نفس ونخوة " اهـ.
وقد وقعت تيهرت بين مواطن زناتة. وكان سنيهم وخارجهم مخالفين للعبيديين. فاجلبوا عليهم مرارا. واشتهر من رؤسائهم يومئذ محمد بن صالح اليفرني ثم ابنه يعلي. ومحمد بن خزر المغراوي من عقب محمد بن خزر صاحب ادريس. واخوته عبد الله وفلفول ومعبد وابناه الخير وحمزة.
لما توجه ابو عبد الله الشيعي الى سجلماسة لم تدر زناتة وجهته ففرت من طريقه. فلما بلغها أرادت أن تقطع عنه خط الرجعة. فزحفت سنة 97 الى تاهرت وواطأها من أهل المدينة بنو دبوس. فسجنهم عاملها ابو حميد دواس بن صولات اللهيصي الكتامي. بحصن بن بخاتة. ثم قتلوا به.
وتغلب محمد بن خزر على بعض ارباض المدينة. ففر منها دواس الى قلعة ابن حمة. ثم أجلى التيهرتيون زناتة عن مدينتهم واعادوا اليهم عاملهم. ثم ثاروا به سنة 98 فنجا الى حصن ابن بخاتة. وادخلوا محمد بن خزر المدينة ثم خذلوه فانصرف عنهم.
وجاءت جيوش العبيديين. فحاربوا أهل تاهرت ثلاثة أيام ثم دخلوها في صفر سنة 99 وفعلوا بأهلها الافاعيل. وعاد اليها دواس. الى ان صرفه عنها المهدي ثم قتله برقادة.
ولي تاهرت بعد دواس مصالة بن حبوس المكناسي. وهو الذي فتح فاسا. وكانت بينه وبين زناتة حروب. ففي بعض أيامه فصل من جيشه خيلا لبعض النواحي. وبقي في قل. فقصده محمد ابن خزر وقتله في شعبان سنة 312 فولى المهدي مكانه أخاه يصل بن حبوس. فغمرته الثورات. وقصد محمد بن خزر تيهرت سنة 14 فانهزم عنها. واخرج المهدي في أثره موسى بن محمد الكتامي في طائفة من القواد. فدخل محمد ابن خزر الصحراء. وترك أخاه عبد الله مع وجوه رجاله بوادي مطماطة. فحارب موسى بن محمد وانتصر
عليه. ثم أخرج المهدي اسحق بن خليفة وابا عروس في عسكر كتامة. فهزمهم ايضا. ودخلت في ولاية عبد الله بن خزر وطاعة أخيه محمد لماية وما جاورها من القبائل فعظم الخطب على الشيعة.
وفي تاسع صفر سنة 315 بعث المهدي ابنه أبا القاسم في عساكر كتامة ومن انضاف اليهم، ففر ابن خزر في الصحاري على المهاري.
وفتح ابو القاسم بلد مزاتة ومطماطة وهوارة وسائر الاباضية والصفرية. من نواحي تاهرت الى ما وراءها.
وبقي يصل واليا بتيهرت الى أن توفي سنة 319 فخلفه ابنه حميد. وفي هذه السنة تقدم موسى بن ابي العافية المكناسي عامل العبيديين بالمغرب الاقصى. فاخضع لهم تلمسان ووهران والبطحاء وتنس وشرشال. ثم رفضهم. وخطب لبني أمية. فجهز له المهدي حميد بن يصل سنة 321 في عشرين الفا، فانتصر عليه. ثم انقلب هو ايضا أمويا سنة 28 ولم يكن يومئذ واليا بتيهرت.
وتوفي المهدي فخلفه ابنه ابو القاسم محمد القائم. فولى على تيهرت ابا مالك يغمراسن بن ابي شحمة اللهيصي. فثار به أهل المدينة واخرجوه سنة 23 وقدموا على انفسهم ابا القاسم الاحدب بن مصالة ابن حبوس. فنزل عليهم ميسور الخصي سنة 24 وظفر بهم. وقتل واليهم وولى عليهم داود بن أبرأهيم العجيسي. فانقرضت به ولاية المكناسيين بتيهرت. واصبحت مكناسة التي كانت محاربة لزناتة متحدة معها على ولاية الامويين وحرب العبيديين.
وفي سنة 333 اجلب حميد بن يصل على تيهرت، وظاهرته لواتة، فاخرج منها داود، واقام بها الدعوة الاموية، وشغل عنه العبيديون بامر صاحب الحمار.
ولما قبض اسماعيل المنصور على صاحب الحمار توجه الى تيهرت في صفر سنة 36 ففر منها حميد. ولحقت لواتة بالرمال، وملك