الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبعد الاذان يدعو المؤذن للامام ويصلي عليه وعلى آبائه وابنائه بصيغة نسجتها يد السياسة دعاية لهذه الحكومة التي اعتنت ببث الدعاة في سائر الاوطان حتى بلغوا السوس الاقصى، وكان منهم هنالك علي بن عبيد الله البجلي، وكان اتباعه يدعون البجلية. بقوا بعد الدولة العبيدية الى ايام المرابطين. ولم تمت بالمغرب الشيعة الاسماعيلية بذهاب الدولة العبيدية بل عاشت بعدها زمنا.
3 - تأسيس الدولة العبيدية
تأسست الدولة العبيدية بالدعاية الدينية والحنكة السياسية اللتين كانتال لأبي عبد الله الشيعي وبالقيمة الحربية التي كانت لكتامة ووطنها وبسوء سياسة زيادة الله الثالث الذي قتل أباه وكثيرا من أهله وذويه.
ابتدأ ابو عبد الله بتعليم المذهب الاسماعيلي ثم أعلن امامة الفاطميين وأخذ يذكر المهدي وقرب ظهوره. فبلغ أمره ابراهيم الاغلبي فارسل اليه يتهدده. فاجابه جواب من ايقن بنجاح سياسته. وبلغ جوابه عمال وطن كتامة ورؤساء عشائرها فاجتمع منهم للمفاوضة في شأنه عمال ميلة وسطيف وبلزمة ويحي المساكتي المدعو بالامير ومهدي ابن ابي كمارة اللهيصي وفرج بن خيران الاجاني وثمل بن فحل اللطاني، فاتفتوا على مراسلة بيان بن صقلاب رئيس بني سكان في ان يسلم اليهم ابا عبد الله او يخرجه من بلدهم، فاجابهم باستشارة أهل العلم. فتآمروا باغتياله. وشعر انصاره بذلك. ففرقوا المتآمرين. واطبقت جيملة على مظاهراته.
عاد أولئك العمال والروساء الى مخاطبة بيان بن صقلاب حتى استمالوه اليهم. فاستجار ابو عبد الله بالحسن بن هرون رئيس
غسان. ونزل عليه ببلدة تازروت فنشبت الحرب بين غسمان أولياء ابي عبد الله، ولهيصة اعدائه. فقتل ابو مديني اخاه مهدي بن أبي كمارة. ورأس مكانه لهيصة، وكان من حزب ابي عبد الله فاتحدت غسمان ولهيصة على ولائه وحاربوا من يحاربه.
كان ابو عبد الله ينتصر دائما على أعدائه فكثر انصاره. وزحف الى ميالة. ففتحها. وولى عليها ماكنون بن ضبارة. وقتل صاحبها موسى بن العباس. ففر ابنه ابراهيم الى تونس ونزل على الامير أبي العباس نائب ابيه ابراهيم الذي كان يومئذ بصقلية. وحرضه على محاربة الشيعي، فجهز ما ينيف على عشرين الفا عقد عليها لاخيه الأحول، ولم يكن احول، وانما كان يكسر جفنه اذا ادام النظر.
فصل الأحول بالجنود من تونس سنة 89 ففتح سطيف ثم بالزمة، وقصد تازروت، وكان الشيعي قد كثرت جموعه وتكررت انتصاراته وانتشر صيته، فخرج للقاء الاحول، فانهزم ببلد ملوسة، وبلغ الاحول تازروت، فهدمها، وتحصن الشيعي بجبل ايكجان. وقصد ابراهيم بن موسى ميلة، فاعترضته طائفة من المتشيعة هزمته إلى معسكر الاحول.
ثم عاد الاحول الى تونس، فخلا الجو للشيعي، وتلاحق الناس الى دعوته. فعاد الاحول الى حربه ونزل سطيف. واتخذها معسكره، وبينما هو يغير وينهزم اذ اتاه الامر بالعودة الى تونس على لسان أخيه الذي قتله أبيه زيادة الله، فلما بلغها قتله ابن أخيه.
ولما استيقن الشيعي بنجاح أمره أرسل الى سيده عبيد الله يستقدمه ويخبره بما فتح من الاوطان. فيخرخ عبيد الله وابنه ابو القاسم وابو العباس اخو ابي عبد الله في زي التجار. وبلغوا مصر سنة 89 وأذكى بنو العباس عليهم العيون. فقبض على ابي العباس بطرابس وسجن بها. وظهر عبيد الله وابنه بمسلجماسة يوم الأحد
سابع ذي الحجة سنة 96 فاعتقلا بها. كذا قيل. وظاهر الاخبار الآتية أنه ظهر بها قبل هذا التاريخ. ووجه صاحبها اليسع بن مدرار كتابا الى زيادة الله يعلمه ذلك، فلما دخل رسوله ارض كتامة وقع بين قوم ظنهم في ولاية الاغالبة. فاخبرهم خبره فرفعوه الى ابي عبد الله. فالفى معه كتاب اليسع فتعرف منه خبر عبيد الله.
وبعد خروج الاحول من سطيف بقي أهلها محاربين لابي عبد الله. فحاصرها مدة. ثم فتحها وهدم سورها. وأمن أهلها وعقد زيادة الله لابراهيم بن حبيش على اربعين الفا. نزل بها قسنطينة. واقام بها هنالك ستة اشهر. اجتمع له فيها من الجنود مائة الف. والتقى بها مع الشيعي على بلزمة. فانهنرم الى باغاية ثم عاد إلى القيروان.
وتوجه ابو عبد الله الى طبنة. ففتحها بعد الحصار صلحا، ثم فتح بلزمة عنوة. وقصد عروبة بن يوسف من اصحابه عامل باغاية هرون بن الطبني، وقد عقد له زيادة الله على اثني عشر الفا، فقتله عروبة. وزحف من اصحابه ايضا يوسف الغسماني الى تيجس.
فدخلها بعد الحصار صلحا. ولحقت حاميتها بالقيروان. ووجه سرية فتحت مرماجنة عنوة. وقتلت عاملها، وهي فيما بين مجانة وسبيبة.
واستأمن له أهل تيفاش. فاستعمل عليهم صواب بن ابي القاسم السكاني. وفتح بنفسه صلحا باغاية ومسكيانة وتبسة. وعاد الى ايكجان بعد ما سرح العساكر تردد الغارات على نفزة وغيرهم.
واتخذ زيادة الله معسكره بالاربس وهي مدينة في الجنوب الشرقي من مدينة الكاف بعمل تونس قريبة من سبيبة. وأصبح يغير من هذا المعسكر على النواحي المتشيعة. فاسترجع تيفاش. وخرج ابو عبد الله من ايكجان لتعميم فتحه. فاخذ قسنطينة بعد الحصار صلحا. وشرق حتى بلغ قفصة وملكها. ثم عاد الى ايكجان. وترك حامية بباغاية لمواقفة جنود الاغالبة ورد غاراتها.