الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[معاني فعّل بالتشديد]
قال ابن مالك: (ومنها «فعّل» وهو للتّعدية، وللتّكثير، وللسّلب، وللتّوجّه، ولجعل الشّيء بمعنى ما صيغ منه، ولاختصار حكايته، ولموافقته «تفعّل» و «فعل» وللإغناء عنهما).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (1): «فعّل للتّعدية: كـ «أدّبت الصّبيّ، وعلّمته الخير» . وللتكثير: كـ «فتّحت الأبواب» و «فبّحت الغنم» (2).
وللسلب: كـ «قرّدت البعير» و «حلّمته» و «قذّيت عينه» إذا نزعت عنه القردان (3)، والحلم (4)، وأزلت عن عينه القذى (5).
وللتّوجّه: كـ «شرّق» و «غرّب» و «غوّر» و «كوّف» .
ولجعل الشيء بمعنى ما صيغ منه: كـ «عدّلته» و «أمّرته» إذا جعلته عدلا وأميرا، و «فسّقته» و «كفّرته» و «زنّيته» و «جهّلته» إذا نسبته إلى الفسق، والكفر، والزّنا والجهل (6)، ومنه «بطّنت الثّوب» و «جبّبته» إذا جعلت له بطانة
وجيبا (7).
(1) شرح التسهيل (3/ 451) تحقيق د/ عبد الرحمن السيد ود/ محمد بدوي المختون.
(2)
قال الزمخشري في المفصل (281): «ومجيئه للتكثير هو الغالب عليه نحو: قطّعت الثياب وغلّقت الأبواب وهو يجوّل ويطوّف أي يكثر الجولان والطّواف، وبرّك النّعم وربّض الشاء وموّت المال ولا يقال للواحد» وقال الرازي في شرحه (3/ 423)(رسالة)«والتكثير على أحد أوجه ثلاثة إما بتكثير المفعول أو بتكثير الفعل، أو بتكثير الفاعل» وقال: «لا يقال: برّك البعير» ولا ربّض الشاة، ولا موّت البعير. وانظر شرح الشافية (1/ 92) والهمع (2/ 161) وفقه اللغة للثعالبي (ص 295).
(3)
القردان: جمع وواحده: القراد، يقال: قرّد بعيرك أي انزع منه القردان، وقرّده انتزع قراده، وهذا فيه معنى السّلب. انظر اللسان (قرد) وشرح المفصل للرازي (3/ 422)(رسالة) وشرح الشافية (1/ 94) والهمع (2/ 161).
(4)
الحلم: جمع واحده: حلمة وهي الصّغيرة من القردان وقيل الضّخم منها. انظر اللسان (حلم) والهمع (2/ 161).
(5)
قال الجوهري: «القذى في العين وفي الشّراب ما سقط فيه، وتقول: أقذيت عينه: جعلت فيها القذى، وقذّيتها تقذية أخرجت منها القذى» الصحاح (6/ 4260)(قذى) واللسان (قذى) وشرح المفصل للرازي (3/ 421)(رسالة).
(6)
قال ابن الحاجب: «يرجع معناه إلى التعدية» انظر شرح الشافية للرضي (1/ 94) وشرح السيرافي (6/ 99).
(7)
انظر اللسان (بطن) و (جيب).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والذي لاختصار الحكاية: كقولهم: «أمّن» و «أيّه» و «أفّف» (1) و «سوّف» ، و «سبّح» و «حمّد» و «هلّل» إذا قال: آمين، ويا أيّها، وأفّ، وسوف، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، ومعنى اختصار الحكاية: أن الأصل:
قال: آمين، وقال: يا أيّها، فأغنى عن ذلك صوغ «فعّل» .
ولموافقة «تفعّل» : كقولهم: «ولّى» عنه و «تولّى» إذا أعرض عنه، و «بيّن المشي» بمعنى «تبيّن» (2)، و «فكّر» في الأمر و «تفكّر» (3) و «يمّم» الشّيء، و «تيمّمه» أي قصده (4).
والمغني عن «تفعّل» : كقولهم: «أوّنت» الحبلى إذا صار بطنها كـ «الأونين» (5) و «عجّزت» المرأة إذا صارت عجوزا، ومنه قولهم:«من دخل ظفار حمّر» (6) أي: صار كالحميريّين في كلامه بلغتهم.
وأما «فعّل» الموافق «فعل» : فك «قدّر» الله، وقدر، و «بشّر» و «بشر» ، و «عاض» و «عوّض» (7)، و «ماز» و «ميّز» (8) و «زال» و «زيّل» .
والمغني عن «فعل» : كـ «جرّب» الشّيء، و «عرّد» في القتال إذا تركه جبنا (9)، -
(1) قال سيبويه (4/ 58): «وأفّفت به أي قلت له: أفّ» .
(2)
انظر اللسان (بين) وأساس البلاغة (1/ 74)(بين).
(3)
في اللسان (فكر): «وقد فكر في الشيء وأفكر فيه وتفكّر بمعنى» وانظر الهمع (2/ 161).
(4)
انظر اللسان (أمم) وانظر الهمع (2/ 161).
(5)
أوّن الرّجل وتأوّن: أكل وشرب حتّى صارت خاصرتاه كالأونين، وأوّنت الأتان: أقربت.
والتّأوّن: امتلاء البطن. انظر اللسان (أون).
(6)
ظفار: قرية باليمن يكون فيها المغرة، وحمّر: تكلّم بالحميريّة. ويقال: معناه صبغ ثوبه بالحمرة لأن بها تعمل المغرة، وظفار مبني على الكسر مثل قطام وحذام، وهو مثل يضرب للرجل يدخل في القوم فيأخذ بزيّهم. انظر مجمع الأمثال (3/ 321) واللسان (ظفر) و (حمر) ومن لغة حمير: قلب اللام من «أل» ميما ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس من امبرّ امصيام في امسفر» انظر شرح الشافية (3/ 216).
(7)
انظر شرح المفصل للرازي (3/ 422)(رسالة) وقال الجوهري في الصحاح (3/ 1093)(عوض)«تقول: عاضني فلان، وأعاضني وعوّضني وعاوضني إذا أعطاك العوض» . وانظر اللسان (عوض).
(8)
انظر شرح المفصل للرازي (3/ 423)(رسالة) وفي الصحاح (3/ 897)(ميز): «تقول:
مزت الشّيء أميزه ميزا: عزلته وفرزته، وكذلك: ميّزته تمييزا» واللسان (ميز) والهمع (2/ 161).
(9)
في اللسان (عرد): «وعرّد الرّجل تعريدا أي: فرّ» وانظر الهمع (2/ 161).