الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن مشاهير رجال المال بنو الملاح، قرطبيون معروفون بالامانة والدين حرفتهم سكة الدينار والدرهم، ووفدوا على يغمراسن، وعنوا بالفلاحة، فولى منهم على اشغاله عبد الرحمن بن محمد بن الملاح. ثم كانوا أصحاب دولة ابي حمو الاول وأضاف اليهم حجابته فتولاها محمد بن ميمون بن الملاح ثم ابنه محمد الاشقر ثم ابنه ابراهيم ومعه علي بن عبد الله بن الملاح. وقتلوا مع ابي حمو سنة 718 وانتهت أموالهم.
5 - ملوك آل زيان
كان ملوك آل زيان يفوقون بني مرين والحفصيين حربيا وسياسيا. ولكنهم يفوقونهم كثرة. فظل الصراع مستمرا بين القيوتين المعنوية والحسية بهجمات دولية أو اثارة قبائل قوية. حتى أن يغمراسن بلغت حروبه مع العرب خاصة اثنتين وسبعين. وعنوا بتحصين تلمسان وشحنها بالاقوات والمؤن حتى انهم صبروا على الحصار الطويل الذي دام ثماني سنين وثلاثة أشهر وأياما. مات فيها من رجالهم زهاء عشرين ألفا ومائة ألف. ونالهم من الجهد وغلاء الاسعار ما لا نظير له في التاريخ. أكلوا القطوط والفيران وأشلاء الموتى.
وبلغ ثمن الفار عشرة دراهم والبيضة ستة دراهم والتينة درهمين.
وقد أطال عبد الرحمن بن خلدون في بيان أسعار بقية المقتاتات.
وأخيرا نفدت مدخراتهم. ولم يبق من المقاتلة الا نحو الالف مشاة. فوطنوا أنفسهم على الاستماتة. ولكن الله فرج عنهم بقتل سلطان مرين. قال عبد الرحمن بن خلدون: "حدثني شيخنا محمد ابن ابراهيم الابلي- وكان قهرمان دارهم- ان السلطان ابا زيان سأل صبيحة يوم الفرج خازن زرعه عما بقي. فقال له قوت اليوم
فقط. ودخل أخوه ابو حمو فأعمله. وبينما هم مطرقون اذ دخلت دعد وصفية زوج عثمان الحفصية. فقالت: لم يبق لمصارعكم غير فواق ناقة وبنات زيان يقلن لكم لا خير في العيش بعدكم. فاريحونا من معرة السبي! فامتنع ابو زيان- وكان شفوقا- من قتلهن- وراجعه ابو حمو فيه فقال لعل الله يجعل بعد عسر يسرا. فأرحئني ثلاثا وسرح بعدها اليهن اليهود والنصارى وتعال نخرج في قومنا فنستميت وأجهش بالبكاء واذا برسول مرين ينعى له سلطانهم! " اهـ بايجاز.
والى جانب ما لهم من شجاعة حربية وادبية نرى شهادة عدوهم عريف بن يحي شيخ المجالس الملوكية لهم بالسبق في ميدان السياسة.
قال ابن خلدون: "سمعته يقول موسى بن عثمان هو معلم السياسة الموكية لزناتة وانما كانوا رؤساء بادية فحد حدودها وهذب مراسمها واقتدى به اقتاله وانظاره منهم" اهـ.
وكان ابو تاشفين الاول اوسعهم مملكة واغناهم خزائن واكثرهم آثارا. وابو حمو الثاني أعظم قدرا وأوفاهم من الخطوب كيلا.
وعلو كعبه في الحرب والسياسة والعلم والادب يظهر لمن درس كتابه " واسطة السلوك في سياسة الملوك" وأيامه تكفل بتفصيل حوادثها صاحب زهر البستان. وخصها يحي بن خلدون بالجزء الثاني من كتاب بغية الرواد.
وكانوا أيام عظمتهم متحدين لا يتنازعون أمرهم بينهم. فأبو حمو اول من بايع أخاه ابا زيان. وقال يحي بن خلدون يذكر عثمان الثاني وأخاه ابا ثابت: "استشعرا كلاهما ابهة الملك. ودان له الناس بالبيعة. ومضت اوامره في الاحكام والجبايات الا ان السرير والمنبر والدينار للسلطان عثمان، والجيوش والالوية والحروب للسلطان ابي ثابت مع تعظيمه لاخيه وبروره به، ورضي يوسف أخوهما الاكبر
سكنى ندرومة للعبادة. ولم أقف بتاريخ على مثل هذه الاخوة " اهـ. واول من شرع العقوق منهم ابو تاشفين الاول، فكان هو سبب ثورة محمد بن يوسف على أبيه. ثم أقدم على قتله وسلك سبيله سميه بن أبي حمو الثاني. وكان اكبر أبنائه، منافسا لاخوته كثير الشكوك في أبيه، ولي عهده في جمادى الاولى سنة 774 واشتدت غيرته من المنتصر وابي زياد وعمير، أمهم ميلية، وتولى ابو زيان منهم وهران، فطلبها ابو تاشفين من أبيه مزاحمة له، وماطله بها، فعدا على الكاتب ابن خلدون، ووضع على ابيه العيون خائفا ان يخلعه من ولاية عهده.
ولم يطب لابي حمو المقام معه، فحرج الى الجزائر موريا باصلاح العرب. فرده أبو تاشفين من أسافل البطحاء، ثم ارسل الى ابنه المنتصر عامل مليانة بولاية الجزائر واحمال من المال وانه لاحق به متى وجد فرصة، فاطلع ابو تاشفين على ذلك ايضا، واستشاط غيظا، وخلعه سنة 88 واعتقله بقصبة وهران، واعتقل بتلمسان من بها، من اخوته، وتوجه نحو مليانة فاستولى عليها. وتحصن منه المنتصر بحصين. فاقام محاصرا له بتيطري وخشي أن يكيده ابوه وأخوته من خلفه. فبعث من يقتلهم. وبلغ أبا حمو مقتل اولاده.
فصعد على سور القصبة مستغيثا بالوهرانيين. فاغاثه خطيبهم. وقام ببيعته. وتدلى اليهم بحبل وصله بعمامته! ودخل قصر الملك بتلمسان اوائل سنة 89.
وبلغ الخبر ابا تاشفين. فأخذ السير الى تلمسان. فدخلها.
وكانت يومئذ عورة لهدم مرين أسوارها وحصونها. فالتجأ ابو حمو الى مأذنة الجامع الاعظم. فاستنزله ورق له وبكى. وقبل يده.
فاستأذنه ابو حمو في الحج. فأركبه من وهران ولكنه نزل ببجاية.
وأمده الحفصيون على استرجاع ملكه وطاف على العرب بصحرائهم.
حتى جمع قوة دخل بها تلمسان في رجب سنة 90.
ولحق أبو تاشفين بمرين مستنجدا ابا العباس احمد. فاوعز ابو حمو الى خليله الغني بالله محمد بن ابي الحجاج بن نصر بطلب ابي تاشفين من ابي العباس. فالح في طلبه. ولكن ابا تاشفين استهوى الوزير.
فغلب على هوى ابي العباس. وأمده أواخر سنة 91 بجيش. فخرج أبو حمو الى الغيران جنوب تلمسان ناحية سبدو. وارهقته مرين عن الاصحار كعادته وكبا به فرسه. فانقضى نفسه. واتى برأسه الى ابنه. واسر له اخوه عمير. فقتله. واستحكمت القطيعة بين ابناء ابي حمو فاصبح بأسهم بينهم شديدا.
واول ملوك آل زيان ابو يحي يغمراسن. ولد سنة 603 وبويع في ذي القعدة سنة 33 ومات برهيو منقلبه بعرس ابنه عثمان الحفصية آخر ذي القعدة سنة 81 ومن آثاره بناء باب كشواط سنة 68 وصومعتي جامعي تلمسان القديمة والحديثة. ومنعه اخلاصه ان يكتب اسمه بهما. وكان آية في الجراءة والدهاء جليلا مهيبا حليما جوادا متواضعا مؤثرا لاهل العلم.
وخلفه ابنه ولي عهده ابو سعيد عثمان الاول ولد سنة 639 وتوفي بذي القعدة سنة 703 ويقال سم نفسه. وكان شهما مقداما محبوبا ذا سياسة وصبر.
وقدم بعده ابنه ابو زيان محمد الاول. ولد سنة 659 وتوفي في شوال سنة 707 وقال لسان الدين: أثناء الحصار. ونقله التنسي عن صاحب درر الغرر من الشاهدين للحصار. وكان رقيق القلب فاضلا مباركا حسن الملكة.
وخلفه اخوه ابو حمو موسى الاول. ولد سنة 665
وقتله ابنه في جمادى الاولى سنة 718 ومن آثاره تأسيس مدينة أقبو وبناء القصر المعروف باسمه على وادي تهل قرب مازونة، ويعرف اليوم بعمي موسى. وكان صارما حازما يقظا داهية ذا حدة وغلظة.
وتغلب على الملك قاتله ابو تاشفين عبد الرحمن الاول ولد سنة 692 ودخلت عليه مرين المدينة في رمضان سنة 737 فوقف بباب قصره.
وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه! وقاتل حتى قتل هو وابناؤه عثمان ومسعود ويوسف وكبار دولته. وفي واسطة السلوك ان سبب الكائنة عليه اعتماده على حصانة المدينة وامساكه عن العطاء. فلما كاد العدو يدخل عليه طلب من يأخذ ماله فلم يلقه. وقال ابن مرزوق: توطدت دولة عبد الواد بقتلهم ابا الحسن السعيد. وكان اسمر لام ولد. وختمت بقتل ابي الحسن المريني لهم. وهو بصفته حذو النعل بالنعل وكان ابو تاشفين فاضلا حميد السيرة رحب الجناب عظيم الخلق جميل الخلق. ذا آثار عظيمة.
أخذت الدولة أيامه زخرفها وازينت. فأصبحت بسيوف مرين حصيدا كأن لم تغن بالامس.
وجددها ابو سعيد عثمان الثاني بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن. انخزل بقومه من جيش ابي الحسن في واقعة القيروان الى العرب. وبايعه قومه ظاهر تونس آخر ربيع الاول سنة 749 فاتحد مع مغراوة وتوجين وارتحلوا الى بلادهم في زهاء خمسمائة فارس، وقد انتثر سلك الامن فخلصوا من غارة بني ونيفن ناحية باجة، وثربة ناحية بونة، وبني ثابت بجبلهم، وزواوة بجبل الزان وبلغ عثمان وقومه تلمسان في جمادى الثانية، فولى شؤون دولته أخاه ابا ثابت الزعيم فمهد المملكة، وما كاد يستريح حتى قصدهم ابو عنان، فاستولى على دولتهم وقتل عثمان في جمادى الاولى سنة 53
ـ[صورة]ـ منارة سيدي ابراهيم
ثم أدرك أخوه ابو ثابت وقتل، فكان من حديثه مع ابي عنان:
" اننا غلبناكم رجلة فغلبتمونا بخنا". وكان معروفا بالبسالة والفتوة، وكان عثمان شيخا محنكا داهية ذا عبادة ونسك.
وجدد الدولة ابو حمو موسى الثاني بن يوسف أخي عثمان الثاني قبض على عمه ابي ثابت بليزر من ساحة تلمسان، ونبت عنه العيون، فنجا الى تونس، وأكرم مثواه عبد الله بن تافراقين وزير ابي اسحق الثاني، ولما دخل جيش ابي عنان تونس خرج هو مع ابي اسحق جتى نزلوا ساحة تبسة، فارتد ابو عنان الى مغربه، وردد ابو حمو الغارة على نواحي قسنطينة، وفتح ميلة ونزلها، وتزوج منها، واخرج مرين من جبل بني ثابت وقرية بني ورار، ثم ارتحل منها سنة 59 لما قدم الوزير سليمان بن داود بجيش لا قبل له به، فجهزه الحفصيون الى وطنه ليشغل عنهم مرين، فسلك على عين السمارة قرب قسنطينة وجبل عياض وثنية غنية، وتزوج بالزاب، ودخل تلمسان في ربيع الاول سنة 60 وبويع بالخلافة وابوه حي، ونهضت اليه مرين. فأجفل أمامها الى الصحراء. واجلب على ممالكها حتى عادت الى مغربها، فعاد هو الى تلمسان بعد شهر، وقطعت دولته مرين ثم ابنه سبع مرات.
وكانت الصحراء حصنه الحصين، وخاطر بنفسه مرارا في طلب سلطانه، ومدح هذه المخطرة في واسطة السلوك، وتمثل بقول أمرئ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
…
وايقن انا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك انما
…
نحاول ملكا او نموت فنعذرا
ولد بالاندلس أيام مقام أبيه بها سنة 723 وقتل غرة ذي الحجة سنة 91 وكان ممدوح لسان الدين واضرابه، وجمع الحافظ التنسي كتابا
سماه "راح الارواح فيما قاله المولى ابو حمو من الشعر وما قيل فيه من الامداح".
وخلف ابنه قاتله ابو تاشفين عبد الرحمن الثاني، ولد بندرومة أيام كان ابوه وجده بها سنة 752 وتوفي في ربيع الثاني سنة 95 وقضى أيامه في دعة وهناء قائما بدعوة مرين مؤديا لهم ضريبة سنوية، فقويت مطامعهم وكثر تحكمهم في عرش تلمسان. ولو طالت ايامه لرفع عن الدولى هذا الكابوس.
وخلفه ابنه ولي عهده أبو ثابت الاول وقتل لاربعين يوما.
وخلفه قاتله عمه ابو الحجاج يوسف بن ابي حمو في جمادى الاول. ولاشهر ملكت عليه مرين تلمسان. وقتله أخوه ابو زيان سنة 96 وحلاه التنسي بقوله: "جند الجنود وعقد الالوية والبنود.
وامر الايام فائتمرت وطافت بكعبته الآمال واعتمرت، الى بيان جبل عليه وفصاحة ورحب جناب للوافدين وساحة " اهـ.
وسلمت مرين تلمسان لاخيه ابي زيان الثاني، كان ثائرا على أخيه أبي تاشفين مطالبا بدم أبيه، واضطره العجز الى الوفادة على مرين، فادخرته لعاقبة سياسية، وسرحه سلطانها عبد العزيز الى تلمسان، فدخلها غرة ربيع الثاني سنة 96 ونشط العلوم والآداب، وكان عالما شاعرا، ألف كتاب " الاشارة في حكم العقل بين النفس المطمئنة والنفس الامارة" وكانت بينه وبين برقوق صاحب مصر مهادات وتنكرت له مرين. فاعانت عليه أخاه عبد الله، فأخرجه سنة 801 واغتيل سنة 805.
وخلفه أخوه ابو محمد عبد الله الاول فباشر أموره بنفسه، ونهض بدولته نهوضا خشيته مرين، فأغارت عليه سنة 804 وأسرته.
وخلفه باعانة مرين اخوه ابو عبد الله محمد الاول المعروف بابن
خولة. ويلقب بالواثق بالله، وكان أمثل الملوك المتأخرين رحب الفناء جزيل العطاء حليما عن الدماء محبوبا من الرعية. فاستراحت الامة ايامه وكاد يعيد للدولة شبابها ومات سابع ذي القعدة سنة 813.
وخلفه ابنه عبد الرحمن وخلع لشهرين وايام. وخلفه خالعه عمه السعيد بن ابي حمو اواخر المحرم سنة 814 وعاثت منه يد الاسراف في أموال الدولة. وامدت مرين عليه أخاه عبد الواحد فخلعه منتصف رجب، وذهب على وجهه.
وخلفه خالعه أخوه ابو مالك عبد الواحد. وكان شجاعا متناهيا في الحزم والجد مقتفيا آثار أبيه، استرجع الجزائر من الحفصيين.
وحارب مرين في عقر دارها ونصب على كرسيها بعض حفدة ابي عنان.
وأخذ منها بثأر آل زيان فاشتدت بذلك صولته وامتدت دولته.
وانتهى به تداخل مرين في عرش تلمسان ولكن هذه الدولة لا تخرج من أزمة الا الى أخرى فثار عليه محمد ابن اخيه ابي تاشفين. واستمد الحفصيين. فنهض سلطانهم عزوز في جموعه معه، وبعد معارك دخلوا تلمسان. وفر عبد الواحد الى فاس. وانتصب بتلمسان سنة 827 ابو عبد الله محمد الثاني بن ابي تاشفين الثاني المدعو بابن الحمرة.
وعاد عزوز الى تونس بعدما انفق أكثر من عشرة احمال مالا في هذه الحركة.
وحاول عبد الواحد استرجاع ملكه. وعجزت مرين عن مظاهرته. فتوجه شطر تونس. وارسل ابنه المستنصر الى سلطانها عزوز. فرجع منه بكتاب يعده الاعانة على أن يقدم بنفسه الى تونس. فقبضت علا المستنصر عيون ابن الحمرة فقتله. وقطع ذكر عزوز بن الكتب والخطبة. ولحق عبد الواحد بتونس. وعاد منها بجيش هزمه ابن الحمرة. فخرج عزوز نفسه معه. وفتح تلمسان في رجب سنة 31 وعاد عبد الواحد الى ملكه.
وخرج ابن الحمرة الى جبال بني يزناسن. ثم انتقل الى جبال برشك وتنس واستألف عربها. وفتح تلمسان رابع ذي الحجة سنة 33 وقتل عمه عبد الواحد. فنهض اليه عزوز. واخرجه الى جبال بني يزناسن ثانيا. وحاصره بها. فزين له بعض أصحابه النزول اليه ليلين له. فرفعه معه الى تونس. واعتقله بقصبتها حتى مات سنة 840.
وخلفه عمه احمد العاقل بن ابي حمو. نصبه على كرسي أسلافه عزوز غرة رجب سنة 834 فضبط الامور وأظهر العدل واحسن السيرة.
فطالت مدته وانتزع منه بعض آله وهران والجزائر. واستقل عن عزوز فخرج اليه. ولكن مات في طريقه. فعاد الجيش الى تونس، وكفى الله المؤمنين القتال، وهادى حافده ابا عمر عثمان سنة 62 فكافاه، وتغلب عليه المتوكل غرة جمادى الاول سنة 66 واجازه الى الاندلس، فعاد لطلب ملكه، وحاصر تلمسان اسبوعين، ثم مات في ذي الحجة سنة 67 ودفن بالعباد.
وخلفه خالعه ابو ثابت الثاني محمد المتوكل بن ابي زيان محمد المستعين بن أبي ثابت الاول، فجمع آل زيان المشتتين شرقا وغربا، وأحسن معاملتهم وأدر عليهم الارزاق، ومهد المملكة واخضع الرعية، وخرج اليه ابو عمر عثمان الحفصي سنة 66 فخضعت له سويد وعامر، واقتضى بيعة المتوكل وتهاديا سنة 68 ثم استقل عنه المتوكل سنة 70 فخرج اليه واخضعه ثانيا، ومات سنة 890.
فخلفه ابنه تاشفين نحو اربعة اشهر أو أقل.
وخلفه أخوه ابو ثابت الثالث محمد، وعجز عن ضبط ممالكه الشرقية، فاضطرمت فتنة، ومات سنة 902.
وخلفه أكبر بنيه أبو عبد الله محمد الثالث المعروف بالثابتي نسبة إلى جده ابي ثابي. وزاد ما بين سنتي 904 - 906 في احباس ابي مدين ما قيمته مائتا دينار. ومات سنة 909.
وخلفه اخوه ابو زيان الثالث المسعود، فخلعه عمه ابو حمو الثالث، الملقب عند ابي راس بابي قلمس، وفي تحفة الزائر بابي كلمون، وسجن المسعود، وملكت عليه اسبانيا المرسى الكبير سنة 911 ثم وهران سنة 14 وقيل 15 وثار عليه يحي اخو المسعود، واستبد بتنس تحت حماية اسبانيا، وحاربها ابو حمو مرارا، واستأصل جيشها سنة 12 ثم ضعف عن مقاومتها. فاحتمى بها. وادى لها ضريبة سنوية مبلغها اثنا عشر الف دوقة واثنا عشر فرسا وستة بزاة.
وغضبت الامة عليه لاهانته الاسلام باحتمائه بالنصارى ولاثقاله كاهلها بالضرائب لضيق مملكته. فاستدعت عروج بربروس. فدخل تلمسان سنة 23 وفر ابو حمو الى وهران. وارتقى على العرش.
سجينه ابو زيان المسود. وبعد ايام قلائل اخرج الاتراك من تلمسان محاولا للاستقلال. فعاد اليه عروج. وقتله في سبعة من قرابته ونحو الستين بن عامة عبد الواد وزهاء الف من التلمسانيين.
وزحف على الاتراك ابو حمو بنجدة اسبانية. فحاصر تلمسان ستة أشهر. ثم احتلها في جمادى الاولى سنة 24 وفر عروج فأدرك وقتل ومات ابو حمو سنة 24 نفسها.
وخلفه اخوه ابو محمد عبد الله الثاني بن المتوكل. وحاول قطع طمع اسبانيا وتركيا في تلمسان وابعد أخاء ابا سرحان مسعودا الى فاس.
ثم استرجعه. فعدل عنه الى خير الدين بالجزائر. واستعانه على اخيه مقابل ضريبة سنوية ومبايعة سليم الاول العثماني. فأمده بالمال والجيش واخرج اخاه الى وهران.
وملك مسعود تلمسان، ونقض طاعة خير الدين، فدعاه الى الوفاء. فأساء الجواب، واستثمر ذلك اخوه ابو محمد، فلحق بخير الدين وضمن له البيعة والضريبة فأيده.
عاد أبو محمد الى تلمسان، ففر مسعود، وأخذ يغير عليه،
فأمده خير الدين وانجلت الفتنة بالقبض على مسعود، واختلت احوال خير الدين. فقطع ابو محمد طاعته، ثم صلحت أحواله، فعاد الى طاعته، ومات سنة 930.
وخلفه ابنه ابو عبد الله محمد الرابع، واشتدت ايامه شوكة اسبانيا. وفتحت تونس، فخضع لها، واشترطت عليه ضريبة سنوية وتسريح أسارى النصارى وعدم منازعتها الاستيلاء على الجزائر وشرشال وتنس لكن الظروف حالت دون تنفيذ هذه الشروط. وفي سنة 49 خلعه احوه ابو زيان احمد باعانة الاتراك واقام جند منهم بتلمسان. فلحق ابو عبد الله بوهران. واتى بنجدة اسبانية استأصلها ابو زيان بشعبة اللحم في شوال ثم أعادوا الكرة. ودخلوا تلمسان في ذي الحجة وفعلوا بأهلها الافاعيل قتلا ونهبا واعتداء على الحرم.
عاد ابو عبد الله الى عرشه. وهجم عليه اخوه ابو زيان سنة 50 وبعد معارك خذل ابو عبد الله لجنايته على تلمسان بادخال النصارى اليها. وعاد ابو زيان الى عرشه. فلحق اخوه بوهران. واسرع العود بنجدة اسبانية. فقتل. وهزمت نجدته شر هزيمة.
وفي أواسط شعبان سنة 52 استولى حسن بن خير الدين على تلمسان. فلحق ابو زيان بدبدو. وغدر به صاحبها عمر بن يحي الوطاسي. فاعتقله ووزيره منصور بن ابي غانم ومن معه من آل زيان. ونهب أموالهم. لم سرح منصور في محرم سنة 53.
وفي جمادى الاولى سنة 57 اخرج السعديون المتغلبون بفاس ابا زيان احمد من تلمسان. فلحق بوهران. ولا أدري كيف كان خلاصة من صاحب دبدو ويظهر ان السعديين لما دخلوا فاس سنة 56 سرح الوطاسيون ابا زيان ليحفظ تلمسان منهم. واخرج الاتراك السعديين من تلمسان في نفس سنة 57 ودخلت حكمهم.
ملوك تلمسان
الملك
…
الولاية
…
هـ
…
م
يغمراسن بن زيان
…
633
…
1236
ابنه عثمان الاول
…
681
…
1283
ابنه ابو زيان الاول
…
703
…
1304
اخوه ابو حمو الاول
…
704
…
1308
ابنه ابو تاشفين
…
718
…
1318
استيلاء مرين الاول
…
737
…
1337
عثمان الثاني
…
749
…
1348
استيلاء مرين الثاني
…
753
…
1352
ابو حمو الثاني
…
760
…
1359
ابنه ابو تاشفين الثاني
…
791
…
1389
ابنه ابو ثابت الاول
…
795
…
1393
عمه يوسف
…
795
…
1393
اخوه ابو زيان الثاني
…
796
…
1394
اخوهما عبد الله الاول
…
801
…
1398
اخوهم أبو عبد الله الاول
…
804
…
1402
ابنه عبد الرحمن
…
813
…
1411
عمه السعيد
…
814
…
1411
أخوه عبد الواحد
…
814
…
1411
ابو عبد الله الثاني بن ابي تاشفين
…
827
…
1424
عود عبد الواحد
…
831
…
1428
عود ابي عبد الله
…
833
…
1430
احمد العاقل بن ابي حمو
…
834
…
1431
ابو ثابت الثاني المتوكل
…
866
…
1462
ابنه تاشفين
…
890
…
1485
اخوه ابو ثابت الثالث
…
890
…
1485
ابنه ابو عبد الله الثالث
…
902
…
1496
عمه ابو حمو الثالث
…
909
…
1503
ابن اخيه ابو زيان الثالث
…
923
…
1517
عود ابي حمو
…
924
…
1518
اخوه عبد الله الثاني
…
924
…
1518
أخوهما مسعود
…
925
…
1519
عود عبد الله ...... ؟
…
؟
ابنه ابو عبد الله الرابع
…
930
…
1524
اخوه ابو زيان الرابع أحمد
…
949
…
1542
عود أبى عبد الله
…
949
…
1543
عود احمد
…
950
…
1543
الاستيلاء التركي
…
957
…
1550
37 -
نقود المعتصم بالله ابي العباس احمد
38 -
من نقود المتوكل بن ابي زيان محمد.
39 -
من نقود ابي عبد الله محمد، ضرب تلمسان.
40 -
من نقود المتوكل، ضرب تلمسان.
41 -
من نقود أبي عبد الله المتوكل، ضرب تلمسان.