الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- اليقظان بن أبي اليقظان 294 - 296 هـ 906 - 909 م
بويع بعد قتل أخيه أي حاتم، ولم يتمتع بالملك طويلا، فبقي مدة عامين وأمره في اضطراب الى أن قتله الشيعة في طائفة من أسرته، في شوال سنة 96 وانتهت به الدولة الرستمية.
تناسل بنو رستم بتيهرت وكثر عددهم ومع ذلك لم يزدحموا على الملك الا ما كان أيام ادبار دولتهم من القيام على ابي حاتم ثم قتله. فلهم بذلك مزية على غالب الاسر المالكة.
9 - الاقتصاد والحضارة
المملكة الرستمية صحراوية. ولهذا اتخذت عاصمتها حيث الجبال المتصلة بالصحراء. فالغالب على أهلها الترحال وسكنى الخيام والقيام على المواشي والتجارة في البر اما التجارة البحرية فبأيدي غيرهم لعدم اتصال المملكة بالسواحل. فلم يكن للرستميين مراكب بحرية ولا مصانع لها.
والتجارة البحرية يومئذ للاندلسيين. فهم الذين يؤمون ببضائعهم المختلفة مراسي الجزائر مثل مرسى الحجاج وتنس ومرسى فروخ القريبة من مستغانم شرقا. ولهم اتصال بالرستميين في التجارة خصوصا من مرسى فروخ.
وأهم تجارة تيهرت الى السودان. ولملوكها علائق حسنة مع الرستميين. ولها اتصال بالمشرق أيضا على طريق الصحراء الى القيروان وطرابلس ومصر.
وعني بنو رستم بتأمين طرق القوافل. فكانوا يرسلون من طرفهم حامية تتلقى القوافل. وهذا ابو حاتم توفي والده وهو غائب. ذهب في جيش لحماية قوافل من المشرق.
وهكذا كانت البضائع تصدر من تيهرت واليها برا وبحرا وغربا وشرقا وشمالا وجنوبا. فتأتيها بضائع الاندلس والمغرب الاقصى والسودان وافريقية ومصر والشام والعراق والحجاز واليمن.
وكانت الدواب والمواشي كثيرة بمملكة تيهرت. يكثر بها البقر والغنم وتوجد بها الخيل المسومة والبراذين الفراهيد. وللناس عناية بالفلاحة خصوصا حوالي الاودية. يزرعون القطن والكتان والسمسم والكسبر والكمون وغيرها. ويغرسون الاشجار المختلفة.
ونشط الناس لانشاء العمارات والقصور في الاماكن الصالحة لها. فكان للأسرة الرستمية حصن في جوار لواتة يدعى تالميت به مواشيهم وعبيدهم. وللأمراء منهم قصور ومنتزهات في أملاكهم خارج تيهرت. وقد أطال ابن الصغير الحديث عن القصور. وقال: "وكانت العجم قد ابتنت القصور ونفوسة قد ابتنت العدوة والجند القادمون من افريقية قد ابتنوا المدينة العامرة اليوم".
وانتقلت مع التجارة التي هي أهم موارد تيهرت حضارات الممالك الاخر. واضيفت الى حضارة البلاد الموروثة عن الرومان والروم. وتكون من مجموع ذلك حضارة تيهرتية مزيجة من عدة حضارات. فكانت تصنع بهذه المملكة نسائج الصوف والكتان وأواني الخزف والطين والزجاج والاثاث من الخشب المنحوت والمخروط والمموه والمرصع بالعاج أو الصدف. والصنائع متركبة من بربرية وفارسية وعربية ورومية واندلسية. عليها طابع الحضارة الاسلامية.
وقد جاء بعد الرستميين دول اسلامية ذات حضارات متقاربة. فلا سبيل الى تمييز ما أبقته الحضارة الرستمية بالوطن الجزائري. ولو عني بالبحث عن آثار تيهرت لامكن الوصول الى شيء عن معرفة هذه الحضارة. ووطن مزاب حافظ حقا على عوائده القديمة ولكن