الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - ولاة الجزائر المؤمنية
كانت الجزائر المؤمنية مقسمة الى ولايتين كبيرتين: ولاية تلمسان من ملوية غربا الى نهر مينة شرقا، وولاية بجاية الى حدود عمالة قسنطينة اليوم شرقا فقد ذكر صاحب المعجب من مدنها قالمة بلفظ قالم تحريفا. وفتحت مدينة الكاف في غزوة المهدية. فيظهر انها تابعة لولاية تونس وربما تبع الزاب ولاية تونس وكان للولاة وزراء وكتاب ومجالس شورى من شيوخ الموحدين.
ولي تلمسان لما فتحت سليمان بن محمد وانودين الهنتاني وقيل عمه يوسف وولي بجاية لما فتحت طلبة من الموحدين، وفي سنة 49 بعث عبد المؤمن على تلمسان ابنه ابا حفص عمر واستوزر له ابا محمد عبد الحق بن وانودين، واستكتب له أبا الحسن عبد الملك ابن عياش القرطبي، وبحث على بجاية ابنه ابا محمد عبد الله واستوزر له أبا سعيد يخلف بن الحسن، واستكتب له أبا العباس بن مضاء.
ولما ولي الخليفة يوسف امتنع من بيعته أخوه عبد الله ببجاية، ثم أتاه مبايعا سنة 59 فعفا عنه ووصله واحسن اليه، ثم مات.
وفي سنة 61 ولى الخليفة يوسف أخاه زكرياء ببجاية، وأمره بتفقد أحوال افريقية ورفع مظالمها وقطع طغاتها، وتوفي بالطاعون في مراكش سنة 71.
وفي سنة 76 ولى يوسف على بجاية أخاه ابا موسى عيسى، ثم ولى بعده ابن أخيه السيد أبا الربيع سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن، فلم يزل بها حتى استولى عليها علي بن غانية سنة 80 ثم ولي تلمسان.
وفي سنة 555 استقدم عبد المؤمن ابنه ابا حفص من تلمسان، ثم استوزره أخوه يوسف، ومات سنة 75 وولي على تلمسان السيد
ابو عمران موسى بن عبد المؤمن سنة 56، ووفد على أخيه يوسف بمراكش هو وصاحب بجاية ابو زكرياء في وجوه أهل افريقية من العرب وغيرهم، وكان دخولهم مراكش سنة 64 فكان يوما مشهودا، ثم نهض الخليفة الى غزو الاندلس سنة 66 فاستخلف على مراكش أخاه ابا عمران وبها توفي بالطاعون سنة 71.
ثم ولي تلمسان السيد أبو الحسن علي بن عمر بن عبد المؤمن، وقدم عليه أخوه أبو زيد من افريقية فارا من ابن غانية فتنبه لتحصين بلاده ورم أسوارها ثم عاد أبو زيد لحرب ابن غانية بأمر ابن عمه المنصور فخلص بجاية، ونزلها، ثم استقدمه المنصور منها، وولى مكانه أخاه السيد أبا عبد الله بن عمر. ثم خرج المنصور نفسه لحرب ابن غانية.
وفي سنة 584 قفل المنصور الى مراكش، فعقد لأبي زيد على تونس ولاخيه ابي الحسن على بجاية. فأقام بها الى أيام الناصر، ولم يغن في دفاع ابن غانية، وكان مولعا بالادب والطرب، فعزل عنها.
وله نفس عالية زكية وحكايات في الجود برمكية، ومن شعره قوله يخاطب المنصور في قضاء ديونه:
وجوه الاماني بكم مسفره
…
وضاحكة لي مستبشرة
ولي أمل فيكم صادق
…
قريب عسى الله ان يسره
علي ديون وتصحيفها
…
وعندكم الجود والمغفره
وولي تلمسان بعد انتقال أبي الحسن الى بجاية السيد ابو الربيع ابن عبد الله بن عبد المؤمن، وتوفي هو وابو الحسن سنة 604 فولى الناصر بتلمسان السيد ابا عمران موسى بن يوسف بن عبد
المؤمن سنة 605 وقتل في حرب ابن غانية، فولى الناصر مكانه ابا زيد ابن يوجان، وعزله المنتصر بابي سعيد بن المنصور.
وممن ولي ببجاية بعد ابي الحسن ابن يغمور، فلما أفضى الامر الى العادل عزله بيحي بن الاطلس التينمللي، وفي سنة 624 بايع أهل الأندلس ادريس المأمون باشبيلية قال ابن خلدون: وبايعه صاحب تلمسان محمد بن ابي زيد بن يوجان وصاحب سبتة ابا موسى بن المنصور وصاحب بجاية ابن أخيه ابن الاطاس، وفي بعض نسخه ابن اخته ابن الاطامي.
وفي سنة 27 خلع أبو زكرياء الحفصي طاعة المأمون فعقد المأمون على بجاية للسيد ابي عمران بن محمد بن يعقوب المنصور، وفي سنة 28 فتح ابو زكرياء قسنطينة وبجاية، واعتقل السيد ابا عمران، وثقفه بتونس، فانقرضت كلمة بني عبد المؤمن من عمل بجاية، وقامت بها دعوة الحفصيين.
وكان المأمون قد ولي على تلمسان أخاه السيد ابا سعيد، وكان مغفلا ضعيف التدبير، ومعه الحسن بن حبون الكومي عاملا على الوطن، فغلب على ابي سعيد واغراه ببني عبد الواد. فقبض على طائفة من مشيختهم، وشفع فيهم ابراهيم ابن اسمعيل بن علان زعيم الجند اللمتوني بتلمسان، فردت شفاعته، فقام بدعوة ابن غانية، واغتال الحسن بن حبون وثقف السيد ابا سعيد، وسرح مشيخة بني عبد الواد. ونكروه فقتلوا ابراهيم ابن اسميل ودخلوا تلمسان بدعوة المأمون، واستمرت ولايتها في مشيختهم حتى استقل بها يغمراسن بن زيان.
وهكذا خرجت الجزائر من يد السادة بني عبد المؤمن الى الحفصيين وبني عبد الواد، فكانت ولايتهم بها نحو ثمانين سنة.