الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومصحف الابواب تبرا نظروا
…
بالنفس فوق شكوله تنظيرا
تبدو مسامير النضار كما علت
…
تلك النهود من الجنان صدورا
خلعت عليه، غلائلا موشية
…
شمس ترد الطرف عنه حسيرا
واذا نظرت الى غرائب سقفه
…
ابصرت روضا في السماء نضيرا
وعجبت من خطاف عسجده التي
…
حامت لتبني في ذراه وكورا
وضعت به صناعها اقلامها
…
فأرتك كل طريدة تصويرا
وكأنما للشمس فيه لقية
…
مشقوا بها التزويق والتشجيرا
وكأنما الازورد فيه مخزم
…
بالخط في ورق السماء سطورا
وكأنما. وشوا عليه ملاءة
…
تركوا مكان وشاحها مقصورا
قال المقري: ثم مدح المنصور بعد ذلك. وختم القصيدة بقوله:
يا مالك الارض الذي أضحى له
…
ملك السماء على العداة نصيرا
كم من قصور للملوك تقدمت
…
واستوجبت بقصورك التأخيرا
فعمرتها وملكت كل رياسة
…
منها ودمرت العدا تدميرا
قال المقري: "ولم أر لهذه القصيدة في لفظها ومعناها من نظير غير أن فيها عندي عيبا واحدا هو ختمها بلفظ التدمير" اهـ. واخترنا هذا البيت لختام هذا الفصل من أجل لفظ التدمير الذي تحقق في العمران والحضارة الحماديين كما هو الشأن في آثار كل الدول سنة الله قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.
10 - العلوم والاداب
كان عصر الحمادييبن عصر انشاء وترقية في- جميع مناحي الحياة المدنية. فضربوا في العلم والادب بسهم، ونشطوا أهلهما بالجوائز والصلات فارتحل اليهم امثال ابن حمديس الصقلي من الادباء، وابي
الفضل بن النحوي التوزري من العلماء وكان يشبه بابي حامد الغزالي.
فغصة عواصمهم بطلاب المعارف وناشريها وكان العلماء يتناظرون في مجالس بني حماد ويؤلفون لهم الكتب. وذكر ابن الابار في التكملة ان حماد بن ابراهم المخزومي الف كتابا في التاريخ للعزيز.
ظهر بالجزائر الحمادية العلماء والشعراء والكتاب والمؤرخون والاطباء والرياضيون وغيرهم، ظهورا لا عهد للجزائر به من قبل.
وكانت لعلوم الدين المنزلة الاولى ويليها علوم العربية. وينسب الى القلعة وبجاية فما دونهما من ممالك الحماديين علماء كثيرون تجد نبذا من أخبارهم متفرقة في الدواوين. ولكي تتصور اجمالا مبلغ الحركة العلمية بهذا العصر ننقل كلمة لياقوت ذكرها لما ذكر ريغة وانها قرب القلعة. قال:
" قال ابو طاهر بن سكينة سمعت ابا محمد عبد الله بن محمد ابن يوسف الزناتي الضرير بالثغر يقول حضرت هرون بن النصر الريغي بالريغ في قراءة البخاري والموطأ وغيرهما عليه وهو يتكلم على معاني الحديث. وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ورأيته يقرأ كتاب التلقين لعبد الوهاب البغدادي في مذهب مالك من حفظه كما يقرأ الانسان فاتحة الكتاب. ويحضر عنده دوين مائة طالب لقراءة المدونة وغيرها من كتب المذهب عليه، اهـ.
ولتقدم العلوم العربية في هذا الدور ظهر من اليهرد الذين دأبهم مسايرة الوسط نبغاء طار صيتهم في الآفاق وكانوا من بلغاء الكتاب العربيين.
وكانت العربية هي اللسان الرسمي للدولة. وجاء الهلاليون بلغتهم القريبة يومئذ جدا من الفصحى فنشروها بين سائر الطبقات وسهلوا على الخاصة تعلم العربية وعلى العامة تعلم دينها. ولم يبق