الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واختلت الدولة حتى ظهرت زناتة على مرسح السياسة وطمع الحفصيون في عرش بني عبد المؤمن، فتغيرت الاحوال بما أدى الى سقوط هذه الدولة.
وكانت للدولة سكتها دنانير ودراهم وانصاف درهم وارباعه واثمانه والخراريب، والدرهم المؤمني نصف درهم الزكاة، وكان مربعا، يكتب على السكة اسم المهدي حتى ولي المأمون بن المنصور ودخل مراكش سنة 627 فدور الدرهم وقطع منه اسم المهدي.
4 - عبد المؤمن وبنوه
كان عبد المؤمن وبنوه أهل علم وأدب ولهم عناية بالجهاد. قد صرفوا قواهم لحماية الاندلس حتى ان المنصور لما حضرته الوفاة جمع بنيه والموحدين وقال لهم: "اوصيكم بالايتام واليتيمة؟ قيل له وما الايتام واليتيمة؟ قال اليتيمة الاندلس والايتام أهلها. انه ليس في نفوسنا شيء أعظم من همها، ولو مد الله في أجلنا لم نتوان في جهاد كفارها حتى نعيدها دار اسلام. فاياكم والغفلة عما يصلحها من تشييد اسوار وحماية ثور وتربية الاجناد وتوفير الرعية".
وكانت العلامة السلطانية عندهم (الحمد لله وحده) يكتبها الخليفة بيده بخط غليظ في رأس الرسالة أو المنشور. وفي ذلك تقول حفصة الاندلسينة تخاطب عبد المؤمن:
يا سيد الناس يا من
…
يؤمل الناس رفده
امنن علي بطرس
…
يكون للدهر عده
تخط يمناك فيه
…
(الحمد لله وحده)
وكان بنو عبد المؤمن يعرفون بالسادة لا ينعت بالسيد لعهدهم سواهم.
ولد عبد المؤمن بقرية تاقرا من ساحل تلمسان على ثلاثة أميال من مرسي هنين سنة 487. وكان والده علي فخارا يعمل النوافيخ، وقيل كان قاضيا. وليس لقبيلته كومية شأن. ونشأ هو فقيرا طالبا للعلم فارتحل الى بجاية. فا تفق ان كان ابن تومرت قد أخرج منها الى ملالة، ووجد له ذكرا، فقصده. والفى بغيته لديه فصحبه واستفاد علمه ثم أستغل جهوده في تأسيس هذه الدولة.
وكان عبد المؤمن أبيض مشربا بحمرة تام القد اجدع تبلغ وفرته شحمة أذنيه أكحل العينين ازج الحاجبين قويم الانف عريضه فصيحا فقيها جدليا اصوليا محدثا اماما في النحو والادب والقراءة ذاكرا للتاريخ وأيام الناس مشاركا في كثير من العلوم الدينية والدنيوية حازما سياسيا مقداما سري الهمة حسن السيرة سخيا مقربا لاهل العلم والادب منفقا لبضاعتهم.
وتوفي عبد المؤمن وترك ستة عشر ذكرا وبنتين. فخلفه منهم ابو يعقوب يوسف. وسار بسيرة ابيه. وأجاز الى الاندلس مجاهدا.
وتوفي بها شهيدا. وعني بالعمران وبناء القناطر والمساجد والمستشفيات.
وكان له أطباء وفقهاء يجالسونه.
وكان يشببه أباه خلقا وخلقا عاقلا ورعا مباشرا أمور المملكة بنفسه. وكان من كتابه أبو الفضل بن طاهر البجائي من أهل العلم والفضل والدين والتقى كان كاتبا بليغا مترسلا. وكتب بعده المنصور ثم الناصر.
وترك أبو يعقوب ثمانية عشر ذكرا. خلفه منهم يعقوب المنصور.
أقام العدل وارجع الولاة والعمال الى أحكام القضاة. وكانت له بالاندأس وقعة الأراك على النصارى سنة 194 وكان كأبيه وجده علما ودينا وسياسة كثير التواضع يشهد جنائز الفقهاء والصلحاء.
وترك من الذكور اربعة عشر. ولي الخلافة منهم ثلاثة الناصر والعادل والمأمون وخلفه منهم محمد الناصر أمه بنت أبي اسحق بن الخليفة عبد المؤمن، وفي أيامه عظم أمر ابن غانية بافريقية، فولي عليها أبا محمد عبد الواحد بن ابي حفص، وكان ذلك مبتدأ الدولة الحفصية، ثم كانت عليه واقعة العقاب بالاندلس سنة 609 وكان غليظ الحجاب لا تكاد تصله الامور، وذلك سبب ضعف الدولة.
وعهد الى ابنه بوسف المنتصر، فخلفه وهو دون البلوغ، وقام بالدولة الحاشية من الموحدين، واوقعوا بني عبد المؤمن في فتنة التنافس على الملك وصاروا لهم كالاتراك لبني العباس، ولم يخرج المنتصر من مراكش حتى توفي. وقد ظهرت زناتة على مسرح السياسة.
وخلفه أخو جده عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، قدمه الموحدون على كراهية منه لكبر سنه وظهور الاستبداد على الخليفة، وكان صالحا فاضلا ورعا ولم يستقم له الامر غير شهرين، وقام عليه العادل ابن أخيه. فخلع وقتل، وكان أول مخلوع ومقتول في هذه الدولة.
وأبو محمد عبد الله العادل هو ابن المنصور، تغلب على الخلافة ثم قتله الموحدون وبايعوا ابن أخيه يحي المعتصم ابن الناصر، واضطربت أموره لصغره واختلال الدولة، فانتقل الى تينملل سنة 26 فدخل عمه المأمون مراكش سنة 23 وبقي يحي بتينملل محاربا للمأمون وابنه الرشيد حتى قتل سنة 633.
تغلب على مراكش ابو العلاء ادريس المأمون بن المنصور، وأعلن لعن المهدي، وقتل كثيرا من شيوخ الموحدين العابثين بالخلافة، وسعى في اصلاح الدولة، ولكن عاجلته المنية فمات ولم يحقق أمنيته.
وخلفه ابنه ابو محمد عبد الواحد الرشيد وهو في سن الرابعة عشرة. فكانت خلافته قوة لمنافسي دولته، ولما مات خلفه أخوه أبو الحسن علي الملقب بالسعيد وبالمعتصم، وكان بطلا مقداما بعيد الهمة، لكنه جاء بعد استفحال الداء، وقتل في حربه مع يغمراسن ابن زيان.
وخلفه ابو حفص عمر المرتضى بن اسحق بن يوسف بن عبد المؤمن، وقتله ابن عبه ابو دبوس ادريس الواثق بن ابي عبد الله ابن عمر بن عبد المؤمن، واستولى مكانه حتى دخل عليه بنو مرين وقتلوه في المحرم سنة 668.
وبه انقرض أمر بني عبد المؤمن رغم محاولتهم لارجاع سلطانهم، فقد فر الموحدون من مراكش الى جبل تينملل وبايعوا اسحق أخا المرتضى، فقبض عليه سنة 674 وجيء به الى يعقوب بن عبد الحق سلطان بني مرين، فقتل في جملة من ابنائه وذوي قرابته، وفي سنة 705 ظهر بافريقية عثمان بن ابي دبوس كان بطرابلس، فاستقدمه أحمد بن أبي الليل شيخ الكعوب من سليم، وبايعه واجلب به الى تونس، فقبض عليهما وأودعا السجن، وفي آخر سنة 748 بايع العرب أحمد بن عثمان بن ابي دبوس وكان خياطا بتوزر، واجلبوا به على تونس، ثم خذلوه سنة 49 وسلموه لابي الحسن المريني المستولي يومئذ على تونس فاعتقله. وانقطع أمل بني عبد المؤمن في احياء دولتهم.
عبد المؤمن وبنوه
الخليفة
…
الولاية هـ
…
م
عبد المؤمن بن علي
…
524
…
1130
ابنه يوسف
…
558
…
1163
ابنه يعقوب المنصور
…
580
…
1184
ابنه محمد الناصر
…
595
…
1199
ابنه يوسف المنتصر
…
610
…
1213
عبد الواحد بن يوسف ابن عبد المؤمن
…
620
…
1224
عبد الله العادل بن المنصور
…
621
…
1224
يحي المعتصم ابن الناصر
…
624
…
1227
ادريس المأمون ابن المنصور
…
627
…
1230
ابنه عبد الواحد الرشيد
…
630
…
1232
اخوه علي السعيد
…
640
…
1242
عمر المرتضى بن اسحق
…
646
…
1248
ادريس لواثق
…
665
…
1266
سقوط الدولة
…
668
…
1269
نقود الدولة المومنية
16 -
نقود عبد المؤمن بن علي
17 -
نقود يوسف بن عبد المؤمن ضرب ببجاية.
18 -
نقود يعقوب المنصور
19 -
نقود عمر المرتضى