الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[اسم الفاعل من فعل بالضم]
قال ابن مالك: (وكثر في اسم فاعله «فعيل» و «فعل»، وقلّ «فاعل»، و «أفعل»، و «فعل» و «فعل» و «فعال» و «فعال» و «فعّال» و «فعل» و «فعل»، و «فعل» و «فعول»).
ــ
على أن المذهب الأصح أن نحو «قلت» و «بعت» لا تحويل فيهما، وإنما أتي بالضمة ابتداء [5/ 4] في «قلت» ونحوه لبيان أن العين المحذوفة واو، وبالكسرة كذلك في «بعت» ونحوه لبيان أنها ياء، لكنهم إنما فعلوا ذلك في ما وافقت فيه حركة العين حركة الفاء، وأما إذا خالفتها (1) فإنهم سيراعون بيان بنية الكلمة (2) ولا يلتفتون إلى بيان الحرف كما في «هبت» و «خفت» (3)، وقد تقدّم لنا الكلام على هذه المسألة في باب المضمر.
قال ناظر الجيش: قال المصنف (4): «يقع اسم الفاعل في اللغة كثيرا، وفي اصطلاح أهل النحو قليلا على كلّ صفة على أي وزن كان وزنها إذا كانت تشارك في الاشتقاق الفعل، ويصح الإخبار بها عن ضمير فاعله نحو: كرم زيد
فهو كريم، فمن أجل صحة الإطلاق أضفت اسم فاعل إلى ضمير «فعل» حين قلت: وكثر في اسم فاعله فعيل وفعل، والأكثر في اصطلاح أهل النحو إطلاق اسم الفاعل على المحدود في بابه (5).
ومثال «فعيل» (6): ظرف فهو ظريف، وشرف فهو شريف، ومثال «فعل»: -
(1) في المنصف (1/ 235): «فأما خفت وهبت وطلت فلم يحتاجوا إلى أن ينقلوهما إلى شيء لأن حركة العين في أصل تركيب الفعل جاءت مخالفة لحركة الفاء لأن أصل: خفت: خوفت وأصل:
هبت: هيبت وأصل: طلت: طولت فنقلت الضمة والكسرة الأصليتان من العين إلى فاء الفعل».
(2)
قال ابن الحاجب: «وراعوا في باب خفت بيان البنية» شرح الشافية (1/ 74).
(3)
راجع المنصف (1/ 238).
(4)
شرح التسهيل لابن مالك (3/ 437).
(5)
وهو أن المراد باسم الفاعل: «ما دل على حدث وفاعله جاريا مجرى الفعل في إفادة الحدث» انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 423) تحقيق د/ عبد الحميد السيد.
(6)
في شرح الألفية لابن الناظم (ص 171): «الذي كثر في اسم الفاعل من فعل حتى كاد يطرد أن يجيء على فعل أو فعيل نحو: ضخم فهو ضخم، وشهم فهو شهم، وصعب فهو صعب، وسهل فهو سهل، وجمل فهو جميل، وظرف فهو ظريف، وشرف فهو شريف» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
سهل فهو سهل، وجزل فهو جزل، ونظائرهما كثيرة، ومن استعمل القياس فيهما لعدم السماع فهو مصيب.
وأما البواقي: فمقصورة على السماع: كحمض فهو حامض، وحمق الإنسان فهو أحمق، وحسن فهو حسن، وخشن فهو خشن، وجبن فهو جبان، وفرت الماء - أي عذب - فهو فرات (1)، ووضؤ الرّجل فهو وضّاء» (2)، أي: وضيء، وعفر فهو عفر، أي: ذو دهاء وشجاعة (3).
وغمر فهو غمر، أي: جاهل (4)، وجنب فهو جنب، وحصرت ذات اللّبن فهي حصور أي: ضاق مجرى لبنها (5)» انتهى.
وهذه الأوزان التي ذكرها وهي ثلاثة عشر وزنا إنما هي صفات مشبهة في الاصطلاح (6) وأسماء فاعلين في اللغة، وإذا أطلق اسم الفاعل على شيء منها في عبارة النحويين كان ذلك بطريق المجاز العرفي، لأن اسم الفاعل في الاصطلاح: هو الصفة المشاركة للفعل في الدلالة على معنى حادث متجدد وهذه الصفات إنما تدل على معان
ثابتة غير منتقلة، وكلام المصنف لا ينافي ما ذكرته، وقد قال في إيجاز التعريف (7): وإذا قصد (8) باسم فاعل الفعل الثلاثي الحدوث جاء على فاعل على كل حال (9) كقولك: زيد شاجع اليوم، وفارغ غدا، كما قال: -
(1) في شرح الشافية للرضي (1/ 148): «الغالب في باب فعل: فعيل، ويجيء فعال - بضم الفاء وتخفيف العين - مبالغة فعيل في هذا الباب كثيرا لكنه غير مطرد نحو: طويل وطوال وشجيع وشجاع» . وفي اللسان (فرت): «وقد فرت الماء يفرت فروتة إذا عذب فهو فرات» .
(2)
في اللسان (وضأ): «وقد وضؤ يوضؤ وضاءة» بالفتح والمد صار وضيئا فهو وضيء من قوم أوضياء ووضاء ووضّاء».
(3)
في اللسان (عفر): «والعفر: الشجاع الجلد» .
(4)
في اللسان (غمر): «الأغمار جمع غمر بالضم وهو الجاهل الغرّ الذي لم يجرّب الأمور» .
(5)
في اللسان (حصر): «والحصور من الإبل الضّيّقة الأحاليل» .
(6)
انظر شرح التصريح (2/ 78) وأوضح المسالك (3/ 244)، والأشموني (2/ 314).
(7)
من مؤلفات ابن مالك ولم أعثر عليه.
(8)
انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 444).
(9)
في المنصف (1/ 238): «لأن فاعلا قد يجيء من فعل كما يجيء من فعل وذلك قولهم: شرب فهو شارب وركب فهو راكب