المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الأول: في الاستمساك بهما - جامع الأصول - جـ ١

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌خطة المؤلف في الكتاب:

- ‌وصف النسخ

- ‌عملنا في تحقيق الكتاب:

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المصنف]

- ‌الباب الأول: في الباعث على عمل الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول: في انتشار علم الحديث، ومبدإِ جمعه وتأليفه

- ‌الفصل الثاني: في بيان اختلاف أغراض الناس ومقاصدهم في تصنيف الحديث

- ‌الفصل الثالث: في اقتداء المتأخرين بالسابقين، وسبب اختصارات كتبهم وتأليفها

- ‌الفصل الرابع: في خلاصة الغرض من جمع هذا الكتاب

- ‌الباب الثاني: في كيفية وضع الكتاب

- ‌الفصل الأول: في ذكر الأسانيد والمتون

- ‌الفصل الثاني: في بيان وضع الأبواب والفصول

- ‌الفصل الثالث: في بيان التقفية، وإثبات الكتب في الحروف

- ‌الفصل الرابع: في بيان أسماء الرواة والعلائم

- ‌الفصل الخامس: في بيان الغريب والشرح

- ‌الفصل السادس: فيما يستدل به على أحاديث مجهولة الوضع

- ‌الباب الثالث: في بيان أصول الحديث، وأحكامها، وما يتعلق بها

- ‌الفصل الأول: في طريق نقل الحديث وروايته

- ‌الفرع الأول: في صفة الراوي وشرائطه

- ‌الفرع الثاني: في مسند الراوي، وكيفية أخذه

- ‌الفرع الثالث: في لفظ الراوي وإيراده، وهو خمسة أنواع

- ‌النوع الأول: في مراتب الأخبار، وهي خمس:

- ‌المرتبة الأولى:

- ‌المرتبة الثانية:

- ‌المرتبة الثالثة:

- ‌المرتبة الرابعة:

- ‌المرتبة الخامسة:

- ‌النوع الثاني: في نقل لفظ الحديث ومعناه

- ‌النوع الثالث: في رواية بعض الحديث

- ‌النوع الرابع: انفراد الثقة بالزيادة

- ‌النوع الخامس: في الإضافة إلى الحديث ما ليس منه

- ‌الفرع الخامس: في المرسل

- ‌الفرع السادس: في الموقوف

- ‌الفرع السابع: في ذكر التواتر والآحاد

- ‌الفصل الثاني: في الجرح والتعديل، وفيه ثلاثة فروع

- ‌الفرع الأول: في بيانهما وذكر أحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في جواز الجرح ووقوعه

- ‌الفرع الثالث: في بيان طبقات المجروحين

- ‌الفصل الثالث في النسخ

- ‌الفرع الأول: في حده وأركانه

- ‌الفرع الثاني: في شرائطه

- ‌الفرع الثالث: في أحكامه

- ‌الفصل الرابع: في بيان أقسام الصحيح من الحديث والكذب

- ‌الفرع الأول: في مقدمات القول فيها

-

- ‌الفرع الثاني: في انقسام الخبر إليها

- ‌فالأول: يتنوع أنواعًا

- ‌القسم الثاني: ما يجب تكذيبه، ويتنوع أنواعًا

- ‌القسم الثالث: ما يجب التوقف فيه

- ‌قسمة ثانية

- ‌قسمة ثالثة

- ‌الفرع [الثالث] (*) : في أقسام الصحيح من الأخبار

- ‌القسم الأول في الصحيح

- ‌النوع الأول: من المتفق عليه

- ‌النوع الثاني: من المتفق عليه

- ‌النوع الثالث: من المتفق عليه

- ‌النوع الرابع: من المتفق عليه

- ‌النوع الخامس: من المتفق عليه

- ‌النوع السادس: وهو الأول من المختلف فيه

- ‌النوع السابع: وهو الثاني من المختلف فيه

- ‌النوع الثامن: وهو الثالث من المختلف فيه

- ‌النوع التاسع: وهو الرابع من المختلف فيه

- ‌النوع العاشر: وهو الخامس من المختلف فيه

- ‌القسم الثاني: في الغريب والحسن وما يجري مجراهما

- ‌الباب الرابع: في ذكر الأئمة الستة رضي الله عنهم وأسمائهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ومناقبهم وآثارهم

- ‌[الإمام] مالك

- ‌[الإمام] البخاري

- ‌[الإمام] مسلم

- ‌[الإمام] أبو داود

- ‌[الإمام] الترمذي

- ‌[الإمام] النسائي

- ‌الباب الخامس: في ذكر أسانيد الكتب الأصول المودعة في كتابنا هذا

- ‌«صحيح البخاري»

- ‌«صحيح مسلم»

- ‌ كتاب «الموطأ»

- ‌ كتاب «السنن» لأبي داود

- ‌ كتاب «الترمذي»

- ‌ كتاب «السنن» للنسائي

- ‌ كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيْدِي [

- ‌ كتاب «رزين»

- ‌حرف الهمزة

- ‌الكتاب الأول: في الإيمان والإسلام

- ‌الباب الأول: في تعريفهما حقيقةً ومجازاً

- ‌الفصل الأول: في حقيقتهما وأركانهما

- ‌الفصل الثاني: في المجاز

- ‌الباب الثاني: في أحكام الإيمان والإسلام

- ‌الفصل الأول: في حكم الإقرار بالشهادتين

- ‌الفصل الثاني: في أحكام البيعة

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الباب الثالث: في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام

- ‌الكتاب الثاني: في الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌الباب الأول: في الاستمساك بهما

- ‌الباب الثاني: في الاقتصاد والاقتصار في الأعمال

- ‌الكتاب الثالث: في الأمانة

- ‌الكتاب الرابع: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الكتاب الخامس: في الاعتكاف

- ‌الكتاب السادس: في إحياء الموات

- ‌الكتاب السابع: في الإيلاء

- ‌الكتاب الثامن: في الأسماء والكنى

- ‌الفصل الأول: في تحسين الأسماء: المحبوب منها والمكروه

- ‌الفصل الثاني: فيمن سماه النبي صلى الله عليه وسلم إبتداءً

- ‌الفصل الثالث: فيمن غير النبي صلى الله عليه وسلم أسمه

- ‌الفصل الرابع: ما جاء في التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته

- ‌الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة

- ‌الكتاب التاسع: في الآنية

- ‌الكتاب العاشر: في الأمل والأجل

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها همزة، ولم ترد في حرف الهمزة

- ‌حرف الباء

- ‌الكتاب الأول: في البر

- ‌الباب الأول: في بر الوالدين

- ‌الباب الثاني: في بر الأولاد والأقارب

- ‌الباب الثالث: في بر اليتيم

- ‌الباب الرابع: في إماطة الأذى عن الطريق

- ‌الباب الخامس: في أعمالٍ من البر متفرقة

- ‌الكتاب الثاني: في البيع

- ‌الباب الأول: في آدابه

- ‌الفصل الأول: في الصدق والأمانة

- ‌الفصل الثاني: في التساهل والتسامح في البيع والإقالة

- ‌الفصل الثالث: في الكيل والوزن

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: فيما لايجوز بيعه ولا يصح

- ‌الفصل الأول: في النجاسات

- ‌الفصل الثاني: في بيع ما لم يقبض، أو ما لم يملك

- ‌الفصل الثالث: في بيع الثمار والزروع

- ‌الفرع الأول: في بيعها قبل إدراكها وأمنها من العاهة

- ‌الفرع الثاني: في بيع العرايا

- ‌الفرع الثالث: في المحاقلة والمزابنة والمخابرة وما يجري معها

- ‌الفصل الرابع: في أشياء متفرقة لا يجوز بيعهاأمهات الأولاد

- ‌الولاء

- ‌الماءُ والمِلْحُ والْكَلأُ والنَّارُ

- ‌القينات

- ‌الغنائم

- ‌حبل الحبلة

- ‌ضراب الجمل

- ‌الصدقة

- ‌الحيوان باللحم

- ‌الباب الثالث: فيما لايجوز فعله في البيع

- ‌الفصل الأول: في الخداع

- ‌الفرع الأول: في مطلق الخداع

- ‌الفرع الأول: في النجش

- ‌الفصل الثاني: في الشرط والإستثناء

- ‌الفصل الرابع: في النهي عن بيع الغرر والمضطر والحصاة

- ‌الفصل الخامس: في النهي عن بيع الحاضر للبادي، وتلقي الركبان

- ‌الفصل السادس: في النهي عن بيعتين في بيعة

- ‌الفصل السابع: في أحاديث تتضمن منهيات مشتركة

- ‌الفصل الثامن: في التفريق بين الأقارب في البيع

- ‌الباب الرابع: في الربا

- ‌الفصل الأول: في ذمه وذم آكله وموكله

- ‌الفصل الثاني: في أحكامه

- ‌الفرع الأول: في المكيل والموزون

- ‌الفرع الثاني: في الحيوان

- ‌الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الخامس: من كتاب البيع، في الخيار

- ‌الباب السادس: في الشفعة

- ‌الباب السابع: في السلم

- ‌الباب الثامن: في الإحتكار والتسعير

- ‌الباب التاسع: في الرد بالعيب

- ‌الباب العاشر: في بيع الشجر المثمر، ومال العبد، والجوائح

- ‌الكتاب الثالث: من حرف الباء في البخل وذم المال

- ‌الكتاب الرابع: في البنيان والعمارات

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها باء، ولم ترد في حرف الباء

الفصل: ‌الباب الأول: في الاستمساك بهما

‌الكتاب الثاني: في الاعتصام بالكتاب والسنة

، وفيه بابان

‌الباب الأول: في الاستمساك بهما

64 -

(ط) مالك بن أنس رحمه الله: بَلَغَهُ، أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:«تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما: كتابَ الله، وسنّة رسولِهِ» . أَخرجه الموطأ (1) .

(1) في القدر رقم 3 باب النهي عن القول بالقدر بلاغاً، لكن يشهد له حديث ابن عباس عند الحاكم 1/93 بسند حسن فيتقوى به.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

الموطأ [1727] كتاب الجامع «باب النهي عن القول بالقدر» .

قال الإمام الزرقاني: مر أن بلاغه صحيح كما قال ابن عيينة، وقد أخرجه ابن عبد البر من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وعزاه للحاكم.

شرح الموطأ (4/307) ط/ دار الكتب العلمية بيروت.

قلت: له شاهد من حديث ابن عباس، أخرجه الحاكم (1/93) وقد صح من غير بلاغ الموطأ في غير حديث.

ص: 277

65 -

(ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: رأَيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوَداع يوم عرفة، وهو على ناقته القَصْواءِ، يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يقول:«إِني تَركْتُ فيكم ما إنْ أَخذْتُمْ به لن تَضِلُّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيْتي» . أخرجه الترمذي (1) .

ٍ

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(القصواء) : اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قصواء، لأن الناقة

⦗ص: 278⦘

القصواء هي التي قُطع طرف أذنها، ولم تكن ناقته كذلك، يقال: ناقة قصواء، وشاة قصواء، ولا يقال: جمل أقصى، وإنما يقال: مقصو، ومقصي، تركوا فيه القياس.

(1) رقم (3790) في المناقب، باب 77، وإسناده ضعيف، لكن يشهد له حديث زيد بن أرقم الآتي، ولذا قال الترمذي رحمه الله: هذا حديث حسن غريب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي [3786] قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفى، قال: حدثنا زيد ابن الحسن هو الأنماطي، عن جعفر بن عبد الله، عن أبيه، عن جابر فذكره.

قلت: قال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان، وغير واحد من أهل العلم. أه.

قلت: الحسن بن زيد فيه ضعف، قال ابن عدي: لعل شعبة لم يرو عن أضعف منه. انظر الكاشف (1/338)[1848] .

ص: 277

(1) رقم (3790) في المناقب، باب 77، وقال: حديث حسن غريب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (3788) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: ثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش عطية عن أبي سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد، فذكره.

قلت: الأعمش يدلس، وفي القلب من هذا السند شيء، وعطية هو العوفي ضعفوه بشدة، وقد تكلم فيه، والله أعلم.

ص: 278

67 -

(د ت) قال عبد الرَّحمن بن عمرو السُّلَميّ وحُجْر بن حُجْر: أَتينَا العِرباضَ بْنَ ساريةَ رضي الله عنه وهو ممَّن نَزل فيه: {ولا عَلَى الَّذين إِذَا ما أَتَوْكَ لِتحْمِلَهم قلتَ لا أَجدُ ما أحمِلُكُم عليه} [التوبة: 92] فسلّمنا، وقُلنا: أَتيناكَ زائريْنَ، وعائديْنَ، ومُقْتَبِسَيْن، فقال العرباضُ: صلى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فوعَظَنا موعِظةً بَليغةً، ذَرَفتْ منها العيون، ووَجِلت منها القلوبُ، فقالَ رجل: يا رسولَ الله، كأنَّ هذه موعظةُ مودِّعٍ، فماذا تَعْهدُ إلينا؟ قال: «أُوصيكم بتقْوى الله، والسَّمعِ والطاعة،

⦗ص: 279⦘

وإنْ عَبْدًا حبشيًّا، فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيَرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنّتي وسنّةِ الخلفَاءِ الراشِدينَ المهديِّينَ، تمسكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ مُحدثَةٍ بدْعةٌ، وكل بدْعَةٍ ضَلَالَة» . هذه رواية أبي داود. وأخرجه الترمذي، ولم يذكر الصَّلاة، وفي آخِرِه: تقديم وتأخير (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

مقتبسين: الاقتباس في الأصل: أخْذُ القبَس من النار، وأراد به: الأخذ من العلم والأدب.

ذرفت: العينُ تذرفُ: إذا دَمعت.

وجلت: وَجل القلبُ يَوْجَلُ: إذا خاف وفَزع، والوجل: الفزع.

تعهد: عهد إليه بكذا يعهد: إذا أوصى إليه.

الراشدين: الراشد: اسم فاعل من رشد يَرشَدُ، ورَشَدَ يرْشُدُ رشدًا، وهو خلاف الغي، وأرشدته أنا: إذا هديته.

المهديين: المهدي: الذي قد هداه الله إلى الحق، هداه يهديه فهو مهدي، والله هاديه.

⦗ص: 280⦘

وإن عَبْدًا حبشيّاً: أي: أطع صاحب الأمر، واسمع له، وإن كان عبدًا حبشيّاً، فحذف «كان» وهي مرادة.

وَعَضُّوا عليها بالنواجذ: النَّواجِذُ: الأضراس التي بعد الناب، جمع ناجذ، وهذا مثلٌ في شدة الاستمساك بالأمر؛ لأنَّ العَضَّ بالنّواجذ عَضٌّ بمعظم الأسنان التي قبلها والتي بعدها.

الهدي: بفتح الهاء، وسكون الدال: الطريقةُ والسيرةُ.

محدثات الأمور: ما لم يكن معروفًا في كتاب، ولا سنة، ولا إجماع.

بدعة: الابتداع: إذا كان من الله وحده فهو إخراجُ الشيء من العدم إلى الوجود، وهو تكوين الأشياء بعد أن لم تكن، وليس ذلك إلا إلى الله تعالى، فأمَّا الابتداع من المخلوقين، فإن كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله، فهو في حَيِّز الذمِّ والإنكار، وإن كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه، وحضَّ عليه أو رسوله، فهو في حيِّز المدح، وإن لم يكن مثاله موجودًا، كنوعٍ من الجود والسخاء، وفعل المعروف، فهذا فعل من الأعمال المحمودة لم يكن الفاعل قد سُبق إليه؛ ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَرَدَ الشرع به؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جعل له في ذلك ثوابًا فقال:«مَنْ سَنَّ سُنَّةً حسَنَة، كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها» وقال في ضده: «من سَنَّ سُنَّةً سيئة، كان عليه وِزرُها ووزرُ من عمل بها (2) » .

وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله، ويعضد ذلك قول

⦗ص: 281⦘

عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح: «نِعْمتِ البدعة هذه» لما كانت من أفعال الخير، وداخلةً في حيِّز المدح، سمَّاها بدعة ومدحها، وهي وإن كان النبيٍّ صلى الله عليه وسلم قد صلاها - إلا أنه تركها، ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس عليها، فمحافظة عمر عليها، وجمعه الناس لها، وندبُهُم إليها بدعة، لكنها بدعةٌ محمودة ممدوحة.

(1) أبو داود في " السنة " رقم (4607) : باب لزوم السنة، والترمذي في العلم رقم (2678) : باب 16، وإسناده صحيح، وأخرجه أحمد في المسند 4/126، 127، وابن ماجة في المقدمة رقم 42 باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين. وانظر شرح هذا الحديث مفصلاً في " جامع العلوم والحكم " للحافظ ابن رجب الحنبلي.

(2)

قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه رقم (1017) من حديث جرير.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (4/126) ، وأبو داود (4607)، قال: حدثنا أحمد بن حَنبل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ثور بن يزيد، قال: حدثني خالد بن مَعْدان، قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، فذكراه.

* أخرجه أحمد (4/126) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، قال: حدثنا مُعاوية- يعني ابن صالح- عن ضمرة بن حبيب. وفي (4/126) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ثور، عن خالد بن مَعْدان، والدارمي (96) قال: أخبرنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ثور بن يزيد، قال: حدثني خالد بن مَعْدان. وابن ماجة (43) قال: حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم السواق، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، عن مُعاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، وفي (44) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا عبد الملك ابن الصباح المسمعي، قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان.

والترمذي (2676) قال: حدثنا علي ابن حُجْر، قال: أخبرنا بقية بن الوليد، عن بحر بن سعد، عن خالد بن مَعْدان.

(ح) وحدثنا الحسن بن علي الخلال، وغير واحد، قالوا: أخبرنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعدْان.

كلاهما - ضمرة بن حبيب، وخالد بن مَعْدان- عن عبد الرحمن بن عَمرو السلمي، أنه سمع العرباض بن سارية، فذكره. ليس فيه:(حُجْر بن حُجر) .

قلت: والحديث عند ابن ماجة أيضًا من رواية يحيى بن أبي المطاع عن العرباض (42) ، وعند أحمد (4/127) من رواية عبد الله بن أبي بلال عن العرباض رضي الله عنه.

ص: 278

68 -

(د ت) المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا هلْ عَسَى رجلٌ يَبْلُغُهُ الحديثُ عنِّي، هو مُتَّكئٌ على أرِيكَتِهِ، فيقول: بيننا وبينكم كتابُ الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللْناهُ، وما وَجَدْنا فيه حرامًا حرَّمْنَاهُ، وإن ما حرَّم رسولُ الله كما حَرَّمَ اللهُ» هذه رواية الترمذي. ورواية أبي داود: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيتُ هذا الكتاب، ومثلَهُ معهُ، ألا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعان على أريكته، يقولُ: عليكم بِهذَا القُرآن، فما وَجدْتُم فيه من حلالٍ فأحِلُّوهُ، وما وجدْتُم فيه من حرام فَحَرِّموهُ، ألا لا يَحِلُّ لكُم الحِمارُ الأهليّ، ولا كلُّ ذي نَاب مِنَ السِّبَاعِ، ولا لُقْطَةُ مُعاهدٍ، إلا أنْ يَستَغْنِيَ عنها صَاحِبُها، ومن نَزَلَ بقَومٍ، فعليهم أن يُقْرُوهُ، فإن لم يُقْرُوهُ؛ فله أن يُعْقِبَهُمْ بمثل قِرَاهُ (1) » .

⦗ص: 282⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

أَريكته: الأريكة: السرير في الحَجَلَة، ولا يسمى منفردًا أريكة، وقيل: هو كل اتُّكِيءَ عليه.

يوشك: أوشَكَ: إذا أسرع وقرب، يوشك إيشاكًا.

اللُّقطة: ما وجدته مرميّاً في الأرض، لا تعرف له صاحبًا.

معاهد: المعاهد: الذي بينك وبينه عهدٌ وموادعة، والمراد به: من كان بينه وبين المسلمين معاقدة وموادعة، ومهادنة، فلا يجوز أن تُتَملّكَ لقطته؛ لأنه معصوم المال، يجري حكمه مجرى حكم الذمي.

يقروه: القِرى: ما يُعدُّ للضيف النازل من النزل.

يعقبهم: ويُعقِبهم - مشددًا ومخففًا - بمعنى أنه يأخذ منهم، ويغنم من أموالهم، بقدر قِراه، ومثله قوله تعالى:{وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم} [الممتحنة: 11] وعَقبتم، أي: فكانت الغلبة لكم، فغنمتم منهم.

أُوتيتُ: قال الخطابي في شرح هذا الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: «أوتيتُ هذا الكتاب ومثلَه» يحتمل وجهين من التأويل:

أحدهما: أن معناه: أنه أُوتي من الوحي الباطن غير المتلوِّ مثل ما أعطى من الظاهر المتلو.

والثاني: أنه أوتي الكتاب وحيًا، وأوتي من البيان مثله، أي: أُذن له أن يبين ما في الكتاب، فيعم ويخص، ويزيد عليه، ويشرع ما ليس في الكتاب، فيكون في وجوب العمل به، ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن.

⦗ص: 283⦘

وقوله: ويوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فإنه صلى الله عليه وسلم يحذَّر بهذا القول من مخالفة السنن التي سَنَّها هو مما ليس في القرآن. وإنما أراد بالأريكة: صِفة أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت، ولم يطلبوا العلم من مظانه.

وقوله: «إلا أن يستغني عنها صاحبها» معناه: أن يتركها صاحبها لمن يأخذها، استغناءً عنها، كقوله تعالى:{فكفروا وتولَّوا واستغنى الله} [التغابن: 6] معناه: تركهم الله استغناءً عنهم، وقوله:«فله أن يعقبهم بمثل قراه» هذا في الحال المضطر الذي لا يجد طعامًا، ويخاف التلف على نفسه، فله أن يأخذ من مالهم بقدر قِراه، عوض ما حَرَمُوه من قراه.

(1) أبو داود رقم (4604) في السنة: باب لزوم السنة، وسنده صحيح، والترمذي رقم (2666) في العلم: باب رقم (60) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند 4/130 ـ 132، وابن ماجة رقم (12) في المقدمة، باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

حسن: أخرجه أحمد (4/132)، قال: حدثنا عبد الرحمن، وزيد بن حباب، والدارمي (592) قال: أخبرنا أسد بن موسى، وابن ماجة (12) (3193) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، والترمذي (2664) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.

ثلاثتهم - عبد الرحمن، وزيد، وأسد- قالوا: حدثنا معاوية بن صالح، عن الحسن بن جابر اللخمي، فذكره.

قلت: مداره على الحسن بن جابر، حسن أبو عيسى الترمذي له هذا الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وأرّخ وفاته، كذا ابن سعد في الطبقات، وللحديث شواهد إلا جملة: «ومن نزل بقوم

» لم أعثر له على شاهد يحضرني الآن، والحديث محتمل، والله أعلم.

راجع ترجمة الحسن من التهذيب (2/259) / ط الهند.

ص: 281

69 -

(د ت) أبو رافع رضي الله عنه أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لا أعْرِفَنَّ الرَّجُلَ منكم يأتيه الأمْرُ من أمري: إمَّا أمَرْتُ به، أو نهيتُ عنه، وهو متكئ على أريكته، فيقول، ما نَدْري ما هذا؟ عندنا كتابُ الله، وليس هذا فيه. وما لرسول الله أنْ يقول ما يُخالفُ القرآن، وبالقرآن هَدَاهُ اللهُ» . أخرجه الترمذي وأبو داود.

ولفظُهما أخصر من هذا، وهُوَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا أُلْفِيَنَّ أحدَكُم متَّكئًا على أريكته، يأتيه أمري: ممَّا أمرتُ به، أو نَهيتُ عنه، فيقولُ: لا أدْرِي، ما وجدْنا في كتاب الله اتَّبعْناهُ» .

⦗ص: 284⦘

واللفظ الأول مما وجدته في كتاب رزين (1) :

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

لا أُلفينَّ: ألفيت الشيء أُلفيه: إذا وجدته وصادفته.

(1) أبو داود رقم (4605) في السنة: باب لزوم السنة، والترمذي رقم (2666) في العلم: باب رقم (10) وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حسن، وأخرجه أحمد 6/8، وابن ماجة في المقدمة رقم (13) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الحميدي (551) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (6/8) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. قال: أخبرنا ابن لهيعة، وأحمد أيضًا قال: حدثنا سفيان. وأبو داود (4605) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد النفيلي. قالا: حدثنا سفيان.

كلاهما - سفيان، وعبد الله بن لهيعة- عن سالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.

* قال الحميدي: قال سفيان: وحدثنا ابن المنكدر، مرسلاً، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحديث.

قال الحميدي: قال سفيان: وأنا لحديث ابن المنكدر أحفظ لأني سمعته أولاً. وقد حفظت هذا أيضًا.

* وأخرجه ابن ماجة (13) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، في بيته أنا سألته، عن سالم أبي النضر، ثم مرَّ في الحديث. قال: أو زيد بن أسلم، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.

* وأخرجه الترمذي (2663) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن محمد بن المنكدر، وسالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع، وغيره رفعه، فذكره.

* قال الترمذي: وروى بعضهم، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وسالم أبي النضر، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ابن عيينة إذا روى هذا الحديث على الانفراد بَيَّنَ حديث محمد بن المنكدر من حديث سالم أبي النضر، وإذا جمعهما روى هكذا.

قلت: قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن.

* اللفظة التي أشار إليها المؤلف رحمه الله من كتاب رزين إنما هي مروية من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه أحمد في المسند (2/367) ، وابن ماجة (21) .

ص: 283

70 -

(خ م) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مَثَلَ ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غَيْثٍ (1) أصاب

⦗ص: 285⦘

أرضًا، فكانت منها طَائِفَةٌ طيِّبَةٌ، قَبِلَت الماءَ فأنْبَتت الكلأ والعُشْبَ الكثير، وكان منها أجادِبُ أمْسَكت الماءَ، فنفع الله بها النَّاسَ، فشربوا منها، وسَقَوْا ورَعَوا، وأصابَ طَائِفَةً منها أخْرى، إنَّما هي قِيعَانٌ لا تُمسِكُ ماءً، ولا تُنْبِتُ كلأً، فذلك مَثَلُ مَنْ فَقُه في دين اللهِ عز وجل، ونَفَعَهُ ما بعثني الله به، فعلِمَ وعلَّم، ومَثَلُ من لم يَرْفع بذلك رَأسًا، ولمْ يقبل هُدى اللهِ الذي أُرْسِلْتُ به» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .

(1) قال النووي في شرح مسلم، أما الغيث: فهو المطر، وأما العشب والكلأ والحشيش، فكلها أسماء للنبات، لكن الحشيش مختص باليابس، والعشب والخلا - مقصوراً - مختصان بالرطب، و " الكلأ " بالهمز يقع على اليابس والرطب.

وقال الخطابي وابن عباس " الخلا " يقع على اليابس، وهذا شاذ ضعيف.

" والأجادب " بالجيم والدال المهملة، وهي التي لا تنبت كلأ.

وقال الخطابي: هي الأرض تمسك الماء، فلا يسرع فيها التصوب.

قال ابن بطال وصاحب " المطالع " وآخرون: هو جمع جدب، على غير قياس، كما قالوا: في حسن: جمعه محاسن، والقياس، أن محاسن جمع محسن، وكذا قالوا: مشابه، في جمع شبه، وقياسه: أن يكون جمع مشبه.

قال الخطابي، وقال بعضهم: أحادب - بالحاء المهملة والدال - قال: وليس بشيء، وقال بعضهم: أجارد - بالجيم والراء والدال - قال: وهو صحيح المعنى إن ساعدته الرواية.

قال الأصمعي: الأجارد من الأرض، ما لا ينبت الكلأ، معناه: أنها جرداء يابسة، لا يسترها النبات.

وقال بعضهم: إنما هي " إخاذات " بالخاء والذال المعجمتين وبالألف، وهو جمع إخاذة، وهي الغدير الذي يحمل الماء.

وقد ذكر صاحب " المطالع " هذه الأوجه التي ذكرها الخطابي، فجعلها روايات منقولة، وقال القاضي عياض

⦗ص: 285⦘

في الشرح: لم يرد هذا الحرف في مسلم، ولا في غيره، إلا بالدال المهملة، من الجدب، الذي هو ضد الخصب، وعليه شرح الشارحون.

(2)

البخاري 1/185 في العلم، باب فضل من علم وعلم. ومسلم رقم (2282) في الفضائل، باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم، وقد جاء في " الفتح " 1/161: قال القرطبي وغيره: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم، لما جاء به من الدين مثلاً بالغيث العام الذي يأتي الناس في حال حاجتهم إليه، وكذا حال الناس قبل مبعثه، فكما أن الغيث يحيي البلد الميت، فكذا علوم الدين تحيي القلب الميت، ثم شبه السامعين له بالأرض المختلفة التي ينزل بها الغيث، فمنهم العالم العامل المعلم، فهو بمنزلة الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها وأنبتت فنفعت غيرها، ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه، غير أنه لم يعمل بنوافله، أو لم يتفقه فيما جمع لكنه أداه لغيره، فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به، وهو المشار إليه بقوله " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فأداها كما سمعها "، ومنهم من يسمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به، ولا ينقله لغيره، فهو بمنزلة الأرض السبخة أو الملساء التي لا تقبل الماء أو تفسده على غيرها، وإنما جمع في المثل بين الطائفتين الأوليين المحمودتين لاشتراكهما في الانتفاع بهما، وأفرد الطائفة الثالثة المذمومة لعدم النفع بها، والله أعلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

أخرجه أحمد (4/399)، قال: حدثنا عبد الله بن محمد. (قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا من عبد الله ابن محمد) . والبخاري (1/30) قال: حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (7/63) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عامر الأشعري، ومحمد بن العلاء، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(9044) عن القاسم ابن زكريا الكوفي.

أربعتهم - عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، وأبو عامر، والقاسم- عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بُردة، فذكره.

ص: 284

71 -

(خ م) وعنه رضي الله عنه أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إن مَثَلي ومَثَلُ ما بعثني الله به، كمثل رجلٍ أتى قَوْمَهُ فقال: إنِّي رأيتُ الجيش بِعَيْنيَّ، و [إِنيِّ](1) أنا النَّذيرُ العُريان، فالنَّجاءَ، النَّجاءَ، فأطاعَهُ طائِفَةٌ من

⦗ص: 286⦘

قَوْمِهِ، فأدْلَجوا، فانطلقوا على مَهْلِهِمْ فنَجَوْا، وكذَّبت طائفَةٌ منهم، فأصبحوا مكانَهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكَهم، واجْتَاحَهُم، فذلك مثل من أطاعني، واتَّبَعَ ما جئْتُ به، ومَثَلُ من عصاني، وكذَّبَ ما جئتُ به من الحقِّ» . أخرجه البخاري ومسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الكلأ: العشب، وسواء يابسُه ورَطْبُه.

أجادب: قال أبو عبد الله الحُمَيدي - صاحب كتاب «الجمع بين الصحيحين» في شرح غريب كتابه - الذي رأيناه من الروايات في هذا الحديث: أجادب، بدالٍ قبل باء، قال: وحكاه الهروي في الجمع بين الغريبين: أجارد، براء قبل دال، يقال: مواضع منجردة من النبات، ويقال: مكان أجرد، وأرض جرداء: إذا لم تُنبت، والحديث يدل على أن المراد به الأرض الصلبة، التي تُمسك الماء.

قلت: وقال الجوهري في كتاب «الصحاح» ، ويقال: فضاء أجرد، لا نبات به، والجمع أجارد، إلا أن لفظة الحديث في الروايات «أجادب» ولعل لها معنى لم يعرف، والله بلطفه يهدي إليه.

قلت: وذكر الهروي رحمه الله أيضًا في كتابه، في موضع آخر

⦗ص: 287⦘

: «وكانت فيها إخاذات أمسكت الماء» وقال: الإخاذات: الغُدران التي تأخذ ماء السماء، فتحبسه على الشاربين، واحدتها: إخاذة، وهذا مناسبٌ للفظ الحديث، فإنه قال:«وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله به الناس، وشربوا منه» والله أعلم.

قال الخطابي: وأما أجادب فهو غلط وتصحيف، قال: وقد روي أحادب بالحاء المهملة والباء.

النَّجاءَ: أي: اطلبوا الخلاص، وأنجوا أنفسكم وخلصوها.

فاجتاحهم: استأصلهم، وهو من الجائحة التي تهلك الأشياء.

القيعان: جمع قاع، وهو المستوي من الأرض.

النذير العريان: الذي لا ثوب عليه، وخص العريان؛ لأنه أبين في العين، وأصل هذا: أن الرجل منهم كان إذا أنذر قومه، وجاء من بلد بعيد انسلخ من ثيابه، ليكون أَبْيَنَ للعين.

أدلجوا: إذا خُفِّف - من أدلج يُدلج - كان بمعنى: سار الليل كله، وإذا ثقل -من ادَّلج يدَّلج- كان إذا سار آخر الليل.

(1) زيادة من البخاري ومسلم.

(2)

البخاري 14/98 في الرقاق: باب الانتهاء عن المعاصي، ومسلم رقم (2283) في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (8/126، 9/115) قال: حدثنا محمد بن العلاء أبو كُريب. ومسلم (7/63) قال: حدثنا عبد الله بن بَرَّاد الأشعري، وأبو كُريب.

كلاهما - محمد بن العلاء أبو كريب، وعبد الله بن براد- قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بُريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بُردة، فذكره.

ص: 285

72 -

(خ م ت) أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما مَثَلي ومَثَل النَّاسِ، كمثل رجلٍ استوقَدَ نارًا، فلمَّا أضَاءتْ ما حَوْلَهُ، جعَلَ الفَراشُ وهذي الدوابُّ، الَّتي تقع في النَّار، تَقَع فيها،

⦗ص: 288⦘

فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ (1) ويَغْلِبْنَهُ، فَيَتَقَحَّمْنَ (2) فيها، فأنا آخِذُ بِحُجَزِكُم (3) عن النَّار، وأنتُم تَقَحَّمُونَ (4) فيها» . هذه رواية البخاري.

ولمسلم نحوُها، وقال في آخرها:«فذلك مثلي ومثلُكُم، أنا آخذٌ بِحُجَزكم عن النار، هلُمَّ عن النَّار، هلُمَّ عن النَّار، فتَغْلِبُوني (5) وتَقَحَّمُونَ (6) فيها» . وأخرجه الترمذي بنحوه (7) .

(1) وفي وراية يزعهن، أي: يدفعهن.

(2)

في المطبوع: يقتحمن.

(3)

الحجز: جمع حجزة، وهي معقد الإزار، وحجزة السراويل معروفة.

(4)

في المطبوع: تقتحمون.

(5)

في مسلم: فتغلبوني تقحمون فيها.

(6)

" التقحم " الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم " أنا آخذ بحجزكم " فروي بوجهين: أحدهما: اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال، والثاني: فعل مضارع بضم الذال بلا تنوين، والأول: أشهر، وهما صحيحان.

وأما " تفلتون " فروي بوجهين، أحدهما: فتح التاء المثناة والفاء واللام المشددة، والثاني: ضم التاء وإسكان الفاء وكسر اللام المخففة - تفلتون - وكلاهما صحيح، يقال: أفلت مني وتفلت: إذا نازعك الغلبة والهرب، ثم غلب وهرب، ومقصود الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم، أرسله الله ليمنع بقدر طاقته تساقط الجاهلين والمخالفين بشركهم وبمعاصيهم وشهواتهم في غضب الله وعذابه في الدنيا، وفي نار الآخرة، وهم حريصون بعمى بصائرهم وجاهليتهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم، فهم يتساقطون في الفساد تساقط الفراش في النار، لهواهم وضعف تمييزهم، فكلاهما حريص على هلاك نفسه، ساع في ذلك.

(7)

البخاري 14/100 في الرقاق: باب الانتهاء عن المعاصي، و 7/274 في حديث الأنبياء: باب قوله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان} ، وأخرجه مسلم رقم (2284) في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، والترمذي رقم (2877) في الأمثال: باب رقم (7) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (1038) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/244) قال: حدثنا سفيان. والبخاري (4/198، 8/126) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شُعيب. ومسلم (7/63) قال: حدثنا قُتَيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي.

(ح) وحدثناه عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. والترمذي (2874) قال: حدثنا قُتَيبة. قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن.

ثلاثتهم - سفيان، وشعيب، والمغيرة بن عبد الرحمن- عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.

قلت: والحديث ورد عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه: عند أحمد (2/539) .

وعن همام بن منبه عن أبي هريرة:

أخرجه أحمد (2/312) ، ومسلم (7/63) ، من طريق أحمد، بنحو اللفظ المذكور.

ك

ص: 287

73 -

(م) جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي

⦗ص: 289⦘

ومثلكم كمثل رجل أوْقَدَ نارًا، فَجَعَلَ الجَنَادِبُ والفَرَاشُ يَقَعْنَ فيها، وهُوَ يَذُبُّهُنَّ عنها، وأنا آخِذٌ بِحُجَزِكُم عن النار، وأنتم تَفَلَّتُونَ مِن يَدِي» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الجنادب: جمع جُنْدُب، وهو طائر كالجراد، يَصِرُّ في الحرِّ.

تَفلَّتون: التَّفلُّت والانفلات: التخلص من اليد.

(1) رقم (2285) في الفضائل: باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (3/361) قال: ثنا عفان، ومسلم (7/64) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا ابن مهدي.

كلاهما قالا: حدثنا سليم بن حيَّان، قال: أخبرنا سعيد بن ميناء عن جابر رضي الله عنه، فذكره.

ص: 288

74 -

(خ) بن مسعود رضي الله عنه قال: «إنَّ أحسنَ الحديثِ كِتَابُ اللهِ، وأحسنُ الهَدْيِ هَدْيُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وشَرُّ الأمُورِ مُحْدَثاتُها، وإنَّ ما تُوعدونَ لآتٍ، وما أنتُم بمعجزين» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الهَدي: بفتح الهاء، وسكون الدال: الطريقة والسِّيرة.

(1) 17/9 في الاعتصام: باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و 13/125 في الأدب: باب الهدي الصالح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه البخاري كتاب الأدب، عن أبي الوليد، عن شعبة، عن مخارق، عن طارق، عن ابن مسعود، فذكره.

ورواه أيضًا في الاعتصام بالسنة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة، عن مرة الطيب، عن ابن مسعود، فذكره.

ص: 289

75 -

(خ م د) عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أحْدَثَ في أمرنا هذا ما لَيْسَ منهُ فهو رَدٌّ» .

وفي رواية «منْ عَمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا، فَهو ردٌّ» . أخرجه

⦗ص: 290⦘

البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

فهو رَدٌّ: أمرٌ ردٌّ: إذا كان مخالفًا لما عليه السُّنة.

(1) البخاري تعليقاً بصيغة الجزم 4/298 في البيوع: باب النجش ووصله في الصلح 5/221: باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، ومسلم رقم (1718) في الأقضية: باب نقض الأحكام الباطلة، وأبو داود في السنة: باب لزوم السنة 2/506، وأخرجه ابن ماجة في المقدمة: باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 14.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/73) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني عبد الله بن جعفر الزهري من آل المسور ابن مخرمة. وفي (6/146) قال: حدثنا محمد بن جعفر غُنْدَر. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي. وفي (6/180) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. وفي (6/240) قال: حدثنا يزيد، عن إبراهيم بن سعد. وفي (6/256) قال: حدثنا حماد بن خالد. قال: حدثنا عبد الله ابن جعفر. وفي (6/270) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي. والبخاري (3/241) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي خلق أفعال العباد (29) قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي. ومسلم (5/132) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصَّبَّاح، وعبد الله بن عون الهلالي، جميعًا عن إبراهيم بن سعد. قال ابن الصَّبَّاح: حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

(ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعَبْد بن حميد. جميعًا عن أبي عامر. قال عبد: حدثنا عبد الملك بن عَمرو. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري. وأبو داود (4606) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. (ح) وحدثنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المخرمي، وإبراهيم بن سعد. وابن ماجة (14) قال: حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني. قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

كلاهما - عبد الله بن جعفر المخرمي الزهري، وإبراهيم بن سعد- عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن القاسم بن محمد، عن عائشة- رضي الله عنها فذكره.

ص: 289

76 -

(د) أبو ذر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فارقَ الجَمَاعَةَ شِبرًا (1) ، فقَدْ خَلَعَ ربْقَةَ الإسلام من عُنُقه» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

رِبقة الإسلام: أراد بربقة الإسلام: عقد الإسلام، وأصله: أن الرِّبق: حَبل فيه عدة عرى، تُشد بها الغنم، الواحدة من العُرَى: رِبقةٌ.

(1) في سنن أبي داود: قيد شبر.

(2)

في السنة: باب في قتل الخوارج رقم (4758) ، وأخرجه أحمد 5/180، وفي سنده عندهما خالد بن وهبان، وهو مجهول، لكن يشهد له حديث الحارث الأشعري الطويل، فيصح به، وفيه " فإنه من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع "، أخرجه الإمام أحمد 5/344، والترمذي رقم (2867) في الأمثال: الباب الثالث، وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الحاكم 1/422 على شرطهما، ووافقه الذهبي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/180) قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا زهير. (ح) وثنا أسود بن عامر، قال: ثنا أبو بكر. وأبو داود (4758) قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا زهير، وأبو بكر بن عياش، ومندل. وعبد الله بن أحمد (5/180- زوائد) قال: ثنا أحمد بن محمد، قال: ثنا أبو بكر- يعني ابن عياش- ثلاثتهم عن مطرف ابن طريف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر رضي الله عنه فذكره.

قلت: خالد بن وهبان مجهول.

ص: 290

77 -

(خ) علي رضي الله عنه قال: «اقْضُوا كما كُنْتُم تَقْضونَ،

⦗ص: 291⦘

فإنِّي أكْرَهُ الخِلَافَ (1) ، حتَّى يكونَ النَّاسُ جَمَاعَةً، وأموت كما ماتَ أصْحابي. فكان ابنُ سيرين يرى عامَّةَ ما يَروُونَ عن عليٍّ كذبًا» . أخرجه البخاري (2) .

(1) في البخاري: الاختلاف؛ أي: الذي يؤدي إلى النزاع.

(2)

8/75 في المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أثر صحيح: رواه البخاري (3707) قال: حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي فذكر قوله.

قلت: ذكر الحافظ متابعة حماد بن زيد لشعبة، وعزاه لابن المنذر. راجع الفتح (7/91) ط. الريان.

ص: 290

78 -

(خ ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال الزُّهْريّ: دخلتُ على أنس وهو يبكي، فقلت:«ما يُبكيكَ؟» قال: «لا أعرف شيئًا ممَّا أدركْتُ، إلا هذه الصلاةَ، وهذه الصلاةُ قد ضُيِّعتْ» .

وفي أخرى: قال أنسُ: «لا أعْرفُ شيئًا مما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم» . قِيلَ: «الصلاة (1) ؟» قال: «أليس صَنَعْتُم ما صنَعْتُم فيها؟» . أخرجه البخاريّ، وأخرج الثانية الترمذي (2) .

وهذه أحاديث وجدتها في كتاب رزين، ولم أجدها في الأصول.

(1) قال الحافظ: أي: قيل له: الصلاة هي شيء مما كان على عهده صلى الله عليه وسلم وهي باقية فكيف يصح هذا السلب العام؟ فأجاب بأنهم غيروها أيضاً بأن أخرجوها عن الوقت، وهذا الذي قال لأنس ذلك يقال له: أبو رافع، بينه أحمد بن حنبل في روايته لهذا الحديث عن روح عن عثمان بن سعد عن أنس

فذكر نحوه، قال أبو رافع: يا أبا حمزة، ولا الصلاة؟ فقال له أنس: قد علمتم ما صنع الحجاج في الصلاة.

(2)

البخاري 2/152 في مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة عن وقتها، والترمذي رقم (2449) في صفة القيامة والرقائق والورع، باب بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث أبي عمر الجوني، وقد روي من غير وجه عن أنس.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أثر صحيح:

رواه البخاري (2/152) ، والترمذي (2449)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه من حديث أبي عمران الجوني، وقد روي من غير وجه عن أنس. أه.

ص: 291

79 -

() أبو هريرة رضي الله عنه دخَلَ السُّوقَ فقالَ: «أراكم ها هنا وميراثُ محمد صلى الله عليه وسلم يُقسمُ في المسجد؟» ! فذهبوا وانصرفوا، فقالوا: ما رأينا

⦗ص: 292⦘

شيئًا يُقْسَمُ، رأينا قومًا يَقرؤون القرآن، قال:«فذلكم ميراثُ نبيكم (1) » .

(1) أورده الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد " 1/123، 124. باب فضل العالم والمتعلم، من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال: إسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: قاله الحافظ الهيثمي، وعزاه للطبراني في الأوسط (المجمع 1/123) .

ص: 291

80 -

() ابن مسعود رضي الله عنه قال: «مَن كانَ مُسْتَنًّا، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ، أولئك أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضلَ هذه الأمة: أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ولإقامة دِينه، فاعرِفوا لهم فضلَهم، واتبعُوهم على أثرهم، وتمسَّكوا بما استَطَعْتُم من أخلاقِهم وسيَرِهم، فإنهم كانوا على الهُدَى المستقيم (1) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

مُسْتَنًّا: المستن: الذي يعمل بالسنة، سنَّ واستن.

(1) أخرجه أبو عمر بن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " 2/97 والهروي ورقة 86 وفيه من طريق قتادة عنه؛ فهو منقطع.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/97) .

ص: 292

81 -

() ابن عباس رضي الله عنهما «مَن تَعَلَّمَ كتابَ الله ثُمَّ اتَّبَعَ ما فيه هَداهُ اللهُ من الضَّلالَةِ في الدنيا، ووقاه يوم القيامة سوءَ الحساب» .

وفي رواية قال: من اقتدى بكتاب الله، لا يَضِلُّ في الدنيا ولا يَشقى في الآخرة، ثم تلا هذه الآية:{فمن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ ولا يَشقى} . [طه: الآية 123] .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

لم أقف على تخريجه، وقد سبرت فيه حيث مظان الوجود..

ص: 292

82 -

() عمر بن عبد العزيز رحمه الله يَنْمِيه إلى عمر بن الخطاب أنه قال: «تُرِكْتُم على الواضحة، ليلُها كنهارِها، وكونوا على دين الأعراب وغلمان

⦗ص: 293⦘

الكُتَّاب (1) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

يَنميه: نميت الشيء أنميه إليه: إذا أسندته إليه ورفعته.

الواضحة: البينة، وهي صفة لمحذوف، تقديره: على الملة الواضحة الظاهرة.

دين الأعراب: أراد بقوله: دين الأعراب والغلمان والصبيان، الوقوف عند قبول ظاهر الشريعة، واتباعها من غير تفتيش عن الشبه، وتنقير عن أقوال أهل الزيغ والأهواء، ومثله قوله:«عليكم بدين العجائز» .

(1) أخرج أحمد 4/126 وابن ماجة في المقدمة رقم 43 باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين من حديث العرباض بن سارية مرفوعاً " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو السلمي لم يوثقه غير ابن حبان، وذكره المنذري في " الترغيب والترهيب " 1/46 عن ابن أبي عاصم في كتاب السنة وقال: إسناده حسن.

ص: 292