الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبديع من رياضها وكان بنو حماد شيدوهما من قبل، فاصابهما الخراب " اهـ.
واذا كانت الحكومة عادلة حافظة للامن معنية بالاقتصاد والعمران مقيمة للحضارة فالامة تكون في ذلك أنشط ما يكون والبلاد أبهج ما يرى.
11 - العلوم والآداب
لم يدع الموحدون الخلافة حتى نهضوا بما نهض به قبلهم العباسيون والفاطميون من نشر العلوم الاسلامية والفلسفية تفسيرا وحديثا وفقها وكلاما ومنطقا ورياضة وسياسة مدنية ومنزلية وخلقية وغير ذلك من كل ما عرف ببغداد والقاهرة قبل، وامتاز عصرهم العلمي على ما قبله بالاتقان والدقة وعلى ما بعده بعدم الجمود والاقتصار على الموجود.
ولقد كانت العلوم الطبيعية والانظار الفلسفية مرغوبا عنها بالمغرب خصوصا أيام المرابطين الذين حكموا الفقهاء في دولتهم فارهقوا المفكرين خشية منهم على تعاليم، الإسلام، ولما جاء الموحدون وكان خلفاؤهم مشاركين في كل العلوم أحسنوا تمييز ما ينافي الدين منها مما لا ينافيه.
فحافظوا على جوهر الدين بنشر أصوله العقلية والنقلية وتركوا للعقول حريتها تجري طلقة العنان في ميادين البحث والاستنتاج، ونشطوا أهل العلم قاطبة بادرار الرزق عليهم وشمولهم بعنايتهم وخالطوهم في مجالسهم، وأنشأوا المدارس وكفوا طلبتها مؤنة الاسترزاق وكان يعقوب المنصور يقول:
"يا معشر الموحدين أنتم قبائل فمن نابه أمر منكم فزع الى قبيلته، وهؤلاء الطلبة لا قبيل لهم إلا أنا، فمهما نابهم أمر فأنا ملجأهم وإلي فزعهم وإلي ينتسبون". قال صاحب المعجب: فاه المنصور بهذا لما بلغه حسدهم للطلبة على موضعهم منه وتقريبه اياهم وخلوته بهم.
وأظتك إذا صدقت البحث وأجدت النظر لا تجد عصرا تآخت فيه الفلسفة والشريعة كعصر الدولة المؤمنية، فهذا الحفيد ابن رشد أعظم فلاسفة الاسلام تجده ايضا من أعاظم حفظة الشريعة ناهيك بكتابه بداية المجتهد، وكان مقربا لدى المنصور. فلم يحرم الناس مواهبه وكثر تلاميذه، وكان منهم أبو عبد الله محمد بن سحنون الكومي الندرومي من قرية ندرومة.
شملت هذه النهضة العلوم والآداب والصنائع والحرف، فساعدت على انشاء مدنية ان لم تكن أعلى المدنيات فمن أعلاها، قال الشريف الغرناطي في شرح مقصورة حازم.
"ويتعلق بذكر الهالة ما حكاه أبو عبد الله بن عياش كاتب المنصور أبي يوسف يعقوب، قال كان لابي بكر بن مجير وفادة على المنصور في كل سنة. فصادف في احدى وفاداته عليه فراغ المنصور من احداث المقصورة التي كان احدثها بجامعة المتصلة بقصره في حضرة مراكش، وقد وضعت على حركات هندسية ترفع بها لخروجه وتخفض لدخوله، وقد انشده الشعراء في ذلك، فلم يزيدوا على شكره وتجزيته الخير فيما جدد من معالم الدين وآثاره، ولم يتصدوا لوصف الحال فانشد ابن مجير قصيدته التي أولها:
أعلمتني القى عصا التسيار
…
في بلدة ليست بدار قراري