الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بطول أيامهم، وكثرت الخيرات، وعمرت البلاد، ووقعت الغبطة بهم، ولم يكن قطاع ولا من يقوم عليهم الى ان خرج عليهم مهدي الموحدين سنة 515" اهـ.
وكان أمراء المرابطين يطبعون السكة باسمهم، وبعد واقعة الزدلاقة جدد يوسف بن تاشفين السكة، قال ابن ابي زرع:
" ونقش في ديناره لا اله الا الله محمد رسول الله، وتحت ذلك امير المسلمين يوسف بن تاشفين، وكتب في الدائرة ومن يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين، وكتب في الصفحة الاخرى الامير عبد الله العباسي، وفي الدائرة تاريخ ضربه وموضع سكته " اهـ.
5 - امراء المرابطين
تغلب أبو بكر بن عمر اللمتوني بجيوش المرابطين على اغمات، وقتل أميرها لقوط المغراوي. وتزوج زوجه زينب بنت اسحق الهوارية، أصلها من القيروان وكان أبوها تاجرا. وكانت هي امرأة حازمة لبيبة ذات رأي وعقل وجزالة ومعرفة بالامور حتى كانت تلقب الساحرة.
وفي ذي القعدة سنة 453 عاد ابو بكر الى وطنه لاصلاح حال قومه. ففارق زينب شفقة عليها من حر الصحراء وأوصاها أن تتزوج ابن عمه يوسف بن تاشفين خليفته على المغرب. فتزوجها يوسف.
واعانته بسياستها على فتح أكثر البلاد. وتوفيت سنة 464 ثم سلم أبو بكر الامر ليوسف فاستقل بامارة المرابطين سنة 65.
وفي سنة 67 رأى المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية وأعظم ملوك
الطوائف استدعاء يوسف الى الاندلس برسم الجهاد. فلامه بقية ملوك الاندلس وحذروه عاقبة مجيئه. ولكنه كان يتحقق عجزهم عن مدافعة الافرنج والجلالقة (الصبنيول) فأجابهم بكلمته الخالدة:
" رعي الجمال خير من رعي الخنازير". وقبله قال صفوان بن امية يوم حنين: "لان يربني رجل من قريش خير من ان يربني رجل من هوازن". وما زال ابن عباد بابن تاشفين حتى لبى دعوته سنة 79 وكانت وقعة الزلاقة المشهورة. ثم كانت بعدها نكبته لابن عباد وسجنه باغمات حتى مات.
وكان يوسف جاهلا بالعربية لا يكلم الا بترجمان، سخيا شجاعا سياسيا حازما عادلا زاهدا لباسه الصوف وأكله الشعير ولحوم الابل وألبانها وكان أسمر نحيفا معتدل القامة اكحل العينين أقنى الانف مقرون الحاجبين جعد الشعر له وفرة الى شحمة أذنيه وعاش ماية سنة. ولد بالصحراء سنة 400 وتوفي بمراكش غرة محرم سنة 500.
وخلفه ابنه علي. وله أخوة بعضهم أكبر منه. فسلموا له الامر لان أباهم عهد به اليه سنة 96 وسار بسيرة أبيه في جميع أموره.
وكان بالزهاد والعباد أشبه منه بالامراء. ومن هنات أبيه حبسه لابن عباد وقسوته عليه، ومن هناته هو حرقه لكتاب الاحياء للغزالي لما أفتى له العلماء بذلك. وقد كان عليه أن يكلفهم بنقضه والرد عليه.
وأم علي رومية. فكان ابيض مشربا بحمرة تام القد اسيل الوجه أفلج اقني اكحل العينين سبط الشعر. ولد بسبتة سنة 477 وتوفي سنة 537.
وخلفه ابنه تاشفين. وكان واليا بالاندلس. وله في الجهاد هنالك مقامات محمودة. ثم ظهر الموحدون فاستدعاه ابوه سنة 32 ثم عهد اليه بالامر بعده. وقضى جميع مدته في محاربة الموحدين حتى