الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان في مجلس عبد المؤمن يوما. فذكروا تعذر الصرف. فقال يحي اما أنا فعلي من هذا كلفة شديدة. وعبيدي في كل يوم يشكون الي ما يلقون من ذلك. ويذكرون ان أكثر حوائجهم تتعذر لقلة الصرف.
فلما قام يحي اتبعه عبد المؤمن ثلاثة أكياس صروف كلها. وقال لرسوله قل له لا يتعذر عليك مطلوب ما دمت بحضرتنا ان شاء الله عز وجل " اهـ.
ملوك الدولة الحمادية
الملك .......... الولاية .......... هـ
…
م
حماد بن بلقين بن زيري
…
405
…
1014
ابنه القائد
…
419
…
1028
محسن بن القائد
…
446
…
1054
بلقين بن محمد بن حماد
…
447
…
1055
الناصر بن علناس بن حماد .... 454
…
1662
المنصور بن الناصر
…
481
…
1089
ابنه باديس
…
498
…
1104
اخوه العزيز
…
498
…
1105
ابنه يحيى
…
515
…
1121
سقوهـ الدولة
…
547
…
1152
6 - العرب ايام الحماديين
كان الهلاليون يذهبون لبداوتهم في مذاهب الحرية الى أقصى مدى. فيرون الانتصاف من جانبهم ذلا واحترام القوانين الدولية استعبادا. فكثرت بينهم الفتن. وعجزت عن قيادهم الدول.
وزادهم هذا الخلق قوة ما وجدوا عليه بني زيري الصنهاجيين من الافتراق فكان العرب يخشون اتحاد الزيريين. فيغرونهم بعضهم ببعض. وكان الزيريون كذلك يسعون لاذكاء نار العداوة بين قبائلهم.
قتلت عدي أحد بني رياح واصطلح القبيلتان. فرأى تميم بن المعز ان عداوتهم أولى بسياسته. فقال يخاطب رياحا:
متى كانت دماؤكمو تطل .. أما فيكم بثار مستقل
أغانم ثم سالم ان فشلتم
…
فما كانت أوائلكم تذل
ونمتم عن طلاب الثار حتى
…
كأن العز فيكم مضمحل
فعمد أخوة المقتول. فقتلوا أميرا من عدي. وهاجت الفتنة حتى انجلت عدي الى طرابلس.
وكانت حروب ايضا بين الاثبج ورياح. فوفد رجال من الأثبج على الناصر بن علناس وعقدوا معه حلفا على رياح وزغبة. فخشيء تميم ابن المعز ان يتقوى عليه الناصر ويسلبه ملكه فامد عليه رياحا بالمال والسلاح والجنة.
ثم ارسلت رياح وزغبة الى الاثبج ومن معهم من عدي يحذرونهم مساعدتهم للناصر وانه ان انتصر علينا مال عليكم بصنهاجة وزناتة.
فأهلككم وانه لا مقام للعرب الا مع خلف ملوك صنهاجة وضعفهم.
فالستصوب الاثبج رأي اخوانهم. وواعدوهم الغدر به متى نشبت الحرب على ان يكون لهم ثلث الغنيمة.
فخرج الناصر سنة 457 لحرب رياح وزغبة في جموع الاثبج وعدي وصنهاجة وزناتة. وكانت زناتة قد اتفقت مع الاثبج على الخديعة. وكان للناصر أخ أسن منه اسمه القاسم. فنهاه عن الخروج. وقال له: أقم ببلادك وابعث إلى هؤلاء العرب وصانعهم ياتوك طائعين وفي نوالك طامعين. فابى الا الخروج.
كان اللقاء بفحص سبيبة. ودارت رحا الحرب. فانخذل العرب وزناتة. وحقت الهزيمة. فاخذ القاسم من اخيه الناصر العمامة والراية وقال له انج بنفسك كي تحفظ الملك. وقاتل هو حتى قتل.
قال ابن الاثير: "ومات من جموع الناصر اربعة وعشرون الفا - وغنم العرب معسكره بسلاحه وماله ودوابه وكل ما اشتمل عليه- واقتسموا الغنيمة على ما شرطوا أولا، وبعثوا بالالوية والطبول وخيم الناصر بدوابها الى تميم. فردها عليهم مستقبحا أخذ سلب ابن عمه " اهـ.
واتبعت رياح الناصر الى قسنطينة ثم القلعة. فاحاطوا بها.
وساروا فيما حولها الى المسيلة وطبنة من أرض الحضنة ينهبون ويخربون. وظاهرتهم زناتة. فحالفت مغراوة وغمرت الاثبج. وحالف بو توجين بني عدي. وبعث اليهم الناصر ابنه المنصور. فظهر عليهم وتقبض على امراء بني عدي ساكن بن عبد الله وحميد بن حرعل ولاحق بن جهان ثم ظهر العرب على الحماديين فملكوا الضواحي.
وحجروا العمال في المدن. واختط الناصر بجاية فرارا منهم. وتقدم في دخول الهلاليين الجزائر ما وصف به الادريسي حال الدولة والامة معهم.
ولما ثار على المنصور ابو يكني عامله بقسنطينة وفر الى أوراس نزل بقسنطينة صليصل بن الاحمر من رؤساء الاثبج. فصالحه المنصور عليها بمال يبذله له. وقال صاحب المعجب:
"صالح المنصور العرب على ان يجعل لهم نصف غلة البلاد من ثمرها وبرها وغير ذلك، فلم يزالوا يقبضون ذلك حتى ملك البلاد عبد المؤمن " اهـ.
ولما خرج المنصور الى تلمسان لحرب المرابطين كان معه الاثبج وزغبة ورياح والمعقل.
وفي أيام العزيز كبس العرب القلعة واهلها غارون، فاكتسحوا جميع ما كان بظواهرها، ودافعتهم الحامية، فغلبوهم واخرجوهم من
البلد، ثم ارتحل العرب وبلغ الخبر العزيز ببجاية، فارسل ابنه يحي وقائده علي بن حمدون في عسكر وتعبية، فوصلوا الى القلعة وسكنوا الاحوال، واستأمن العرب واستعتبوا فاعتبوا، وانكفأ يحي في عسكره الى بجاية، وعلى أثر ذلك بلغ ابن تومرت بجاية قافلا من المشرق سنة 512.
وفي سنة 529 أو سنة 522 نزع بعض عرب افريقية الى يحي مغاضبين للحسن بن علي، فاغروه بالهدية، ووعدوه الاعانة، واعطوه ابناءهم رهائن على ذلك، فارسل معهم الفرسان والمشاة لنظر كبير قواده مطرف ابن علي بن حمدون ولم يأمره بالقتال تعففا عن الدماء، فلما نزلوا على المهدية واشتدت الحال، ووقعت الحرب فتح الحسن الباب وخرج في أول الناس، وحمل على المحاصرين له وهو ينادي انا الحسن، فاجلوا مقامه وانهزموا عنه.
وكان الحماديون يختصون الاثبج دون سائر العرب بالرئاسة، واقطعوهم الكثير من أعمال الزاب والحضنة وضواحي القلعة، واستألفوا معهم زغبة، واستظهروا بهاتين القبيلتين على زناتة. ورئاسة زناتة يومئذ لامراء تلمسان من بني يعلي المغراويين. فكان الامير يحي من بني يعلى يستجيش مغراوة ويفرن وبني يلومي وبني عبد الواد وبني راشد وبني توجين وبني مرين وغيرهم من زناتة، ويوجه عليهم وزيره وقائد حروبه أبا سعدي اليفرني. وكان موطن زغبة اقرب الى مواطن زناتة، فدارت بين الفريقين حروب شديدة. هلك في بعضها ابو سعدي حوالي سنة 450.
وكانت بين بطون الاثبج حروب. فقتل الحسن بن سرحان أمير دريد شبانة بن الاحيمر شيخ كرفة. ثم لحقت به اخته الجازية مغاضبة لزوجها ماضي بن مقرب سيد قرة. فتحالفت على دريد كرفة