المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما يمتنع صرفه لعلة واحدة] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ٨

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الخامس والخمسون باب أبنية الأفعال ومعانيها

- ‌[أبنية الثلاثي ومعانيها]

- ‌[اسم الفاعل من فعل بالضم]

- ‌[مضارع فعل بالكسر يفعل بالفتح إلا بعض الأفعال]

- ‌[معاني فعل بالكسر وتسكين عينه تخفيفا]

- ‌[أوزان اسم الفاعل من الأفعال المختلفة]

- ‌[معاني فعل بالفتح]

- ‌[معان أخرى كثيرة لفعل المفتوح العين]

- ‌[مضارع فعل المفتوح العين يفعل بكسرها]

- ‌[حكم الفعل المضارع من غير الثلاثي]

- ‌[معاني فعلل]

- ‌[معاني أفعل المزيد بالهمز]

- ‌[معاني فعّل بالتشديد]

- ‌[معاني تفعّل المزيد بالتاء والتشديد]

- ‌[معاني فاعل وتفاعل]

- ‌[معاني افتعل المزيد بالهمز والتاء]

- ‌[معاني انفعل المزيد بالهمز والنون]

- ‌[معاني استفعل]

- ‌[معاني افعلّ بتشديد اللام وافعوعل]

- ‌[معاني افعوّل وما ندر من الأوزان الأخرى]

- ‌[حكم فعل الأمر من أنواع الأفعال السابقة]

- ‌الباب السادس والخمسون باب همزة الوصل

- ‌[مواضع همزة الوصل]

- ‌[أحكام خاصة بهمزة الوصل]

- ‌الباب السابع والخمسون باب مصادر الفعل الثّلاثي

- ‌[أوزان بعض هذه المصادر]

- ‌[من أوزان مصادر الثلاثي]

- ‌[مصادر الحرف والأدواء والأصوات والألوان]

- ‌[مصادر الفعل المتعدي - اسم المرة والهيئة]

- ‌الباب الثامن والخمسون باب مصادر غير الثّلاثي

- ‌[مصادر المبدوء بهمزة وصل، مصادر أفعل وفعّل وفاعل]

- ‌[أوزان مصادر أخرى مختلفة]

- ‌[لزوم تاء التأنيث في بعض المصادر]

- ‌[مجيء المصدر على وزن اسمي الفاعل والمفعول]

- ‌الباب التاسع والخمسون باب ما زيدت الميم في أوّله لغير ما تقدّم وليس بصفة

- ‌[أسماء الزمان والمكان]

- ‌[الزمان والمكان على وزن مفعل بالكسر أو الفتح]

- ‌[مجيء مفعلة للسبب - اسم الآلة]

- ‌الباب الستون باب أسماء الأفعال والأصوات

- ‌[بعض أحكام أسماء الأفعال]

- ‌[أنواع أسماء الأفعال: أمر - ماض - حاضر]

- ‌[أسماء فعل الأمر ومعانيها]

- ‌[أسماء الفعل الماضي والمضارع ومعانيها]

- ‌[أسماء الفعل المنقولة من ظرف وجار ومجرور]

- ‌[القياس على بعض هذه الأسماء]

- ‌[خلاف العلماء في موضع الضمير المتصل بها]

- ‌[أحكام أخرى لهذه الأسماء]

- ‌[أسماء الأصوات: أنواعها - أمثلة لها - أحكامها]

- ‌الباب الحادي والستون باب نوني التّوكيد

- ‌[نوعاهما - لحوقهما المضارع وجوبا، والأمر والمضارع جوازا]

- ‌[حكم المضارع المؤكد بالنون: معرب أم مبني]

- ‌[أحكام خاصة بنون التوكيد الخفيفة]

- ‌[تعريف التنوين - فائدته - بعض أحكامه]

- ‌الباب الثاني والستون [باب منع الصّرف]

- ‌[تعريف الصرف وشرح التعريف]

- ‌[ما يمتنع صرفه لعلة واحدة]

- ‌[ما يمتنع صرفه لعلتين: الوصفية، وعلة أخرى]

- ‌[خلاف فيما كان علما على وزن الفعل]

- ‌[ما يمتنع صرفه للعلمية وعلة أخرى]

- ‌[ما يمتنع صرفه للعلمية والتأنيث]

- ‌[مسألتان في العلم المختوم بالزيادتين والمجهول الأصل]

- ‌[حكم أسماء القبائل والأماكن]

- ‌[تعريفات ومسائل في أسماء القبائل]

- ‌[ما يمتنع صرفه معرفة ونكرة وما يمتنع صرفه معرفة فقط]

- ‌[حكم جوار ونحوه في أحواله الثلاثة]

- ‌[الآراء في إعراب المركب المزجي]

- ‌[ما يمتنع صرفه للوصفية والعدل]

- ‌[حكم وزن فعل توكيدا]

- ‌[حكم سحر ووزن فعل ووزن فعال علما وغيره]

- ‌[حكم الصرف وعدمه بالنسبة إلى الاسم مكبرا ومصغرا]

- ‌[أسباب صرف ما لا ينصرف وحكم منع المصروف]

- ‌الباب الثالث والستون [باب التسمية بلفظ كائن ما كان]

- ‌[شرح العنوان وبيان معناه]

- ‌[للاسم المسمى به ما كان له قبل التسمية]

- ‌[يعرب الاسم المسمى به بما كان له قبل التسمية]

- ‌[إجراء حاميم وياسين مجرى قابيل]

- ‌[المسمى به إذا كان ناقصا كمن وعن]

- ‌[أحكام مختلفة في المسمى به]

- ‌[جواز الإعراب والحكاية في الجار والمجرور]

- ‌[حكم الفعل والعلامة في لغة يتعاقبون]

- ‌[تسمية المذكر ببنت وأخت]

- ‌[حكم التسمية بالأسماء الموصولة]

- ‌[أسماء الحروف الهجائية وحكمها]

- ‌[أحكام أخرى لأسماء الحروف]

- ‌الباب الرابع والستون [باب إعراب الفعل وعوامله]

- ‌[اختلاف النحويين ومذاهبهم في رافع المضارع]

- ‌[أحكام «أن» المخففة و «أن» المصدرية]

- ‌[خلاف العلماء في «أن» بأنواعها]

- ‌[«لن» الناصبة للمضارع وأحكامها]

- ‌[كي الناصبة للمضارع وأحكامها]

- ‌[إذن الناصبة للمضارع وأحكامها]

- ‌[إضمار «أن» وجوبا بعد «لام» الجحود وبعد «حتى»]

- ‌[إضمار «أن» وجوبا بعد «أو»]

- ‌[عدم جواز الفصل بين «حتى» و «أو» وبين الفعل]

- ‌[إضمار «أن» وجوبا بعد فاء السببية المسبوقة بالأجوبة الثمانية]

- ‌[حكم تقديم الجواب المقترن بالفاء على سببه]

- ‌[إضمار «أن» وجوبا بعد واو المعية في الأجوبة المذكورة]

- ‌[سقوط الفاء من الأجوبة وجزم الفعل]

- ‌[حكم الجواب المدلول عليه باسم الفعل جزما ونصبا]

- ‌[حكم الفعل المعطوف بالواو أو الفاء على الشرط أو الجواب]

- ‌[جواز إظهار «أن» وإضمارها بعد عاطف على اسم صريح وبعد لام التعليل]

- ‌[«أن» الزائدة ومواضع ذلك و «أن» المفسرة وأحكام لها]

- ‌[حكم المضارع بعد «حتى» نصبا ورفعا]

الفصل: ‌[ما يمتنع صرفه لعلة واحدة]

[ما يمتنع صرفه لعلة واحدة]

قال ابن مالك: (يمنع صرف الاسم ألف التّأنيث مطلقا أو موازنة «مفاعل» أو «مفاعيل» في الهيئة لا بعروض الكسرة، أو ياءي النّسب، أو الألف المعوّضة من إحداهما تحقيقا أو تقديرا).

ــ

ومنها ما ليس شرطه العلمية، أي يمنع معها تارة ومع الوصفية تارة، وهو ثلاث:

العدل ووزن الفعل والنون الزائدة بعد الألف، فالوصفية تمنع مع ثلاث، وهي الثلاث المذكورة، والعلمية تمنع مع سبع، وهي هذه الثلاث المذكورة أيضا والأربع قبلها، وإنما كان المعتبر في التعريف العلمية دون غيرها لأن ما يعرف بغيرها إما مبني كالمضمر واسم الإشارة، وإما باللام أو بالإضافة، ومعلوم أن لا مدخل لهما في هذا الباب بالنسبة إلى منع الصرف.

وإذا تقرر أن التأنيث [الألف] والجمع الذي لا نظير له يمنعان مفردين، وأن الوصفية تمنع مع ثلاثة وهي: العدل في نحو: ثناء ومثنى، وأخر، والنون والألف الزائدتان في نحو. سكران وظمآن، ووزن الفعل في نحو: أحمر، وأن العلمية تمنع مع سبعة وهي هذه الثلاثة كما في: عمرو وعثمان وأحمد، والتأنيث بغير الألف، والعجمة والتركيب، وألف الإلحاق المقصورة، علم أن أقسام الاسم الذي لا ينصرف اثنا عشر قسما، منها خمسة لا تنصرف مطلقا أي نكرة كانت أو معرفة، وسبعة لا تنصرف معرفة وتنصرف نكرة.

ثم إن المصنف في شرح الكافية جعل الكلام موجها إلى ذكر الأقسام فذكر [خمسة] الأقسام أولا قسما قسما (1)، وثنى بذكر سبعة الأقسام الأخر كذلك (2)، وأما في هذا الكتاب فإنه [جعل] كلامه موجها إلى ذكر العلل المانعة علة علّة، ولا شك أنه ينشأ عن ذلك معرفة الأقسام أيضا، فنحن نراعي مع ذكر العلل ذكر الأقسام.

قال ناظر الجيش: لما كان الصرف [عنده] عبارة عن التنوين قال: يمنع صرف الاسم، أي تنوينه ولم [يتعرض لامتناع] الجر بالكسرة لأن امتناع الجر إنما هو تبعي لا أصلي، وذلك أنه امتنع لامتناع التنوين، هذا هو الصحيح، على أن هذا ليس -

(1) انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1435: 1455).

(2)

انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1455).

ص: 3966

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

موضع ذكره إنما موضعه باب الإعراب وقد ذكر ثمّ.

وبدأ المصنف بذكر العلتين المانع كل منهما مفردا، وهما: ألف التأنيث والجمع المتناهى، وينشأ عن معرفتهما معرفة قسمين من الأقسام الخمسة [التي] لا تنصرف في تعريف ولا تنكير (1).

أما العلة الأولى: فالألف، وأراد بقوله «مطلقا» شيئين:

أحدهما: يرجع إلى الألف وهو أنها تمنع مقصورة وممدودة (2).

والثاني: يرجع إلى ما الألف فيه فتمنعه الصرف اسما كان أو صفة مفردا أو جمعا، معرفة أو نكرة كـ «حبارى» و «صحراء» و «حبلى» و «حمراء» و «حبالى» و «أصدقاء» ، و «سلمى» و «حواء» والمقصورة أصل الممدودة (3)، والهمزة فيها بدل من ألف، هذا رأي البصريين، ولذلك قيل (4) في صحراء: صحار كما قيل في حبلى: حبال، ولو كانت الهمزة غير مبدلة لسلمت من الانقلاب لأن الهمزة الواقعة بعد كسرة حكمها السلامة، وإنما منعت الألف مفردة لقيامها مقام شيئين، وإنما كانت كذلك دون التاء لأن لحاقها شبيه بلحاق الحروف الأصلية مزجا ولزوما، بخلاف التاء فإنها طارئة زائلة مقدرة الانفصال، ولذلك لا يعتد بها في نسب ولا تكسير ولا تصغير، كما اعتد بألف التأنيث ولا عبرة بلزومها في بعض الكلمات كـ «همزة» و «حذرية» (5) و «عرقوة» لنذرة ذلك (6)، ولهذا (7) عوملت الألف خامسة في التصغير معاملة خامس أصلي فقيل في قرقري: قريقر كما قيل في سفرجل، سفيرج، وعوملت التاء معاملة عجز المركب فلم ينلها تغيير التصغير كما لا يناله، فقيل في دجاجة: دجيجة (8)، كما قيل في بعلبك: بعيلبك، فحكم لها بما حكم للمنفصل.

ومن فروع هذه المسألة: أنه إذا سميت بـ «كلتا» من: قامت كلتا أختيك، -

(1) في نسخة: في تنكير ولا تعريف، وانظر شرح الكافية الشافية (3/ 1435).

(2)

انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1435)، والأشموني (3/ 230).

(3)

انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1436).

(4)

المرجع السابق.

(5)

في اللسان (حذر): «والحذرية على فعلية قطعة من الأرض غليظة والجمع: الحذاري. وانظر الصبان (3/ 231).

(6)

انظر الأشموني (3/ 231).

(7)

انظر شرح الكافية الشافية (3/ 1437)، والأشموني (3/ 231).

(8)

انظر الكتاب (3/ 220).

ص: 3967

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

امتنع الصرف لأن ألفه للتأنيث بمنزلتها في «شروى» (1)، فإن سميت بها من:

رأيت كلتي أختيك في لغة من قال ذلك (2)، أو من: رأيت كلتيهما صرف لأن الألف إذا ذاك تكون منقلبة فلا تكون للتأنيث، لأن ألف التأنيث لا تكون منقلبة، وكذا لو سميت بـ «حبلى» المرخم [5/ 55] من: حبلوى انصرف لذلك (3).

وأما العلة الثانية: فالجمع، وهو الذي لا نظير له في الآحاد، واختلفوا في المراد بهذه العبارة فقيل: المراد ألا يكون على وجه واحد وهو ما وازن «مفاعل» أو «مفاعيل» بغير تاء لأنه إن كان بالتاء كـ «فرازنة» (4) كان له نظير كـ «رفاهية» ونقض بأفعال وأفعل وأفعلة فإنها مصروفة مع أنها لا نظير لها في الآحاد، وقيل: المراد أن لا يكسّر ثانيا، ومن ثمّ عبّر عنه بالجمع المتناهي أي تناهى في الجمعية فلا يجمع مرة أخرى وعلى هذا يندفع النقض المذكور لأن الصيغ المذكورة تجمع كـ «أناعيم» في «أنعام» و «أكالب» في «أكلب» و «أحامر» في «أحمرة» فتكون مصروفة (5).

ونقض ذلك أيضا يمثل: ملائكة وصياقلة (6)، فإنهما مصروفان (7) مع أنهما لا يكسران فتعين أن يكون المراد بقولهم: الجمع الذي لا نظير له في الآحاد:

مجموع الأمرين، وهو أنه ليس له نظير في المفردات، ولا يكسّر ثانيا، وإنما عدل عن قولنا، ولا يجمع ثانيا إلى قولنا: ولا يكسّر ثانيا، لأن ما هو على زنة «مفاعل» أو «مفاعيل» وإن لم يجز تكسيره قد يجمع بالواو و [النون أو با] الألف والتاء كقولهم في نواكس: نواكسون وفي أيامن: أيامنون، وفي حدايد: حدايدات، وفي صواحب: صواحبات (8)، ولكون هذه الصيغة قد تجمع جمع تصحيح أجرى بعضهم عليها حكم الآحاد فادعى أنه يصرف، وحمل عليه ما ورد في القرآن العزيز -

(1) انظر الكتاب (3/ 364).

(2)

هي لغة كنانة انظر الأشموني (3/ 231).

(3)

انظر التذييل (6/ 288)، والأشموني (3/ 231).

(4)

انظر شرح الكافية للرضى (1/ 54).

(5)

انظر شرح ابن الناظم للألفية (ص 644)، والأشموني (3/ 243).

(6)

صياقلة: جمع صيقل، والصّيقل: شحّاذ السّيوف وجلّاؤها. انظر اللسان (صقل).

(7)

انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 251) والأشموني (3/ 242) وانظر الكتاب (3/ 228).

(8)

انظر الأشموني (4/ 151) وحاشية الصبان (3/ 243).

ص: 3968

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

منه مصروفا نحو: سَلاسِلَ وَأَغْلالًا (1)، وقَوارِيرَا (15) قَوارِيرَا (2)، ولا معول على قول هذا القائل، والأقرب ما قاله ابن الحاجب (3) من أن علة الجمع لما لم تبلغ مبلغ غيرها جاء صرفه كثيرا في الشعر، وفي الكلام للفواصل وللتناسب حتى توهّم أن منع الصرف بها غير متحتم.

والمعتبر هنا وزن اللفظ أي المماثل لـ «مفاعل» و «مفاعيل» في الحركة والسكون وعدد الحروف لا وزن التصريف أي لا تعتبر الأصالة والزيادة فلا فرق بين «مفاعل» «وفعالل» و «فواعل» و «أفاعل» و «مفاعيل» و «فعاليل» و «فواعيل» و «أفاعيل» وإنما أقامت هذه اللغة أعني الجمع المذكور مقام علتين من جهة أن الكلمة جمع، وانضم إلى ذلك كونه جمعا لا نظير له في الآحاد وأنه على صيغة منتهى الجموع، فكأنه جمع مرتين، وقد علل بأمور ترجع عند التأمل إلى ما ذكر، قال ابن الحاجب (4): «ولكون علة الجمع لم تبلغ مبلغ غيرها جاء صرفه كثيرا في الشعر وفي الكلام للفواصل مثل: قَوارِيرَا * الأول، وللتناسب مثل: سَلاسِلَ وَأَغْلالًا ومثل قَوارِيرَا * الثاني، حتى توهم بعضهم أن منع الصرف بها غير متحتم

انتهى.

إذا تقرر هذا فاعلم أن المشهور تقييد هذا القسم بالجمع كما تقدم، وعلى هذا لا يحتاج إلى الاحتراز عن نحو: ترام ويمان وما أشبههما، وكذا «سراويل» على قول من صرفه إذ ليس شيء منها بجمع، ولكن يرد عليه ما خرج من ذلك عن الجمعية وصار علما كـ «حضاجر» (5) و «شراحيل» (6) فإنه ممنوع الصرف، وما منع أيضا مما ليس جمعا وهو «سراويل» على قول من منعه ولم يجعله جمعا، ولما كان التقييد بالجمع يرد عليه ما ذكر عدل المصنف إلى الضابط الذي ذكره فأشار بقوله أو موازنة مفاعل أو مفاعيل في الهيئة إلى أمرين: -

(1) سورة الإنسان: 4.

(2)

سورة الإنسان: 15.

(3)

انظر الإيضاح شرح المفصل (1/ 138: 139)، تحقيق موسى بناي العليلي.

(4)

انظر الإيضاح شرح المفصل (1/ 138: 139).

(5)

«حضاجر» اسم للذكر والأنثى من الضباع، سميت بذلك لسعة بطنها وعظمه. انظر اللسان (حضجر) وانظر الكتاب (3/ 229).

(6)

قال في الكتاب (3/ 229): «وأما شراحيل فتحقيره ينصرف لأنه عربي، ولا يكون إلا جماعا» .

وانظر التذييل (6/ 295).

ص: 3969

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أحدهما: أن المعتبر وزن اللفظ لا وزن التصريف كما تقدم.

والثاني: أنه لا بد من هذه الحركات الخاصة، والمراد بذلك كل اسم أوله مفتوح، وثالثه ألف بعدها حرفان أولهما مكسور لفظا أو تقديرا، أو ثلاثة أحرف أوسطها ساكن، فدخل بذكر التقدير نحو: دواب، لأن أصله: دوابب (1)، وخرج: عبالّ وحمارّ، جمعا عبالّة وهي الثقل (2)، وحمارّة القيظ (3)، على حد تمر وتمرة، فالحركة فيهما ليست مقدرة بعد الألف مهما منصرفان، نعم إن كان عبالّ تكسيرا لم ينصرف، وتكون الحركة مقدرة (4)، وقال الزجاج (5): تصرفه أيضا لأنها ليس لها أصل في الحركة، ورد عليه بأنه إذا كان جمع تكسير لزم تقدير الحركة فيه جريا على أمثاله.

وخرج بقولنا «أوسطها ساكن» (6) نحو: صياقلة، لتحركه، فإذا وجدت هذه القيود امتنع الصرف سواء أكانت الجمعية موجودة أم مفقودة كـ «حضاجر» ، و «مساجد» علما، ولما لم يقيد المصنف ذلك بالجمع دخل في ضابطه المذكور بعض الأسماء المفردة، فلذلك أخرجه بالقيود التي ذكرها، فأخرج بقوله «لا بعروض الكسرة» نحو: تعاد وترام وتوان، لأن الكسرة فيه ليست أصلية بل عارضة لأجل الياء وأصله: تفاعل كـ «تضارب» (7).

وأخرج بقوله «أو ياءي النّسب» نحو: رباحى (8) وكلاعى (9) وظفارى (10)، وما في آخره ياء مشددة من هذه الصيغة لغير نسب إن وجدت بعد وجود الألف -

(1) انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 644) والتذييل (6/ 289) والأشموني (3/ 243).

(2)

انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص 644) والأشموني (3/ 243).

(3)

حمارة القيظ: أي شدة حره. اللسان (حمر).

(4)

انظر التذييل (6/ 289) والأشموني (3/ 242).

(5)

انظر ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج (ص 48).

(6)

الضمير يعود إلى الأحرف الثلاثة التي بعد الألف في صيغة منتهى الجموع التي تمنع من الصرف.

(7)

انظر التذييل (6/ 290).

(8)

رباحي: نسبة إلى رباح بلد يجلب منه الكافور. انظر حاشية الصبان (3/ 242) واللسان (ربح).

(9)

كلاعي: منسوب إلى الكلاع. وهو البأس والشدة والصبر في المواطن، والكلاعيّ: الشجاع. انظر اللسان (كلع).

(10)

ظفارى: نسبه إلى ظفار قطام مدينة باليمين. انظر حاشية الصبان (3/ 242)، واللسان (ظفر).

ص: 3970

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فحكمها حكم ياء النسب لشبهها بها في كونها لم توجد قبل الألف وذلك نحو:

حواري وهو الناصر (1) وحواليّ وهو المحتال (2)، أما إذا تقدم وجود الياء على وجود الألف وجب المنع كـ «قماري» جمع قمري (3)، و «كراسي» «جمع كرسيّ» ، و «أواقيّ» و «أمانيّ» جمع أوقيّة وأمنية، وذلك لأنها لم تشبه ياء النسب (4).

والتحقيق في هذا أنه حيث وجدت الجمعية امتنع الصرف وإلا فلا.

وإذا سميت بـ «كراسي» ثم نسب إليه صرف لأن الياء التي كانت لغير النسب حذفت وجيء بياء النسب فزال المنع (5).

وأخرج بقوله «أو الألف المعوضة من إحداهما تحقيقا نحو: يمان وشآم، فإن الألف عوض من إحدى الياءين (6).

وبقوله: «تقديرا» نحو: ثمان، قالوا: أصله ثمنيّ - بضم الثاء وسكون الميم - منسوب إلى الثّمن، ففتحوا أوله على المألوف من تغيير النسب ثم خففوه بحذف إحدى الياءين وتعويض الألف (7)، ومثله «شناح» للطويل (8) و «رباع» (9)، وإنما جعل الألف معوضة تقديرا؛ لأن هذه الكلمات [5/ 56] استعملت مصروفة حالة النصب، فقالوا: رأيت ثمانيا، ورجلا شناحيا (10)، وقد استعمل بعضهم «ثمانيا» غير مصروفة (11) وسيأتي. -

(1) انظر شرح ابن الناظم (ص 644)، والأشموني (3/ 242)، واللسان (حور).

(2)

انظر المرجعين السابقين، واللسان (حول).

(3)

القمريّ: طائر يشبه الحمام القمر البيض. انظر اللسان (قمر).

(4)

انظر شرح ابن الناظم (ص 251)، والتذييل (6/ 290)، والأشموني وحاشية الصبان (3/ 242: 243).

(5)

انظر حاشية الصبان (3/ 242).

(6)

أي عوض من إحدى ياءي النسب، والأصل أن يقال: يمني وشامي، انظر التذييل (6/ 291)، والهمع (1/ 25)، والأشموني (3/ 242).

(7)

انظر حاشية الصبان (3/ 242).

(8)

انظر التذييل (6/ 291)، واللسان (شنح).

(9)

رباع: منسوب أصله: ربعيّ، فحذفت إحدى الياءين وعوض منها الألف على حد «يمان» في:

يمني، ويدل على ذلك جمعهم له على «فعل» قالوا: رباع وربع كما قالوا فارس وفرس. انظر التذييل (6/ 292). واللسان (ربع).

(10)

انظر التذييل (6/ 292).

(11)

قال سيبويه في الكتاب (3/ 231): «وقد جعل بعض الشعراء ثماني بمنزلة حذار، حدثني أبو الخطاب أنه سمع العرب ينشدون هذا البيت غير منون قال: -

ص: 3971

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والذي اعتبره المصنف فيه تطويل، ويلزم من عدم اعتباره الجمعية أن تكون الصيغة مستقلة بالمنع من الصرف، وقد تقدم أن العلة في هذا القسم والذي قبله قائمة مقام علتين، ولا يتحقق ذلك إلا أن يكون جمعا، وأن يكون على هذه الصيغة الخاصة، فالأولى التقييد بالجمع، وإذا قيد به حصل الاستغناء عن هذه القيود، وكان يكفي المصنف أن يقول: أو موازنة مفاعل أو مفاعيل في الهيئة جمعا، وقد تقدم أن المصنف إنما لم يقيد بالجمع لئلا يرد عليه نحو: مساجد علما، وسراويل على قول من منعه ولم يكن عنده جمعا.

والحق أن هذا غير وارد، أما ما جعل علما فليس منعه لمجرد الصيغة، وإنما اختلف في سبب منعه فقيل: شبهه بأصله (1) يعني في الجمعية والصيغة، وقيل: المانع العلمية وشبه العجمة من حيث إنه مثال لا يكون في الآحاد العربية، كما أن إسماعيل كذلك (2)، وسيأتي الكلام على القولين.

فعلى القول الأول الجمعية معتبرة تقديرا، وعلى القول الثاني المانع العلمية وشبه العجمة.

وأما «سراويل» فاعلم أنهم اختلفوا فيه، فقيل منصرف، وحكى الأخفش (3) صرفه عن العرب ولم يحفظ سيبويه ذلك لقلته (4)، وقيل غير منصرف وهو رأي سيبويه والزجاج والمبرد، لكنهم اختلفوا في التعليل، فسيبويه يقول (5): إنه وافق من -

-

يحدو ثماني مولعا بلقاحها

حتّى هممن بزيغة الإرتاج

وانظر التذييل (6/ 293).

(1)

منع ذلك الشيخ أبو حيان قال في التذييل (6/ 295): «ولا يقال لشبهه بأصله لأنه قبل التسمية به نكرة وهو الآن معرفة» .

(2)

انظر التذييل (6/ 195).

(3)

انظر التذييل (6/ 296) والأشموني (3/ 247) وانظر المقتضب (3/ 345) وشرح السيرافي بهامش الكتاب (2/ 16)(بولاق) و (3/ 229)(هارون) وانظر منهج الأخفش الأوسط في الدراسة النحوية (ص 92) وانظر ابن يعيش (1/ 64: 65)، وشرح الكافية للرضي (1/ 57).

(4)

انظر التذييل (6/ 296).

(5)

انظر الكتاب (3/ 229) وعبارته: «وأما سراويل فشيء واحد وهو أعجمي أعرب كما أعرب الآجرّ إلا أن سراويل أشبه من كلامهم ما لا ينصرف في نكرة ولا معرفة» وفي المقتضب (3/ 326) وكذلك سراويل لا ينصرف عند النحويين في معرفة ولا نكرة لأنها وقعت على مثال من العربية لا يدخله الصرف نحو: قناديل ودهاليز فكانت لما دخلها الإعراب كالعربية» وانظر (3/ 345)، وبالنظر إلى كلا النصين نجد أنهما متفقان وإن كان الأقرب لعبارة المؤلف هو نص المبرد لا نص سيبويه. وانظر ابن يعيش (1/ 64).

ص: 3972

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كلام العرب ما لم ينصرف وهو: قناديل، فأعطي حكمه، وقال الزجاج (1): إنما هي بالفارسية: شروال، فبنتها العرب على ما لا ينصرف من كلامها، وقال المبرد (2): هو جمع لـ «سروالة» وهي قطعة وأنشد:

3701 -

عليه من اللّؤم سروالة

فليس يرقّ لمستعطف (3)

فيكون كـ «عثكالة» (4) و «عثاكيل» ، وضعّف (5) هذا بأن البيت هجو ولا مبالغة في الهجو بأن عليه قطعة من اللؤم، إنما المراد أنه قام التردّي، كما أن «السراويل» تمام اللباس وإنما «سروالة» لغة في «سراويل» (6).

وإذا كان كذلك فالمانع له إما الجمعية المحققة كما هو رأي المبرد (7)، وإما شبهه بما هو جمع، فالجمعية ملاحظة قطعا. -

(1) انظر ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج (ص 46).

(2)

لقد نسب المؤلف تبعا لكثير من النحاة منهم السيرافي في تعليقه على سيبويه في الكتاب (2/ 16)(بولاق) وابن يعيش (1/ 64)، والرضي في شرح الكافية (1/ 57)، القول بأن «سراويل» جمع لسروالة إلى المبرد وهو قول بعيد عن الصواب وكان ينبغي التدقيق فيه والناظر لما ذكره أبو العباس المبرد في هذه الكلمة يجد أنه موافق لكلام سيبويه، وإنما ذكر المبرد رأيا آخر يقول إنها عربية جمع سروالة وبين وجهته، ولم يصرح باختيار هذا الرأي أو بترجيحه، وقد فطن لهذا الأمر الأستاذ الجليل المرحوم الدكتور/ محمد عبد الخالق عضيمة في

تحقيقه لكتاب المقتضب (3/ 345)(هامش رقم 3)، وانظر المقتضب (3/ 326، 345).

(3)

هذا البيت من المتقارب، لم أهتد إلى قائله، وقيل إنه مصنوع.

الشرح: قوله «عليه» أي على ذاك المذموم، قوله «من اللؤم» بالضم وهو الدناءة في الأصل والخساسة في الفعل، و «المستعطف» طالب العطف، والفاء فيه للتعليل. والشاهد: في «سروالة» حيث احتج به من قال أن «سراويل» جمع سروالة وأن «سراويل» منعت الصرف لكونها جمعا، والبيت في المقتضب (3/ 346)، وابن يعيش (1/ 64) وشرح الكافية للرضي (1/ 57)، وشرح الشافية (1/ 270)، والتذييل (6/ 296)، والخزانة (1/ 113)، وشرح شواهد الشافية (ص 100)، والعيني (4/ 354)، وشرح التصريح (2/ 212).

(4)

في اللسان (عثكل): «العثكال والعثكول والعثكولة: العذق» وانظر ابن يعيش (1/ 64).

(5)

انظر شرح السيرافي بهامش الكتاب (2/ 16)(بولاق)(3/ 229)(هارون) وانظر ابن يعيش (1/ 64).

(6)

انظر شرح السيرافي بهامش الكتاب (2/ 16)(بولاق)، (3/ 229)(هارون) وشرح الكافية الشافية لابن مالك (3/ 1501).

(7)

سبق - قريبا - أن ذكرنا أن المبرد لا يرى ذلك.

ص: 3973