الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[معاني انفعل المزيد بالهمز والنون]
قال ابن مالك: (ومنها انفعل لمطاوعة «فعل» علاجا وقد يطاوع «أفعل» وقد يشارك المجرّد وقد يغني عنه، وعن «أفعل» ويغني عنه «افتعل» فيما فاؤه لام، أو راء، أو واو، أو ميم، أو نون، وقد يشاركه فيما ليس كذلك ويغني عنه).
قال ناظر الجيش: قال المصنف (1): انفعل المطّرد: ما كان كـ «انصرف» و «انكشف» ، و «انفصم» ، و «انسدل» ، و «انحسم» ، و «انقسم» ، و «انسبك» و «انفرك» في كون كل واحد منها مطاوعا لفعل ثلاثيّ على «فعل» دالّ على معالجة وتأثير، فلو لم يدلّ على معالجة وتأثير كـ «عرف» ، و «جهل» ، و «سمع» و «رأى» لم يجز أن يصاغ منه «انفعل» ولا «افتعل» الذي بمعناه، فلا يقال: عرفته فانعرف، ولا جهلته فانجهل، ولا سمعته فانسمع.
وكذا لو دل على معالجة وتأثير ولم يكن ثلاثيّا: كـ «أحكم الشّيء» و «أكمله» لم يجز أيضا أن يصاغ منه «انفعل» ، ولا «افتعل» الذي بمعناه، فلا يقال:
أحكمته فانحكم، ولا أكملته فانكمل، وشذّ قولهم: أفحمته فانفحم، وأوكأته فا [تّكأ] وأفردتّه فانفرد، وأغلقته فانغلق، وأزعجته فانزعج، وأسفقت الباب فانسفق، ويجوز أن يكون «انغلق» و «انسفق» على لغة من قال: غلقت وسفقت، فإنهما مقولان ومنقولان (2)، وسمع: قلت الحديث فانقال؛ لأن القائل يعمل في تحريك لسانه ويعالج في ترتيب أجزاء العبارة، وجعلها موافقة للمعنى بعض علاج (3).
وأما قول من قال: «انعدم» فخطأ (4)، وكذا قول من قال:«ذلك شيء لا ينبصر» (5)، ومشاركة انفعل للمجرد: كقولهم: «انطفأت النّار» و «طفئت» (6) -
(1) شرح التسهيل (3/ 456).
(2)
وعلى هذا التوجيه فلا شذوذ، وانظر شرح الشافية (1/ 108)، وسفقت الباب وأسفقته: رددتّه، وانظر اللسان (سفق).
(3)
وعلى هذا فالشرط فيه متحقق وهو كون فعل دالّا على علاج، وانظر شرح المفصل للرازي (3/ 428).
(4)
لأنه ليس فيه علاج. انظر شرح المفصل للرازي (3/ 428)(رسالة)، والمفصل (281)، وشرح الشافية (1/ 108).
(5)
هو كسابقه في أنه ليس فيه علاج.
(6)
انظر اللسان (طفأ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
و «ساب الشّيء» و «انساب» (1).
وإغناؤه عنه: كقولهم: «انطلق» بمعنى: ذهب، و «انزرب في الزّريبة» إذا دخلها (2)، و «انبرى» يفعل أي: انبعث (3).
وإغناؤه عن «أفعل» : كقولهم: «انحجز» إذا أتى الحجاز (4).
ويغني عنه «افتعل» في ما فاؤه «لام» : كـ «لويت الشّيء فالتوى» ، و «لففته فالتفّ» ، و «لممته فالتمّ» ، وفي ما فاؤه «راء»: نحو: «ردعته فارتدع» ، و «رفعته فارتفع» ، و «رقعته فارتقع» ، وفي ما فاؤه «واو»: كـ «وصلته فاتّصل» ، و «وكلته فاتّكل» ، و «وضعته فاتّضع» و «وسمته فاتّسم» ، وفي ما فاؤه «نون»:
نحو: «نقلته فانتقل» ، و «نبذته فانتبذ» ، و «نفيته فانتفى» ، و «نسأته فانتسى» ، وفي ما فاؤه «ميم»: نحو: «مددتّه فامتدّ» ، و «مططته فامتطّ» ، و «ملأته فامتلأ» ، وندر «محوته فانمحى (5)» ، و «مزته فانماز» (6)، وامتحى وامتاز أقيس (7).
وقد يشترك «افتعل» و «انفعل» في ما ليس فاؤه «لاما» ، ولا «واوا» ، ولا «راء» ، ولا «نونا» ولا «ميما»: نحو: شويت اللّحم فاشتوى وانشوى (8)، وحجبت الشّيء فاحتجب وانحجب، وأطرته فاتّطر وأنأطر (9)، وفصلته فافتصل وانفصل، وفتتّه فافتتّ وانفتّ (10).
وقد يغني «افتعل» عن «انفعل» في غير ما فاؤه «لام» ولا شيء من أخواتها:
كـ «سترت الشّيء فاستتر» ، و «بللته فابتلّ» ، و «كفيته فاكتفى» ، و «غررته -
(1) في اللسان (سبب): «وساب الأفعى وانساب إذا خرج من مكمنه» ، ويقال: ساب الماء وانساب إذا جرى.
(2)
في اللسان (زرب)«والزّرب والزّريبة: حظيرة الغنم من خشب، وانزرب في الزّرب انزرابا إذا دخل فيه» .
(3)
في اللسان (برى): «وبرى له يبري بريا وانبرى: عرض له» .
(4)
وهو دال على بلوغ الشيء. انظر حاشية الصبان (4/ 244).
(5)
الذي في اللسان (محا): «امّحى» بإبدال النون ميما وإدغامها في الميم، وانظر شرح الشافية (1/ 109).
(6)
يقال: مزت الشّيء من الشّيء إذا فرقت بينهما فانماز وامتاز. انظر اللسان (ميز).
(7)
في اللسان (محا): «والأجود امّحى، وأمّا امتحى فلغة رديئة» ، وانظر شرح الشافية (1/ 109).
(8)
وانشوى هو الأكثر. انظر المنصف (1/ 73).
(9)
الأطر: عطف الشّيء تقبض على أحد طرفيه فتعوّجه، وانظر اللسان (أطر).
(10)
الفتّ: الدّقّ وقيل: الكسر. انظر اللسان (فتت)، وانظر في المعنى السابق حاشية الصبان (4/ 245).