الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - الهلاليون بالجزائر
تقدم الهلاليون واحلافهم نحو الجزائر. فدخلوها من ثلاث جهات. الاولى جهة السواحل حيث تقطن كتامة ويضعف نفوذ صنهاجة او ينعدم. تقدموا اليها من نواحي باجة. فانتشروا على ضواحي القالة وعنابة وقسنطينة الى القل الى جبال بابور.
وتقدم الهلاليين في هذه الناحية اسبق منه في سواها. ولم نجد خبرا عن دفاع كتامة لهم. فاما ان يكون بنو عبيد كتبوا اليها بتأييدهم واما ان تكون هي التي تقربت منهم نكاية في صنهاجة.
وكلام الادريسي عن مدن هذه الجهة يدل على حسن علائق أهلها مع العرب فالقالة كانت حالتها التجارية حسنة والعرب يمونونها بحبوبهم. وقسنطينة قال ان أهلها مياسير، بينهم وبين العرب معاملات ومشاركة في الحرث والادخار.
الجهة الثانية جهة الهضاب ما بين الاطلسين التلي والصحراوي حيث الحكوملة الحمادية ثابتة القدم. تقدموا اليها من نواحي الاربس وانتهوا ايام الادريسي الى وادي الساحل وجبال البيبان.
دافعتهم صنهاجة عن هذه الجهة. فغلبوها على الضواحي، وحصروها بالمدن الحصينة والقلاع المنيعة، فان الادريسي لما ذكر المدن الواقعة شمال اوراس ذكر انها في حال سيئة من حصار العرب لها، قال في حصن ماوس:"حصن عامر بأهله، وكانت العرب تملك ارضه. وتمنع أهله الخروج منه الا بخفارة رجل منهم".
ودار ملول شرقي طبنة على مرحلة منها، قال:"انها مدينة عامرة بها حصن. فيه مرصد مشرف على محال العرب يستطلع منه حركاتهم". ودار ملول ذكرها ياقوت بلفظ ارملول.
وذكر الطريق من بجاية الى قلعة بني حماد. وعدد منازلهم.
فلما بلغ الباب قال: "وهي جبال يمر بينها الوادي المالح. وهناك مضيق وموضع مخيف. ومنه الى حصن السقائف الى حصن الناظور الى سوق الخميس، وبه المنزل. وهذه الارض كلها تجولها العرب وتضر باهلها وسوق الخميس حصن باعلى جبل. وبه مياه جارية. ولا تقدر العرب عليه لمنعته. وبه من المزارع والمنافع قليل. ومنه الى حصن مطماطة في أعلى جبل الى سوق الاثنين. وبه المنزل. وهو قصر حصين. والعرب محدقة بارضه. وبه رجال يحرسونه مع سائر أهله. ومنه الى حصن تافكلات (في غيره تافلكات (الى تازكي، حصن صغير، الى قصر عطية على أعلى جبل ثم الى حصن القلعة مرحلة وجميع هذه الحصون أهلها مع العرب في هدنة. وربما اضر بعضهم ببعض. غير أن أيدي الاجناد بها مقبوضة، وايدي العرب مطلقة في الاضرار وموجب ذلك ان العرب لها دية مقتولها. وليس عليها دية فيمن يقتل" اهـ.
الجهة الثالثة جهة الصحراء حيث تكثر خيام زناتة الخاضعة لبني حماد. تقدموا اليها من ناحية سبيبة الى تبسة. وانتشروا جنوب اوراس على قرى الزاب وانتهوا ايام الموحدين الى مزاب وجبل راشد.
دافعهم زناتة عن هذه الجهة. وكانت أملك للبأس من صنهاجة لبدواتها وتقارب ما بين حياتها وحياة العرب. فكانت بين الفريقين مواقف صعبة أكثر الهلاليون من ذكرها في أشعارهم. وقتل في بعضها أبو سعدى خليفة اليفرني بالزاب. وهو قائد صاحب تلمسان من بني يعلي. قال ابن خلدون: "وتغلب العرب على الضواحي في كل وجه وعجزت زناتة عن مدافعتهم بافريقية والزاب. وصار الملتحم بينهم في الضواحي بجبل راشد ومصاب " اهـ.