الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[معاني فعل بالكسر وتسكين عينه تخفيفا]
قال ابن مالك: (ولزوم «فعل» أكثر من تعدّيه. ولذا غلب وضعه للنّعوت اللّازمة وللأعراض والألوان وكبر الأعضاء، وقد يشارك «فعل» ويغني عنه لزوما في اليائيّ اللّام، وسماعا في غيره، ويطاوع «فعل» كثيرا، وتسكين عينه وعين «فعل» وشبههما من الأسماء لغة تميميّة).
ــ
ودمت تدوم (1)، [وقالوا: تدام وتمات (2)، ومتّ ودمت، وحكى صاعد (3) من الشذوذ في الصحيح: نجز ينجز (4)] (5).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (6): وأخفّ الأفعال الثلاثية المفتوح العين لأن الفتحة أخفّ الحركات وأثقلها المضموم العين، لأن الضمة أثقل الحركات، والمكسورة العين متوسط، لأن [5/ 5] الكسرة أقلّ ثقلا من الضمة، وأقلّ خفة من الفتحة، فرتّب على هذا أن جعل المضموم ممنوع التّعدي (7) تخفيفا لأن التعدي يستدعي زيادة المعدّى إليه، وجعل عدم التّعدّي في المكسور العين أكثر من التعدي (8)، وكثر الأمران في المفتوح العين لخفته (9).
(1) انظر شرح الشافية (1/ 136) والمنصف (1/ 256) وإصلاح المنطق (212)، وفي الكتاب (4/ 343)«وأمّا متّ تموت فإنّما اعتلّت من فعل يفعل ولم تحول كما يحول قلت وزدت» .
(2)
انظر المنصف (1/ 256) وفيه «وقد يجوز أن تكون هذه لغات تداخلت فيكون بعضهم يقول:
متّ تمات، وبعضهم يقول: متّ تموت ثم سمع من أهل لغة الماضي وسمع من أهل لغة أخرى المضارع فتركبت من ذلك لغة أخرى» وانظر شرح الشافية (1/ 136).
(3)
صاعد بن الحسن بن عيسى الريعي البغدادي أبو العلاء اللغوي، صحب السيرافي والفارسي والخطابي وروي عنهم، توفي سنة 417 هـ. انظر بغية الوعاة (2/ 7)، وإنباه الرواة (2/ 85 - 90) وفيه توفي سنة 419 هـ.
(4)
انظر إصلاح المنطق (ص 213).
(5)
ما بين المعقوفين بياض في (جـ)، (أ) وقد أكملته من التذييل والتكميل (رسالة)(6/ 11، 12).
(6)
شرح التسهيل لابن مالك (3/ 439).
(7)
قال سيبويه في الكتاب (4/ 38): «وفعل على ثلاثة أبنية، وذلك فعل وفعل وفعل نحو: قتل، ولزم، ومكث، فالأولان مشترك فيهما المتعدي وغيره، والآخر لما لا يتعدى، كما جعلته لما لا يتعدى حيث وقع رابعا» .
(8)
انظر شرح الشافية للرضي (1/ 72).
(9)
قال الرضي في شرح الشافية (1/ 70)«اعلم أن باب فعل لخفته لم يختصّ بمعنّى من المعاني، بل استعمل في جميعها لأن اللفظ إذا خفّ كثر استعماله واتسع التصرف فيه» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
و «فعل» الموضوع للنعوت اللازمة: كـ «شنب» (1)، و «فلج» (2) و «لمي» (3) و «عمي» ، و «حول» (4) و «حور» (5) و «عور» و «عرج» .
والموضوع للأعراض: كـ «برئ» و «مرض» و «نشط» و «كسل» و «فرج» ، و «حزن» و «شبع» و «غرث» (6) و «روي» و «عطش» .
والموضوع للألوان: كـ «سود» و «شهب» (7) و «حوي» (8) و «دعج» (9) و «كهب» (10)، و «دكن» (11) و «كدر» (12).
والموضوع لكبر الأعضاء: كـ «جيد» (13)، و «أذن» و «عين» و «رقب» و «فوه» ، و «سوق» (14).
(1) الشّنب: ماء ورقّة يجري على الثّغر، وقيل: رقّة وبرود وعذوبة في الأسنان، وقيل نقط بيض في الأسنان، وقيل: هو حدّة الأنياب. اللسان (شنب).
(2)
فلج: فلج الأسنان، تباعد بينها، والفلج: تباعد ما بين السّاقين، انظر اللسان (فلج) وإصلاح المنطق (ص 76).
(3)
لمي: اللّمى مقصور: سمرة الشّفتين، واللّثات يستحسن، وقيل: شربة سواد وقد لمي لمى اللسان (لما).
(4)
حول: الحول في العين: أن يظهر البياض في مؤخّرها، ويكون السّواد من قبل الماق وقيل غير ذلك. اللسان (حول).
(5)
الحور: أن يشتدّ بياض العين وسواد سوادها، وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضّ ما حواليها.
اللسان (حور).
(6)
غرث: الغرث: أيسر الجوع، وقيل شدّته، وقيل هو الجوع عامّة، اللسان (غرث).
(7)
شهب: الشّهبة: لون بياض يصدعه سواد في خلاله. اللسان (شهب).
(8)
حوي: الحوّة: سواد إلى الخضرة، وقيل: حمرة إلى السّواد. اللسان (حوا).
(9)
دعج: عين دعجاء: بيّنة الدّعج وهو شدّة السّواد مع شدّة البياض. انظر أساس البلاغة (1/ 271)(دعج).
(10)
كهب: الكهبة: غبرة مشربة سوادا في ألوان الإبل خاصّة. اللسان (كهب)، وقيل: الكهبة:
لون ليس بخالص في الحمرة، وهو في الحمرة خاصّة. اللسان (كهب).
(11)
دكن: الدّكن والدّكن والدّكنة لون الأدكن كلون الخزّ الذي يضرب إلى الغبرة بين الحمرة والسّواد. اللسان (دكن).
(12)
كدر: الكدر نقيض الصّفاء. اللسان (كدر).
(13)
جيد: الجيد - بالتحريك - طول العنق وحسنه، وقيل: دقّتها مع طول، جيد جيدا وهو أجيد، وامرأة جيداء إذا كانت طويلة العنق حسنة لا ينعت به الرّجل». اللسان (جيد).
(14)
سوق: السّوق: حسن السّاق وغلظها، وسوق سوقا وهو أسوق. اللسان (سوق). وفي إصلاح المنطق (ص 369): «رجل أسوق طويل
السّاقين».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومشاركة (1)«فعل» لـ «فعل» : كـ «فقر» و «فقر» (2)، و «أدم» و «أدم» (3)، و «سمر» و «سمر» و «عجف» (4)، و «عجف» و «حمق» و «حمق» ، و «رعن» و «رعن» (5).
والاستغناء به عن «فعل» لزوما في ما لامه ياء: كـ «حيي» فهو «حييّ» ، و «عيي» فهو «عييّ» ، و «غني» فهو «غنيّ» ، و «غبي» فهو «غبيّ» .
ويدل على كون «فعل» في هذه الأفعال أصلا لـ «فعل» : أن كل واحد منها يدل على معنى طبع عليه الفاعل أعني: الحياء، والعيّ، والغباوة، وكذلك الغنى إذا أريد به غنى النّفس وإن أريد به غنى المال فهو محمول على غنى النّفس.
ومن أجل نيابة هذه الأفعال عن «فعل» التزم مجيء اسم فاعل كلّ واحد منها على «فعيل» وقد قيل في العييّ: عيّ على فعل، لأن «فعلا» شريك «فعيل» في الصّوغ من «فعل». والاستغناء بـ «فعل» عن «فعل» في ما ليس لامه ياء كـ «ذوي» و «نقي» و «سمن» وحقّها أن تكون على «فعل» لأنها بمعنى:
«متن» و «نظف» ، و «شحم» ، وأضدادها:«ضعف» ، و «نجس» و «شخت» (6)، ومن أجل استحقاق معانيها لـ «فعل» التزم في أسماء فاعليها «فعيل» أعني:«قويّا» و «نقيّا» و «سمينا» .
ويجيء «فعل» مطاوعا لـ «فعل» : نحو: جدعه فجدع (7) وصلمه فصلم (8)، -
(1) انظر شرح الشافية (1/ 73).
(2)
في اللسان (فقر): «والفقير مبنيّ على فقر قياسا ولم يقل فيه إلّا افتقر» وفيه «وقال سيبويه: وقالوا افتقر كما قالوا اشتدّ ولم يقولوا فقر كما لم يقولوا شدد» .
(3)
الأدمة: «في الإبل لون مشرب سوادا أو بياضا وقد أدم فهو آدم والجمع أدم» . اللسان (أدم).
(4)
العجف: ذهاب السّمن والهزال وقد عجف بالكسر وعجف بالضم فهو أعجف وعجف. اللسان (عجف) وإصلاح المنطق (ص 67).
(5)
رعن: الأرعن: الأهوج في منطقه المسترخي. اللسان (رعن). وانظر شرح الشافية (1/ 71).
(6)
الشّخت: والشّخيت: النّحيف الجسم والدّقيقه. اللسان (شخت).
(7)
جدع: الجدع: القطع البائن في الأنف والأذن والشّفة واليد ونحوها. وانظر اللسان (جدع)، وفي إصلاح المنطق (ص 205): «ويقال:
قد جدع أنفه وأذنه يجدعها جدعا». وانظر أساس البلاغة (جدع)(1/ 111).
(8)
صلم: صلم الشّيء صلما: قطعه من أصله. اللسان (صلم).