الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة
401 -
(ط) مالك رضي الله عنه قال: بلغني أنَّ رجلاً أتَى ابنَ عُمَرَ رضي الله عنه فقال: إني أسلَفْتُ رجُلاً سلَفًا، واشترطتُ عليه أفْضَلَ مما أسلَفْتُهُ، فقال عبد الله ابن عمر: فذلك الربا، قال: فكَيْفَ تأمرني يا أبا عبد الرحمن؟ فقال عبد الله بن عمر: السلف على ثلاثة وُجوهٍ: سَلَفٌ تُسْلِفُهُ تُرِيدُ به وَجْهَ اللهِ، فَلَكَ وَجْهُ اللهِ تعالى، وسَلَفٌ تُسْلِفُهُ تُريدُ به وجهَ صاحبك، فلك وجهُ صاحبك، وسلَفٌ تُسْلِفُهُ لتأخُذَ خَبِيثًا بطيِّب، فذلك الربا، قال: فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أرى أن تَشُقَّ الصَّحِيفَة، فإن أعطاك مثلَ الذي أسْلَفْتَهُ قَبِلْتَهُ، وإن أعطاك دون الذي أسلفتَه فأخذَتَه أُجِرْتَ، وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيِّبَةً به نَفْسُهُ، فذلك شُكْرٌ شَكَرَهُ لَكَ، ولك أجرُ ما أنْظَرْتَهُ. أخرجه «الموطأ» (1) .
⦗ص: 571⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
خبيثًا: الخبيث: الحرام، والطيب: الحلال، وأراد به هاهنا: الربا أو تركه.
أنظرته: الإنظار: التأخير، قد ذكر معناه فيما تقدم من الباب.
(1) 2/681، 682 في البيوع، باب ما لا يجوز من السلف بلاغاً، وأخرج أيضاً عن ابن عمر بإسناد صحيح قال: من أسلف سلفاً فلا يشترط إلا قضاءه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الموطأ [1424] كتاب البيوع - باب ما لا يجوز من السلف.
402 -
(ط) مجاهد بن جبر رحمه الله أنَّ ابنَ عمر رضي الله عنهما استلف دراهم، فقضى صاحبَها خيرًا منها، فأبى أن يأخذَها، فقال: هذه خيرٌ من دراهمي، فقال ابن عمر: قد علمتُ، ولكن نفسي بذلك طيِّبة. أخرجه «الموطأ» (1) .
(1) 2/681 في البيوع، باب ما يجوز من السلف، وإسناده قوي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك [1422] عن حميد بن قيس المكي عن مجاهد «فذكر الأثر»
قلت: إسناده صحيح.
403 -
(ط) سالم: أنَّ ابن عمر رضي الله عنهما «سُئِلَ عن الرجل يكون له على الرجل الدَّيْنُ إلى أجَلٍ، فيضَعُ عنه صاحبُ الحق ليُعجِّل الدَّيْنَ الذي هو عليه، فَكَرِهَ ذلك ابن عمر، ونهى عنه» . أخرجه «الموطأ» (1) .
(1) 2/672 في البيوع، باب ما جاء في الربا في الدين، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك [1414] عن عثمان بن حفص بن خلدة، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكر الأثر.
قلت: إسناد هذا الأثر صحيح أيضًا.
404 -
(ط) عبيد أبي صالح مولى السفاح -: قال: بعتُ بَزًّا (1) لي من أهل دارِ نَخْلَةَ إلى أجلٍ، فأردتُ الخروج إلى الكوفة، فعرضوا عليَّ أنْ أضعَ عنهم بعض الثمن ويَنْقُدُوني، فسألتُ زيد بن ثابت؟ فقال: لا آمُرَك أن تأكل هذا ولا تُوكِلَهُ. أخرجه «الموطأ» (2) .
(1) في المطبوع: براً.
(2)
2/671 في البيوع، باب ما جاء في الربا في الدين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك [1413] عن أبي الزناد، عن بسر بن سعيد، عن عبيد أبي صالح «فذكر الأثر» .
قلت: إسناده صحيح.
405 -
() أم يونس قالت: جاءت أمُّ ولدِ زيد بن أرقم إلى عائشة، فقالت: بعتُ جاريةً من زيد بثمانمائة درهم إلى العطاء، ثم اشتريتُها منه قبل حلول الأجل بستمائة، وكنتُ شَرطتُ عليه: أنك إنْ بعتَها فأنا أشتريها منك. فقالت لها عائشة: بئسما شَريتِ، وبئسما اشتريت، أبلغي زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهادَه مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إن لم يَتُب منه، قالت: فما يصنع؟ قالت: فَتَلَتْ عائشة: {فمن جاءه مَوْعِظَةٌْ من رَبِّه فانتهى فله ما سَلف، وأمرُه إلى الله، ومن عادَ فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة: الآية 275] فلم ينكر أحدٌ على عائشة، والصحابةُ مُتَوَفِّرونَ. ذكره رزين ولم أجده في الأصول (1) .
⦗ص: 573⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
العطاء: هو ما كان يعطيه الأمراء للناس من قرارتهم وديوانهم الذي يقررونه لهم في بيت المال، كان يصل إليهم في أوقات معلومة من السنة.
(1) أخرجه الدارقطني بنحوه 3/52 عن يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن أمه العالية بنت أنفع قالت " حججت أنا وأم محبة ـ وفي رواية: خرجت أنا وأم محبة إلى مكة ـ فدخلنا على عائشة، فسلمنا عليها، فقالت: من أنتن؟ قلنا: من أهل الكوفة. قالت: فكأنها أعرضت عنا، فقالت لها أم محبة: يا أم المؤمنين، كانت لي جارية، وإني بعتها من زيد بن أرقم الأنصاري بثمانمائة درهم إلى عطائه، وأنه أراد بيعها، فابتعتها منه بستمائة درهم نقداً
…
الحديث " قال الشيخ شمس الحق العظيم أبادي في " التعليق المغني على سنن الدارقطني ": وأخرجه البيهقي وعبد الرزاق أيضاً، وأم محبة ـ بضم الميم وكسر الحاء المهملة ـ هكذا ضبطه الدارقطني في كتاب " المؤتلف والمختلف "، وقال: إنها امرأة تروي عن عائشة، روى حديثها أبو إسحاق السبيعي ـ عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي ـ عن امرأته العالية، ورواه أيضاً يونس بن إسحاق عن أمه العالية بنت أنفع عن أم محبة عن عائشة، وقال: أم محبة والعالية مجهولتان، لا يحتج بهما، وأخرجه الإمام أحمد في " المسند ": حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأته " أنها دخلت على عائشة، هي وأم ولد زيد بن أرقم، فقالت أم ولد زيد لعائشة: إني بعت من زيد غلاماً بثمانمائة درهم نسيئة واشتريت بستمائة نقداً، فقالت: بلغي زيداً أن قد أبطلت جهادك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تتوب، بئسما اشتريت وبئسما شريت " قال في " التنقيح ": إسناده جيد، وإن كان الشافعي لا يثبت مثله عن عائشة، وكذلك الدارقطني قال في العالية: هي مجهولة، لا يحتج بها، وفيه نظر،
⦗ص: 573⦘
فقد خالفه غيره، ولولا أن عند أم المؤمنين عائشة علماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا حرام لم تستجز أن تقوله.
وقال ابن الجوزي: قالوا: العالية امرأة مجهولة لا يحتج بها، ولا يقبل خبرها. قلنا: بل هي امرأة معروفة جليلة القدر، ذكرها ابن سعد في " الطبقات " فقال: العالية بنت أنفع بن شراحيل امرأة أبو إسحاق السبيعي، سمعت من عائشة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قلت: الحديث عند الدارقطني (3/52) بنحوه. والبيهقي (5/300) قال الدارقطني: أم محبة وعالية مجهولتان لا يحتج بهما. أه.
وعزاه الحافظ الزيلعي لأحمد، ونقل تجوّيد ابن عبد الهادي لإسناده في التنقيح وتعقب قول الشافعي بعدم ثبوت الأثر، وتضعيف الدارقطني لرواته.
راجع نصب الراية (4/467) بتحقيقي. ط/ دار الحديث.
406 -
() زيد بن أسلم قال: كان الربا الذي آذَنَ الله فيه بالحرب لمن لم يتركه، كان عند أهل الجاهلية على وجهين - كان يكون للرجل على الرجلِ حَقٌّ إلى أجلٍ، فإذا حل الحق، قال صاحب الحق: أتَقْضِي أم تُرْبي؟ فإذا قضاه أخذ منه، وإلا طَوَاهُ إنْ كان مما يُكالُ أو يُوزَن، أو يُذرَع أويُعَدُّ، وإن كان نَسِيئًا رفعه إلى الذي فوقه، وأخَّرَ عنه إلى أجل أبعدَ منه. فلما جاء الإسلام أنْزَلَ الله تعالى:{يا أيُّها الذينَ آمنُوا اتَّقُوا الله وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا، إنْ كُنْتُم مُؤمِنِينَ} إلى قوله - {وإنْ تُبْتُم فَلَكُم رُؤوسُ أمْوَالِكُم لا تَظْلِمُون ولا تُظْلَمُونَ، وإنْ كانَ ذُو عُسْرةٍ} - يعني الذي عليه رأس المال - {فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ، وأنْ تَصَدَّقُوا} - يعني برأس المال - {خَيْرٌ لَكُم إنْ كُنْتُم تَعْلَمُون} [البقرة: الآيات 278-280] ذكره رزين ولم أجده في الأصول.
⦗ص: 574⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
آذن: أعلم، والإيذان: الإعلام بالشيء.
طواه (1) :
(1) لم يذكر شرح الطي، وهو من طي الثوب، جعله طبقات فوق بعضه، فالمعنى أنه يؤجله بمضاعفة، وهو الزيادة والربا.