الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أسماء الأصوات: أنواعها - أمثلة لها - أحكامها]
قال ابن مالك: (فصل: وضع الأصوات إمّا لزجر كـ «هلا» للخيل و «عدس» للبغل و «هيد» و «هاد» و «ده» و «عه» و «عاه» و «عيه» و «حوب» و «حاي» و «عاي» و «هاب» للإبل و «هيج» و «عاج» و «حل وحلا وحل» للنّاقة (1)، و «حاب» و «حب» و «جاه» للبعير، و «إسّ» و «هسّ» و «هج» و «قاع» للغنم و «هج» و «هجا» للكلب، و «سع» و «حج» للضّأن، و «وح» و «حو» للبقر (2)، و «عز» و «عيز» و «حيز» للعنز، و «حرّ» للحمار، و «جاه» للسّبع، وإمّا لدعاء كـ «أو» [وهبي](3) للفرس، و «دوه» للرّبع، و «عوه» للجحش، و «بس» للغنم، و «جوت» و «جيء» للإبل الموردة، و «تؤ» و «تأ» للتّيس المنزي، و «نخ» مشدّدا ومخفّفا (4)، للبعير المناخ، و «هدع» لصغار الإبل المسكّنة، و «ساء» و «تشوء» للحمار المورد، و «دج» للدّجاج، و «قوس» للكلب، وإمّا للحكاية كـ «غاق» للغراب، و «ماء» للظّبية، و «شيب» لشرب الإبل، و «عيط» للمتلاعبين، و «طيخ» للضّاحك، و «طاق» للضّرب، و «طق» لوقع الحجارة، و «قب» لوقع السّيف، و «خاز باز» للذّباب، و «خاق باق» للنّكاح، و «قاش ماش» و «حاث باث» للقماش كأنّه سمّي بصوته، وحكم جميعها البناء، وقد يعرب بعضها لوقوعه موقع متمكّن، وربّما سمّي بعضها باسم فبني لسدّه مسدّ [5/ 43] الحكاية، كـ «مضّ» المعبّر به عن صوت مغن عن لا).
قال ناظر الجيش: قال المصنف في شرح الكافية (5): «أسماء الأصوات [ما]-
(1) في (جـ)، (أ): وحل للناقة وحل. وما أثبته مصحح من التسهيل.
(2)
في (جـ)، (أ): دوج للبقر وهو. وما ذكرته مصحح من التسهيل.
(3)
من التسهيل لابن مالك.
(4)
في (جـ)، (أ): مخففا ومشددا، وما أثبته عبارة التسهيل.
(5)
انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1396).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وضع لخطاب ما لا يعقل أو ما هو في حكم ما لا يعقل من صغار الآدميين، أو لحكاية الأصوات، وقد قال هنا: إن الأصوات إما لزجر وإما لدعاء، وذكر ما هو للحكاية بعد ذلك، فعلم أن الزجر والدعاء داخلان في ما هو موضوع للخطاب.
وعلى هذا يقال: أسماء الأصوات إما للخطاب أو للحكاية، والخطاب إما لزجر أو دعاء، والحكاية إما لأصوات حيوان أو لاصطكاك أجرام، قال الشيخ (1):«وقد ذكر المصنف ذلك مستوفى، قال: وهو شيء من علم اللغة لا حظّ للنحوي فيه إلا ما كان من الكلام على الأسماء المذكورة أهي معربة أم مبنية؟» انتهى.
وأما علة بنائها: فقد قال المصنف في شرح الكافية (2): «أما بناء أسماء الأفعال فلأنها أشبهت الحروف العاملة في أنها عاملة غير معمولة مع الجمود ولزوم طريقة واحدة فاستغنت عن الإعراب لأن فائدته الدلالة على ما يحدث من المعاني بالعوامل وذلك غير موجود في أسماء الأفعال، وأما أسماء الأصوات فهي أحق بالبناء لأنها غير عاملة ولا معمولة فأشبهت الحروف المهملة، ولأن فائدة الإعراب إبانة مقتضيات العامل وذلك غير موجود فيها فلم يكن لها في الإعراب نصيب» .
وأما قوله: وقد يعرب بعضها لوقوعه موقع متمكن - فقد أنشد الشيخ في شرحه (3):
3653 -
إذ لمّتي مثل جناح غاق (4)
يعني هذا القائل الغراب؛ فـ «غاق» اسم لصوت الغراب، قال الشيخ: لا نعلم -
(1) انظر التذييل (6/ 239) وقد تصرف المؤلف فيما نقله عنه.
(2)
انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1397).
(3)
انظر التذييل (6/ 241) وقد أعاد الشيخ أبو حيان ذكر الشاهد في صفحة 242).
(4)
هذا البيت من الرجز المشطور لم أهتد إلى قائله وقبله كما في اللسان (غوق):
ولو ترى إذ جبّتي من طاق
ورواية اللسان بدون إذ، قال:
ولمّتي مثل جناح غاق
الشرح: «اللمة» - بالكسر - الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن.
والشاهد في قوله: «غاق» حيث إنه اسم لصوت الغراب وأطلقه الشاعر على الغراب مجازا. والبيت في شرح التصريح (2/ 202) والهمع (2/ 107) والأشموني (3/ 211) واللسان (غوق) وانظر حاشية يس على التصريح (2/ 202).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
خلافا في ذلك فأطلقه الشاعر على الغراب لأنه لا يمكن أن يكون المعنى: إذ لمتي كجناح اسم صوت الغراب.
وأقول: إن الأمر إذا كان كذلك فاسم الصوت لم يعرب، والذي جرى عليه الإعراب إنما هو اسم الغراب، وعبارة المصنف تعطي ذلك لأنه علل الإعراب بوقوعه موقع اسم متمكن، فالكلمة المذكورة لم تعرب وهي اسم صوت؛ بل لما أريد بها ما يراد بالاسم المتمكن - وإن كانت الإرادة مجازا - وركبت الكلمة مع غيرها مسها الإعراب؛ إذ إعرابها يصير متعينا حينئذ، وعلى هذا فالمصنف لم يكن محتاجا إلى أن يقول: وقد يعرب بعضها، بل كان الواجب أن يقول: وقد ينقل بعضها فيسمّى به ما يتوقّف فهم معناه على الإعراب.
وأما قوله: وربّما سمّي بعضها باسم فبني لسده مسدّ الحكاية كـ «مضّ» المعبّر به عن صوت مغن عن لا - فمعناه أن «مضّ» اسم عبر به عن صوت وذلك الصوت مغن عن «لا» ومقتضاه أن «مضّ» اسم مستحق للإعراب؛ فلما عبر به عن الصوت لقصد الحكاية بني، وذلك الصوت مغن عن «لا» ، لكن لم يعرف ذلك الصوت الذي أغنت عنه لا ما هو؟ (1).
ولم أتحقق كلام الشيخ في هذا الموضع فإنه قال (2): «وأما مضّ فهو صوت بضم الشفتين بمعنى لا وفيه إطماع لأنه ليس برد صحيح، قال: وزعم بعض شراح المفصل أنه اسم لاعذر والمراد به الرد مع إطماع (3)، قال: فعلى هذا يكون اسم فعل لا اسم صوت وأنشد:
3654 -
سألت هل وصل فقالت: مضّ
…
وحرّكت لي رأسها بالنّغض (4)
-
(1) في اللسان (مضض): «الليث: المضّ أن يقول الإنسان بطرف لسانه شبه لا» ونقل عن الجوهري: «مضّ - بكسر الميم والضاد - كلمة
تستعمل بمعنى لا وهي مع ذلك كلمة مطمعة في الإجابة» وقال الفراء في المعاني (2/ 121): «مضّ كقول القائل: لا يقولها بأضراسه» .
(2)
انظر التذييل (6/ 243) وقد تصرف المؤلف فيما نقله عنه.
(3)
انظر ابن يعيش (4/ 78).
(4)
هذا من الرجز المشطور ولم أهتد إلى قائله.
الشرح: «مض» كلمة يقولها الإنسان بطرف لسانه تشبه لا وفيها إطماع، «النغض» التحريك ويقال -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قال: وفي أمثالهم: إنّ في مضّ لمطمعا» (1).
* * *
- للرجل إذا حدث بشيء فحرك رأسه إنكارا له: قد أنغض رأسه.
والمعنى: أنه سألها الوصل فأشارت بلسانها أن لا وصل.
والشاهد في قوله: «مض» فإنه اسم صوت بمعنى لا. ويرى الشيخ أبو حيان أنه اسم فعل بمعنى اعذر، كما نقله عن ابن يعيش (4/ 78)، وهو غير ظاهر؛ لأن الزمخشري يقول في المفصل (ص 165):
«ومض أن يتمطق بشفتيه عند رد المحتاج» وهو واضح في أنه اسم صوت لا اسم فعل. وانظر الرجز في معاني القرآن (2/ 121) والشطر الأول في المفصل (ص 165) وابن يعيش (4/ 78) ومجمع الأمثال (1/ 84).
(1)
هذا مثل يضرب عند الشك في نيل شيء. وفي مجمع الأمثال (1/ 84)، «إنّ في مضّ لسيما» وقال الميداني:«ويروى: لمطمعا» وسيما: فعلى من الوسم والأصل فيه: وسمى ثم صارت سيما فهي الآن عفلى، انظر مجمع الأمثال (1/ 84، 85) والمثل رواه الزمخشري في المستقصى (1/ 413):
«إنّ في مضّ لطمعا» وهو المثل رقم (1756).