الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كبير حاجة الى التدريس او التأليف باللسان البربري في الجزائر كما كان الامر في أيام الرستميين.
تقهقرت البربرية من الميدان العلمي والادبي. وزاحمتها العربية في المجالس العامة فاستعرب كثير من البربر. ولم يبق للبربرية موطن الا جبال أوراس وتيطري وجرجرة ونحوها حيث لم يختلط البربر بالعرب.
والذي دعا البربر الى هذا الاستعراب والدولة دولتهم والحكومة حكومتهم ما يعتقدونه من شرف العربية وغناها وكونها لغة الدين.
فصاروا يتشرفون باجادة النطق بها. وهكذا تأثير الاديان في رفع الفوارق الجنسية.
11 - سقوط الدولة الحمادية
في سنة 539 كانت الحرب على تلمسان بين تاشفين أمير المرابطين وعبد المؤمن بن علي أمير الموحدين. واستنجد تاشفين يحي بن العزيز. فامده بجيش يقوده ميمون بن حمدون، ففتك بهذا الجيش عبد المؤمن، وانهزم ميمون الى متيجة. فبعث منها الى عبد المؤمن بالطاعة ووعده الاعانة على فتح المشرق وان يكون قائده. واستمرت الكاتبة بينهما بعد.
تم للموحدين الاستيلاء على ممالك المرابطين فجاوروا يحي بن العزيز وهم في دورهم الاول ودور النمو وشباب القوة الحربية، في حين ان الحماديين انغمسوا في حياة الترف، فكان يحي مشتغلا باللهو تاركا أمور المملكة بيد وزيره ميمون ابن حمدون.
ولما كان هذا الوزير غادرا بدولته مواليا لعبد المؤمن أغفل
الممالك الغربية المجاورة للموحدين. وصرف عساكره الى الناحية الشرقية حيث ممالك بني باديس الذين اشتد ضعفهم. فانتصر هنالك عدة انتصارات زادت يحي بن العزيز غرورا بصدق خدمته، وانما صدق ابن حمدون في خدمة عبد المؤمن، فضرب دولتي صنهاجة احداهما بالاخرى توطئة لاستيلاء عبد المؤمن عليهما.
وفي سنة 46 عزم عبد المؤمن على فتح بجاية. فخرج من مراكش إلى سبتة موهما انه يريد الاندلس. واوقف حركات القوافل. وجعل امناء على الطرق لئلا يسلكها احد. وغرضه كف الاخبار عن يحي ابن العزيز حتى لا يستعد له، ثم اظهر العود الى مراكش. وسلك طرقا غير معتادة. ومنع من السؤال عن وجهته. فنادى مناديه:"ايها الناس من تكلم منكم بما معناه الى اين هذا السفر فجزاؤه السيف! ".
وأخذ عبد المؤمن السير. فمكث بتلمسان يوما واحدا. وخرج.
فملك لمدية. وبلغ الجزائر على حين غفلة. فاحتلها من غير مقاومة.
وفر عاملها القائد بن العزيز الى اخيه يحي فاخبره خبر عبد المؤمن.
ولم يكن له به علم. وكان بالجزائر الحسن بن علي آخر ملوك آل باديس. فسر بعبد المؤمن. فترك الجزائر تحت نظره. وسار من الغد بالجيوش الى بجاية.
جهز يحي الجيوش لنظر أخيه سبع وخائن دولته ميمون بن حمدون فلما التقوا بمقدمة الموحمدين انهزموا من غير قتال. واستأمن بنو حمدون للموحدين وفتح لهم باب بجاية ابو عبد الله بن ميمون.
فدخلوها في ذي القعدة سنة 47.
تفرقت جيوش يحي برا وبحرا. وركب هو البحر يريد صقلية كي يتوجه منها الى بغداد حيث خلفاؤه العباسيون. ونزل ببونة على
ـ[صورة]ـ منارة سيدي أبو الحسن
أخيه الحارث فنكر عليه تسليمه العاصمة واساء مقابلته. فعدل الى قسنطينة. فنزل له عنها أخره الحسن واحسن مقابلته.
ولحق عبد المؤمن ببجاية بعد يومين من فتحها فاجتمعت خلائق من صنهاجة لحربه. وقدموا عليهم ابا قصبة من بني زلدوي، وانضاف اليههم خلق كثير من كتامة ولواتة وغيرهم. ولقيهم جيوش الموحدين في عرض الجبل شرقي بجاية. فهزموا ابا قصبة وقتلوا كثيرا من أصحابه. ثم توجهوا الى القلعة. فدخلوها عنوة وقتلوا عاملها جوشن بن العزيز وثمانية عشر الفا من أهلها. وغنموا خيراتها.
وتفرقت السرايا في الجهات. فحاصروا قسنطينة حتى نزل يحي على الامان وبايع لعبد المؤمن.
هنالك ركب الحرث صاحب بونة إلى صقلية مستصرخا بالنرمان واجتمع العرب لدفاع عبد المؤمن. فاوقع بهم الموحدون نواحي سطيف في صفر سنة 48 وقيعة شنعاء وجاء الحارث باسطول النرمان تحت قيادة فيليب المهدوي فحاصر بونة واعانه العرب على فتحها. فدخلها فيليب في رجب وسبى أهلها وملك ما فيها. واغضى عن طائفة من العلماء والصلحاء. فتركهم نجوا باهليهم واموالهم الى القرى. وبعد عشرة ايام سلم أمرها للحرث وركب هو الى المهدية فصقلية. فأفتى الاساقفة والقسوس والرهبان باحراقه لرفقه باولئك العلماء والصلحاء، فاحرق في رمضان وهكذا تطبق رحمة المسيحيين!
بقي الحرث ببونة حتى استولى عليها الموحدون سنة 551 فقتلوه صبرا وانقرض ملك بني حماد. وبقيتهم بوادي بجاية، قال ابن خلدون:"وهم في هذا العهد في عداد الجند. ولهم اقطاع على ذلك بنواحي البلد".
تأسست الدولة الحمادية سنة 405 وسقطت سنة 5477 فكانت مدتها 142 سقطت وهي أقوى ما يكون كما يموت المرء وهو في
شبابه، وليس لهو يحي هو علة السقوط اذ لم ينشأ عنه احتلال في الدولة. ونرى لسقوطها عللا هي:
1 -
خيانة ميمون، وهي خيانة باردة لانه لا يرجو في دولة عبو المؤمن أكثر من ان يكون وزيره المفوض وقد نال ذلك مع يحي.
2 -
ضعف العصبية القومية، فقد أكلت صنهاجة الحروب، ومالوا منذ ايام العزيز الى الترف.
3 -
فقد الغيرة الوطنية من المسلمين لان كلا من الحلومتين القديمة والجديدة اسلامية، فهم لا يتفانون في نصرة القديمة ولا يرون في الجديدة عدوا.
4 -
قوة هذه الدولة الجديدة وعظمة رئيسها عبد المؤمن الذي لا يعرف التاريح كثيرا من أمثاله في السياسة الحربية.
وبسقوط الدولة الحمادية انقرضت الدعوة العباسية من المغرب.
فلم تظهر به الا ايام ابن عانية. ولم تنقطع قبل منه الا ايام بني عبيد، ولهذا رأينا أن نرسم جدولا للخلفاء العباسيين من أول أمرهم الى انتهائه من بغداد، وقد قسمهم ابن خلدون في هذه المدة الى اربع طبقات، الاولى ذات النفوذ العام، الثانية ذات النفوذ الخاص ببغداد وما قرب منها، الثالثة ذات الخلافة الاسلامية فاقدة النفوذ ببغداد نفسها، الرابعة المسترجعة للنفوذ ببغداد خاصة الى أن قتل التتر المستعصم سنة 656.
الطبقة الاولى
الخليفة
…
الولاية
…
هـ
…
م
عبد الله السفاح
…
132
…
750
اخوه أبو جعفر المنصور
…
136
…
754
ابنه محمد المهدي
…
158
…
775
ابنه موسى الهادي
…
169
…
785
اخوه هرون الرشيد
…
170
…
786
محمد الامين ابن الرشيد
…
193
…
809
اخوه عبد الله المأمون
…
198
…
813
اخوهما محمد المعتصم
…
218
…
833
ابنه هرون الواثق
…
227
…
842
أخوه جعفر المتوكل
…
232
…
846
الطبقة الثانية
الخليفة
…
الولاية
…
هـ
…
م
محمد المنتصر ابن المتوكل
…
247
…
861
احمد المستعين ابن المتصم
…
248
…
862
الزبير المعتز ابن المتوكل
…
252
…
866
محمد المهتدي ابن الواثق
…
255
…
869
احمد المعتمد، ابن المتوكل
…
256
…
870
احمد المعتضد بن طلحة ابن المتوكل
…
279
…
892
علي المكتفي ابن المعتضد
…
289
…
902
اخوه جعفر المقتدر
…
295
…
908
اخوهما محمد القاهر
…
320
…
932
أحمد الراضي ابن المقتدر
…
322
…
934
اخوه ابراهيم المتقي
…
329
…
941
الطبقة الثالثة
الخليفة
…
الولاية
…
هـ
…
م
عبد الله المستكفي بن المكتفي
…
3333
…
945
الفضل المطيع ابن المقتدر
…
334
…
946
ابنه عبد الكريم الطائع
…
363
…
974
الحسن القادر بن اسحق ابن القتدر
…
381
…
991
ابنه عبد الله القائم
…
422
…
1031
عبد الله المقتدي بن محمد ابن القائم
…
467
…
1074
ابنه احمد المستظهر
…
487
…
1094
ابنه الفضل المسترشد
…
511
…
1118
ابنه منصور الراشد
…
529
…
1134
الحسين المقتفى ابن المستظهر
…
530
…
1135
الطبقة الرابعة
الخليفة
…
الولاية
…
هـ
…
م
يوسف المستنجد ابن القتفي .... 555
…
1160
ابنه الحسن المستضيء
…
566
…
1170
ابنه احمد الناصر
…
575
…
1179
محمد الظاهر بن الناصر
…
622
…
1225
ابنه منصور المستنصر
…
623
…
1226
ابنه عبد الله المستعصم
…
640
…
1243
سقوط بغداد
…
656
…
1258