الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أواسط المحرم من عام 882 ورد على السلطان نصر بن صولة شيخ الذواودة طالبا للعفو فعفا عنه وانصرف الى أهله بعد الاحسان خديما" اهـ.
3 - رياح والاصلاح
كان القرن السابع الذي سقطت فيه الدولة المؤمنية مبدأ انحطاط عام، فكثر الملوك وتزاحمهم وتحاربهم. ووجدت الرعايا سبيلا إلى الفوضى. والولاة سبيلا الى الجور. وفشت المنكرات وأخيفت الطرقات.
وفي أوائل القرن الثامن ضهر من رياح ثم من رحمان رجل يدعى سعادة كانت أمه من الصالحات ونشأ هو على اعمبادة والزهد وارتحل الى المغرب فصحب ابا اسحق التسولي شيخ الفقهاء الصالحين يومئذ وعاد الى قومه بفقه صحيح وورع وافر ونزل طولقة. وانذر عشيرته وبث دعوته فأجابه خلق كثير بالزاب وريغ وكثير من البلدان. فلقبهم السنية.
ومن مشاهير مريديه من أولاد مسعود ابو يحي بن أحمد وعطية ابن سليمان وحسن بن سلامة من أولاد طلحة بن يحي بن دريد، ومن أولاد عساكر عيسى بن يحي بن ادريس، ومن زغبة هجرس بن علي اليزيدي ورجالات من العطاف.
استظهر سعادة بهؤلاء الامراء واتباعهم على تأمين السبل وتغيير المنكر واحياء السنة، ودعا منصور بن مزني أمير الزاب الى اعفاء الرعية من المغرم والمكس وسائر الظلامات، فهم بقتله. ولكن حال دونه مريدوه. وبايعوه على اقامة السنة والموت دونه.
وأعد منصور سعادة ثائرا فاستعد لحربه واستنجد أمير بجاية
خالد بن أبي زكرياء المنتخب واستمال اليه بعض رياح فمال اليه علي ابن أحمد منافسة لاخيه ابي يحي، وسليمان بن علي منافسة لعطية ابن سليمان وخشي سعادة من الاقامة في طولقة، فابتنى بضواحيها زاوية انتقل اليها بمريديه.
ثم زحف سعادة الى بسكرة سنة 703 وسنة 704 وحاصر بها منصورا فامتنعت عليه أولا وثانيا. وانحدرت رياح الى مشاتيها سنة 705 فبقي في قل من مريديه. ومع ذلك حاصر مليلي، فصبحه بها منصور في جند الدولة ورياح وبعد جولة استشهد سعادة.
نعي سعادة الى السنية بمشاتيهم. فصعدوا الى الزاب برئاسة ابي يحي بن احمد وزحفوا الى بسكرة مررا. وقطعوا نخيلها وأحرقوا عمال الدولة بالنار فصرخ منصور في أوليائه من الذواودة فلبوه وعقد على الجند لابنه علي ومعه علي بن أحمد على رياح. وكانت المعركة بالصحراء سنة 13 فقتل علي بن منصور. واسر علي بن أحمد. فأطلقه عيسى بن يحي لمكان أخيه، وعظم أمر السنية بعد هذا الانتصار.
ثم هلك ابو يحي وعيسى، ت يحي وكاد أمر السنية ينحل فاتفقوا على استدعاء عالم يقيم لهم أمر الدين ويجمع كلمتهم واختاروا الفقيه أبا عبد الله محمد بن الازرق من فقهاء مقرة. أخذ على ابي محمد الزواوي كبير شيوخ بجاية. فارتحل اليهم. ونزل على حسن بن سلامة. ووالاهم ابو تاشفين الاول اضعافا للحفصيين الذين كان معهم في حرب. فصار يبعث اليهم بالهدايا ويخص عالمهم ابن الازرق بجائزة معلومة كل سنة.
وخلا وجه رياح لعلي بن أحمد بموت أخيه. فقاتل هؤلاء السنية مرارا ثم هلك حسن بن سلامة. واستدعى ابن مزني الفقيه ابن الازرق لقضاء بسكرة ليقضي على دعوة سعادة. فأجابه. وطويت صحيفة السنية.