الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزائر بعدما استولت على تلمسان سبع سنوات وعلى بجاية ثمانيا وعلى قسنطينة وبونة ثلاثا.
5 - الاستيلاءات الاخيرة على تلمسان
لما توفي ابو عنان بويع ابنه السعيد طفلا خماسيا مستبدا عليه.
فثارت لبيعته قلاقل شغلت مرين عن تلمسان وانتهت بتغلب ابي سالم ابراهيم على الامر. وعامل درعة يومئذ عبد الله إن مسلم الزردالي.
فخشي ابا سالم لانه كان مخلصا لاخيه ابي عنان وتحيل في إشخاص أخيهما ابي الفضل اليه لما ثار عليه. فقتله سنة 75 واحتمل أهله وذخائره. ولحق بابي حمو في شوال سنة 60 لقديم حلف بينه وبين عبد الواد، ونقل أو لياءه عرب المعقل الى صحراء تلمسان، فنبذوا مرين وحالفوا عبد الواد.
وساء ذلك أبا سالم، فطلب من أبي حمو اسلام الزردالي ورجع المعقل الى مغربه، فأبى، فزحف اليه في رجب سنة 64 وبعد حرب شديدة دخل ابو سالم تلمسا ن سادس شعبان، فاجلب ابو حمو على قرسيف وانكاد. فعاد ابو سالم لحفظ مملكته، وترك تلمسان لابي زيان الفتى من بني عبد الواد وهواه مع مرين لانه نشأ في نعمتهم، فعاد اليها ابو حمو ودخلها ثامن رمصان، وفر منه ابو زيان، وانعقدت السلم بين الممكلتين، فكانت مدة هذا الاستيلاء شهرا وأياما.
ولما ملك عبد العزيز أحيا قضية المعقل الذين استكثر بهم ابو حمو واستعان بهم على سويد، فلم يجد لدى ابو حمو اذنا صاغية، ثم وفد عليه أهل الجزائر وسويد ساخطين على ابي حمو لجبره اياهم على اداء المغرم، فتقوى عزمه، وزحف الى تلمسان آخر سنة 71
ومال اليه ذوو عبيد الله، فلما يسع أبا حمو الا الفرار، ودخل عبد العزيز تلمسان في المحرم سنة 72 واستولى على مملكة عبد الواد، وفرق العمال في الجهات، وانتزع من العرب اقطاعاتهم، فثاروا عليه في كل ناحية، واضطرهم المغرب الاوسط نارا، فاضطر سنة 73 لامضاء اقطاعات العرب، وأخرج الجنود لاخضاع بقية الثوار من مغراوة وحصين وغيرهم، وأقام بتلمسان حتى توفي بها سنه 74 فنقل شلوه الى فاس، وبويع ابنه. فولى على تلمسان ابراهيم بن ابي تاشفين الاول كان مكفولا لمرين منذ مقتل أبيه، واستدعى ابا حمو أولياؤه من منتبذة بتيقوارارين، وردوا ابراهيم على عقبه الى فاس، ودخل أبو حمو تلمسان في جمادى الاولى، فكانت مدة هذا الاستيلاء عامين وأشهرا.
وفي سنة 76 انقسمت دولة مرين بين أحمد بن أبي سالم بفاس وابن عمه عبد الرحمن بمراكش، ثم كانت بينهما حروب، فمال ابو حمو الى صاحب مراكش لبعده عن جوار مملكته، وأراد أن يرغم أحمد على الافراج عنه سنة 84 فاجلب بجموع العرب وزناتة على مملكة فاس، وقام بدفاعه ونزمار بن عريف وعامل فاس، ثم ورد الخبر بفتح مراكش منتصف السنة، فانقبض ابو حمو الى تلمسان وعاد احمد بن ابي سالم من مراكش، فاخرج ابا حمو من تلمسان سنة 85 وهدم قصور الملك بها.
وكان الغني بالله بن الاحمر صاحب غرناطة وليا لابي حمو، ولديه كثير من بني عبد الحق المرشحين للملك، فكان يمنع أبا العباس أحمد من حرب تلمسان متى هم بها. فلما فتح مراكش ظن قوته لا يؤثر فيها بن الاحمر. وأجلى أبا حمو فانتقم منه بن الاحمر بتسريح موسى بن ابي عنان لفاس، واعانه على شأنه، فغادر ابو العباس تلمسان أوائل سنة 86 ولكن موسى ابن عمه قد سبقه الى فاس وعاد طريده
موسى ابو حمو الى تلمسان. واصبج السالب مسلوبا، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، وكانت مدة هذا الاستيلاء نحو سنة.
ثم عاد ابو العباس الى ملك فاس. وأعان ابا تاشفين الثاني على قتل ابيه ابي حمو. وسجن لديه أخاه ابا زيان ليهدده به وقت الحاجة. وتوفي أبو تاشفين سنة 95 فملك ابو العباس تلمسان، وأقام بها ابنه عبد العزيز لاخضاع ممالكها، بعض سنة، وتوفي أبوه سنة 96 وبويع مكانه. فعاد الى فاس. وأطلق من السجن ابا زيان. فملك تلمسان. ولم تدخل الراية المرينية الجزائر بعد.
وهكذا كان القرن الثامن قرن عراك بين مرين وعبد الواد.
وانتهى بضعفهما معا، وجروا معهم في الضعف دولة غرناطة اذ كانت تستمد منهم عسكريا وماليا وادبيا. فتقوى عليها الاسبان حتى قضى عليها سنة 897 واشتدت وطأته على سواحل المغرب أجمع. وما ذلك الا لاهمال العمل بمثل قوله تعالى:{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} .