الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وآخر الليلة يؤتى بموائد كالهالات من خرس شهي وانواع من المطاعم تعقبها الفواكه والحلواء. فيطعم الناس بين يدي الخليفة، ويصلي معهم الصبح، وهكذا كانت تمر المواليد مدته، واقتفى أثره خلفه، وزاد ابنه ابو تاشفين احياء ليلة السابع على هذا الوصف.
واول ما حدث الاحتفال بالمولد اواخر القرن السادس او اوائل السابع احدثه بالمشرق مظفر الدين ابو سعيد كوكبوربي التركماني الذي كان واليا باربل بين سنتي 586 - 630 واحدثه بالمغرب، أبو العباس احمد العزفي من بيت علم ورئاسة بسبتة، ولد سنة 557 وتوفي سنة 633، وأمر السلطان يوسف المريني باقامة هذا الموسم في جميع ممالكه سنة 671.
10 - سقوط الدولة الزيانية
في أواخر القرن التاسع اشتد الضعف بالحكومات الزيانية والمرينية والحفصية وعظم النزاع بين ملوك غرناطة، فاعان الاسبان محمد بن ابي الحسن بن سعد على خلع عمه محمد بن سعد، فارتحل هذا المخلوع سنة 895 الى وهران. واستقر بتلمسان. قال في نفح الطيب:" ونسله بها الى الآن يعرفون ببني سلطان الاندلس " اهـ، ثم ملك الاسبان غرناطة في ربيع الاول سنة 897 فاصبحت منهم العدوة الافريقية على طرف الثمام.
وفي سنة 911 ملك الاسبان المرسى الكبير بعد حصار خمسين يوما، وعاثوا فيما حولهم سلبا ونهبا، وتكررت المعارك بينهم وبين المسلمين حتى انحصروا داخل أسوار المرسى سنة 913 وحاولوا فتح وهران، فامتنعت عليهم لحصانتها حتى داخلوا ستورا اليهودي ورجلين من المسلمين، فادخلوا بعض الاسبان المدينة. وفتحوها لاخوانهم،
فذبحوا اربعة آلاف مسلم، وأسروا ثمانية آلاف، وانقذوا ثلاثمائة أسير مسيحي، وغدا جاءت الجموع الاسلامية لاغاثة المدينة، فوجدوا يد الخيانة قد فنحتها!.
وأخذت اسبانيا المتسلحة بالنفاقين المسيحي والسياسي تستولي على السواحل لضعف الحكومات عن حمايتها، واضطر ابو حمو الثالث سنة 918 الى الاحتماء بها فأبت الامة هذه الاهانة، وكان بربروس قد ملك الجزائر، فاستنجدته، وأصبح آل زيان بين الاتراك والاسبان.
ونفر التلمسانيون من فساوة الاتراك، فاداروا وجوههم شطر فاس. واستنجدوا محمد الشيخ السعدي، فاحتل تلمسان، واخرج ابا زيان احمد، وكانت اضطرابات حاول أثناءها أخوه مولاي الحسن استرجاع ملك سلفه، فلم يحسن السيرة، وخلعه العلماء، فلحق بوهران حوالي سنة 961 ثم مات بالطاعون سنة 964 وثبتت قدم الاتراك بتلمسان بعدما احتلوها سنة 957 وقال ابو راس: سنة 956 وهكذا انتهت دولة آل زيان بعدما عاشت ما بين سنتي 633 - 957 اربعا وعشرين وثلاثمائة سنة، ويقول ابو راس: أن أمدها: 291 وقيل 295 وليس بشيء.
وقد افترق بنو عبد الواد بعد ذهاب ملكهم في الاوطان، قال أبو راس:" ويقال ان منهم بني شعيب وشوشاوة واولاد موسى في العطاف وفرقة بجبل اوراس" اهـ.
والمطلع على فصول هذا الباب وما قبله لا يحوجنا الى بسط اسباب سقوط هذه الدولة العامة وعللها الخاصة، فانها لم تزل منذ نشأتها تصطلي بنار الحروب الداخلية والخارجية، فمن غارة مرينية الى حرب حفصية ومن مناهضة مغراوية أو توجينية الى منافسة زيانية ومن