الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أسماء الفعل الماضي والمضارع ومعانيها]
قال ابن مالك: (ولبعد «هيهات» ولسرع «سرعان» و «وشكان» مثلّثين، ولافترق «شتّان» ولأبطأ «بطآن» ولأعجب «واها» و «وي» ولأتوجّع «أوّه»، ولأتضجّر «أفّ» ما لم تؤنّث بالتّاء فتنتصب مصدرا، وقد ترفع، ولأتكرّه «أخّ» و «كخّ» ولأجيب «هاء» ولأكتفي «بجل» و «قطّ» وقد في أحد الوجهين).
ــ
الأفعال التي على وزن «فعال» مؤنثة والكسر من علامات التأنيث (1)، والدليل على أن «فعال» مؤنثة قول القائل:
3616 -
ولنعم حشو الدّرع أنت إذا
…
دعيت نزال ولجّ في الذّعر (2)
قال: وحكى الكسائي عن بني أسد: تراك ومناع - بالفتح فيهما - وفي أمثالهما (3) إتباعا للفتحة والألف وطلبا
للتخفيف» انتهى.
وما ذكره من أن: ما كان من أسماء الأفعال على وزن «فعال» محكوم بتأنيثه كأنه مجمع عليه من النحاة وهو أمر يؤخذ تقليدا.
قال ناظر الجيش: لما انتهى الكلام على ما هو موضوع من هذه الأسماء المذكورة في هذا الباب للطلب الذي هو الأمر، شرع في ذكر ما هو موضوع منها للخبر فذكر خمس عشرة كلمة، منها ما هو للمضي، ومنها ما هو لغير المضي.
فالذي للمضي خمس: وهي: «هيهات» و «سرعان» و «وشكان» و «شتان» و «بطآن» .
أما «هيهات» : فهي اسم فعل لـ «بعد» قال الشاعر: -
(1) لعله يقصد أن الكسر من علامات المؤنث الذي على وزن فعال على الإطلاق أي سواء أكان اسم فعل أم غير ذلك مثل: حذام وقطام ولكاع وخباث وغدار وفجار وفساق.
(2)
سبق شرحه والكلام عليه. واستشهد به هنا: على أن «نزال» - بزنة فعال - مؤنثة بدليل تأنيث الفعل «دعيت» .
(3)
قال صاحب اللسان (منع): «قال اللحياني: وزعم الكسائي أن بني أسد يفتحون مناعها، ودراكها وما كان من هذا الجنس، والكسر أعرف» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
3617 -
فهيهات هيهات العقيق وأهله
…
وهيهات خلّ بالعقيق نواصله (1)
وفي تائها الفتح وهو لغة الحجاز (2)، والكسر وهو لغة تميم وأسد، والضم وهو لغة لبعضهم (3) وقرئ بهن (4)، ولكن قراءة الجمهور بالفتح (5).
وذكر ابن عصفور (6) أن فيها سبع عشرة لغة (7): هيهات وهيهاتا - بالفتح منونا وغير منون - ومنه قوله:
3618 -
أتذكر أيّاما مضين من الصّبا
…
وهيهات هيهاتا إليك رجوعها (8)
و «هيهات» و «هيهات» - بالكسر منونا وغير منون - قرأ (9) أبو جعفر:
(هيهات هيهات لما توعدون) بالكسر دون تنوين، وقرأ (10) عيسى بن عمر (هيهات هيهات) بالتنوين، و (هيهات هيهات) بالضم منونا وغير منون، وقرأ (11) -
(1) سبق شرحه والكلام عنه، واستشهد به هنا على أن «هيهات» اسم لبعد.
(2)
انظر المفصل (ص 160) وابن يعيش (4/ 65، 66) والتذييل (6/ 191) وشرح الألفية لعبد العزيز الموصلي (ص 680).
(3)
انظر المفصل (ص 160) والتذييل (6/ 191) وشرح ألفية ابن معط لعبد العزيز الموصلي (ص 680)، وقد علل الرضي لغة الضم بقوله «وأما الضم فللتنبيه بقوة الحركة على قوة معنى البعد فيه، إذ معناه: ما أبعده» شرح الكافية (2/ 73، 74).
(4)
أي باللغات الثلاث في قوله تعالى: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ [المؤمنون: 36].
(5)
انظر التذييل (6/ 191) وهي لغة أهل الحجاز.
(6)
انظر الحديث عن هيهات وكلام ابن عصفور مفصلا ومحققا في شرح المقرب (المنصوبات قسم أول ص 296) وما بعدها.
(7)
قد ذكر الشيخ أبو حيان أن الصاغاني اللغوي ذكر في هيهات ستة وثلاثين وجها. انظر التذييل (6/ 193) وانظر الهمع (2/ 105، 106).
(8)
هذا البيت من الطويل ومعناه واضح. وهو للأحوص.
واستشهد به على أن «هيهات» يأتي منونا وغير منون والبيت في المفصل (ص 160) ابن يعيش (4/ 65، 66).
(9)
انظر إتحاف فضلاء البشر (ص 318) ومختصر شواذ القرآن (ص 97) والبحر المحيط (6/ 405) والنشر (2/ 328).
(10)
انظر الإتحاف (ص 318) ومختصر شواذ القرآن (ص 97) والبحر المحيط (6/ 405) والبيان (2/ 184) والنشر (2/ 328) والتبيان (ص 954).
(11)
انظر المحتسب (2/ 90) والبيان (2/ 184) والتبيان (ص 954) والتذييل (6/ 192) والبحر المحيط (6/ 405).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أبو حيوة (1)(هيهات هيهات لما توعدون) بالضم والتنوين، فأما قراءة عيسى الهمداني (2):(هيهات هيهات) بسكون التاء فعلى نية الوقف.
و «أيهات» و «أيهاتا» بالفتح منونا وغير منون.
و «أيهات» و «أيهات» بالكسر منونا وغير منون.
و «أيهاك» والكاف للخطاب.
و «إيها» و «أيها» بكسر الهمزة وفتحها.
و «هيها» بحذف التاء. و «هيهن» بفتح النون، و «أيهان» و «أيهان» بكسر النون وفتحها (3).
ثم إنه (4) أطال الكلام في هذه الكلمة أعني «هيهات» وقال: «إن الألف فيها منقلبة عن «ياء» أصلية (5) كما أن الألف في «حاحيت» منقلبة عن «ياء» أصلية، والأصل: حيحيت، وقلبت في الموضعين كراهية اجتماع الأمثال، قال:
ولا يجوز أن يجعل الألف في «هيهات» زائدة فتكون من لفظ «هيه» ومعناه من حيث كانت بمعنى «بعد» ، و «هيه» زجر وإبعاد؛ لأن قوله (6):
3619 -
هيهات من منخرق هيهاؤه (7) -
(1) أبو حيوة: هو: شريح بن يزيد أبو حيوة الخضرمي الحمصي، صاحب القراءة الشاذة مقرئ الشام، له اختيار في القراءة، وروى القراءة عن أبي البرهم والكسائي، توفي سنة (203 هـ) وطبقات القراء (1/ 325).
(2)
هو عيسى بن عمر الهمداني، أبو عمر، الكوفي القارئ الأعمى، مقرئ الكوفة بعد حمزة، عرض على عاصم وابن مصرف، والأعمش وغيرهم. انظر طبقات القراء (1/ 612).
(3)
انظر المفصل (ص 161) وابن يعيش (4/ 68) والتذييل (6/ 193).
(4)
أي ابن عصفور.
(5)
قال ابن يعيش (4/ 66) وهيهات أصلها هيهيه «فقلبت ياؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت هيهات» . وانظر التذييل (6/ 193).
(6)
هو رؤبة كما في ابن يعيش (4/ 68) أو العجاج كما في اللسان (هيه).
(7)
هذا رجز، وشرحه كما جاء في اللسان (هيه): «قال ابن سيده: أنشده ابن جني ولم يفسره، قال: ولا أدري ما معنى: هيهاؤه، وقال غيره: معناها البعد والشيء الذي لا يرجى، وقال ابن بري:
قوله: هيهاؤه يدل على أن هيهات من مضاعف الأربعة وهيهاؤه فاعل بهيهات كأنه قال: بعد بعده، ومن متعلقة بهيهات»، والرجز شاهد على أن «هيهات» من باب «حاحيت» من مضاعف الرباعي.
وانظر الرجز في الخصائص (3/ 43) والبحر المحيط (6/ 05؟؟؟)، والتذييل (6/ 193) واللسان (هيا).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يدل على أنها من باب «حاحيت» ألا ترى أن المعنى: بعد بعده كما قالوا: جنّ جنونه (1)، وك «ضلّ ضلالنا» من قول أمية:
3620 -
لولا وثاق الله ضلّ ضلالنا
…
ولسرّنا أنّا نتلّ فنوأد (2)
فبنى من «هيهات» مصدرا على «فعلال» كـ «القلقال» و «الزّلزال» وأيضا فإن «الهيه» فاؤه ولامه من جنس واحد كـ «قلق» و «سلس» وهو باب قليل، وباب «حيحيت» أكثر منه. وإذا كان كذلك فحمله على الأكثر أولى، وإذا ثبت أنها
من باب «حيحيت» كانت «هيه» منها كـ «سلس» من «سلسل» و «قلق» من «قلقل» و «جرج» من «جرجر» (3) انتهى (4).
وأورد الشيخ ذلك في شرحه (5) مقررا له دون نسبة إلى أحد، ولا يظهر لي ذلك؛ فإن أسماء الأفعال مبنية والمبني ليس له اشتقاق فلا يدخله تصريف.
ثم قال ابن عصفور بعد كلامه المتقدم: «ومن فتح الفاء منها كتبها بالهاء لأنها إذ ذاك واحدة كـ «أرطاة» (6) ومن كسرها كتبها تاء على لفظها لأنها جمع. والدليل على ذلك وقف العرب على المفتوحة بالهاء وعلى المكسورة بالتاء، قال: وأما إذا ضمّت التاء فإن أبا الفتح يرى كتبها بالهاء؛ لأن أكثر القراءة «هيهات» بالفتح والفتح يدل على الإفراد، وأجاز في الضمة أن تكون بناء والأصل السكون إلا أن التاء حركت لالتقاء الساكنين، كما حرك بعضهم نون المثنى بالضم لالتقاء الساكنين، وأجاز أيضا أن تكون الضمة إعرابا على أن تكون الكلمة بمعنى: البعد، ولم تجعل اسما للفعل فتبنى، قال: وأما أبو علي فيرى كتبها إذا ضمّت بالتاء لأنه يرى أن التاء إنما ضمت في الجمع، وسبب ذلك عنده أنه جاء في هذه اللغة على صورة الرفع، وفي لغة من كسر التاء على صورة النصب، والمبنيات إنما تجيء على -
(1) انظر ابن يعيش (4/ 68) والتذييل (6/ 193).
(2)
هذا البيت من الكامل وقائله أمية بن أبي الصلت كما ذكر وقبل هذا البيت:
ملك على عرش السّماء مهيمن
…
تعنو لعزّته الوجوه وتسجد
والبيتان في صفة الخالق، واستشهد بالبيت على أن «ضل ضلالنا» مقيس عليه بعد بعده والبيت في شعراء النصرانية في الجاهلية (235).
(3)
الجرجر: اسم نبت. انظر اللسان (جرر).
(4)
أي كلام ابن عصفور.
(5)
التذييل (6/ 193، 194).
(6)
أرطاة - وجمعها الأرطى -: وهو شجر ينبت بالرمل. انظر اللسان (أرط).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
صورة الرفع في حال الجمع، ألا ترى أن «الذين» جمع وهو مبني وبعض العرب يستعمله بالواو في حال الرفع، فلذلك اعتقد في «هيهات» إذا كان مضموما أنه جمع، قال: فعلى قراءة من قرأ (هيهات هيهات لما توعدون) - بالرفع - يكون المجرور في موضع خبر «هيهات» وكذلك أيضا يكون المجرور في أحد قولي ابن جني، ويكون
«هيهات» إذ ذاك مصدرا في الأصل (1)، ويكون السبب في بنائها في قول أبي علي - قلة تمكنها وإبهامها وأنها بمنزلة الأصوات ولا يمكن أن تكون عنده اسم فعل لأن أسماء الأفعال لا موضع لها عنده من الإعراب (2).
قال (3): فإن قال قائل: إذا كانت في حال كسر التاء أو ضمها جمعا لـ «هيهات» المفتوحة التاء؛ فهلا قالوا: هيهيات فقلبوا الألف ياء كما يقال في مصطفاة: مصطفيات، وفي أرطى: أرطيات؟ فالجواب: أن هذا إنما هو حكم المعرب، وأما المبني فإنه يحذف منه الألف في الجمع بالألف والتاء كما قالوا في جمع إلى: إلات (4)[5/ 34].
ثم قال: وهيهات تثنية: هيها، ثم إن ابن عصفور أطال الكلام في هذه الكلمة، واعلم أني لم أتحقق ما قاله، ثم إنه حكم بالجمعية مع حكمه أن الكلمة مبنية لقوله:
«وأما المبني فإنه تحذف منه الألف» ولا شك أن المبني لا يجمع، وكذا لا يثنى، وقد حكم بأن «هيهات» تثنية «هيها» .
وبعد فلم يتضح لي ما قاله، وأما كونه حكم بأن الكلمة قد تكون مصدرا؛ فإذا صحّ يقال له: لا مجامعة بين المصدر واسم الفعل، فتكلم على الكلمة اسم فعل ثم تكلم عليها مصدرا، كما أورد الكلام في «رويد» و «بله» ولا حاجة إلى خلط حكمها مصدرا بحكمها اسم فعل، وقد ذكر الشيخ في شرحه (5) غالب ما ذكره ابن عصفور دون أن ينسبه إليه، ثم قال (6):«والذي نختاره أن الضم في «هيهات» والكسرة ليست لأجل أنها جمع وأن «أيهان» و «هيهان» ليسا بمثنيين؛ بل يعتقد أن ذلك وغيره من الأوجه المذكورة فيها إنما هو من بلاغتهم واتساعهم في اللفظ الواحد -
(1) انظر التذييل (6/ 194).
(2)
انظر التذييل (6/ 194، 195).
(3)
أي: ابن عصفور.
(4)
انظر التذييل (6/ 195) وقد نقل الشيخ أبو حيان هذا الكلام دون أن ينسبه.
(5)
انظر التذييل (6/ 191 - 198).
(6)
المرجع السابق (6/ 195، 196).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كما تلاعبوا في لفظ «أفّ» ولفظ «ايمن» في القسم وأنها على كل حال اسم فعل في الخبر بمعنى: بعد، قال: ولا حجة في وقفهم على «هيهات» - بالفتح (1) - ولا على «هيهات» - بالكسر أو الضم - بالتاء؛ لأنه لا يجوز في
«مسلمة» أن تقف بالتاء وفي «مسلمات» أن تقف بالهاء وإن كان قليلا فيكون هذا قد جاء على أحد الجائزين» انتهى.
والذي قاله الشيخ هو الحق ولا أدري كيف خفي هذا عن ابن عصفور؟
واعلم أن للمعربين في الآية الشريفة وهي قوله تعالى: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (2) غير القول الذي ذكره ابن عصفور قولين:
أحدهما: أن الفاعل مضمر تقديره: هيهات هو أي: التصديق الذي دل عليه المعنى، وقيل: الضمير المذكور يعود على الإخراج.
ثانيهما: أن اللام زائدة و «ما» فاعل (3).
وأما «هيهات» الثانية فمقتضى كلام ابن عصفور أن يمنع كونها تأكيدا للأولى؛ لأنه قال في:
3621 -
فهيهات هيهات العقيق وأهله
الاختيار في «العقيق» أن يكون مرفوعا بالمتأخرة يعني على مختار البصريين (4).
ثم قال: فإن قال قائل: كيف جعلت هذا من الإعمال مع أنه كان رفع «العقيق» بـ «هيهات» الأولى وجعل الثانية تأكيدا لها كما في نحو: قام قام زيد فإن قام الثانية تأكيد للأولى؟
فالجواب: أن ذلك عندي لا يسوغ لأن اسم الفعل إنما أتي به دون الفعل اختصارا، لأنك تقول: صه ونزال للواحد والاثنين والجماعة والمذكر والمؤنث، فتكراره -
(1) يبدو أن هنا سقطا وهو كلمة «بالهاء» حتى يستقيم المعنى، وقد أشار إلى ذلك محقق التذييل (6/ 196).
(2)
سورة المؤمنون: 36.
(3)
انظر التبيان (ص 954) وشرح ألفية ابن معط لعبد العزيز الموصلي (ص 1158) بتحقيق علي الشوملي، والتذييل (6/ 196).
(4)
يعني أن البصريين يختارون إعمال الثاني دون الأول في باب التنازع. قال ابن مالك في الألفية مشيرا إلى مذهب البصريين في ذلك:
والثّان أولى عند أهل البصره
…
واختار عكسا غيرهم ذا أسره
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
للتأكيد (1) مناقض لما أريد به من الاختصار؛ فتأكيد الأولى إن كان الفاعل الضمير، وعلى هذا يكون في الثانية
ضمير أيضا ويكون هذا التأكيد من قبيل توكيد الجملة بالجملة. انتهى (2). ولا يخفى ضعف هذا التعليل الذي ذكره، وبتقدير تسليم أن اسم الفعل إنما أتي به اختصارا لا يلزم أن لا يكرر توكيدا، ولو كان ذلك لازما لا متنع توكيد الحرف؛ لأن الحرف إنما عدل إليه قصدا للاختصار أيضا، فالحق أن «هيهات» الثانية في البيت لا يمتنع كونها تأكيدا للأولى، وكذا يكون الحكم في التي كررت في الآية الشريفة أيضا إذ لا مانع من ذلك (3).
وأما قول ثعلب: إن هيهات هيهات مثل: هو جاري بيت بيت (4) - يعني أن الكلمتين ركبتا وصار حكمهما حكم الكلمة الواحدة - فقد استبعده ابن عصفور، ولا شك أن مثل هذا لا ينبغي التشاغل به.
وأما «سرعان» و «وشكان» : فإنهما اسمان لسرع والسين تضم وتفتح وتكسر مع سكون الراء (5)، وكذا الواو من «وشكان» يجوز فيها الثلاث مع سكون الشين، وإلى ذلك أشار المصنف بقوله: مثلّثين.
وقد ذكر ابن عصفور الأوجه الثلاثة في «سرعان» مسندا ذلك إلى الجوهري، قال (6): وتستعمل خبرا محضا، وخبرا فيه معنى التعجب، حكى الجوهري (7) من كلامهم: لسرعان ما صنعت كذا: أي ما أسرع ما صنعت كذا، وقالوا: سرعان -
(1) في النسختين: فتأكيد للأولى، ويبدو أن هنا سقطا، وأغلب الظن أنه يريد: وأما هيهات الثانية فتأكيد للأولى
…
أو يكون المقصود: فتأكيد الأولى
…
إلخ.
(2)
أي كلام ابن عصفور ولم أعثر عليه فيما بين يدي من كتب له. وإنما هو في شرح المقرب للدكتور علي محمد فاخر (المنصوبات، قسم أول ص 296 وما بعدها).
(3)
ما رآه المؤلف في هذا الموضع هو الصواب وهو الحق كما ذكر لأن التنازع لا يقع في مثل هذا لأن شرط وقوعه كون المعمول مطلوبا لكل من العاملين من حيث المعنى، والطالب للمعمول في البيت وهو العقيق إنما هو هيهات الأول وأما الثاني فلم يؤت به للإسناد إلى العقيق بل لمجرد التقوية والتوكيد لهيهات الأول فلا فاعل له أصلا. انظر شرح التصريح (1/ 318، 2/ 199).
(4)
انظر ابن يعيش (4/ 67) والتذييل (6/ 197).
(5)
انظر التذييل (6/ 199)، واللسان (وشك).
(6)
أي ابن عصفور، وكلامه في شرح المقرب للدكتور: علي محمد فاخر (المنصوبات - قسم أول ص 298).
(7)
انظر الصحاح (3/ 228)(سرع).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ذي إهالة (1) وهو مثل، وذلك أن بعض حمقاء العرب يقال: إنه اشترى شاة فسال لغامها (2) هزالا فتوهّمه شحما مذابا فقال لبعض أهله: خذ من شاتنا إهالتها فنظر إلى مخاطها فقال: سرعان ذي إهالة أي: سرعت ذي إهالة فـ «ذي» فاعل سرعان و «إهالة» منصوب على التمييز، وهو محول من الفاعل، التقدير: سرعان إهالة ذي.
وأما «وشكان» فإنما هو اسم لـ «وشك» ومعنى وشك: سرع، يقال: وشك يوشك وشكا: سرع، قالوا: وتستعمل «وشكان» موضع المصدر فيقال: عجبت من وشكان ذلك الأمر أي من سرعته، ذكر الشيخ ذلك في شرحه (3) وفي الارتشاف (4) أيضا.
وأما «شتّان» : فهو اسم لـ «افترق» (5) وقال ابن عصفور: إنه اسم لـ «بعد» وهو بعيد. فإنه لو كان كذلك لكان مرادفا لـ «هيهات» فكان يذكر معها (6)، قال ابن عصفور:
وهو ساكن في الأصل إلا أنه حرك لالتقاء الساكنين وكانت الحركة فتحة إتباعا لما قبلها وطلبا للخفة، ولأنه واقع موقع الماضي والماضي مبني على الفتح فجعلت حركته (7) كحركته، قال: وزعم الزجاج أنه مصدر واقع موقع الفعل جاء على «فعلان» فخالف أخواته فبني لذلك (8)، قال: فإن قيل لنا: فعلان في المصادر، قالوا: لوى يلوي ليّانا (9) وشنئته شنآنا، وأنت لو وضعت ليّانا وشنآنا موضع الفعل لبقيا على إعرابهما -
(1) هذا مثل كما ذكر المؤلف، ويضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته، انظر مجمع الأمثال (2/ 111) ورواية المثل فيه: سرعان ذا إهالة وكذا في اللسان (سرع) وقد أورده ابن منظور مشروحا كما ذكره المؤلف.
وانظر ابن يعيش (4/ 38) وانظر المثل على رواية المؤلف في الإيضاح للفارسي (ص 165) والمرتجل (ص 258).
(2)
لغام الدّابة: لعابها وزبدها الذي يخرج من فيها معه. انظر اللسان (لغم).
(3)
التذييل (6/ 199).
(4)
الارتشاف (3/ 208).
(5)
انظر اللسان (شتت).
(6)
فيما ذكره المؤلف نظر؛ لأن عدم ذكر شتان مع هيهات ليس معناه أن شتان لا تكون بمعنى بعد. وقد ذكر النحاة واللغويون أن معنى «شتان» بعد، قال أبو حيان في التذييل (6/ 200) «وأما شتان فاسم لتباعد» وقال ابن يعيش (4/ 36):«ومما سمي به الفعل في حال الخبر، شتان ومسماه افترق وتباعد» . و «شتان» ناب عن تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين لأن التفرق لا يحصل من واحد والقياس لا يأباه من جهة المعنى؛ لأنه إذا تباعد ما بينهما فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر، راجع ابن يعيش (4/ 38). وأما «هيهات» فإنه ناب عن
«بعد» وهو يقتضي فعلا واحدا لا فعلين. والخلاصة: أنه لا مانع من كون «شتان» بمعنى: بعد، مع ملاحظة الفرق الذي ذكرته بين «بعد» هذه وبين «بعد» الذي ناب عنه «هيهات» .
(7)
انظر ابن يعيش (4/ 36) والتذييل (6/ 200).
(8)
انظر ابن يعيش (4/ 36) والتذييل (6/ 200).
(9)
لواه دينه وبدينه ليّا وليّانا: مطله. انظر اللسان (لوى).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ولم يبنيا!! فالجواب: أنهما مصدران قد استعملا بعد فعلهما وتمكّنا؛ فإذا وقعا موقع فعلهما بقيا على إعرابهما وليس كذلك «شتان» ، لأنك لا تقول: شتّ يشتّ شتّانا، وإنما استعمل في أول أحواله موضوعا موضع الفعل المبني فبني لذلك. انتهى.
وأقول: مقتضى هذا الجواب أن تبنى المصادر الملتزم إضمار ناصبها كـ «سبحان الله» و «معاذ الله» (1).
ثم قال ابن عصفور: «والأولى عندي أن يكون اسم فعل غير مصدر؛ لأن هذا البناء في المصادر ولم يجئ منه إلا «ليّان» و «شنآن» [5/ 35] وأسماء الأفعال أوسع في كلام العرب، وأكثر مما جاء من المصادر على فعلان» (2)، ثم قال:
«وزعم الأصمعي (3) أن العرب لا تقول: شتان ما بين زيد وعمرو وإنما تقول:
شتان زيد وعمرو، وشتان ما زيد وعمرو، قال الشاعر (4):
3622 -
شتّان هذا والعناق والنّوم
…
والمشرب البارد في ظلّ الدّوم (5)
-
(1) يشتمّ من كلام المؤلف هذا رائحة الاعتراض على كلام ابن عصفور السابق الذي تضمن تساؤلا أجاب عنه ابن عصفور بنفسه. وملخص هذه القضية التي أثارها ابن عصفور أن صيغة «فعلان» لا تكون إلا في المصادر فلم بني «شتان» ولم يبن «ليّان» و «شنآن» لو وضعا موضع فعلهما؟ فأجاب بأن «ليان وشنآن» قد استعملا بعد فعلهما وتمكنا فإذا وقعا موقع فعلهما بقيا على إعرابهما وليس كذلك «شتان» لأنه إنما استعمل في أول أحواله موضوعا موضع الفعل المبني فبني لذلك، وقد اعترض المؤلف على هذا الجواب قائلا: إن مقتضاه أن تبنى المصادر الملتزم إضمار ناصبها كـ «سبحان الله» و «معاذ الله» . وأقول: إن هذا الاعتراض ليس في محله لأن «شتان» كما ذكر ابن عصفور استعمل في
أول أحواله موضوعا موضع الفعل المبني فإنه لا يقال: شت يشت شتانا وهذا حق، وأما «سبحان الله ومعاذ الله» فمع أنهما استعملا في أول أحوالهما كذلك إلا أن لهما فعلا التزم إضماره، ولذلك يذكر عند التفسير فيقال: سبح تسبيحا وسبحانا (اللسان: سبح)، وأعوذ بالله معاذا (اللسان: عوذ) كما أن «شتان» ليس بمصدر التزم إضمار ناصبه وإنما هو واقع موقع فعل مبني فلا بد أن يأخذ حكمه.
(2)
انظر التذييل (6/ 200) وقد نقل أبو حيان كلام ابن عصفور دون أن يشير.
(3)
انظر إصلاح المنطق (ص 281، 282)، وابن يعيش (4/ 38) واللسان (شتت).
(4)
هو لقيط بن زرارة بن عدس أخي حاجب بن زرارة صاحب القوس التي يضرب بها المثل، وقد نسبه الزمخشري في أساس البلاغة (دوم)(1/ 288) لحاجب بن زرارة.
(5)
هذا البيت من الرجز وقبله:
يا قوم قد حرقتموني باللوم
…
ولم أقاتل عامرا قبل اليوم
الشرح: العناق: المعانقة، والدوم: شجر معروف، والمعنى: افترق ما أنا فيه من حرقة استماع اللوم والمعانقة والنوم والماء العذب في ظل هذا الشجر أو في الظل الدائم. قيل: وأنشده المبرد: «والمشرب الدائم في الظل الدوم» ، أي -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال الأعشى:
3623 -
شتّان ما يومي على كورها
…
ويوم حيّان أخي جابر (1)
وكان يرد قول ربيعة الرّقّي (2):
3624 -
لشتّان ما بين اليزدين في النّدى
…
يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم (3)
-
- الدائم، إقامة المصدر مقام الوصف، وصحة رواية المبرد كما في المقتضب «والمشرب البارد والظل الدوم» .
والشاهد فيه: في «شتان» حيث استعمله بدون زيادة لفظ (بين) والبيت في ابن يعيش (4/ 37) والمفصل (ص 162)، وقد ذكره الزمخشري في أساس البلاغة (دوم)(1/ 288) والشطر الأول في المرتجل (ص 257) وأنشده ابن هشام في شرح شذور الذهب (ص 403) كالرواية التي بين أيدينا، وكذلك البغدادي في الخزانة (3/ 49، 57) والبيت في اللسان (دوم) وروايته كرواية المقتضب والمخصص وقال: «ويروى: في
الظل الدوم».
(1)
هذا البيت من السريع وقائله الأعشى وهو في ديوانه (ص 108) والبيت من قصيدة طويلة يهجو بها علقمة بن علاثة ويمدح عامر بن الطفيل وأولها:
شاقتك من قتلة أطلالها
…
بالشط فالوتر إلى حاجر
الشرح: شتان: بمعنى بعد، والكور: الرحل. وحيان وجابر: ابنا عميرة من بني حنيفة، وكان «حيان» نديما للأعشى، ويروى أن «حيان» كان أفضل من جابر فلما بلغ (حيان) هذا البيت غضب وقال: عرفتني بأخي وجعلته أشهر مني فقال له الأعشى: إنما اضطرتني القافية إلى ذلك فلم يقبل عذره وترك منادمته، ومعنى البيت:
أن يومي على كور هذه الناقة ويومي مع حيان بعيدان لا يتقاربان؛ لأن أحدهما يوم سفر ونصب والثاني يوم لهو ولعب وفي نسخة (جـ)، (أ):«على» مكان أخي، وهو تصحيف. والشاهد فيه: في «شتان» حيث استعمله بدون لفظ «بين» والبيت في ابن يعيش (4/ 37) والمقرب (1/ 133) وشرح شذور الذهب (ص 403) واللباب في علل البناء والإعراب للعكبري (2/ 383).
(2)
هو ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيذار الأسدي أبو ثابت أو أبو شبانة الرقي، شاعر غزل مقدم، كان ضريرا، يلقب بالغاوي، مولده ومنشؤه في الرقة (على الفرات من بلاد الجزيرة) وإليها نسبته. انظر الأعلام (3/ 16) وخزانة البغدادي (3/ 55).
(3)
هذا البيت من الطويل قاله ربيعة الرقي في قصيدة يمدح بها يزيد بن حاتم لما عزل عن مصر وولى يزيد ابن أسيد السلمي مكانه ومطلعها.
بكى أهل مصر بالدموع السواجم
…
غداة غدا منها الأغر ابن حاتم
الشرح: الندى: الكرم والجود وألفه أصلها الواو. والأغر: من الغرة وهو بياض فوق الدرهم يكون في جبهة الفرس استعير للظهور والشهرة. والشاهد فيه: زيادة لفظ «ما» بعد شتان وقد أباه الأصمعي وطعن في فصاحة قائله وقبله غيره من أهل اللغة، وقد رد ابن برّي على الأصمعي وقال: إن قوله ليس بشيء. واستشهد بأبيات لفصحاء العرب تأكيدا لرده تشهد بصحة وقوع «ما» بعد شتان. انظر اللسان (شتت). والبيت في الأغاني (4/ 38) والعقد الفريد (1/ 197، 213) وإصلاح المنطق (ص 281) والمسائل العسكرية للفارسي -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ويقول: إنه ليس بحجة (1)، قال: وكان الذي حمله على ذلك أن «شتان» بمعنى:
تباعد وتباعد عنده كتقاطع؛ يحتاج إلى فاعلين (2)، والذي يجيزه يجعله بمنزلة «بعد» ، فكما يجوز بعد ما بين زيد وعمرو كذلك يجوز: شتان ما بين زيد وعمرو». انتهى.
وفي شرح الشيخ (3): «ذهب الأصمعي إلى أن شتان مثنى وهو بمنزلة سيّان زيد وعمرو يعني في كونه يقتضي خبرا مثنى أو بالعطف نحو: شتان الزيدان أو شتان زيد وعمرو، فـ «شتان» خبر مقدم وما بعده مبتدأ، ولا يكون بعده مفرد لئلا يخبر بمثنى عن مفرد، قال الشاعر:
3625 -
شتّان هذا والعناق
…
...
…
البيت وقد تزاد بينهما «ما» قال الشاعر:
3626 -
شتّان ما يومي على ....
…
...
البيت ولا يجوز عنده: شتان ما بين زيد وعمرو (4) وذكر رد الأصمعي قول ربيعة الرقي:
3627 -
لشتّان ما بين اليزيدين
…
...
البيت لأن ربيعة مولد (5)، وقد رد على الأصمعي بأن «شتان» لو كان مثنى ما فتحت نونه، وبأنه لو كان ما بعده مبتدأ لجاز فيه التقديم فكنت تقول: زيد وعمرو شتان، والعرب لم تقل هذا» (6) انتهى.
والحق أن «شتان» اسم فعل لا يتجاوز ذلك وأنه اسم فعل لـ «افترق» كما قال المصنف.
وأما «بطآن» : فقد قال المصنف: إنه اسم لـ «أبطأ» ، لكن قال في الصحاح: -
- (ص 119) وابن يعيش (4/ 37، 68) والمفصل (ص 163) وشرح شذور الذهب (ص 404) والخزانة (3/ 45) وانظر شرح البيت في المفضل في شرح أبيات المفصل بهامش المفصل (ص 163، 164).
(1)
انظر إصلاح المنطق (ص 282) واللسان (شتت) وابن يعيش (4/ 69).
(2)
انظر ابن يعيش (4/ 38).
(3)
التذييل (6/ 200، 201) وقد تصرف المؤلف فيما نقله عنه.
(4)
انظر إصلاح المنطق (ص 281) وابن يعيش (4/ 38) واللسان (شتت) وشرح شذور الذهب (ص 404).
(5)
انظر إصلاح المنطق (ص 282) واللسان (شتت) وابن يعيش (4/ 69).
(6)
انظر شرح الكافية للرضي (2/ 74).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
«البطء نقيض السّرعة تقول فيه: بطؤ مجيئك فأنت بطيء ولا تقل: أبطأت، وقد استبطأتك، ويقال: ما أبطأ بك وما بطّأ بك بمعنى، وتباطأ الرّجل في مسيره، وبطآن ذا خروجا أي بطؤ ذا خروجا، فجعلت الفتحة التي في بطؤ
على نون بطآن، حين أدت عنه ليكون علما لها، ونقلت ضمة الطاء إلى الباء، وإنما صح فيه النقل لأن معناه التعجب أي: ما أبطأه، أبو زيد: أبطأ القوم إذا كانت دوابّهم بطاء» (1).
هذا كله كلام الجوهري رحمه الله تعالى.
وأما الذي لغير المضي مما هو موضوع للخبر أيضا فعشر كلمات وهي:
«واها» و «وي» و «أوّه» و «أفّ» و «أخّ» و «كخّ» و «هاء» و «بجل» و «قطّ» و «قد» .
أمّا «واها» و «وي» : فمعناهما واحد، وهما اسمان لـ «أعجب» قال الشاعر:
3628 -
واها لسلمى ثمّ واها واها
…
هي المنى لو أنّنا نلناها (2)
وقال الآخر:
3629 -
وي كأنّ من يكن له نشب يح
…
بب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ (3)
-
(1) انظر الصحاح (1/ 36)(بطأ).
(2)
هذا الرجز ذكره العيني في شرح شواهد شروح الألفية (1/ 133) وذكر بعده:
يا ليت عيناها لنا وفاها
…
بثمن نرضي به أباها
وذكره في (4/ 311) هكذا:
واها لسلمى ثم واها واها
…
يا ليت عيناها لنا وفاها
بثمن نرضي به أباها
وذكره صاحب اللسان (ويه) كما ذكره العيني في (4/ 311) أيضا وروى بعده:
فاضت دموع العين من جراها
…
هي المنى لو أننا نلناها
الشرح: واها: كلمة يقولها المتعجب، سلمى: اسم المحبوبة ويروى «لريا» ويروى لليلى.
والشاهد فيه: قوله «واها» حيث جاء اسم فعل بمعنى «أعجب» وانظر الرجز في إصلاح المنطق (ص 291، 292) برواية «واها لريا» ومجالس ثعلب (ص 228). وهي نفس رواية اللسان (ويه) والمستقصي (1/ 424) والعيني (1/ 133)، والأشموني (3/ 198).
(3)
سبق في هذا التحقيق. والشاهد فيه هنا: مجيء «وي» اسم فعل مضارع بمعنى «أعجب» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإذا قيل: ويك فـ «الكاف» للخطاب (1)، قال الشيخ (2): «وذهب الكسائي (3) إلى أن ويك محذوفة من ويلك فالكاف على هذا مجرورة بالإضافة، قال الشاعر:
3630 -
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها
…
قول الفوارس: ويك عنتر قدّم (4)
يريد: ويلك، وأما قوله تعالى: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ (5) فقال أبو الحسن (6): هو ويك كأنه قال: أعجب لأن الله يبسط الرزق، وذهب الخليل وسيبويه (7) إلى أنه: وي، ثم قال (8): كأن الله يبسط الرزق» انتهى. -
(1) انظر أمالي ابن الشجري (2/ 6) وانظر التذييل (6/ 204) واللسان (وا).
(2)
انظر التذييل (1/ 204، 205).
(3)
انظر ابن يعيش (4/ 78) وانظر شرح التصريح (2/ 197) وقد نسب الأشموني (3/ 198، 199) هذا الرأي لعمرو بن العلاء، وفي اللسان (وا):«قال الكسائي: هو ويك أدخل عليه أنّ ومعناه: ألم تر؟» ، وقال الفراء في معاني القرآن (2/ 312):«وقد يذهب بعض النحويين إلى أنهما كلمتان يريد ويك أنه، أراد: ويلك، فحذف اللام وجعل أنّ مفتوحة بفعل مضمر كأنه قال: ويلك اعلم أنه وراء البيت فأضمر اعلم» وربما أراد صاحب اللسان هذا المعنى الذي ذكره الفراء، وانظر اللسان (ويا) والخصائص (3/ 40) وذهب ابن الشجري في أماليه (2/ 6) إلى أن مذهب الكسائي هو مذهب الخليل وسيبويه، وقال: إن جميع المذاهب تخرج على أن معنى ويكأن: ألم تر، وهو ما ذكره المفسرون.
(4)
هذا البيت من الكامل وهو من معلقة عنترة العبسي المشهورة، (ديوانه: ص 30).
الشرح: قول الفوارس: يروى «قيل الفوارس» والأولى هي الصحيحة، وقد تنازع فيه «شفا» و «أبرأ» فأعمل الثاني وأضمر في الأول، عنتر: منادى مرخم أصله: يا عنترة، وقدم: أي: قدم الفرس، ويروى «أقدم» أي تقدم والإقدام: الشجاعة، وأما قدم يقدم بالضم فيها فهو من قدم الشيء فهو قديم. والشاهد في قوله:«ويك» حيث دخل على كلمة «وي» كاف الخطاب وقد ذكر العيني (4/ 319) أن الكسائي استشهد به على أن ويك مختصر ويلك والكاف مجرورة بالإضافة وأنه أجيب بأن وي بمعنى أعجب والكاف للخطاب، والبيت في ابن يعيش (4/ 77) والمغني (ص 369)، والخزانة (3/ 101) والعيني (4/ 318)، وشرح التصريح (2/ 197).
(5)
سورة القصص: 82.
(6)
هو أبو الحسن الأخفش الأوسط وانظر رأيه في الخصائص (3/ 41) وابن يعيش (4/ 77)، والمغني (ص 396) وشرح التصريح (2/ 197)، واللسان (ويا) وانظر أمالي الشجري (2/ 6).
(7)
انظر الكتاب (2/ 154)(هارون).
(8)
في (جـ)، (أ): ثم قال تعالى. وكلمة «تعالى» زائدة لا معنى لها هنا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقد ضم المصنف في شرح الكافية (1) إلى هاتين الكلمتين وهما: «واها» و «وي» كلمة ثالثة وهي «وا» وذكر أنها أقل استعمالا منهما، وأنشد شاهدا على ذلك:
3631 -
وا بأبي أنت وفوك الأشنب
…
كأنّما ذرّ عليه الزّرنب (2)
وأما «أوّه» : فهي السم لـ «أتوجع» (3) وفيها لغات (4):
«أوّه» وهي المشهورة، و «أوّه» قال الشاعر:
3632 -
فأوّه لذكراها إذا ما ذكرتها
…
ومن بعد أرض بيننا وسماء (5)
و «أوّه» قال الشاعر (6):
3633 -
أوّه من ذكرى حصينا ودونه
…
نقى هائل جعد الثّرى وصفيح (7)
حرّك الهاء بالكسر إتباعا لما اضطر والقياس السكون (8). -
(1) انظر شرح الكافية الشافية (رسالة)(3/ 1386).
(2)
مضى شرح هذا البيت والحديث عنه في هذا التحقيق.
(3)
انظر التذييل (6/ 205) وابن يعيش (4/ 38).
(4)
ذكر هذه اللغات ابن يعيش (4/ 38، 39) وأبو حيان في التذييل (6/ 205) واللسان (أوه).
(5)
هذا البيت من الطويل لقائل مجهول. ومعناه: أنه يتوجع لما يصيبه من الأسى والحزن عند تذكره محبوبته ولما بينهما من بعد المسافة وطول الشقة. والشاهد فيه: مجيء «أوه» بكسر الواو مشددة وسكون الهاء، قال الفراء:«وهي لغة في بني عامر» انظر معاني القرآن (2/ 23)، وانظر الخصائص (2/ 89)، (3/ 39) والمنصف (3/ 126)، وابن يعيش (4/ 38)، والهمع (1/ 61) والدرر (1/ 38).
(6)
لم أهتد إليه وإنما قال ابن يعيش (4/ 39) «أنشدني أحمد بن يحيى قال: أنشدتني امرأة من بني قريظ
…
البيت» والظاهر أنه يعني:
قريظة وهي قبيلة من خيبر.
(7)
هذا البيت من الطويل، الشرح: حصين: اسم رجل، والنقى: من الرمل، القطعة تنقاد محدودبة والتثنية نقوان ونقيان والجمع: أنقاء ونقي - بضم فكسر - وجعد الثرى: تراب جعد أي: ند، والصفيح: السماء ووجه كل شيء عريض، والمعنى: أنها تتوجع مما ينتابها من ذكره مع ما بينهما من المرامي الواسعة والمسافات الطويلة. وفي البيت الخرم وهو حذف حرف من أول البيت ولو قالت:
فأوّه من ذكرى حصينا
…
إلخ لسلم لها البيت.
والشاهد فيه: مجيء «أوّه» مشددة الواو مكسورة الهاء. انظر ابن يعيش (4/ 39)، والبيت في التذييل (6/ 205).
(8)
انظر ابن يعيش (4/ 39) والتذييل (6/ 205).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
و «آوّه» و «أوتاه» و «أوناه» و «أه» و «أه» و «أوّ» و «أوه» و «آووه» و «أو» و «أوّ» .
قال الشيخ (1): «وإذا صرّف الفعل منه قيل: أوّه وتأوّه آهة قال الشاعر:
3634 -
إذا ما قمت أرحلها بليل
…
تأوّه آهة الرّجل الحزين (2)
انتهى.
ولا شك أن «آهة» لا تلاقي «تأوّه» ولا «أوّه» أيضا، والظاهر أن «آهة» إنما تلاقي «أه» أو «أه» ، والذي يظهر أن «آهة» ملاقية «أه» أو «أه» لفظا، وملاقية «تأوّه» معنى، فجاز انتصاب «آهة» بقوله «تأوّه» لملاقاتها له في المعنى كما يقال:
أعطني عطاء.
وأما «أفّ» فهو اسم لأتضجر (3)، وذكروا أن فيها تسع لغات:«أفّ» ، «أفّ» ، «أفّ» ، «أف» ، «أف» ، «أف» ، «أفا» ، «تفّ» ، «أفّي» ممالا، فالتنوين مع التنكير، وعدمه مع التعريف، والحركة في جميعها لالتقاء الساكنين، فمن كسر فعلى أصل التقائهما، ومن ضم فللإتباع، ومن فتح فللتخفيف (4)، وقد ذكر المصنف أنها تؤنث بالتاء فتنتصب مصدرا، وتقدم له في باب المفعول المطلق أن عامل المصدر يحذف وجوبا إذا كان بدلا من اللفظ بفعل مهمل أو مستعمل ومثّل للمهمل بقوله: أفّة، وتفّة.
قال الجوهري: «يقال: أفّا له، وأفّة، وتفّة، وقد أفّف تأفيفا إذا قال: أفّ، وفيه ست لغات حكاها الأخفش: أفّ، أفّ، أف،
أف، أفا، أف، ويقال: أفّا، وتفّا، وهو إتباع له، وقولهم: كان ذلك على أف ذاك وإفّانه - بكسرهما - أي -
(1) التذييل (6/ 206).
(2)
هذا البيت من الوافر وهو للمثقب العبدي كما في اللسان (أوه) وانظر ديوانه (ص 212)، الشرح: أرحلها: من رحل البعير يرحله رحلا فهو مرحول ورحيل، وارتحله: جعل عليه الرّحل، ورحله رحلة: شد عليه أداته، واستشهد به: على أن «التّأوّه» أصل لـ «أوّه» بجميع لغاتها. والبيت في الكامل (2/ 47) والخصائص (3/ 38) وابن يعيش (4/ 39) واللسان (رحل).
(3)
انظر المفصل (ص 152) وابن يعيش (4/ 38) والتذييل (6/ 206).
(4)
انظر أمالي ابن الشجري (1/ 390) وابن يعيش (4/ 38، 70) والتذييل (6/ 206)، واللسان «أفف» وقد ذكر أن فيها عشرة أوجه ..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
حينه وأوانه، وجاء على تثفّة ذاك مثال: تعفّة ذاك وهو تفعلة» (1)، انتهى.
وفهم من قوله: «قولهم: كان ذاك على إفّ ذاك وإفّانه أي حينه» أن «أفّك» يكون للحين وحينئذ يخرج عن الباب.
وأما «أخّ» و «كخّ» : فهما اسمان لـ «أتكره» (2) روي أن الحسن (3) - رضي الله تعالى عنه - أخذ تمرة من تمر الصّدقة فجعلها في فيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كخّ كخّ» (4) حتّى ألقاها من فيه.
وأما «هاء» : فهي اسم لـ «أجيب» (5).
وأما «بجل» و «قط» و «قد» : فهي اسم لـ «أكتفي» (6)، وأشار المصنف بقوله: في أحد الوجهين إلى أن ثلاث الكلمات قد يستعملن على أن شيئا منها ليس اسم فعل.
أما «بجل» : [5/ 36] فتكون حرفا معناه الجواب بمعنى «نعم» ويجاب بها الطلب والخبر (7). تقول: بجل في جواب: اضرب زيدا أي نعم اضربه، وفي جواب: قام زيد أي نعم قام، وقد تقدم في باب المضمرات أن هذه الكلمة أعني «بجل» قد تكون بمعنى «حسب» وعليه قول طرفة:
3635 -
ألا بجلي من الشّراب ألا بجل (8)
-
(1) انظر الصحاح (أفف)(4/ 1331).
(2)
انظر المفصل (ص 165) وابن يعيش (4/ 79) والتذييل (6/ 208).
(3)
هو الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي أبو محمد، ولد في المدينة المنورة، وأمه فاطمة الزهراء - بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكبر أولادها وأولهم كان عاقلا حليما محبّا للخير، فصيحا من أحسن الناس منطقا وبديهة، توفي سنة (50 هـ) وقيل سنة (49 هـ). انظر ترجمته في الأعلام (2/ 199، 200) وحلية الأولياء (2/ 35) ومقاتل الطالبيين (ص 46).
(4)
هذا الحديث في صحيح البخاري بشرح السندي، باب «وجوب الزكاة» (1/ 260) وقد رواه أبو هريرة هكذا «فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كخّ كخّ ليطرحها ثم قال: أما شعرت أنّا لا نأكل الصدقة؟».
وانظر مسند أحمد بن حنبل (2/ 409، 444، 476) وصحيح مسلم بشرح النووي (7/ 175).
(5)
انظر التذييل (6/ 208).
(6)
وهذا المعنى أشار إليه المصنف وانظر التذييل (6/ 208) ومغني اللبيب (ص 112، 170، 176).
(7)
انظر التذييل (6/ 208) والمغني (ص 111)، والهمع (2/ 71).
(8)
هذا عجز بيت من الطويل قائله طرفة بن العبد (ديوانه: ص 20) وصدره: -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والفرق بينها بهذا المعنى وبينها اسم فعل أن ياء المتكلم إذا اتصلت بها وكانت اسم فعل وجبت نون الوقاية، وإذا كانت بمعنى «حسب» امتنعت النون (1)، وعلى هذا يكون لهذه الكلمة التي هي «بجل» ثلاثة استعمالات (2):
- تكون حرفا بمعنى «نعم» .
- واسما بمعنى «حسب» (3).
- واسم فعل معناه: «أكتفي» .
وأما «قد» و «قط» : فيكونان بمعنى «حسب» (4) أيضا، فلا يكونان اسمي الفعل. وحكى الكوفيون أن من العرب من يقول: قط عبد الله درهم، وقد عبد الله درهم، وقط عبد الله درهم، وقد عبد الله درهم، فمن خفض «عبد الله» ورفع «قط» و «قد» جعلهما بمنزلة «حسب» إذ كانتا في معناها، ومن نصب «عبد الله» وبناهما على السكون جعلهما اسمين للفعل والمعنى: يكفي عبد الله درهم، ومن خفض بهما لم يلحقهما نون الوقاية إذا أضافهما إلى ياء المتكلم
كما لا تلحق النون «حسب» ، ومن نصب بهما ألحقهما النون لأنهما اسما فعل والياء منصوبة بهما (5)، وقد تقدم الكلام عليهما أيضا في باب المضمر. -
-
ألا إنني أشربت أسود حالكا
الشرح: قوله: «أسود حالكا» أراد به كأس المنية، وقيل: أراد شرابا فاسدا، وقال بعضهم: أراد:
السّمّ، يقول: كأنني سقيت سمّا فقتلني وهذا مثل ضربه لفساد ما بينه وبينها، والحالك: الشديد السواد، و «بجلي» أي حسبي.
والشاهد فيه: مجيء «بجل» بمعنى «حسب» ، والبيت في نوادر أبي زيد (ص 307) والمغني (ص 112). وانظر التذييل (6/ 208).
(1)
انظر التذييل (6/ 208) والمغني (ص 112).
(2)
ذكر هذه الاستعمالات الثلاثة الشيخ أبو حيان في التذييل (6/ 209) ولكنه رجع فجعلها استعمالين على اعتبار أن كونها «اسما» وجه واحد وهو ما ذهب إليه المصنف وكان على المؤلف أن يدرك هذا.
(3)
قال سيبويه في الكتاب (4/ 234): «وأما بجل فبمنزلة حسب» .
(4)
انظر التذييل (6/ 209). والمغني (ص 170، 176).
(5)
انظر التذييل (6/ 209).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وفي شرح الشيخ (1)«قال في البسيط (2): قطك اسم بمعنى حسب أي اكتف، وهي ساكنة الطاء مفتوحة القاف ليس إلّا، تقول: رأيته مرة واحدة فقط، فإذا أضفت إلى النفس قلت: قطني بنون الوقاية بمنزلة «عنّي» تقيه من الكسر (3)، وإن شئت قطي بحذف النون، وإن شئت قط بالكسر لتدل على الياء، وإذا أضفت إلى غيرك قلت: قطك وقطكما، [وقطكم] وقطكنّ، وهي محذوفة إما عن مضعّف أو غير ذلك» انتهى.
وقد تبين ما أراده المصنف بقوله بعد ذكر الكلمات الثلاث: في أحد الوجهين.
وأما كون «قد» يكون حرفا مصاحبا للأفعال فمعلوم ولم يرده المصنف، لأنه إنما يريد «قد» التي هي اسم، نعم «قط» تستعمل ظرفا وقد مرّ ذكرها في الظروف. وفيها إذا كانت ظرفا لغات من جملتها أن تكون مفتوحة القاف ساكنة الطاء خفيفتها كالنطق بها إذا كانت غير ظرف (4)، فعلى هذا يكون لهذه الكلمة ثلاثة استعمالات أيضا (5).
قال الشيخ (6): قد انقضت أسماء الأفعال غير الظروف والمجرورات والمشتقة من المصادر والمعرّفة باللام
التي أوردها المصنف وهي إحدى وثلاثون كلمة، ثم قال:
وقد نقص المصنف أن يذكر كلمات أخر هي من أسماء الأفعال التي ليست ظروفا ولا حروف جر ولا مشتقة من المصادر.
فمنها: لبى خفيفة الباء: بمعنى أجيبك، ومنها: أولى لك: هو اسم لـ «دنوت من الهلاك» (7) قاله الأصمعي في قول الشاعر:
3636 -
فأولى لنفسي أولى لها (8)
-
(1) انظر التذييل (6/ 209).
(2)
قال السيوطي في البغية (2/ 370): «صاحب البسيط: ضياء الدين بن العلج، أكثر أبو حيان وأتباعه من النقل عنه ولم أقف له على ترجمة» وانظر شرح ابن عقيل (1/ 37).
(3)
في (جـ)، (أ): لتقيه عن الكسر.
(4)
انظر التذييل (6/ 210).
(5)
هي: كونها ظرفا لما مضى من الزمان، وكونها بمعنى: حسب، وكونها اسم فعل بمعنى يكفي.
وانظر المغني (ص 175، 176).
(6)
انظر التذييل (6/ 210 - 216).
(7)
انظر البحر المحيط (8/ 71).
(8)
هذا عجز بيت من المتقارب وهو للخنساء (ديوانها: ص 121) وصدره:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (1)، لكن نقل (2) عن صاحب البسيط أنه قال:«أولى استعمل في الوعيد في قوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ونحوه وهو بمعنى: وليه الشرّ وما يكرهه (3)، ولا يكون اسما للفعل فيكون «لك» فيها بمنزلة: هلم لك؛ لأن اسم الفعل لا يعرب وهذا قد أعرب لأن أبا زيد حكى رفعه مؤنثا في قولهم: أولاة (4)، وإذا بطل هذا وبطل أن يكون أفعل من كذا على أن يكون المعنى: هو أولى بذلك من غيره، أي الوعيد
أولى لك من غيرك، لأن أفعل من كذا لا يؤنث بالهاء، وقد نقلنا عن أبي زيد تأنيثه صحّ أنه «أفعل» اسما بمنزلة «أحمد» استعمل علما في الوعيد فامتنع من الصرف، ومن أدخل الهاء جعله اسما مؤنثا مثل:«أرملة» و «أضحاة» (5) وامتنع من التنوين للعلمية في الوعيد والتأنيث، وعلى هذا فقوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى: «أولى» مبتدأ و «لك» الخبر (6)، وحذف حرف الجر الثاني لدلالة الأول عليه، وقول الشاعر (7).
3637 -
أولى فأولى يا امرأ القيس بعد ما
…
خصفن بآثار المطيّ الحوافرا (8)
-
-
هممت بنفسي بعض الهموم
والشاهد فيه: مجيء «أولى لك» اسم فعل بمعنى: دنوت من الهلاك - وانظر البيت في الكامل (2/ 338) والخصائص (3/ 44) وأمالي الشجري (1/ 243)، (2/ 325).
(1)
سورة القيامة: 34، 35.
(2)
أي الشيخ أبو حيان.
(3)
قال العكبري في التبيان (ص 1255) عند قوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى: «ومعناه وليك شر بعد شر» .
(4)
أولاة: مؤنث أولى وانظر النوادر لأبي زيد (ص 608) والتبيان للعكبري (ص 1255).
(5)
الأضحاة: الشاة التي يضحّى بها والجمع: أضحى كما يقال: أرطاة وأرطى. انظر اللسان (ضحا).
(6)
انظر التبيان (ص 1255).
(7)
هو مقّاس العائذيّ، شاعر جاهلي.
(8)
هذا البيت من الطويل وقد دخله الخرم في أوله.
الشرح: امرؤ القيس: ابن بحر بن زهير بن جناب الكلبي. خصفن: يقال: خصفت الإبل الخيل:
تبعتها، الحوافر: جمع حافر، والحافر من الدواب يكون للخيل والبغال والحمير: اسم كالكاهل والغارب أراد: خصفن بالحوافر آثار المطي يعني آثار أخفافه فحذف الباء الموحدة من الحوافر وزاد أخرى عوضا منها في آثار المطي.
والمعنى: وطئت الحوافر أخفاف الإبل لأنها تقدمت فهي تتبعها، وكانوا يقودون الخيل ويركبون الإبل فإذا دنوا من المغار (موضع الغارة) ركبوا الخيل جامّة فأعملوها، والشاعر توعد المخاطب بقصد الخيل إياه وصب الغارة عليه. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والمعنى في البيت: بعد ما خصفن بآثار قوائم المطي آثار الحوافر» انتهى (1)، وعلى هذا لا يكون «أولى» اسم فعل، قلت: وهو الظاهر.
ومنها «دهدرّين» : اسم لـ «بطل» (2)، وفي الأمثال:«دهدرّين سعد القين» (3) و «سعد» مرفوع به أي بطل سعد القين، و «دهدرّين» تثنية لا تشفع الواحد وإنما هي توكيد، كأنه قيل: بطل بطل، وقيل: الدّهدر والدّهدن الباطل، وأصله أن القين مضروب به المثل في الكذب، ثم إن قينا ادعى أن اسمه سعد زمانا ثم تبين أن دعواه كاذبة فقيل له ذلك أي جمعت باطلين يا سعد. فـ «دهدرّين» نصب بفعل مضمر وهو «جمعت» و «سعد» منادى مفرد، و «القين» صفة له، ذكر الشيخ ذلك في الارتشاف (4).
ولا شك أن كون «دهدرّين» مفعولا بفعل مضمر أقرب وأولى بل هو المتعين إذ لا يتعقل فيه كونه اسم فعل.
ومنها «دع» : وهي لا يخاطب بها إلا العاثر فيقال له إذا عثر: دع أي قم وانتعش، فمن لم ينون جعله معرفة، ومن نون جعله نكرة، ومثلها:«دعدعا» و «لعا» إلا أنهما لم يستعملا إلا نكرة.
ومنها «النجاء» : وهو اسم لـ «انج» وتلحقها الكاف حرف خطاب فتقول:
النّجاءك (5).
ومنها «فداء» تقول: فداء لك فلان: تقول العرب: فداء لك أبي وأمي، الأصل:
جعل الله أبي وأمي فداءك وجعل الله فلانا فداءك، ثم جعل أمرا لذلك المفادى فقيل: -
- والشاهد فيه: أن «أولى» علم للوعيد وليس اسم فعل، والبيت في المفضليات للضبي (ص 306) والخصائص (2/ 306)، وشرح المفضليات للتبريزي (ص 1075)، واللسان (حفر)، و (خصف).
(1)
أي ما نقله الشيخ أبو حيان عن صاحب البسيط (التذييل: 6/ 212).
(2)
في التذييل (6/ 212): «اسم للباطل» وانظر اللسان (دهده).
(3)
المثل ذكره الميداني في مجمع الأمثال (1/ 468) وقال: «هذا مثل قد تكلم فيه كثير من العلماء» وذكر فيه كلاما كثيرا يمكن أن يراجع. وانظر المثل في المستقصي (2/ 83) المثل رقم (301) واللسان (قين) و (دهده).
(4)
انظر الارتشاف (3/ 207)، تحقيق د/ مصطفى النماس ط. 1، سنة 1989 م.
(5)
انظر التذييل (6/ 213) واللسان (نجا).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ليفدك فلان، ثم جعل فداء لك موضعه فهو اسم لقوله: ليفدك، قال الشاعر:
3638 -
مهلا فداء لك الأقوام كلّهم
…
وما أثمّر من مال ومن ولد (1)
يروى على ثلاثة أوجه: فداء بالكسر اسم فعل مبني، وبالفتح على المصدر، والرفع على الابتداء والخبر أي: الأقوام فادون لك.
وإذا نون [5/ 37] كان نكرة لأنهم أرادوا: يفديك في ضرب من الضروب (2).
وفي الإفصاح (3) أجاز أبو علي في «فدى» أن يكون بمنزلة قول العرب: فداء بالمد والكسر، وكسره دال على بنائه وبناؤه دال على أنه اسم فعل لأن الدعاء بمنزلة الأمر، والتنوين فيه للتنكير وكأنه قال: لتفدك نفسي على معنى الدّعاء (4).
ويضعف عندي (5)، لأني لم أجد اسم فعل في غير الخبر رفع الظاهر، فالمعنى:
أن يكون اسم «يفدي» فيرفع الظاهر كما يرفع اسم الفعل بمعنى الخبر نحو «هيهات» و «شتان» و «سرعان» وأجاز ذلك أبو علي إلا أنه قال: «الأول أكثر وأقيس؛ وذلك لأن أسماء الأفعال بمعنى الأمر والنهي أكثر منها بمعنى الخبر، والدعاء بمنزلة الأمر» (6) وصدق إلا أن رفعها الظاهر غير موجود، وليس لأفعال الأمر من التصرف ما للأفعال أنفسها حتى يكون لفظها يأتي بمعنى الدعاء والأمر كما يكون ذلك في صيغ أفعال الأمر، ولو كان كذلك كانت بمعنى اللام؛ لأن -
(1) هذه البيت من البسيط قاله النابغة الذبياني من قصيدة مدح بها النعمان وتبرأ مما رماه به الوشاة عنده ومطلعها:
يا دار مية بالعلياء فالسند
…
أقوت وطال عليها سالف الأمد
الشرح: «مهلا» بمعنى أمهل وتأنّ والفداء: ما يفتدى به الشيء و «أثمر» أي: أجمع وأصلح، يقال: ثمّر فلان ماله إذا جمعه وأصلحه. والمعنى: لا تعجل عليّ بالانتقام فداك الأقوام وما أجمع من مال وولد.
والشاهد فيه: أن «فداء» مما التزم فيه التنكير من أسماء الأفعال. انظر البيت في المفصل (ص 164) وابن يعيش (4/ 70)، والتذييل (6/ 213) والخزانة (3/ 7)، واللسان (فدى). وديوان النابغة (ص 26).
(2)
انظر التذييل (6/ 213).
(3)
الإفصاح بفوائد الإيضاح لابن هشام الخضراوي، وانظر التذييل (6/ 213).
(4)
انظر التذييل (6/ 213، 214) وابن يعيش (4/ 73، 74).
(5)
هذا من كلام صاحب الإفصاح.
(6)
انظر الإيضاح العضدي للفارسي (ص 163).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
صيغة الأمر لا ترفع الظاهر وإنما يرفعه المضارع باللام، وهي كلها في ما علمت غير مقدرة باللام، ولو قدرت باللام جاز أن يؤمر بها الغائب ولم يجئ في كلامهم إلا «عليه رجلا ليسني» (1) و «عليه بالصّوم فإنّه له وجاء» (2) ولا يقاس على هاتين الكلمتين، وقد قالت العرب: فداء لك نفسي بالرفع على الخبر المقدم (3)، فيحتمل المقصور الوجهين يعني: الرفع على الخبر وأن يكون اسم فعل. انتهى (4).
ومنها «همهام» : قال (5): «وقد ذكرناها فيما عنّ لنا ذكره في الشرح، وشرحها بعضهم بأنها اسم لقوله: لم يبق (6)، وقال بعضهم: هي اسم لـ «فني» (7) وفيها لغات: همهام، وحمحام، ومحماح وبحباح، قال الشاعر:
3639 -
أولمت يا خنّوت شرّ إيلام
…
في يوم نحس ذي عجاج مظلام
ما كان إلّا كاصطفاق الأقدام
…
حتّى أتيناهم فقالوا: همهام (8)
وذكر (9) كلمتين أخريين: وهما: «هاه» ذكر أنها اسم لـ «قاربت» (10)، -
(1) قال في الكتاب (1/ 250): «حدثني من سمعه أن بعضهم قال: عليه رجلا ليسني، وهذا قليل شبهوه بالفعل» ووجه ذكره الاستشهاد به على أن أسماء الأفعال قد يؤمر بها الغائب وهذا قليل لا يقاس عليه.
(2)
جزء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 238)، بشرح السندي «كتاب النكاح» وتقدم وجه ذكره.
(3)
انظر ابن يعيش (4/ 73)، والخزانة للبغدادي (3/ 8)، والمفضل في شرح أبيات المفصل بهامش المفصل (ص 164).
(4)
أي ما نقله الشيخ أبو حيان عن الإفصاح لابن هشام الخضراوي.
(5)
أي الشيخ أبو حيان في التذييل (6/ 215).
(6)
في اللسان (همم): «وسمع الكسائي رجلا من بني عامر يقول: إذا قيل لنا: أبقي عندكم شيء؟
قلنا: همهام وهمهام يا هذا أي لم يبق شيء». وانظر التذييل (6/ 191).
(7)
ذكره صاحب اللسان (همم) عن ابن جني.
(8)
سبق ذكره والحديث عنه وفي اللسان (همم): «قال ابن بري: رواه ابن خالويه، خنّوت على مثال سنّور، قال: وسألت عنه أبا عمر الزاهد فقال: هو الخسيس» .
(9)
أي الشيخ أبو حيان في التذييل (6/ 211) وهاتان الكلمتان كان حقهما أن توضعا بعد أولى لك التي سبق الحديث عنها.
(10)
هكذا في التذييل (6/ 211) وفي (جـ)، (أ):«لقاليت» والأظهر ما في التذييل وهو ما أثبتناه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
و «أولاه» ولم يذكر لها المصنف معنى (1) ثم قال (2): فهذه تسع كلمات استدركناها على المصنف».
وأقول: لم يلتزم المصنف ذكر أسماء الأفعال كلها فيستدرك عليه ما لم يذكره وكيف وهو قد قال: «فمنها لخذ كذا، ومنها لكذا كذا، ومنها لكذا وكذا، ولم يقل: وهي كذا وكذا، وقد كان ينبغي أن يستدرك أيضا نحو: نزال ودراك مثلا فإنه لم يذكرهما، ثم إن الكلمات التي ذكرها تحتاج إلى إقامة دليل على تعين كونها أسماء أفعال، وقد عرفت أن بعضها لم يتعين فيه ذلك وهو: «أولى لك» و «دهدرّين» ، وبعضها يمكن فيه المنازعة مع أنه قد قيل في «النجاء»: إنه مصدر (3).
وأما «فداء» فإنه موقوف على ثبوت وروده عن العرب مبنيّا على الكسر.
وأما «دع» فالظاهر أنها فعل وهو: دع الذي معناه: اترك، وإذا ثبت استعمالها لمعنى آخر فقد يكون ذلك بطريق التضمين.
وأما «أولاه» فلم يتحقق معناه، وكذا «لبى» .
وأما «همهام» فهو قد مثّل بها لما أراده المصنف بقوله: «وقد تضمّن معنى نفي» (4) فإن كان التمثيل صحيحا فالمصنف قد ذكرها لأنه أرادها حيث قال: إن اسم الفعل قد يضمن معنى النفي، وإن كان المصنف لم يردها فيكون تمثيل الشيخ بها غير صحيح.
وأما «هاه» فلم يذكر لها شاهدا من كلام العرب.
واعلم أن «هات» و «تعال» فعلان لا يتصرفان (5)، وقد غلط من ادعى أنهما اسما فعلين (6)، ويدل على الفعلية: اتصال ضمائر الرفع البارزة بهما وجوبا، نبّه -
(1) حكى أبو زيد في النوادر (ص 608): «ويقال: أولاه الآن، وهذا ازدجار من المسبوب للساب يقول: قد سبيتني فأولى لك» .
(2)
أي الشيخ أبو حيان في التذييل (6/ 215).
(3)
قيل: هو مصدر منصوب بفعل مضمر أي: انجوا النجاء. اللسان (نجا) وانظر التذييل (6/ 213).
(4)
انظر التسهيل (ص 210).
(5)
انظر التذييل (6/ 215) وشرح شذور الذهب (ص 22) والأشموني (3/ 205).
(6)
ادّعى ذلك الزمخشري، انظر شرح شذور الذهب (ص 22) وانظر الأشموني (3/ 205).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
المصنف على ذلك في شرح الكافية (1)، وقد قال الله تعالى: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ * (2)، وقال تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (3) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا (4)، فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ (5)، ومن شعر العرب قول القائل:
3640 -
إذا قلت هاتي نوّليني تمايلت
…
عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل (6)
وقول الآخر:
3641 -
تعالي فانظري بمن ابتلاني (7)
ويقال: هاتيا وتعاليا (8)، قال في شرح الكافية (9):«وحكى الجوهري أن بعض العرب يصرف هات فيقال: هاتى يهاتي مهاتاة» (10).
(1) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1389). وقال ابن هشام في شرح شذور الذهب (ص 22):
«ولنا أنهما يدلان على الطلب ويقبلان الياء» .
(2)
سورة البقرة: 111، وسورة الأنبياء: 24، وسورة النمل:64.
(3)
سورة الأنعام: 151.
(4)
سورة آل عمران: 64.
(5)
سورة الأحزاب: 28.
(6)
هذا البيت من الطويل وهو من معلقة امرئ القيس المشهورة.
الشرح: هضيم الكشح: يريد دقيقة الخصر نحيلته، ريا المخلخل: ممتلئة الساق، والمخلخل: بضم الميم وفتح الخاءين بينهما لام ساكنة - هو مكان الخلخال، والعرب تستحسن من المرأة دقة الخصر وعبالة الساقين أي ضخامتهما.
والشاهد فيه: قوله: «هاتي» فإن اتصال ياء المؤنثة المخاطبة به يدل على أنه فعل أمر. وانظر البيت في شرح شذور الذهب (ص 22) والتذييل (6/ 216) واللسان (هضم).
(7)
هذا شطر من الوافر وهو لدعبل الخزاعي، الكامل للمبرد:(2/ 70) وصدره:
صبرت على عداوته ولكن
والشاهد فيه: قوله: «تعالي» فإن اتصال ياء المؤنثة المخاطبة به يدل على أنه فعل أمر.
وانظر الشاهد في الكامل (2/ 70) والمستقصى للزمخشري (2/ 297) المثل رقم (1050) ومجمع الأمثال (3/ 81) والشطر الشاهد في التذييل (6/ 216) وديوان دعبل (ص 321).
(8)
انظر التذييل (6/ 216).
(9)
انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1389).
(10)
نص الجوهري في الصحاح (1/ 271)(هيت): «وتقول: هات لا هاتيت وهات إن كانت بك مهاتاة، وما أهاتيك كما تقول: ما أعاطيك، ولا يقال منه: هاتيت ولا ينهى بها» . وانظر اللسان (هيت).