الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مضارع فعل بالكسر يفعل بالفتح إلا بعض الأفعال]
قال ابن مالك: (فصل: حقّ عين مضارع «فعل» الفتح، وكسرت فيه من «ومق» و «وثق» و «وفق» و «ولي» و «ورث» و «ورع» و «ورم» و «وري المخّ» وفي مضارع «حسب» و «نعم» و «بئس» و «يئس» و «يبس» و «وغر» و «وجر» و «وله» و «وهل» وجهان، واستغني في «ضللت تضلّ» و «وري الزّند يري»، و «فضل الشّيء يفضل» بمضارع «فعل» عن مضارع «فعل»).
ــ
3565 -
وما أنا من رزء وإن جلّ جازع
…
ولا بسرور بعد موتك فارح (1)
وذكر الشيخ في شرحه (2) ثلاثة أوزان أخر وهي: «فعلان» و «مفعول» ، و «فعل» قالوا: صرع فهو صرعان (3)، وودع الرجل فهو مودوع (4)، وندس فهو ندس (5)، وفطن فهو فطن، فعلى هذا تكون الأوزان ستة عشر وزنا.
قال ناظر الجيش: قال المصنف (6): «ما كان من الأفعال الثلاثية على «فعل» -
(1) هذا البيت من الطويل وهو من قصيدة حائية لأشجع السلمي وأولها:
مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق
…
ولا مغرب إلّا له فيه مادح
الشرح: «من رزء» : بضم الراء وسكون الزاي المعجمة وفي آخره همزة وهو المصيبة. ويجمع على أرزاء، «وإن جل» بالجيم بمعنى عظم، وكثير منهم يصحفونه وينشدونه بالحاء المهملة، «بعد موتك»:
الخطاب لابن سعيد المذكور في أول القصيدة.
والاستشهاد فيه: في قوله «فارح» فإن الصفة المشبهة التي هي «فرح» حولت إلى «فارح» على صيغة اسم الفاعل لافادة معنى الحدوث في الزمن المستقبل والبيت في شرح الألفية لابن الناظم (ص 444) والعيني (3/ 574)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص 858).
(2)
انظر التذييل والتكميل (رسالة)(6/ 9).
(3)
صرعان: يبدو أنه من الصّرع وفي اللسان (صرع): «والصّرع علّة معروفة» .
(4)
(5)
في المنصف (3/ 56): «ندس: يقال: رجل ندس وندس إذا كان عالما بالأخبار وفي اللسان (ندس):
«وقال يعقوب - يعني ابن السّكيت - وهو العالم بالأمور والأخبار» وانظر إصلاح المنطق (ص 99).
(6)
شرح التسهيل لابن مالك (3/ 438).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
بكسر العين - فقياس مضارعه أن يجيء على «يفعل» - بفتح العين (1) - لازما كان كـ «شمّ» أو متعديا كـ «علم» وما كسرت عين مضارعه فمقصور على السماع وهو على ضربين:
أحدهما: متعيّن فيه الكسر وهو ثمانية (2) أفعال أولها: «ومق» وآخرها:
«وري المخّ» ، والضرب الآخر: مروي فيه الفتح والكسر، ففتحه على القياس (3) وكسره شاذّ وهو تسعة (4) أفعال أولها (5)«حسب» وآخرها «وهل» (6).
ويقال: ومق الشّيء إذا أحبّه، ووثق به إذا قوي اعتماده عليه، ووفق الشّيء إذا حسن، وولي الشّيء إذا تبعه والرّجل الأمر إذا صار حاكما عليه، وورث معلوم، وورع الرّجل إذا صار ذا ورع، وورم العضو معلوم، ووري المخّ إذا اكتنز من السّمن (7)، وحسب معلوم، ونعم الإنسان إذا عدم البؤس، وبئس إذا كان ذا بؤس، ويئس
ويبس معلومان، ووغر الصّدر (8) ووحر (9) إذا التهب غيظا أو حزنا، ووله كاد يعدم العقل (10)، ووهل إذا اشتدّ فزعه أو نسي (11).
(1) تنظر شرح الشافية للرضي (1/ 135) وإصلاح المنطق (216).
(2)
انظر إصلاح المنطق (ص 216) وشرح الشافية (1/ 135) والمنصف (1/ 207)، وزاد عليها في شذا العرف في فن الصرف (ص 17) خمسة وهي: وجد عليه أي: حزن، وورك أي: اضطجع، ووعق عليه: عجّل، ووقه له أي: سمع، ووكم أي: اغتمّ.
(3)
في المنصف (1/ 208): «فهذا كله فيه لغتان: إحداهما الأصل وهي الفتح والأخرى لضرب من الاتساع وهي الكسر» .
(4)
ووحمت الحبلى: ووبق أي: هلك، وولغ الكلب. شذا العرف (ص 17).
(5)
انظر الكتاب (4/ 38: 39)، والمنصف (1/ 208)، وإصلاح المنطق (ص 216)، وشرح الشافية للرضى (1/ 135).
(6)
وهل أي: ضعف وفزع وجبن. اللسان (وهل).
(7)
اللسان (وري): «ويقال: ورى المخّ يرى إذا اكتنز» .
(8)
في اللسان (وغر): «ويقال وغر صدره عليه يوغر وغرا ووغر يغر إذا امتلأ غيظا وحقدا، وقيل هو أن يحترق من شدّة الغيظ» .
(9)
الوحر: الغيظ والحقد وبلابل الصّدر ووساوسه، والوحر في الصّدر مثل الغلّ. واللسان (وحر).
(10)
في اللسان (وله): «والوله ذهاب العقل لفقدان الحبيب» .
(11)
وهل وهلا: ضعف وفزع وجبن، ويجوز أن يكون بمعنى سها وغلط. اللسان (وهل).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والمشهور (1) في فعل «الضلال» ضللت تضلّ، وروي عن بعض العرب (2):
ضللت تضلّ، بالكسر في الماضي والمضارع، ومقتضى القياس أن يقال: ضللت تضلّ لكن استغني بمضارع المفتوح العين عن مضارع المكسورها، ويقال: وري الزند إذا أخرج ناره، ولم يقل في المضارع إلا يري بالكسر (3) استغناء بمضارع «ورى» بالفتح.
ويقال أيضا: فضل الشّيء وفضل ولم يقل في المضارع إلا «يفضل» (4) - بالضم - استغناء بمضارع «فضل» - بالفتح -» انتهى.
وزاد الشيخ (5) على ثمانية الأفعال التي ذكرها تاسعا: وهو «وعم يعم» (6) واعتذر عن عدم ذكر المصنف له بأنه ذكر في الأفعال التي لا تتصرف قولهم: عم صباحا (7) ثم قال: وليس كما ذكره بل هو فعل متصرف، قال: وقد
استدللنا على تصرفه في الفصل الآخر من باب «تتميم الكلام على كلمات مفتقرة إلى ذلك» ، ثمّ لما ذكر «فضل يفضل» قال (8): ولم يحك سيبويه (9) منه إلا نعم ينعم.
حكى يعقوب: حضر يحضر (10)، وابن درستويه: نكل عن الشيء ينكل (11)، وشمل الأمر يشمل (12) قال: وهذا من تركيب اللغات، فإن الأفصح: حضر ونكل بالفتح - وشمل جاء فيه الفتح، قال: وجاء من المعتل: متّ تموت، -
(1) اللغة الفصيحة وهي لغة أهل نجد: ضللت تضلّ، ولغة أهل العالية: ضللت تضلّ. انظر إصلاح المنطق (ص 206، 207) واللسان (ضلل).
(2)
هم بنو تميم. انظر اللسان (ضلل).
(3)
انظر شرح الشافية للرضي (1/ 135).
(4)
انظر إصلاح المنطق (2/ 2)، والصحاح (فضل)(5/ 1791) واللسان (فضل) والكتاب (4/ 40).
(5)
التذييل والتكميل (رسالة)(6/ 10).
(6)
في شرح الشافية (1/ 136): «وجاء وعم يعم بمعنى نعم ينعم، ومنه عم صباحا وقيل: هو من أنعم بحذف النون تشبيها بالواو» وانظر اللسان (وعم).
(7)
انظر التسهيل (ص 247).
(8)
التذييل والتكميل (رسالة)(6/ 11).
(9)
الكتاب (4/ 38).
(10)
انظر إصلاح المنطق (ص 212).
(11)
في إصلاح المنطق (ص 188): «وقد نكلت عنه أنكل، قال الأصمعي: ولا يقال: نكلت» وفي شرح الشافية (1/ 137): «وحكى أبو عبيدة: نكل ينكل وأنكره الأصمعي، والمشهور: نكل ينكل كفتل يفتل» .
(12)
في إصلاح المنطق (ص 211)«وقد شملهم الأمر يشملهم إذا عمّهم» وشملهم يشملهم لغة.