الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دينية. ولكن الفرق بينهما كالفرق بين مؤسيسهما عبد الله بن ويس وابن تومرت فلم يكن عبد الله بن ويس في علم ابن تومرت ولا دهائه ولكن كان أطهر منه عقيدة وأصفى سريرة. ولم تكن دولة المرابطين في قوة دولة الموحدين ولا حسن ادارتها ولا اتساع معارفها ولكن كانت أعف عن الدماء وارفق بالرعية.
2 - تأسيس الدولة الموحدية المؤمنية
ابن تومرت هو مؤسس هذه الدولة وكان يؤثر من اتباعه عشرة ويقرب من بينهم عبد المؤمن بن علي الكومي. فلما توفي قدم العشرة من بينهم ابا علي عمر الصنهاجي. وبعد أيام سلمها لعبد المؤمن قائلا أنه الذي أشار به المهدي. فبايعوه سرا. وكتموا موت المهدي عن العامة وموهوا عليهم بانه مريض وصار عبد المؤمن يتقدم اليهم بالاوامر على لسان المهدي حتى ركنوا اليه فأعلنوا بيعته للعامة سنة 26 واختاروه لغربته فيهم فهو أقرب الى العدل.
حكى ابن أبي زرع انه لما مات المهدي تشوق كل واحد من العشرة الى الخلافة، وكانوا من قبائل شتى، فتنافسوا وتحاسدوا ثم تآمروا. وخافوا افتراق الكلمة فاتفقوا على عبد المؤمن لكونه غريبا بينهم مع ما كانوا يرونه من ميل المهدي اليه اهـ.
أخذ عبد المؤمن في فتح المغرب. ففتحه في ثلاث كرات:
الاولى فتح فيها مغرب المرابطين وأقام محاربا لهم سبع سنوات ومسكنه الجبال وطاولهم هذه المدة كلها ليحفط بها قوة رجاله ويضعف الدولة بكثرة النفقات وقلة ما تقبضه من المغارم حتى تختل طاعة الجند وتسأم الرعية، وذلك ما وقع.
الثانية فتح فيها بجاية. ولم يعلن عليها الحرب ولا طاولها بل إستعان عليها بالدسائس ولم يتريث في السير اليها، ولولا ذلك ما نحج في فتحها ذلك النجاح.
الثالثة فتح فيها المهدية استعد لفتحها ثلاث سنوات حفر فيها الآبار على طول الطريق وأمر بحفظ الزرع في سنابله وخرج اليها في صفر سنة 54 في جيوش جرارة واساطيل محاذية له بحرا، وسار سيرا في غاية النظام وكمال العدة. ولم يسرع في سيره فبلغ تونس أواخر جمادى الثانية، فاحتلها وتقدم الى المهدية، فحاصرها حتى فتحها بوم عاشوراء سنة 555 وانما سلك في فتحه المهدية غير مسلكيه في فتح بجاية وحرب المرابطين لانه ليس بافريقية يومئذ دولة فاشتد أذى النرمان للمسلمين. ووفد عليه جمع منهم بمراكش يستنصرونه، فوعدهم النصرة ولكن تريث في تنفيذ وعده كي تقوى في الناس الغيرة الدينية بما يتكرر عليهم من معرات العدو ويستيقنوا أن لا ناصر لهم غير عبد المؤمن فلا يعترضون سبيله يوما ما، ولكي يجمع هو قوته فيدهش بها القبائل التى يمر بها عربية وبربرية فلا تحدث نفسها بالثورة عليه. وذلك ما وقع، فقد كان الناس ينضمون الى جيشه حيثما حل ففي كل مرحلة يزداد جمعه، وما فتح المهدية وطرد النرمان حتى أتاه رؤساء المدن طائعين.
وهكذا تم لعبد المؤمن فتح المغرب. ودخلت في طاعته جزيرة الاندلس فكانت مملكته تنتهي شرقا الى التراب المصري شرقي طرابلس حيث سويقه بني مضكود، وغربا الى البحر المحيط، وجنوبا الى الصحراء وشمالا الى البحر الابيض وتجاوزه الى الاندلس فشملها من الجزائر الشرقية الى أشبونة.
وقد استعد عبد المؤمن لاخراج الامر من المصامدة الى قبيلته
وبنيه فجمع ثلات الاف ولد كأنهم أبناء ليلة واحدة جمعهم من المصادمة وغيرهم. وأخذهم يحفظ كتاب الله وحفظ الموطأ وكتاب ابن تومرت ورباهم على ركوب الخيل والرمي والسباحة ببحيرة صنعها خارج بستانه بمراكش. وكانت نفقتهم وخيلهم من عنده. فلما أكمل تأديبهم على ما اراد عزل بهم أشياخ الموحدين. وقال لهم العلماء أولى منكم.
فسلموا لهم الامر. وظهر من أبنائه ثلاثة عشر ولدا على تلك الصفات.
فأشار عليه أشياخ الموحدين بتقديمهم للاعمال. فتظاهر بالامتناع حتى ألحوا عليه فولاهم على الاقاليم. وذلك سنة 549 وفيها عهد بالامر من بعده لابنه محمد بعد ما دس الى رؤساء من العرب كان قد أحسن اليهم ان يطلبوا منه ولاية العهد لاحد أبنائه. وكان ولي عهده أبا حفص عمر الهنتاني جد الحفصيين. فلما طلبوا منه ذلك أنكر عليهم. وشعر ابو حفص بسر القضية. فخشي على نفسه وخلعها من ولاية العهد. وفيها ثار عليه عبد العزيز وعيسى اخوا المهدي لما رأياه من تقديم أبنائه. وكان هو بسلا وهما بفاس. فلحقا بمراكش.
ودخلاها وقتلا نائبه بها. فارسل أثرهما وتوجه نحو مراكش. فقتلا وقتل كل من شاركهم في الثورة.
وفي سنة 557 قدم على عبد المؤمن قومه كومية في أربعين الف فارس. وكان هو الذي استقدمهم تم تجاهل سبب قدومهم تسكينا للمصامدة وتمويها عليهم وقرب موته عزل ابنه محمدا من ولاية العهد.
وجملها لابنه يوسف فلها مات لم يبايع يوسف ابو حفص الهنتاني الى سنة 563 ويومئذ تلقب يوسف بأمير المؤمنين لما تم له الامر بمبايعة أبي حفص.
وهكذا تأسست دولة الموحدين واخرج عبد المؤمن الامر من شيوخ مصمودة الى ابنائه وكانت عاصمتهم مراكش ولم يعرف المغرب