الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أحكام خاصة بهمزة الوصل]
قال ابن مالك: (فصل: لا تثبت همزة الوصل غير مبدوء بها إلّا في ضرورة، ما لم تكن مفتوحة تلي همزة استفهام
فتبدل ألفا أو تسهّل، وثبوتها قبل حرف التّعريف المحرّك بحركة منقولة راجح، ويغني عنها في غيره، وشذّ في «سل» اسل، وإن اتّصل بالمضمومة ساكن صحيح أو جار مجراه جاز كسره وضمّه).
ــ
ضمّت هي إتباعا وتخلّصا من تتابع كسر وضم، وبعض العرب يغتفر ذلك لأجل الانفصال بالساكن، والضمّ هو المأخوذ به حتى في نحو:«اغزي» إتباعا للضمة المنوية قبل الياء (1).
ومن أشمّ في «اختير» و «انقيد» لزمه الإشمام في الهمزة (2).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (3): مثال ثبوتها غير مبدوء بها في الضرورة: قول الشاعر (4):
3574 -
إذا جاوز الإثنين سرّ فإنّه
…
بنثّ وتكثير الحديث قمين (5)
ومثال إبدالها ألفا لكونها مفتوحة بعد همزة استفهام: قوله تعالى: آلذَّكَرَيْنِ - *
(1) الأصل في «اغزي» : اغزوي فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين فالضم نظرا إلى أن الضمة الأصلية مقدرة لأن المقدر كالموجود والكسر نظرا إلى الحالة الراهنة ومرجع الوجهين إلى الاعتداد بالعارض وعدمه، وانظر شرح ابن الناظم للألفية (ص 335)، وشرح التصريح (2/ 365)، والأشموني (4/ 278).
(2)
انظر شرح التصريح (2/ 466)، والأشموني وحاشية الصبان (4/ 278).
(3)
انظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 466).
(4)
هو قيس بن الخطيم في ديوانه (ص 162).
(5)
هذا البيت من الطويل المجزوء.
الشرح: بنث بالباء الجارة وفتح النون وبتشديد المثلثة من نثّ الحديث ينثّه بالضم نثّا إذا أفشاه، قمين: أي جدير بذلك يقال: قمين وقمن أي خليق بذلك وحري.
ورواية العيني: (4/ 566)«بنشر وإفشاء الحديث قمين» ورواية الهمع: (2/ 211)«ببث» ورواية الدرر: (2/ 237) موافقة لما معنا، وانظر البيت في نوادر أبي زيد (ص 204).
ورواية الديوان: بنشر وتكثير الحديث قمين، وانظر البيت على الرواية التي بين أيدينا درة الغواص (ص 256) واللسان (نثث).
والاستشهاد فيه: في إثبات همزة الوصل في الدرج للضرورة لأن ذلك لا يجوز في حالة الاختيار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ * (1) وكان حقّها أن تحذف كما يحذف غيرها من همزات الوصل إذا وليت همزة الاستفهام نحو: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (2) إلا أنها لو حذفت لم يعلم أن الباقية همزة استفهام لأنها مفتوحة، واللفظ بالاستفهامية في موضعها كاللفظ بها دون استفهام فلو لم تبدل أو تسهل بعد همزة الاستفهام لكان الاستفهام لا يعرف به، والمشهور إبدالها ألفا، وقد تسهل كقول الشاعر:
3575 -
وما أدري إذا يمّمت أرضا
…
أريد الخير أيّهما يليني
الخير الّذي أنا مبتغيه
…
أم الشّرّ الّذي هو يبتغيني (3)
وكقول الآخر:
3576 -
الحقّ إن دار الرّباب تباعدت
…
أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر (4)
وإذا نقلت حركة همزة إلى الساكن الذي جيء بهمزة الوصل لأجله استغني عن همزة الوصل كقول بعض العرب: «ن نؤيك» يريد: انأ نؤيك أي: أصلحه (5). -
(1) سورة الأنعام: 143، 144.
(2)
سورة الصافات: 153.
(3)
هذان البيتان من الوافر وهما للمثقب العبدي (ديوانه ص 213).
الشرح: «يممت» قصدت، و «الخير والشر» - بالرفع - بدل من قوله أيهما ولهذا قرن بحرف الاستفهام، ويروى «وجهت» بدل «يممت» وهي رواية السيوطي في شرح شواهد المغني (ص 191)، ويروى:«أمرا» بدل «أرضا» وهي رواية الضبي في المفضليات (ص 292)، والبغدادي في الخزانة:(4/ 429)، ويروى «وجها» بدل: أرضا وهي رواية السيوطي في شرح شواهد المغني (ص 191)، والبغدادي في شرح شواهد الشافية (4/ 188)، والفراء في معاني القرآن (1/ 231)، (2/ 7).
(4)
هذا البيت من الطويل وهو لعمر بن أبي ربيعة ديوانه (ص 101).
الشرح: الحق: مبتدأ وخبره قوله أنّ قلبك طائر، والعائد محذوف أي طائر له أي لأجله أي لأجل بعد دار الرباب، وإن شرطية وجواب الشرط محذوف للعلم به، والرباب: بزنة سحاب: اسم امرأة، انبت:
أي انقطع من البتّ وهو القطع، وأراد بالحبل حبل المودة وهي الصلة التي كانت بينهما.
والشاهد فيه قوله: الحق على أن همزة الوصل فيه بين بين. وانظر البيت في شرح التصريح (2/ 366) والأشموني وحاشية الصبان (4/ 278).
(5)
انظر اللسان (نأى)، والنّؤي: حفرة حول الخباء يدخله ماء المطر، وقال ابن بري: هذا إنما يصح إذا قدّرت فعله نأيته أنآه فيكون المستقبل ينأى، ثم تخفف الهمزة على حد يرى فتقول: ن نؤيك كما تقول: ر زيدا. اللسان (نأى).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وكذا يقال لمن يؤمر بالنّأي: ن عنّي، والأصل: انأ فنقلت حركة الهمزة إلى النون، واستغني عن همزة الوصل كما استغني في الإدغام إذا قلت في اردد: ردّ، وشذ قول بعض العرب في سل: اسل (1)، فلو كان الساكن المنقول إليه الحركة لام «أل» لجاز حذف الهمزة وثبوتها، والثبوت أجود لأن استعماله في القراءة أشهر (2).
وإذا اتصل بهمزة الوصل المضمومة ساكن صحيح أو جار مجرى الصحيح (3) حذفت وكسر الساكن أو ضمّ (4) نحو: أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ (5)، وأَنِ اقْتُلُوا، أَوِ اخْرُجُوا.
* * *
(1) قيل: لا شذوذ فيه لأن هذه السين وإن كانت متحركة هي في نية السكون، انظر اللسان (سأل).
(2)
قرأ به ورش ووافقه قالون؛ قوله تعالى آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [يونس: 51]، وآلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ [يونس: 91]، انظر الكشف عن وجوه القراءت السبع (1/ 91) وانظر الحجة لابن خالويه (ص 184)، والأشموني (4/ 279).
(3)
أي ساكن معتل جار مجرى الصحيح بأن تكون حركة ما قبله غير مجانسة له. انظر الأشموني وحاشية الصبان (4/ 279).
(4)
المرجع السابق.
(5)
سورة النساء: 66.