الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهكذا أحسن حماد الدفاع عن ممالكه حتى أورث عقبه ملكا نافسوا به بني عمهم أصحاب افريقية. وأصبحوا أقوى منهم واملك للباس. ولكن بني باديس كانوا ارقى حضارة واقعد بالسياسة.
وانما تأسست الدولة الحمادية باقتحام الاخطار ومساعدة الاقدار.
3 - المملكة الحمادية
تمتد المملكة الحمادية غربا الى فاس، وبهذه الناحية امارة بني يعلي بتلمسان ونواحي وهران وحكومة بني زيري بن عطية بفاس، وأغلب سكانها زناتة فكان الحماديون يترددون بجيوشهم عليها تسكينا للثورات او اقتضاء للمغارم.
وفي سنة 430 زحف حمامة بن زيري بن عطية امير فاس الى القائد بن حماد. فتقاتلا. وسرب القائد الاموال في زناتة. فوهن حمامة. وبذل طاعته للقائد. ثم ظهرت دولة المرابطين. فخرج بلقين بن محمد بن حماد سنة 454 للقاء يوسف بن تاشفين الذي ظهر بوطن المصامدة. فاجلاه الى الصحراء. وردد غاراته بالمغرب. واحتمل من اكابر فاس واشرافها رهائن على الطاعة.
ثم عظمت شوكة المرابطين. فاستوالوا على امارات زناتة وتقدموا الى الجزائر واشير. فدافعهم الحماديون. ثم اصطلحوا. واستقرت الحدود بين المملكتين. قال صاحب المعجب:
"وكان يحي آخر الملوك الحماديين يملك بجاية واعمالها الى موضع يعرف بسيوسيرات وهذا الموضع هو الحد فيما بينه وبين لمتوتة". وأعاد ذكر هذا الموضع بهذا اللفظ، وقال بينه وبين بجاية قريب من تسع مراحل. وذكره ابن خلدون في مواطن بني يلومي بلفط سبدو سيرات. وهذا الموضع غربي نهر مينة الى سهل سيق.
على ان في نسخة من ابن خلدون سيك وسيرات بالعطف وسيك هو سيق.
وامتدت شرقا حتى اشتملت على تونس والقيروان وصفاقس والجريد وخضعت جزيرة جربة ايام العزيز، وهذه الناحية يغلب عليها العرب وبمدنها عدة أمراء يتلونون في السياسة حسب اهوائهم. وقد فتح الناصر بن علناس مدينة الاربس سنة 460 بعد خضوع تلك البلدان له. وهي في طريقه الى تلك البلدان. فدل على ان تبعية هاتيك الجهات غير مبنية على خضوع عسكري. واستمر نزاع حماد وآل باديس على مدينة. تونس. ثم تبتت للحماديين من سنة 514 الى سنة 548 وعادت بعد الى امرائها الاقدمين بني خراسان.
وامتدت المملكة جنوبا الى الزاب ووادي ريغ وورقلة. وبقيت داخل هذه الحدود جهات من وطن زواوة وكتامة غير تابعة للحماديين.
قال ابن الاثير: "وفي سنة 417 وردت رسل زناتة وكتامة على المعز في طلب الصلح والدخول في حكمه على ان يحفظوا الطريق. فاستوثق منهم. وقدمت عليه مشيخنهم. فبذل لهم أموالا جليلة " اهـ.
وقد اخضع الحماديون زناتة من بعد. ويظهر ان كتامة كذلك.
ولكن لا نعلم لهم نفوذا بالجبال الممتدة فيما بين السكيكدة وجيجل من وطن كتامة، فان بها قبائل قوية لا يعلم لها خضوع لاية دولة سواء في العصر العربي او البربري.
وبعد ان حارب المنصور المرابطين سنة 86 ثم اثخن في زناتة عاد الى فتح وطن زواوة. قال ابن خلدون: "ورجع المنصور الى بجاية واثخن في نواحيها ودوخت عساكره قبائلها. فساروا في جبالها المنيعة مثل بني عمران وبني تازروت والمنصورية والصهريج والناظور وحجر المعرق (في نسخة حجر المعز). وقد كان اسلافه كثيرا ما يرمونها