الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث: في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام
57 -
(خ م ت) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ، مِنْ حيثُ أَتتْها الريحُ تُفِيئُها، فإذا اعْتدَلتْ تُلَقَّى بالبلاء، والْفاجِرُ كالأَرَزَةِ صَمَّاء معتدلةً، حتَّى يَقْصِمَها الله إِذَا شاءَ» .
⦗ص: 272⦘
أخرجه البخاري، والترمذيّ مثلَ الرواية الثانية، إِلا أَنَّه ذكَرَ فيها «الخَامَةَ مِن الزَّرعِ (1) » .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
خامة: الخامات من النبات: الغضَّةُ الرطبة اللينة.
تُفيئها: أي تُميلها كذا وكذا، حتى ترجع من جانب إلى جانب.
كالأرَزَةِ: بفتح الراء: شجرةُ الأرزِن، وهو خشب معروف، وبسكونها: شجرة الصنوبر، والصنوبر: ثمرها.
يقصِمُها: القَصْمُ: الكسر، يقال: قَصَمْتُ الشيء قَصمًا: كسرته حتى يبين وينفصل.
تستحصد: الاستحصاد: التهيؤ للحصد، وهو القطع.
صماء: الصماء المكتنزة، التي لا تخلخل فيها.
(1) البخاري 10/93 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرضى، ومسلم رقم (2809) في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن كالزرع، والترمذي رقم (2870) في الأمثال، باب 4.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه مسلم في التوبة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الأعلى، ومن طريق عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري عن سعيد بن أبي هريرة «فذكره» .
والترمذي في الأمثال (2870) عن الحسن بن علي الخلال وغير واحد، كلهم عن عبد الرزاق به.
* وسقط في التحفة العزو للبخاري، وهو عنده في كتاب المرضى (10/93) باب ما جاء في كفارة المرضى.
58 -
(خ م) كعب بن مالك رضي الله عنه: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن: كمثلِ الخَامَةِ مِنَ الزَّرعِ، تُفِيئها الريحُ، تَصرَعُهَا مرةً، وتَعْدِلُها أُخرى، حتى تَهيجَ» .
وفي أُخرى: «حتّى يأتِيَهُ أَجلُهُ، ومثلُ المنافق: مثلُ الأرْزةِ المُجْذِيَةِ على أَصْلِها، لا يُفيئها شيءٌ، حتّى يكونَ انجعافُها مَرَّةً واحدةً» . أَخرجه
⦗ص: 273⦘
البخاري، ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
تَصْرَعُها: أي ترميها وتُلقيها، من المصارعة.
تهيج: هاج النبات هيجًا: إذا أخذ في الجفاف والاصفرار، بعد الغضاضة والاخضرار.
المجذية: الثابتة، يقال: جَذا يجذُو، وأجذى يُجذي لغتان.
انجعافُها: الانجعاف: الانقلاع، وهو مطاوع: جعَفْتُ الشيء: إذا قلعته.
(1) البخاري 10/91، 92 في المرضى، باب ما جاء في كفارة المرضى، ومسلم رقم (2810) في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن كالزرع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/386)، قال: حدثنا يزيد، وأبو النضر، قالا: أخبرنا المسعودي. وعبد بن حميد (373) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا المسعودي، ومسلم (8/136) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة.
(ح) وحدثناه محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان، عن سفيان، والنسائي في الكبرى (الورقة 98) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان.
ثلاثتهم - المسعودي، وزكريا، وسفيان- عن سعد بن إبراهيم، عن ابن كعب بن مالك، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/454) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله، أو عبد الرحمن ابن كعب بن مالك. (قال عبد الرحمن: هو شك - يعني سفيان) عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه الدارمي (2752) قال: حدثنا محمد بن يوسف. والبخاري (7/149) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، ومسلم (8/136) قال: حدثنيه محمد بن حاتم، ومحمود بن غيلان، قالا: حدثنا بشر بن السري.
(ح) وحدثناه عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا يحيى، وهو القطان.
ثلاثتهم - ابن يوسف، ويحيى، وبشر- عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه مسلم (8/136) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا بشر بن السري، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره.
59 -
(خ م) ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثلُ المؤمنِ كمَثَل شجرةٍِ خضراءَ، لا يسقُط ورقُها، ولا يَتَحاتُّ» . فقال القومُ كذا، هي شجرةُ كذا، فأَرَدتُ أَن أَقولَ: هي النَّخْلةُ، وأَنا غلام شاب، فَاستَحْيَيْتُ، فقال:«هي النَّخْلَةُ» . أَخرجه البخاريّ، ومسلم، وأَخرجاهُ من طُرقٍ أُخرى، أَطْولَ من هذا بزيادةٍ أَوجبتْ ذِكْرهُ في غير هذا الموضع (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
يتحاتّ: تحاتّ ورقُ الشجر: إذا انتثر وتساقط بنفسه.
(1) البخاري 1/133، 134 في العلم، باب ما يقوله المحدث، ومسلم رقم (2811) في صفات المنافقين، باب مثل المؤمن كالزرع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/31)[4859] قال: حدثنا يزيد بن هارون، والبخاري (8/36) قال: حدثنا آدم، كلاهما عن شعبة، قال: ثنا محارب بن دثار، عن ابن عمر، فذكره.
قلت: ولم يخرجه مسلم بهذا اللفظ، إنما أخرجه من حديث عبد الله بن دينار، ومجاهد، ونافع عن ابن عمر، فتدبر.
60 -
(ت) النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله ضربَ مَثَلاً صراطًا مُستقيمًا، على كَنَفَي الصّراطِ، زُوْرَان (1) لهما أَبوابٌ مُفتَّحةٌ، على الأبوابِ سُتُورٌ، وداعٍ يَدْعو على رأْس الصِّراطِ، وداعٍ يدعو فوقَه: {واللهُ يَدْعو إِلى دارِ السَّلامِ ويَهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم} [يونس: 25] ، والأبواب التي على كَنَفِي الصراطِ حدود الله، فلا يَقَعُ أَحدٌ في حُدودِ الله حتى يَكْشِف السِّتْر، والذي يدْعو من فوقِهِ واعِظُ ربِّهِ» . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
كنفي: كَنف الشيء: جانبه.
حدود: جمع حدٍّ، وهي أحكام الشرع، وأصل الحد: الفاصل
⦗ص: 275⦘
بين الشيئين، فكأن حدود الشرع فواصل بين الحلال والحرام.
وهذا حديثٌ وجدتُهُ في كتاب رزين بن معاوية، ولم أجده في الأصول.
(1) أي جداران، وفي حديث ابن مسعود الآتي " سوران " والظاهر أن السين قد أبدلت بالزاي، كم يقال في الأسدي: الأزدي.
(2)
رقم (2863) في الأمثال، باب رقم 1، وقال: هذا حديث حسن غريب. نقول: وأخرجه أحمد في المسند 4/182 من حديث النواس بن سمعان بلفظ: " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تعوجوا (وفي المسند: تتفرجوا، وهو تحريف) ، وداع يدعو من جوف الصراط: فإذا أراد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط: الإسلام: والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله عز وجل، والداعي فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم "، وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/318، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده محتمل:
1 -
أخرجه أحمد (4/182) قال: حدثنا الحسن بن سوار أبو العلاء قال: حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه.
2 -
وأخرجه أحمد (4/183) قال: حدثنا حيوة بن شريح، والترمذي (2859) قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)(9/11714) عن علي بن حُجْر، وعمرو بن عثمان، ثلاثتهم - حيوة، وعلي، وعمرو - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن مَعدان.
كلاهما - عبد الرحمن بن جبير، وخالد بن مَعدان - عن جبير بن نفير، فذكره.
قلت: الإسناد الأول فيه معاوية بن صالح، مختلف فيه، صاحب إفرادات ويغرب بحديث أهل الشام، وهذا منها، وفي الإسناد الثاني بقية بن الوليد المدلس، والله أعلم.
61 -
() ابن مسعود رضي الله عنه: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ضَرَبَ اللهُ مَثلاً صراطًا مُستقيمًا، وعن جَنَبتي الصِّراط سورانِ فيهما أَبْوابٌ مُفَتَّحةٌ، وعلى الأبْوابِ ستُورٌ مُرْخَاةٌ، وعندَ رَأْسِ الصِّراطِ داع يقول: استقيموا على الصراط ولا تَعْوَجُّوا، وفوقَ ذلك داعٍ يَدْعو كُلَّما همَّ عَبْدٌ أَنْ يَفْتَحَ شيئًا من تلك الأَبواب، قال: ويْحَكَ، لا تفْتَحْهُ، فإنك إِن تفتحه تَلِجْهُ. ثم فسَّره فأَخبر: أَنَّ الصّراط: هو الإِسلام، وأَن الأبواب المفتَّحة، محارمُ الله، وأَنَّ السُّتورَ المُرْخاةَ: حُدودُ الله، والدَّاعي على رَأْسِ الصراطِ: هو القُرآنُ، وأَنَّ الدَّاعِي منْ فوقِهِ: هو واعظُ الله في قلْبِ كُلِّ مؤمنٍ (1) » .
(1) الحديث بهذا اللفظ لا يعرف من حديث ابن مسعود، وإنما هو من حديث النواس بن سمعان، وقد روى الإمام أحمد في " المسند " 4142، 4437، والحاكم 2/368، والطبري 12/230 من حديث عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطاً، ثم قال: هذا سبيل الله وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} ، وإسناده حسن، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
غريب: لا يعرف من حديث ابن مسعود، إنما هو من حديث «النواس» السابق. ورزين العبدي زياداته على الأصول غريبة المخارج، وهذا أولها. وقد ثبرت عن هذا الحديث فلم أهتد إليه.
62 -
(م) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بَدَأَ الإِسلامُ غريبًا، وسَيَعُودُ غريبًا كما بدَأَ، فطُوبَى للغرباءِ (1) » .
⦗ص: 276⦘
أَخرجه مسلم (2) .
(1) قال النووي في شرح مسلم: " بدأ الإسلام غريباً " كذا ضبطناه: " بدأ " بالهمزة من الابتداء، و " طوبى " فعلى من الطيب، قال الفراء: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء، قال: وفيها
⦗ص: 276⦘
لغتان. تقول العرب: طوباك، وطوبى لك.
وأما معنى " طوبى " فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: {طوبى لهم} [الرعد: 29] فروي عن ابن عباس أن معناه: فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نعمى لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم، وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضاً معناه: أصابوا خيراً، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة. وقال عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث.
وقال القاضي عياض: روى ابن أبي أويس عن مالك: معنى بدأ غريباً، أي بدأ الإسلام غريباً في المدينة، وسيعود إليها.
وظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر، ثم سيلحق أهله النقص والاختلاف، حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضاً كما بدأ.
وجاء في الحديث تفسير الغرباء " هم النزاع من القبائل " قال الهروي: أراد بذلك المهاجرين الذين هجروا أوطانهم إلى الله تعالى.
نقول: وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة قيمة استوفى فيها شرح هذا الحديث سماها " كشف الكربة في وصف أهل الغربة ".
(2)
رقم (145) في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (145) قال: حدثنا محمد بن عباد، وابن أبي عمر، جميعًا عن مروان الفزاري. قال ابن عباد: حدثنا مروان عن يزيد - يعني ابن كيسان-، عن أبي حازم عن أبي هريرة «فذكره» . قلت: وفي الباب عن ابن عمر، وهو مخرج في مسلم (146) ، وعن عمرو بن عوف عند الترمذي، قال الألباني: إسناده واهٍ جدًا. المشكاة (170) .
63 -
(ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإِسلامَ بَدَأَ غريبًا؛ وسيعودُ غريبًا كما بدأَ، فطوبَى للغرباء» . أَخرجه الترمذيّ (1) .
(1) رقم (2631) في الإيمان، باب 13 وقال: حديث حسن غريب صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: رواه الترمذي في الإيمان (13/1) عن أبي كريب، وابن ماجة في الفتن عن سفيان عن وكيع - كلاهما عن حفص بن غياث، عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: حسن صحيح، تفرد به حفص، إنما نعرفه من حديثه. أه.
ورواه أحمد (1/398) ، والدارمي (2758) .