المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: في حقيقتهما وأركانهما - جامع الأصول - جـ ١

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المحقق

- ‌خطة المؤلف في الكتاب:

- ‌وصف النسخ

- ‌عملنا في تحقيق الكتاب:

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌[مقدمة المصنف]

- ‌الباب الأول: في الباعث على عمل الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأول: في انتشار علم الحديث، ومبدإِ جمعه وتأليفه

- ‌الفصل الثاني: في بيان اختلاف أغراض الناس ومقاصدهم في تصنيف الحديث

- ‌الفصل الثالث: في اقتداء المتأخرين بالسابقين، وسبب اختصارات كتبهم وتأليفها

- ‌الفصل الرابع: في خلاصة الغرض من جمع هذا الكتاب

- ‌الباب الثاني: في كيفية وضع الكتاب

- ‌الفصل الأول: في ذكر الأسانيد والمتون

- ‌الفصل الثاني: في بيان وضع الأبواب والفصول

- ‌الفصل الثالث: في بيان التقفية، وإثبات الكتب في الحروف

- ‌الفصل الرابع: في بيان أسماء الرواة والعلائم

- ‌الفصل الخامس: في بيان الغريب والشرح

- ‌الفصل السادس: فيما يستدل به على أحاديث مجهولة الوضع

- ‌الباب الثالث: في بيان أصول الحديث، وأحكامها، وما يتعلق بها

- ‌الفصل الأول: في طريق نقل الحديث وروايته

- ‌الفرع الأول: في صفة الراوي وشرائطه

- ‌الفرع الثاني: في مسند الراوي، وكيفية أخذه

- ‌الفرع الثالث: في لفظ الراوي وإيراده، وهو خمسة أنواع

- ‌النوع الأول: في مراتب الأخبار، وهي خمس:

- ‌المرتبة الأولى:

- ‌المرتبة الثانية:

- ‌المرتبة الثالثة:

- ‌المرتبة الرابعة:

- ‌المرتبة الخامسة:

- ‌النوع الثاني: في نقل لفظ الحديث ومعناه

- ‌النوع الثالث: في رواية بعض الحديث

- ‌النوع الرابع: انفراد الثقة بالزيادة

- ‌النوع الخامس: في الإضافة إلى الحديث ما ليس منه

- ‌الفرع الخامس: في المرسل

- ‌الفرع السادس: في الموقوف

- ‌الفرع السابع: في ذكر التواتر والآحاد

- ‌الفصل الثاني: في الجرح والتعديل، وفيه ثلاثة فروع

- ‌الفرع الأول: في بيانهما وذكر أحكامهما

- ‌الفرع الثاني: في جواز الجرح ووقوعه

- ‌الفرع الثالث: في بيان طبقات المجروحين

- ‌الفصل الثالث في النسخ

- ‌الفرع الأول: في حده وأركانه

- ‌الفرع الثاني: في شرائطه

- ‌الفرع الثالث: في أحكامه

- ‌الفصل الرابع: في بيان أقسام الصحيح من الحديث والكذب

- ‌الفرع الأول: في مقدمات القول فيها

-

- ‌الفرع الثاني: في انقسام الخبر إليها

- ‌فالأول: يتنوع أنواعًا

- ‌القسم الثاني: ما يجب تكذيبه، ويتنوع أنواعًا

- ‌القسم الثالث: ما يجب التوقف فيه

- ‌قسمة ثانية

- ‌قسمة ثالثة

- ‌الفرع [الثالث] (*) : في أقسام الصحيح من الأخبار

- ‌القسم الأول في الصحيح

- ‌النوع الأول: من المتفق عليه

- ‌النوع الثاني: من المتفق عليه

- ‌النوع الثالث: من المتفق عليه

- ‌النوع الرابع: من المتفق عليه

- ‌النوع الخامس: من المتفق عليه

- ‌النوع السادس: وهو الأول من المختلف فيه

- ‌النوع السابع: وهو الثاني من المختلف فيه

- ‌النوع الثامن: وهو الثالث من المختلف فيه

- ‌النوع التاسع: وهو الرابع من المختلف فيه

- ‌النوع العاشر: وهو الخامس من المختلف فيه

- ‌القسم الثاني: في الغريب والحسن وما يجري مجراهما

- ‌الباب الرابع: في ذكر الأئمة الستة رضي الله عنهم وأسمائهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ومناقبهم وآثارهم

- ‌[الإمام] مالك

- ‌[الإمام] البخاري

- ‌[الإمام] مسلم

- ‌[الإمام] أبو داود

- ‌[الإمام] الترمذي

- ‌[الإمام] النسائي

- ‌الباب الخامس: في ذكر أسانيد الكتب الأصول المودعة في كتابنا هذا

- ‌«صحيح البخاري»

- ‌«صحيح مسلم»

- ‌ كتاب «الموطأ»

- ‌ كتاب «السنن» لأبي داود

- ‌ كتاب «الترمذي»

- ‌ كتاب «السنن» للنسائي

- ‌ كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيْدِي [

- ‌ كتاب «رزين»

- ‌حرف الهمزة

- ‌الكتاب الأول: في الإيمان والإسلام

- ‌الباب الأول: في تعريفهما حقيقةً ومجازاً

- ‌الفصل الأول: في حقيقتهما وأركانهما

- ‌الفصل الثاني: في المجاز

- ‌الباب الثاني: في أحكام الإيمان والإسلام

- ‌الفصل الأول: في حكم الإقرار بالشهادتين

- ‌الفصل الثاني: في أحكام البيعة

- ‌الفصل الثالث: في أحكام متفرقة

- ‌الباب الثالث: في أحاديث متفرقة تتعلق بالإيمان والإسلام

- ‌الكتاب الثاني: في الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌الباب الأول: في الاستمساك بهما

- ‌الباب الثاني: في الاقتصاد والاقتصار في الأعمال

- ‌الكتاب الثالث: في الأمانة

- ‌الكتاب الرابع: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الكتاب الخامس: في الاعتكاف

- ‌الكتاب السادس: في إحياء الموات

- ‌الكتاب السابع: في الإيلاء

- ‌الكتاب الثامن: في الأسماء والكنى

- ‌الفصل الأول: في تحسين الأسماء: المحبوب منها والمكروه

- ‌الفصل الثاني: فيمن سماه النبي صلى الله عليه وسلم إبتداءً

- ‌الفصل الثالث: فيمن غير النبي صلى الله عليه وسلم أسمه

- ‌الفصل الرابع: ما جاء في التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته

- ‌الفصل الخامس: في أحاديث متفرقة

- ‌الكتاب التاسع: في الآنية

- ‌الكتاب العاشر: في الأمل والأجل

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها همزة، ولم ترد في حرف الهمزة

- ‌حرف الباء

- ‌الكتاب الأول: في البر

- ‌الباب الأول: في بر الوالدين

- ‌الباب الثاني: في بر الأولاد والأقارب

- ‌الباب الثالث: في بر اليتيم

- ‌الباب الرابع: في إماطة الأذى عن الطريق

- ‌الباب الخامس: في أعمالٍ من البر متفرقة

- ‌الكتاب الثاني: في البيع

- ‌الباب الأول: في آدابه

- ‌الفصل الأول: في الصدق والأمانة

- ‌الفصل الثاني: في التساهل والتسامح في البيع والإقالة

- ‌الفصل الثالث: في الكيل والوزن

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: فيما لايجوز بيعه ولا يصح

- ‌الفصل الأول: في النجاسات

- ‌الفصل الثاني: في بيع ما لم يقبض، أو ما لم يملك

- ‌الفصل الثالث: في بيع الثمار والزروع

- ‌الفرع الأول: في بيعها قبل إدراكها وأمنها من العاهة

- ‌الفرع الثاني: في بيع العرايا

- ‌الفرع الثالث: في المحاقلة والمزابنة والمخابرة وما يجري معها

- ‌الفصل الرابع: في أشياء متفرقة لا يجوز بيعهاأمهات الأولاد

- ‌الولاء

- ‌الماءُ والمِلْحُ والْكَلأُ والنَّارُ

- ‌القينات

- ‌الغنائم

- ‌حبل الحبلة

- ‌ضراب الجمل

- ‌الصدقة

- ‌الحيوان باللحم

- ‌الباب الثالث: فيما لايجوز فعله في البيع

- ‌الفصل الأول: في الخداع

- ‌الفرع الأول: في مطلق الخداع

- ‌الفرع الأول: في النجش

- ‌الفصل الثاني: في الشرط والإستثناء

- ‌الفصل الرابع: في النهي عن بيع الغرر والمضطر والحصاة

- ‌الفصل الخامس: في النهي عن بيع الحاضر للبادي، وتلقي الركبان

- ‌الفصل السادس: في النهي عن بيعتين في بيعة

- ‌الفصل السابع: في أحاديث تتضمن منهيات مشتركة

- ‌الفصل الثامن: في التفريق بين الأقارب في البيع

- ‌الباب الرابع: في الربا

- ‌الفصل الأول: في ذمه وذم آكله وموكله

- ‌الفصل الثاني: في أحكامه

- ‌الفرع الأول: في المكيل والموزون

- ‌الفرع الثاني: في الحيوان

- ‌الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الخامس: من كتاب البيع، في الخيار

- ‌الباب السادس: في الشفعة

- ‌الباب السابع: في السلم

- ‌الباب الثامن: في الإحتكار والتسعير

- ‌الباب التاسع: في الرد بالعيب

- ‌الباب العاشر: في بيع الشجر المثمر، ومال العبد، والجوائح

- ‌الكتاب الثالث: من حرف الباء في البخل وذم المال

- ‌الكتاب الرابع: في البنيان والعمارات

- ‌ترجمة الأبواب التي أولها باء، ولم ترد في حرف الباء

الفصل: ‌الفصل الأول: في حقيقتهما وأركانهما

‌حرف الهمزة

وفيه عشرة كتب: كتاب الإيمان والإسلام، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، كتاب الأمانة، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كتاب الاعتكاف، كتاب إحياء الموات، كتاب الإيلاء، كتاب الأَسماء والكُنى، كتاب الآنية، كتاب الأَمل والأَجل.

‌الكتاب الأول: في الإيمان والإسلام

، وفيه ثلاثة أبواب

‌الباب الأول: في تعريفهما حقيقةً ومجازاً

، وفيه فصلان

‌الفصل الأول: في حقيقتهما وأركانهما

1 -

(خ م ت س) عبد الله بن عمر: قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبْدُهُ ورسولُهُ،

⦗ص: 208⦘

وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزّكاةِ، وحَجِّ البيت، وصومِ رمضان» .

وفي رواية أنَّ رَجُلاً قال له: ألا تَغْزُو؟ فقال له: إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الإسلامَ بُنيَ على خمسٍ

» وذكَرَ الحديثَ.

وفي أخرى: «بُنِيَ الإسلام على خَمْسَةٍ: على أنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصيامِ رمضان، والحجِّ» ، فقال رجل: الحجِّ وصيامِ رمضان؟ قال: «لا، صيام رمضان والحجِّ» ، هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي أخرى «بُنِيَ الإسلام على خمس: [على] أن يُعْبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بما دُونه، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيت، وصومِ رمضان» أخرَجَ طُرُقَهُ جميعَها مسلمٌ، ووافَقَه على الأولى: الترمذي، وعلى الثانية: البخاريّ والنسائيّ (1) .

(1) البخاري في الإيمان: باب قول النبي بني الإسلام على خمس 1/47. ومسلم فيه: باب أركان الإسلام رقم (16) ، والترمذي فيه: باب بني الإسلام على خمس رقم (2736) ، والنسائي فيه: باب على كم بني الإسلام 8/107.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه عن ابن عمر حبيب بن أبي ثابت، رواه من هذا الطريق:

الحميدي (703) ، والترمذي (2609) ، عن ابن أبي عمر، عن ابن عُيينة، عن سُعَير بن الخمس التميمي عن حبيب بن أبي ثابت فذكره.

والحميدي (703)، وذكر تردد سفيان في سعير مرةً واحدةً حيث قال: مِسعر، ثم تثبت بعد ذلك.

ورواه يزيد بن بشر عن ابن عمر رضي الله عنهما:

- رواه أحمد (2/26)(4798) ، عن وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن يزيد بن بشر فذكره.

- ورواه أبو سويد العبدي عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أخرجه أحمد (2/92)(5672)، عن أبي النضر قال: حدثنا أبو عقيل، عن بركة بن يعلى التيمي، قال: حدثني أبو سويد العبدي.

- ورواه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده:

أخرجه أحمد (2/120)(6015) ، عن هاشم، ومسلم (1/34) ، عن عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبو النضر، وابن خزيمة (1881) و (2505)، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا بشر بن المفضل.

ثلاثتهم عن عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه.

- ورواه عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما: وفيه ذكر الرواية الثانية التي أوردها الحافظ ابن الأثير:

أخرجه أحمد (2/143)(6301) ، عن ابن نمير، والبخاري (1/9) ، حدثنا عبيد الله بن موسى، ومسلم (1/34) ، حدثني أبو كريب قال حدثنا وكيع، والنسائي (8/107)، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا المعافي - يعني ابن عمران -، وابن خزيمة [308]، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا روح بن عبادة، وفي [1880] قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع.

خمستهم عن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت عكرمة بن خالد فذكره.

(*) وفي رواية ابن نمير، وروح تعيين السائل «بطاوس» .

- ورواه سلمة بن كهيل، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أخرجه عبد بن حميد (823)، قال: حدثنا يعلى، قال: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، فذكره.

- ورواه سعد بن عبيدة السلمي، عن ابن عمر رضي الله عنه:

أخرجه مسلم (1/34)، قال: حدثنا ابن نمير، ثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وثنا سهل بن عثمان العسكري قال: ثنا يحيى بن زكريا قال: عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق قال: حدثني سعد بن عبيدة السلمي فذكره.

ص: 207

2 -

(م ت د س) يحيى بن يعمر: قال: كان أول من قال في القَدَر (1) بالبَصْرَةِ: مَعْبدٌ الجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أنا وحُمَيْدُ بنُ عبد الرحمن الحِمْيَريّ حَاجَّيْنِ، أو مُعْتَمِرَيْنِ، فقلنا: لو لَقِينا أحدًا من أصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 209⦘

فسألناه عما يَقول هؤلاء في القَدَر؟ فَوُفِّقَ لنا عبدُ الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه داخلاً المسجد، فاكتنفتُه أنا وصَاحبي، أحدُنا عن يمينه، والآخَرُ عن شِماله، فظننتُ أنَّ صاحبي سَيَكِلُ الكلامَ إليَّ، فقلتُ: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظَهَرَ قِبَلَنا أُنَاسٌ يَقرؤُون القُرآنَ، ويتَقَفَّرون الْعِلْمَ، وذكَرَ من شأنِهِمْ، وأنّهم يزعمون أن لا قَدَرَ، وأنَّ الأمْرَ أُنُفٌ، فقال: إذا لَقِيتَ أُولئك فأخْبِرْهم: أنِّي بَريءٌ منهم، أنَّهم بُرَآءُ مِني، والذي يَحْلِفُ به عبْدُ اللهِ بن عمر: لَوْ أن لأحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدِ ذَهَبًا فأنفَقَهُ، ما قَبِلَ اللهُ منه حتَّى يُؤمِنَ بالقدَرِ، ثم قال: حدَّثَنِي أبي عُمرُ بنُ الخطَّاب، قال: بَيْنَما نحنُ جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يومٍ، إذ طَلعَ عليْنا رجلٌ شَديدُ بياض الثِّياب، شديدُ سوادِ الشَّعر، لا يُرى عليه أثرُ السَّفَر، ولا يعرفُه مِنَّا أحدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فأسْندَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيهِ وقال: يا محمَّدُ، أخبرني عن الإسلام، فقالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«الإسلام أن تَشهدَ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وتُقيمَ الصَّلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتصومَ رمضان، وتَحُجَّ البيْتَ إن استطعت إليه سبيلاً» . قال: صدقت، قال: فَعَجِبنا لَهُ يَسْألُه ويُصدِّقُه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أنْ تُؤمن باللهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكتبه، ورُسُلِه، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدَر خَيْرِهِ وشَرِّهِ» . قال: صدَقْتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال:«أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تَراه، فإنه يَراكَ» . قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: «ما المسؤول

⦗ص: 210⦘

عنها بِأعْلَمَ من السَّائِلِ» . قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: «أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتُها، وأنْ تَرَى الحُفَاةَ الْعُرَاةَ، العالَةَ رِعاءَ الشاءِ يتَطاوَلون في البُنْيان» ، قال: ثم انطلَقَ، فلبِثَ (2) مَليًّا ثم قال لي:«يا عمر، أتدري مَنِ السَّائل؟» قُلْتُ: الله ورسُولُه أعلم، قال:«فإنَّه جبريل أتاكم يُعلِّمُكم دينَكُمْ (3) » ، هذا لفظُ مُسْلِمٍ.

قال الْحُمَيْدِيُّ: جَمعَ مُسلِمٌ فيه الروايات، وذكَرَ ما أوْرَدْنا من المَتْنِ، وأنَّ في بعض الرِّوايات زيادةً ونُقصانًا.

وأخْرَجهُ الترمذيُّ بنحوه، وتقديم بعضه وتأخيره.

وفيه: قال عُمرُ: فلقيني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعدَ ثلاثٍ، فقال لي: «يا عُمَرُ، هل تدري مَنِ السائل؟

» الحديث.

وأخرجه أبو داود بنحوه، وفيه «فَلَبِثَ ثلاثًا (4) » .

وفي أخرى له: قال: فما الإسلام؟ قال: «إقامُ الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجُّ البيت، وصوم شهر رمضان، والاغتسال من الجنابة» .

⦗ص: 211⦘

وفي أخرى لأبي داود: عن يحيى بن يَعْمَرَ، وحُمَيْد بن عبد الرحمن قالا: لَقِينَا عبد الله بن عمر، فذكرنا له القدَرَ، وما يقولون فيه؟ فذكر نحوه، وزاد: قال: وسأله رجل من مُزَينة، أو جهَينة، فقال: يا رسول الله، فيم نعمل؟ في شيء خلا ومضى، أو شيء يُستأنف الآن؟ قال:«في شيء (5) خلا ومضى» . فقال الرَّجل- أوْ بَعْضُ القوم - ففيمَ العملُ؟ قال: «إن أهل الجنَّة مُيسَّرون (6) لعمل أهل الجنة، وإنَّ أهل النار مُيسَّرون (6) لعمل أهل النار» .

وأخرجه النّسائي مثلَ رواية مسلم، إلا أنَّه أسقط حديثَ يحيى بن يَعمَر، وذِكْرَ مَعْبَدٍ، وما جَرى له مَعَ ابنِ عُمَر في ذكر القَدَر - إلى قوله:«حتى تُؤمن بالقدَر» .

وأوَّلُ حديثه قال ابن عمر: حدّثني أبي - وسرد الحديث إلى قوله - «البُنيان» . ثم قال: قال عُمَرُ: فلبث ثلاثًا، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدري من السائل؟

» الحديث.

وزاد هو والترمذي وأبو داود بعد «العُراةِ» - «العَالَة» (7) .

⦗ص: 212⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

القَدَر: القَدرُ: مصدر قَدَرَ يَقْدُر، وقد تُسكَّنُ داله، وهو ما قضاه الله تعالى، وحكم به من الأمور.

اكتنفه: كَنفْتُ الرَّجُلَ واكْتَنفتهُ، أي صرتُ مما يليه، وكذلك إذا قُمت بأمره.

سَيَكِلُ: وكَلت الأمر إليه أكِلُهُ: إذا رددته إليه، واعتمدت فيه عليه، واستكفيته إياه.

يقتفرون: الاقتفار، والتقفر، والاقتفاء، والاقتداء: الاتباع، يقال: اقتفرت الأرض والأثر، وتقفرت.

الأنف: أنف: أي مستأنف، من غير أن يسبق له سابق قضاء وتقدير، وإنما هو مقصور على الاختيار.

الإحسان: قال الخطابي: إنما أراد بالإحسان هنا: الإخلاص، وهو شرط في صحة الإيمان، والإسلام معًا، وذلك أن من تلفظ بالكلمة، وجاء بالعمل من غير نية وإخلاص لم يكن محسنًا، ولا كان إيمانه صحيحًا.

رَبتها، وربها: الرب: السيد، والمالك، والصاحب، والمدبر، والمربي، والمولى، والمراد به في الحديث: السيد، والمولى، وهي الأمة تلد للرجل فيكون ابنها مولى لها، وكذلك ابنتها، لأنها في الحسب كأبيها،

⦗ص: 213⦘

والمراد: أن السبي يكثر، والنعمة تفشو في الناس وتظهر.

رعاء الشاء: الرعاء: جمع راع، والشاء: جمع شاة.

مَلِيّاً: المليُّ: طائفة من الزمان طويلة، يقال: مضى مليٌّ من النهار، أي: ساعة طويلة منه.

العالة: الفقراء: جمع عائل، والعيل: الفقر.

(1) أي: أول من قال بنفي القدر فابتدع وجانب الصواب الذي عليه أهل الحق، ومذهب أهل السنة إثبات القدر، ومعناه: أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، فهي تقع على حسب ما قدرها.

(2)

في مسلم: فلبثت.

(3)

قال البغوي رحمه الله: جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام هنا اسماً لما ظهر من الأعمال، والإيمان اسماً لما بطن من الاعتقاد، وليس ذاك لأن الأعمال ليست من الإيمان، ولا لأن التصديق ليس من الإسلام، بل ذاك تفصيل لجملة كلها شيء واحد وجماعها الدين، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " أتاكم يعلمكم

دينكم ". وقال سبحانه وتعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا} . وقال: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} ، ولا يكون الدين في محل الرضى والقبول إلا بانضمام التصديق.

(4)

في أبي داود: فلبثت.

(5)

في سنن أبي داود: أفي شيء.

(6)

في سنن أبي داود: ييسرون.

(7)

مسلم في الإيمان: باب وصف جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان رقم (8) ، والترمذي فيه أيضاً رقم (2738)، وأبو داود في السنة: باب في القدر رقم (4695)، والنسائي في الإيمان: باب نعت الإسلام 8/97.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: طريق يحيى بن يعمر عن ابن عمر رضي الله عنهما:

أخرجه أحمد (1/52)(374)، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، وفي (1/53)(375)، قال: ثنا أبو أحمد: ثنا سفيان، عن علقمة، وفي (2/107) (5856) قال: ثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد، وفي (2/107) (5857) قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، وأخرجه أبو داود [4697] قال: ثنا محمود بن خالد، قال: ثنا الفريابي، عن سفيان، قال: ثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة، والنسائي في الكبرى قال: أخبرنا أبو داود، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن الركين بن الربيع.

أربعتهم عن يحيى بن يعمر.

ص: 208

3 -

(خ م د س) أبو هريرة وأبو ذر رضي الله عنهما: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بازرًا للناس، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال:«أن تُؤمن بالله، وملائكته، وكتابه (1) ، ولقائه، ورُسُلِهِ، وتؤمنَ بالبعث الآخر» قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبُدَ الله، لا تُشْركُ به شيئًا، وتُقيمَ الصلاةَ المكتوبة، وتؤدي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان» . قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لم تره (2) فإنَّه يراك» . قال: يا رسولَ الله، مَتَى السَّاعَةُ؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلَمَ من السَّائل، ولكن سأُحَدِّثُكَ عَنْ أشْراطها: إذا ولَدت الأمةُ ربَّتها (3) ، فذاك من أشراطها، وإذا كانت العُرَاةُ الحفاةُ رُؤوسَ النَّاسِ، فذاك من أشراطها، وإذا تَطَاوَل رِعَاءُ

⦗ص: 214⦘

البَهُم في البينان، فذاك من أشراطها، في خَمْسٍ لا يعلَمُهنَّ إلا الله، ثم تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:{إن الله عنده عِلْمُ الساعةِ، ويُنزِّل الغيثَ، ويَعْلَمُ ما في الأرحام} - إلى قوله: {إنَّ الله عليمٌ خبيرٌ} (لقمان: الآية 34) . قال: ثم أدْبَرَ الرجلُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُدُّوا عليّ الرَّجُلَ» ، فأخذُوا لِيَرُدُّوه، فلم يَروْا شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هذا جبريلُ جاء ليُعَلِّم النَّاس دينَهمْ» .

وفي رواية قال: «إذا ولدتِ الأمة بعْلَها» يعني السَّرَارِي.

وفي أخرى نحوُه: وفي أوّلِه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَلوني» فهابُوهُ أن يسألوهُ، فجاء رجلٌ، فجلس عند رُكْبَتَيْهِ، فقال: يا رسول الله، ما الإسلام - وذكَرَ نحوَهُ- وزاد: أنّه قال له في آخر كل سؤال منها: صدقت - وقال في الإحسان: «أن تخشى الله كأنك تراه» . وقال فيها: «وإذا رأيتَ الْحُفاةَ الْعُراةَ الصُّمّ الْبُكْم ملوكَ الأرض، فذاك من أشراطها» - وفي آخرها - «هذا جبريل أراد أن تَعَلَّموا، إذ لم تَسألوا» . هذا لفظ البخاري ومسلم عن أبي هريرة وحده.

وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة وأبي ذرٍّ، بمثل حديثٍ قَبْلَه، وهو حديث يحيى ابن يَعمَر، وهذا لفظُهُ:

قال أبو هريرة وأبو ذر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظَهْرَانَي أصْحابه، فيجيءُ الغريب، فلا يدري: أيُّهم هو حتى يسألَ، فطلبْنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلَ له مجلسًا، يعرفُه الغريبُ إذا أتاه، قال: فبَنينا له

⦗ص: 215⦘

دُكَّانًا من طين يجلس عليه، وكُنا نجلس بجنبَتِهِ - وذكرَ نحو حديث يحيى بن يَعْمَر - فأقبل رجلٌ، وذكرَ هيْأتهُ، حتى سلَّم من طرف السِّماط (4)، فقال: السلام عليك يا محمدُ، فرَدَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وأبي ذر بمثل حديث أبي داود، إلى قوله: من طين كان يجلس عليه، ثم قال: وإنَّا لجُلوسٌ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل رجلٌ أحسنُ الناس وجهًا، وأطيبُ الناس ريحًا، كأن ثيابَه لم يمسَّها دَنَس، حتى سلَّمَ من طرف السِّماط، قال: السلام عليك يا محمَّدُ، فردَّ عليه السلام، قال: أدْنُو يا محمَّد؟ قال: «أُدْنهْ» . قال: فما زال يقول: أدنُو مرارًا، ويقول:«أُدْنُهْ» حتى وضع يَدَهُ على ركبَتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: يا محمد، أخبرني ما الإسلام، قال:«الإسلام أن تعبد الله لا تُشركَ به شيئًا، وتُقيمَ الصلاةَ، وتؤتيَ الزكاةَ، وتحجَّ البيتَ، وتصومَ رمضان» . قال: وإذا فعلتُ ذلك، فقد أسلمتُ؟ قال:«نَعَمْ» . قال: صدقتَ، فلما سَمِعْنَا قَولَ الرَّجُل: صَدَقْتَ، أنكَرْنَاهُ. قال: يا محمّدُ، أخبِرني عن الإيمان؟ قال:«أن تؤمن بالله (5) والملائكة، والكتاب، والنبيين، وتؤمن بالقدَرِ» قال: «فإذا فعلت ذلك، فقد آمنتُ؟» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نَعم» قال: صدقت، قال: يا محمَّدُ، أخبرني: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه

⦗ص: 216⦘

يراك» . [قال: صدقت](6)، قال: يا محمَّدُ، أخبرني: متى الساعةُ؟ قال: فَنكَّس، فلم يجبه شيئًا، ثم عاد، فلم يجبه شيئًا، ثم رفع رأسهُ، قال:«ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل، ولكن لها علاماتٌ تُعرَفُ بها: إذا رأيتَ رِعاءَ البَهْم يتطاوَلونَ في البُنيان، ورأيتَ الْحُفاةَ العُراةَ ملوك الأرض، ورأيتَ الأمةَ (7) تلدُ ربَّها، في خمسٍ لا يعلمُها إلا الله، {إنّ الله عندهُ علمُ الساعة} - ثم تلا إلى قوله -: {إنَّ الله عليم خبيرٌ} (لقمان: الآية 34) ، قال: لا والذي بعثَ محمدًا بالحقِّ هاديًا وبشيرًا، ما كنْتُ بأعلمَ به من رجل منكم، وإنه لجبريل نزل في صورة دِحيةَ الكَلْبيّ» (8) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

البَهم: جمع بَهْمة، وهي صغار الغنم.

أشراطها: الأشراط: جمع شَرَط، وهو العلامة.

رؤوس الناس: أراد: مُقَدَّميهم، وسادَتَهُم.

الصُّمُّ: جمع أصم، وهو الذي لا يسمع شيئًا.

البُّكم: جمع أبكم، وهو الذي خُلق أخرس، لا يتكلم.

⦗ص: 217⦘

ظَهراني: يقال: أقام فلانٌ بين أظهر قومه، وظَهرانَي قومه: أي أقام بينهم، والأظهرُ: جمع ظهرٍ، وفائدةُ إدخاله في الكلام: أنَّ إقامتهُ بينهم على سبيل الاستظهار بهم، والاستناد إليهم.

وأما ظهرانيهم: فقد زيدت فيه الألف والنون على ظهر، عند التثنية للتأكيد، وكأنَّ معنى التثنية: أنَّ ظهرًا منهم قُدَّامَهُ، وآخرَ وراءَهُ، فكأنَهُ مكنوف من جانبيه، هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم، وإن لم يكن مكنوفًا بينهم.

دكانًا: الدكَّان: الدكة المبنية للجلوس عليها.

السماط: السماطان من الناس والنخل: الجانبان، يقال: مشى بين السماطين، والمراد بالسماط: الجماعةُ من الناس الجلوسُ عنده.

دَنَس: الدنس: الوسخ، وقد دَنِس الثَّوْبُ إذا توسخ.

أُدْنُهُ: أمرٌ بالدنو، وهو القرب، والهاء فيه هاء السكت، جيءَ بها لبيان الحركة.

(1) في نسخة: وكتبه.

(2)

في " صحيح مسلم ": إن لا تراه.

(3)

في " صحيح مسلم ": ربها.

(4)

في " سنن النسائي ": في طرف البساط.

(5)

في " سنن النسائي ": قال الإيمان بالله.

(6)

زيادة من " سنن النسائي ".

(7)

في " سنن النسائي "؛ المرأة.

(8)

البخاري في " الإيمان " باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، 1/106، 115، مسلم فيه: باب الإسلام والإيمان والإحسان رقم (9 و 10) ، وأبو داود في السنة - باب في القدر رقم (4698) ، والنسائي في الإيمان - باب صفة الإيمان والإسلام 8/101.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة:

أخرجه أحمد (2/426)، قال: حدثنا إسماعيل، والبخاري (1/19)، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، وفي (6/144)، قال: ثني إسحاق عن جرير، ومسلم (1/30)، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب معًا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.

(ح) وثنا ابن نمير، ثنا محمد بن بشر، وابن ماجة (64، 4044) قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن خزيمة [2244] قال: ثنا يعقوب الدورقي ثنا ابن علية.

(ح) وثنا يوسف بن موس، قال: ثنا جرير.

(ح) وثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أسامة.

(ح) وثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي، قال: أخبرنا محمد بن بشر.

* أربعتهم عن أبي حيان التيمي، وتابعه عمارة عند مسلم (1/30) كلاهما عن أبي زرعة.

- وحديث أبي ذر:

عند البخاري في خلق أفعال العباد (25) ، وأبو داود [4698] ، والنسائي (8/101) ، من طريق جرير، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير.

قلت: حديث أبي هريرة أقوى ما ورد في الباب.

ص: 213

4 -

(خ م ت د س) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: «بينما نحن جُلوسٌ مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، إذ دخل (1) رجلٌ على جمل، ثم أناخَهُ في المسجد، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثم قال [لهم] (2) : أيُّكُمْ محمدٌ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بين

⦗ص: 218⦘

ظَهْرانَيْهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيضُ المتَّكئُ، فقال له [الرجل] (3) : ابن عبد المطَّلب؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قد أجبتُك» . فقال الرَّجل [للنبي](4) : إنِّي سائِلُك فمشدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تجِدْ عَليَّ في نفسك، قال:«سلْ عمّا بدا لك» . فقال أسألك بربك وربِّ من قَبْلَكَ، آللهُ أرْسلك إلى الناس كلِّهم؟ قال:«اللهم نعم» . قال: أنشُدُك بالله: آللَّهُ أمرك أن تُصليَ الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: «اللَّهم نعم» . قال: أنشدُك بالله، آللَّهُ أمركَ أن تصوم هذا الشهر من السَّنَة؟ قال:[اللهم](5) نعم» . قال: أنشدك بالله، آللَّهُ أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا، فتقْسِمها على فقرائنا؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«اللَّهم نعم» . قال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَنْ ورائي من قومي، أنا ضِمامُ بنُ ثَعْلبَة، أخو بني سعْد بن بكْرٍ. هذا لفظ البخاري.

وأخرجه مسلم، وهذا لفظه، قال أنس رضي الله عنه: نُهينا في القرآن أن نسألَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يُعْجِبُنا أنْ يَجيءَ الرَّجُلُ من أهل البادية العاقلُ، فيسألَهُ ونحن نسمعُ، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمدُ، أتانا رسولُك، فزعم لنا أنك تزعُمُ أنَّ الله أرسلك، فقال:«صدَقَ» .

⦗ص: 219⦘

قال: فَمن خلق السماء؟ قال: «الله» . قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «الله» . قال: فمن نَصَبَ هذه الجبالَ وجعل فيها ما جَعَلَ؟ قال: «الله» . قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض، ونصبَ هذه الجبال، آللَّهُ أرسلك؟ قال:«نَعَمْ» . قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: «صدق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» . قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا؟ قال: «صَدَق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» ، قال: وزعم رسولُك أن علينا صوم شهر رمضان في سَنتنا؟ قال: «صدق» . قال: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال:«نعم» ، قال: وزعم رسولك أنَّ علينا حَجَّ البيت من استطاع إليه سبيلاً؟ قال: «صدق» . قال: [فبالذي أرسلك. آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال: «نعم» . قال](6) : ثم ولَّى، وقال: والذي بعثك بالحق لا أزيدُ عليهنَّ، ولا أنقُصُ منهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لئن صدق ليدخلنَّ الجنة» .

وأخرجه الترمذي مثل رواية مسلم.

وأخرجه النسائي مثل رواية البخاري ومسلم.

وأخرج أبو داود منه طرفًا من أول رواية البخاري إلى قوله إنِّي سائِلك، ثم قال- وساق الحديث - ولم يَذْكُرْ لَفظهُ (7) .

⦗ص: 220⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

متكئ: قال الخطابي: كل من استوى قاعدًا على وَطاءٍ (7) فهو متكئ، والعامة لا تعرف المتكئ، إلا من مال في قعوده معتمدًا على أحد شقيه.

فلا تَجدُ: يقال: وَجدتُ عليه أَجد موجدة - إذا غضبتُ عليه، يقول له: إني سائِلكَ فلا تغضب من سؤالي.

أَنشدك: يقال: نشدتُك بالله، ونَشَدْتُكَ اللهَ، أي سألتُك به، وأصله من النشيد، وهو رفع الصوت، فكأن معناه: طلبتُ إليك بالله برفع نشيدي: أي صوتي بطلبها.

(1) في البخاري: دخل.

(2)

زيادة من البخاري.

(3)

زيادة من البخاري.

(4)

زيادة من البخاري.

(5)

زيادة من البخاري.

(6)

ما بين المعقفين زيادة لم ترد في صحيح مسلم.

(7)

البخاري في العلم: باب القراءة والعرض على المحدث 1/139، 141، ومسلم في الإيمان - باب

⦗ص: 220⦘

السؤال عن أركان الإسلام رقم (12) ، والترمذي في الزكاة - باب ما جاء إذا أديت الزكاة رقم (614)، والنسائي: في الصوم - باب وجوب الصيام 4/121، 124، وأبو داود في الصلاة - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد رقم (486) .

(8)

الوطاء: ما انخفض من الأرض بين النشاز والإشراف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه عن أنس شريك بن عبد الله بن أبي نمر:

أخرجه أحمد (3/168) قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» (1/24)، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، و «أبو داود» (486) ، وابن ماجة (1402) ، والنسائي (4/122) ، ثلاثتهم عن عيسى بن حماد المصري. وابن خزيمة (2358)، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب.

(ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري، قال: حدثنا النضر بن عبد الجبار، ويحيى بن بُكَير.

ستتهم (حجاج، وابن يوسف، وعيسى، وابن وهب، والنضر، وابنُ بُكير) عن الليث بن سعد، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن شريك، فذكره.

- ورواه عن أنس ثابت البناني:

أخرجه أحمد (3/143)، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، وفي (3/193)، قال: حدثنا بهز وعفان، عبد بن حميد (1285)، قال: حدثنا هاشم، والدارمي (656)، قال: أخبرنا علي بن عبد الحميد، ومسلم (1/32) قال: حدثني عمرو الناقد، قال: حدثنا هاشم، وفيه (1/32)، قال: حدثني عبد الله ابن هاشم العبديّ، قال: حدثنا بهز. والترمذي (619)، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الحميد، والنسائي (4/121)، قال: أخبرنا محمد بن معمر، قال: حدثنا أبو عامر اللعقديّ.

خمستهم (هاشم، وبهز، وعفان، وعلي، والعقدي) عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، فذكره.

ص: 217

5 -

(د) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بعث بنو سعد بن بكر ضِمام ابن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدِم إليه (1) ، فأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عَقَله، ثُم دخلَ المسجد - فذكر نحوه - قال: فأيُّكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا ابنُ عبد المطلب» . فقال: يا ابن عبد المطلب

وساق الحديث.

⦗ص: 221⦘

هكذا أخرجه أبو داود (2) ، ولم يذكر لفظ الحديث، وإنما أورده عقيب حديث أنس المذكور.

(1) في أبي داود: فقدم عليه.

(2)

في الصلاة - باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد رقم (487) ، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

حسن: رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما كريب مولاه:

1 -

أخرجه أحمد (1/250)(2254) ، وفي (1/264)(2380) ، وفي (1/265)(2381)، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن الوليد بن نويفع مولى آل الزبير.

2 -

وأخرجه الدارمي (658)، قال: أخبرنا محمد بن حميد، وأبو داود (784)، قال: حدثنا محمد بن عَمرو. كلاهما - محمد بن حميد، ومحمد بن عمرو - قالا: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني سلمة بن كُهيل، ومحمد بن الوليد بن نُويفع.

كلاهما - محمد بن الوليد، وسلمة بن كهيل- عن كُريب، فذكره. الروايات مطولة ومختصرة.

قلت: مداره على ابن إسحاق صاحب السيرة، وقد تكلم فيه من قِبل التدليس، وقد صرح بالسماع، وحديثه لا ينحط عن مَرتبة الحسن.

ص: 220

6 -

(س) أبو هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، جاءهم رجلٌ من أهل البادية، فقال: أيُّكم ابنُ عبد المطلب؟ فقالوا: هذا الأمْغَرُ المرتفِقُ - قال حمزة: الأمغَر: الأبيض المشوبُ بِحُمْرةٍ - قال: إنِّي سائِلُك، فَمشْتَدٌّ عليكَ في المسألَةِ، قال:«سلْ عمَّا بدا لك» ، قال: أنشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلكَ، ورب مَنْ بَعدَكَ: آللَّهُ أرسلكَ؟ قال: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قال: أنشُدُك به: اللَّهُ أمركَ أن تُصَلِّيَ خمسَ صلوات في كل يوم وليلة؟ قال: «اللَّهُمَّ نعم» . قال: فأنشُدُك به: آللَّهُ أمرك أن تأخُذَ من أموال أغنيائنا فَتَرُدَّهُ على فُقرائِنا؟ قال: «اللهم نعم» . قال: فأنشُدُكَ به، آللَّهُ أمرك أن تَصوم هذا الشهر من اثْنَيْ عشرَ شهْرًا؟ قال:«اللهم نعم» . قال: فأنشُدُكَ باللَّه، آللَّهُ أمرَك أن يَحُجّ هذا البيتَ مَن استطاع إليه سبيلاً؟ قال:«اللهم نعم» . قال: [فإني](1) آمنتُ وصدَّقتُ، وأنا ضِمَامُ بنُ ثَعْلَبَةَ. أخرجه النسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الأمْغَرُ: قد جاء تفسيره في الحديث: أنه الأبيض المشربُ بالحمرة،

⦗ص: 222⦘

وفي كُتب الغريب: هو الأحمر، مأخوذٌ من المغرةِ، وقال الأزهري: أراد بالأمغر: الأبيض، كما أَراد في موضع آخر بالأحمر: الأبيض، بدليل قوله العرب: امرأةٌ حمراءُ، يَعْنونَ: بيضاء، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:«يا حُمَيْرَاءُ» (3) والكل متقارب.

المرتَفِق: المتكئ على مرفقه.

(1) زيادة من النسائي.

(2)

في الصوم: باب وجوب الصيام 4/124، وإسناده قوي.

(3)

في حديث عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم، دعاها والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لها:" يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ "، أخرجه النسائي في عشرة النساء 1/75، وذكره الحافظ في الفتح 2/355 وقال: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا، ونقل الزركشي في " المعتبر " 19/20، عن شيخه الحافظ ابن كثير أن شيخه الحافظ أبا الحجاج المزي، كان يقول:" كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل، إلا حديث في الصوم في " سنن النسائي ". قلت: وحديث آخر في النسائي: دخل الحبشة يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين، أن تنظري إليهم؟ " وإسناده صحيح. ونقول: ولم يحالف العلامة ابن القيم الصواب في قوله في: " المنار " ص 34، " وكل حديث فيه يا حميراء أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح:

أخرجه النسائي (4/124)، قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عمارة حمزة بن الحارث بن عمير، قال: سمعت أبي يذكر، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه فذكره.

قلت: وعزاه الحافظ في الإصابة (5/193، 194)[4173] للبغوي من طريق عبيد الله بن عمر، وإسناده صحيح.

ص: 221

7 -

(خ م ط د س) طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل نجد، ثائر الرأس، نَسْمَعُ دَوِيَّ صوته، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ، حتى دَنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يَسْألُ عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«خَمْسُ صلوات في اليوم واللَّيلة» . فقال: هل عليَّ غيرهن؟ قال: «لا، إلا أن تطَّوَّع» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وصيامُ رمضانَ» . فقال: هلْ عليَّ غيرُه؟ قال: «لا، إلا أنْ تطوّع» . قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاةَ، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: «لا، إلا

⦗ص: 223⦘

أنْ تطوع» . قال: فأدبَرَ الرجلُ، وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقصُ منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفْلَحَ إنْ صَدق، أوْ دَخَلَ الجنَّةَ إن صدق» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» وأبو داود والنسائيّ (1) .

إلا أن أبا داود والنسائي قالا: «الصدقة» عوضَ «الزكاة» .

وقال أبو داود: «أفلح وأبيه إنْ صَدَق» .

وأخرجه النسائي أيضًا من رواية أخرى: «أنَّ أعرابيّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخْبِرْني ماذا فَرضَ اللهُ من الصلاة؟» قال: «الصلوات الخمس، إلا أنْ تطوّع، قال: أخبرني: ماذا فَرضَ الله عليَّ من الصوم؟» فذكرَ الحديث كما سبق.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الثائر الرأس: الشعث الشعر، البعيد العهد بالغسل والتسريح والدَّهن.

الدوي (2) : كصوت النحل وغيره.

نفقه: الفقه: الفهم والعلم، أي: لا يفهم كلامه.

⦗ص: 224⦘

أفلح وأبيه: كلمة جارية على ألسن العرب، تستعملها كثيرًا في خطابها، وتريد بها: التأكيد، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلف الرجل بأبيه. فيحتمل أن يكون هذا القول منه قبل النهي، ويحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري على الألسن، وهو لا يُقْصَد به القسم، كاليمين المعفوِّ عنها من قبيل اللغو، أو أنه أراد به التوكيد، لا اليمين، فإن هذه اللفظةَ تجري في كلام العرب على ضربين: للتعظيم، وللتأكيد، والتعظيمُ هو المنهيُّ عنه، وأمَّا التوكيد فلا، كقوله:

لَعَمْرُ أَبي الوَاشِينَ لا عَمرُ غَيْرِهِمْ

لَقَدْ كَلَّفَتْني خِطَّةً لا أُرِيدُهَا

فهذا توكيد؛ لأنه لا يَقصدُ أَنْ يُقسِم بأبي الواشِينَ، وهذا في كلامهم كثير.

(1) البخاري في الإيمان: باب الزكاة من الإسلام 1/97، 99، ومسلم فيه: باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام، رقم 11، و " الموطأ " في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الترغيب في الصلاة 1/175، وأبو داود في الصلاة في الباب الأول رقم 391، والنسائي في الصيام: باب وجوب الصيام 4/121.

(2)

قوله سمع دوي صوته بفتح الدال، وجاء عندنا في البخاري بضم الدال، والأول أصوب، وهو شدة الصوت، وبعده في الهواء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه عن طلحة بن عبيد الله مالك بن أبي عامر:

1 -

أخرجه مالك في الموطأ (126) ، وأحمد (1/162)(1390)، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري (1/18، 3/235)، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، ومسلم (1/31)، قال: حدثنا قُتيبة ابن سعيد بن جَميل بن طَريف بن عبد الله الثقفي، وأبو داود (391)، قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، والنسائي (1/226) ، وفي الكبرى (311)، قال: أخبرنا قُتيبة بن سعيد، وفي (8/118)، قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن القاسم خمستهم (عبد الرحمن بن مهدي، وإسماعيل بن عَبد الله، وقُتيبة، وعَبد الله بن مَسْلمة، وعبد الرحمن بن القاسم) عن مالك بن أنس.

2 -

وأخرجه الدارمي (1586)، قال: أخبرنا يحيى بن حسان، والبخاري (3/30) ، (9/29)، قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومسلم (1/32)، قال: حدثني يحيى بن أيوب، وقُتيبة بن سعيد، وأبو داود (392) ، (3252)، قال: حدثنا سليمان بن داود العتكي. والنسائي (4/120)، قال: أخبرنا علي بن حُجر، وابن خُزيمة (306)، قال: حدثنا علي بن حُجر. خمستهم - يحيى بن حسان، وقُتيبة بن سعيد، ويحيى بن أيوب، وسليمان بن داود، وعلي بن حُجر - عن إسماعيل بن جعفر.

كلاهما - مالك، وإسماعيل بن جعفر - عن أبي سُهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، عن أبيه، فذكره.

قلت: ولفظة: «أفلح وأبيه» لم يخرجها إلا أبو داود، وظني أنها شاذة، والله أعلم.

ص: 222

8 -

(خ م ت د س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أتَتْه امرأةٌ تَسأله عن نبيذ الجرِّ، فقال: إنَّ وَفْدَ عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَنِ الوفدُ؟ - أو مَنِ القومُ -؟» قالوا: ربيعةُ، قال:«مَرْحبًا بالقوم، أو بالوفد، غيرَ خَزايا، ولا ندامَى» . قال: فقالوا: يا رسول الله، إنا نأتيك من شقة بعيدة، وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نستطيع أن نأتيَك إلا في الشهر الحرام، فمُرْنا بأمرٍ فصلٍ، نُخبر به مَنْ وراءنا، وندخُلُ به الجنة، قال: فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع، قال: أمرَهم بالإيمان بالله وحدَهُ، قال:«هل تدرون ما الإيمانُ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال

⦗ص: 225⦘

: «شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقامُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، وصومُ رمضان، وأن تُؤدّوا خُمْسًا من المغنم» ، ونهاهم عن الدُّبَّاءِ والحنْتَم، والمزفَّت، النَّقير - قال شعبة: وربما قال: الْمُقَيَّر - وقال: «احفظوه» وأخبِروا به مَنْ ورَاءَكم» .

وفي رواية نحوه، قال:«أنهاكم عما يُنْبَذ في الدُّبَّاءِ والنَّقير والحنتم والمزفّت» .

وزاد في رواية قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأشجّ - أشجِّ عبد القيس: «إنَّ فيك خَصلتَيْن يُحبُّهما الله تعالى: الحلمُ والأناة» .

وفي أخرى «شهادةُ أن لا إله إلا الله» وعقد بيدِهِ واحدةً. هذا لفظ البخاري ومسلم.

وأخرج الترمذي بعضه، وهذا لفظه: قال: لما قدم وفدُ عبد القيس على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنَّا هذا الحيَّ مِن ربيعة، ولسنا نصلُ إليك إلا في الشهر الحرام، فمُرنا بشيء نأخذه عنك، وندْعو إليه مَنْ وراءَنا، قال:«آمركم بأربع: الإيمان بالله (ثم فسرها لهم بـ:) شهادة أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسولُ الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تُؤَدُّوا خُمْسَ ما غنِمتم» .

وأخرجه النسائي وأبو داود بطوله.

وأول حديثهما: لمَّا قدم وفدُ عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا:

⦗ص: 226⦘

يا رسول الله، إنَّا هذا الحيَّ من ربيعة، وقد حال بيننا وبينك كُفَّار مُضَر، وليس نَخلُصُ إليك إلا في شهر حرامٍ، فمُرنا بشيء نَأخُذُ به، ونَدْعو مَن وراءنا. وذكر الحديث مثل البخاري ومسلم. وفي أخرى لأبي داود «النَّقير والمقيَّر» ولم يذكر «المزفت» .

وفي أخرى له مختصرًا مثل الترمذي، إلا أن أولَها: إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرهم بالإيمان بالله. قال: «أتدرونَ ما الإيمانُ بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «شهادة أن لا إله إلا الله

» وذكر الحديث، وقال في آخره:«وأن تعطوا الخمس من المغنم (1) » .

⦗ص: 227⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

الجَرّ: والجِرار، جمع جرة، وهو من الخَزَف، معروف، وقيل: هو ما كان منه مَدْهونًا.

خزايا: جمع خَزيان، من الخزاية، وهي الاستحياء، وكذلك ندامى جمع ندمان، وهو فَعلان من الندم، وهذا البناء من أبنية المبالغة.

شُقّة: يقال: بيني وبينك شُقّةٌ بعيدة، أي: مسافة بعيدة، والشقة: السفر البعيد.

فصل: أمر فَصلٌ: أي: فاصل قاطع، لا رجعة فيه، ولا مردَّ له.

الدُّبَّاء: القرعُ، واحدها: دُبَّاءة.

الحَنتم: جرارٌ خُضْرٌ كانوا يخزنون فيها الخمرَ.

النقير: أَصلُ خشبةٍ تُنْقَرُ، وقيل: أصل نخلة.

المُزَفَّتُ: الوِعاء المطلي بالزِّفتِ من داخل، وكذلك المقيّر، وهذه الأوعية تُسرعُ بالشِّدَّة في الشَّراب، وتُحدث فيه القوة المسكرة عاجلاً.

وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نُسخَ وهو المذهب.

⦗ص: 228⦘

وقال بعضهم: التحريم باقٍ، وإليه ذهب مالك، وأحمد بن حنبل.

(1) البخاري في الإيمان: باب أداء الخمس 1/120 - 125، وهو عنده أيضاً في العلم: باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان، وفي مواقيت الصلاة: باب قوله تعالى: {منيبين إليه واتقوه} ، وفي الزكاة: باب وجوب الزكاة، وفي الجهاد: باب أداء الخمس من الدين، وفي الأنبياء: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، وفي المغازي: باب وفد عبد القيس، وفي الأدب: باب قول الرجل: مرحباً، وفي خبر الواحد: باب وصاة النبي صلى الله عليه وسلم وفود العرب أن يبلغوا من وراءهم، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} ، وأخرجه مسلم في الإيمان: باب الأمر بالإيمان بالله تعالى، رقم 17، وأبو داود في الأشربة: باب في الأوعية، رقم (3692)، والترمذي في الإيمان: باب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الإيمان، رقم (1741)، والنسائي في الإيمان: باب أداء الخمس 8/120.

وأخرج البخاري في " الأدب المفرد " 2/42، من حديث الأشج، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " إن فيك لخلقين يحبهما الله " قلت: وما هما يا رسول الله؟ قال: " الحلم والحياء " قلت: قديماً كان أو حديثاً؟ قال: " قديماً " قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله.

⦗ص: 227⦘

ورجاله ثقات، وله شواهد تقويه من حديث مزيدة العبدي، والزارع، ونافع العبدي، وأبي سعيد الخدري، انظرها في " مجمع الزوائد " 9/388 - 390، وابن ماجة رقم (4187) ، و " الأدب المفرد " 2/45.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه عن ابن عباس أبو جمرة، ومن طريقه:

1 -

أخرجه أحمد (1/228)(2020)، قال: حدثنا يحيى.

(ح) وابن جعفر، والبخاري (1/20) ، (9/111)، قال: حدثنا علي بن الجعد. وفي (1/32)، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندَر. وفي (9/111) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا النضر، ومسلم (1/35)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شَيْبة، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قال أبو بكر: حدثنا غُندر، وقال الآخران: حدثنا محمد بن جعفر، وأبو داود (4677)، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثني يحيى بن سعيد، والنسائي في الكبرى (316)، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، وفي الكبرى أيضًا تحفة الأشراف (6524) عن بُندار، عن محمد بن جعفر، وابن خزيمة (307)، قال: حدثنا محمد بن بشار بُندار، قال: حدثنا محمد بن جعفر. خمستهم - يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وعلي بن الجعد، والنضر، وخالد) عن شُعبة.

2 -

وأخرجه أحمد (1/333)(3086)، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر.

3-

وأخرجه البخاري (1/139)، قال: حدثنا قُتيبة بن سعيد، ومسلم (1/35)، (6/94) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو داود (3692)، قال: حدثنا مُسَدَّد، والترمذي (1599)، (2611) قال: حدثنا قتيبة، والنسائي (8/120)، قال: أخبرنا قتيبة، وابن خزيمة (2246)، قال: حدثنا أحمد بن عبدة. أربعتهم - قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وأحمد بن عبدة- عن عباد المهلبي.

4 -

وأخرجه البخاري (2/131)، قال: حدثنا حجاج، وفي (4/98) قال: حدثنا أبو النعمان. وفي (4/220)، قال: حدثنا مسدد.

وفي (5/213) قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومسلم (1/35) ، (6/94)، قال: حدثنا خلف بن هشام، وأبو داود (3692)، قال: حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد.

والترمذي (1599)(2611)، قال: حدثنا قتيبة.

وابن خزيمة (2245)، قال: حدثنا أحمد بن عَبْدة.

سبعتهم - حجاج، ومسدد، وسليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد، وخلف بن هشام، وقتيبة، وأحمد ابن عبدة - عن حماد بن زيد.

5 -

وأخرجه البخاري (5/213)، قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا أبو عامر العَقَدي، وفي (9/197)، قال: حدثنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا أبو عاصم، ومسلم (1/36)، قال: حدثني عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي.

(ح) وحدثنا نصر بن علي الجَهْضَمِيّ، قال: أخبرني أبي، والنسائي (8/322)، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا أبو عتّاب - وهو سهل بن حماد-، وابن خزيمة (307)، (1879) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر. خمستهم - أبو عامر، وأبو عاصم، ومعاذ، ونصر بن علي، وأبو عتاب- عن قُرة بن خالد.

6 -

وأخرجه البخاري (8/50) قال: حدثنا عمران بن مَيْسَرة، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أبو التيّاح.

ستتهم - شُعبة، ومَعْمر، وعباد بن عباد، وحماد بن زيد، وقُرة بن خالد، وأبو التياح- عن أبي جَمْرة، فذكره.

* رواية معمر مختصرة على: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الدُّبَّاءِ والنَّقيرِ والمُزَفَّتِ والحَنْتَمِ» .

* والروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.

- ورواه عن ابن عباس: ابن المسيب، وعكرمة، من طريقهما:

أخرجه أحمد (1/361)(3406) قال: ثنا بهز، وفي (1/361) عن عفان، وأبو داود [3694] قال: ثنا مسلم بن إبراهيم كلاهم عن: أبان العطار عن قتادة عن ابن المسيب، وعكرمة.

قلت: وقتادة هو ابن دعامة السدوسي مدلس وقد عنعنه، وبإعراض الشيخان عنه برغم كونه من رواية «ابن المسيب وعكرمة» يجعل في القلب ريبة، والله أعلم.

ص: 224

(1) في القدر: باب ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشره، رقم (2232) ، وسنده صحيح، ورواه أيضاً أحمد، وابن ماجة، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح: رواه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ربعي بن حراش:

أخرجه أحمد (1/97)(758)، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وابن ماجة (81)، قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال: حدثنا شريك. والترمذي (2145)، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة.

كلاهما - شعبة، وشريك - عن منصور، عن ربعي بن حراش، فذكره.

* أخرجه أحمد (1/133)(1112) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، وعبد بن حميد (75) قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، والترمذي (2145) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا النضر بن شُميل، عن شعبة.

كلاهما عن منصور، عن ربعي عن رجل، عن علي رضي الله عنه. قلت: قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي داود عن شعبة - يعني غير الزيادة في السند بذكر المبهم - عندي أصح من حديث أبي النضر وهكذا روى غير واحد عن منصور عن ربعي عن علي.

ص: 228

10 -

(ط) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رضي الله عنه قال: إنَّ رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاريةٍ له سوداء، فقال: يا رسول الله، [إن](1) عليّ رقَبةً مُؤمنَةً، أفأعتقُ هذه (2) ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أتشهدين أن لا إله إلا الله» ؟ قالتْ: نعم، قال:«أتشهدين أنَّ محمَّدًا رسولُ الله» ؟ قالت: نعم. قال: «أتؤمنين (3) بالبعث بعد الموت؟» قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اعْتِقْها» أخرجه «الموطأ» (4) .

(1) زيادة من " الموطأ ".

(2)

في " الموطأ ": " بدل أفأعتق هذه؟ " فإن كنت تراها مؤمنة أعتقها.

(3)

في " الموطأ ": أتوقنين.

(4)

في " العتق والولاء ": باب ما يجوز من العتق في الرقبة الواجبة 2/771، مرسلاً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

مرسل: رواه مالك في الموطأ [1551] عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.

قلت: كذا رواية الإمام مالك عن ابن شهاب الزهري، ورواه معمر عن الزهري عن عبيد الله عن رجل من الأنصار، وهذا موصول، ورواه الحسين بن الوليد عن مالك، عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة فذكر الحديث. قاله الزرقاني في شرحه (4/107) .

قلت: الحسين لم يجوّد الخبر عن مالك، وتابع المسعودي ابن شهاب إلا أنه خالفه فقال: عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة، والمسعودي مختلط لكن تابعه عامر بن مسعود عند البيهقي في الكبرى (7/388) .

ص: 228

11 -

(د س) الشريدُ بن سويد الثقفي رضي الله عنه قال: إنَّ أمَّه أوْصتهُ أن يعتق عنها رقَبَةً مُؤمنةً، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

⦗ص: 229⦘

يا رسول الله، إنَّ أمِّي أوصَتْ أن أعتقَ عنها رقَبةً مؤمنةً، وعندي جاريةٌ سوداءُ نُوبِيَّةٌ، أفأعْتِقُها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ادْعُ بها» . فَدَعوتُها، فجاءَتْ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:«من ربُّكِ» ؟ قالت: اللهُ، قال:«فَمَنْ أنا» ؟ قالت: رسولُ الله، قال:«أعتِقْها، فإنَّها مؤمنة» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .

(1) أبو داود في " الأيمان والنذور ": باب في الرقبة المؤمنة، رقم (3283) ، والنسائي في " الوصايا " باب فضل الصدقة عن الميت 6/252 وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

حسن: أخرجه أحمد (4/222) ، (388)، قال: حدثنا عبد الصمد، وفي (4/389) قال: حدثنا مهنأ بن عبد الحميد.

والدارمي (2353)، قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وأبو داود (3283)، قال: حدثنا مُوسى بن إسماعيل.

والنسائي (6/252)، قال: أخبرنا موسى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك.

أربعتهم - عبد الصمد، ومهنأ بن عبد الحميد، وأبو الوليد الطيالسي، هشام بن عبد الملك، وموسى بن إسماعيل- قالوا: حدثنا حماد - هو ابن سلمة - قال: حدثنا محمد بن عَمْرو، عن أبي سلمة، فذكره.

قلت: حماد بن سلمة صاحب أوهام، وهو قوي في ثابت البناني اعتمده مسلم في الصحيح، وأخرج له في الشواهد من غير ثابت، وإسناد الحديث حسن.

ص: 228

12 -

(م ط د س) معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنَّ جاريةً كانت لي (1) ، تَرعى غَنَمًا لي، فجِئْتُها، وقد فقدتُ شاةً من الغنم، فسألتُها عنها؟ فقالت: أكلها الذئب. فأسِفْتُ عليها، وكنتُ من بني آدم، فَلَطَمْتُ وجْهها، وعليَّ رَقَبَةٌ، أفأعْتِقُها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أين الله» فقالت: في السماء، فقال:«من أنا؟» فقالت: أنت رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعْتِقها» . هذا لفظ «الموطأ» .

وقد أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، في حديث طويل يتضمن ذكر الصلاة، وهو مذكور في كتاب الصلاة، من حرف الصاد، وزاد في آخره «فإنها مؤمنة» .

⦗ص: 230⦘

وأخرجه أبو داود أيضًا مختصرًا، وأول حديثه، قال: قلت: يا رسول الله، جارية لي صَكَكْتُها صكَّةً، فعظَّم ذلك عليّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت: أفلا أعتقُها؟

وذكر الحديث (2) .

وكلهم أخرجوه عن مُعَاوية بن الحكم السُّلَمي، إلا مالكًا، فإنه أخرجه عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عُمر بن الحكم.

قال بعض العلماء: هكذا قال مالك «عُمر بن الحَكَم» ولم تختلف الرواة عنه في ذلك، وهو وَهْمٌ عند جميع أهل العلم، وليس في الصَّحابة مَن يقال له: عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم. كذلك قال فيه كل من روَى هذا الحديث عن هلال وغيره.

وأما «عمر بن الحكم» فهو من التابعين، وهو عمر بن الحكم بن أبي الحكم، من بني عمرو بن عامر، وقيل: هو حَليفٌ لهم، وكان من ساكني المدينة، وتُوفِّي سَبْعَ عشرَة ومائةٍ.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

فأَسفتُ: أَسِفَ الرجلُ يَأسَفُ أسفًا، فهو آسف: إذا غضب.

رَقَبة: الرقبة في الأصل: العنق، جُعِل عبارة عن ذات الإنسان

⦗ص: 231⦘

الرقيق، ذكرًا كان أو أنثى.

صككتها: الصَّكُّ: الضربُ، أراد أنه لطمها، وقد جاء في بعض الروايات:«فَلَطَمْتُها» .

(1) لفظ الموطأ: إن جارية لي كانت.

(2)

مسلم في " المساجد "، باب تحريم الكلام في الصلاة رقم (537) ، ومالك في " العتق والولاء "، باب ما يجوز من العتق في الرقبة الواجبة 2/776، 777، وأبو داود في " الأيمان والنذور " باب في الرقبة المؤمنة رقم 3282، والنسائي في " الصلاة " باب الكلام في الصلاة 3/14 - 18.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (5/447)، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثني الحجاج بن أبي عثمان، وفي (5/448) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، وفي (5/448)، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان ابن يزيد العطار، وفي (5/448) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف، والدارمي (1510) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي (1511) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن عُلَيَّة، ويحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف، والبخاري في خلق أفعال العباد (26) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا أبو حفص التنيسي، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي جزء القراءة خلف الإمام (69)، قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبان، وفي (70)، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن الحجاج، ومسلم (2/70، 71، 7/35)، قال: حدثنا أبو جعفر، محمد بن الصباح، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأوزاعي.

وأبو داود (930، 3282، 3909)، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيي، عن الحجاج الصواف، وفي (930)، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف، والنسائي (3/14) ، وفي الكبرى (471، 1050)، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي، وفي الكبرى (تحفة الأشراف)(8/11378) عن عَمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن الحجاج الصواف.

أربعتهم - الحجاج بن أبي عثمان الصواف، وهمام وأبان بن يزيد، والأوزاعي- عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، فذكره.

* وأخرجه مالك في الموطأ (485) ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف (8/11378) ، عن قتيبة.

(ح) وعن الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم كلاهما عن مالك عن هلال بن أسامة، عن عطاء ابن يسار، عن عمر بن الحكم فذكره.

كذا يقول مالك: عمر بن الحكم، وفي رواية يحيى بن أبي كثير: معاوية بن الحكم.

ص: 229

13 -

(د) أبو هريرة رضي الله عنه قال: إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداءَ، فقال: يا رسول الله، إنَّ عليّ رقَبةً مؤمنةً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أيْنَ اللَّه» ؟ فأشارتْ إلى السَّماء بإصبعها، فقال لها:«فمن أنا» ؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء - تعني: أنت رسول الله - فقال: «أعْتِقْها، فإنها مؤمنة» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

فإنها مؤمنة: قال الخطابي: إنما حكم بأنها مؤمنة بهذا القدر من قولها، وهو أنه لما سألها: أين الله؟ قالت: في السماء، وهذا القدر لا يكفي في ثبوت الإسلام والإيمان، دون الإقرار بالشهادتين، والتبرؤ من سائر الأديان؛ لأنه صلى الله عليه وسلم رأى منها أمارة الإسلام، وأنها في دار الإسلام، وبين المسلمين، وتحت رقِّ المسلم، وهذا القدر يكفي عَلمًا لذلك.

ألا ترى أنا إذا رأينا رجلاً وامرأة مقيمين في بيت، فسألناه عنها، فقال: هي زوجتي، وصدَّقته على ذلك، فإننا نقبل قولهما، ولا نكشف عن أمرهما

⦗ص: 232⦘

ولا نطلب منهما شرائطَ العقد، فإذا جاءنا رجل وامرأة أجنبيان، يريدان ابتداءَ عقد النكاح، فإننا نطالبهما بشروط النكاح، من إحضار الولي، والشهود، وغير ذلك، وكذلك الكافر إذا عُرض عليه الإسلام، لم نقتصر منه على قوله: إني مُسلم، حتى يَصفَ الإسلام بكماله وشرائطه.

وإذا جاءنا من يُجهَلُ حالُهُ في الكفر والإيمان، فقال: إني مسلم، قبلناه، فإذا كان عليه أَمَارَةُ الإسلام - من هيئةٍ وإشارَةٍ ودارٍ - كان قَبول قوله أولى، بل يُحكم عليه بالإسلام، وإن لم يقل شيئًا.

(1) في " الأيمان والنذور " باب في الرقبة المؤمنة رقم 3284، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد رمي بالاختلاط، لكن يشهد له حديث معاوية بن الحكم السابق فيتقوى به.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف. أخرجه أبو داود [3284] قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: حدثنا يزيد ابن هارون، قال: أخبرني المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن عبد الله بن عتبة، فذكره.

وأحمد (2/291) عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به.

قلت: تقدم الإشارة إليه في الحديث رقم [10] ، والمسعودي مختلط، وعندي المحفوظ كونه مرسلاً عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كما تقدم تحقيق ذلك.

ص: 231

14 -

(م ت) العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمَّدٍ رَسُولاً» .. أخرجه مسلم والترمذي (1) .

(1) مسلم في " الإيمان "، باب الدليل على أن من رضي بالله رباً

رقم (34)، والترمذي فيه: باب ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، رقم (2758) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (1/208)(1778)، قال: حدثنا محمد بن إدريس - يعني الشافعي- قال: حدثنا عبد العزيز ابن محمد، وفي (1/208) (1779) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، ومسلم (1/46)، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي، وبشر بن الحكم، قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو ابن محمد الدَّرَاوَرْدي، و «الترمذي» (2623) قال: حدثنا قُتيبة، قال: حدثنا الليث.

كلاهما - عبد العزيز، والليث- عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، فذكره.

ص: 232

15 -

(د) عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ من فَعلهنَّ فقد طَعم طَعْم الإيمان: مَن عَبد الله وحدَهُ، وعَلمَ أنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاةَ ماله طيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه كلَّ عامٍ، ولم يُعطِ الهَرِمَة، ولا الدَّرِنَةَ ولا المريضة، ولا الشَّرَطَ اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره. ولم يأمركم بشرِّه» .

⦗ص: 233⦘

أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

رافدة عليه: الرافدة: الفاعلة من الرِّفد، وهي العطاء والإعانة، أي: مُعينة له على أداء الزكاة، غير مُحدَّثة نفسه بمنعها، فهي تَرْفُدُه وتُعينُهُ.

الهرمة: المسنَّة، الكبيرة السنّ من كلِّ حيوان.

الدَّرنة: أراد بها: الرديئة، فجعل الرَّداءة دَرنًا، والدَّرَنُ: الوسخ.

الشَرَط: الرذيلة من المال، كالصغيرة، والمسنة، والعجفاء، ونحو ذلك.

اللئيمة: أَرْدَأ المال وأرذله.

(1) في الزكاة رقم (1582) باب في زكاة السائمة، وهو منقطع، قال الحافظ في " التلخيص " 1/55: ورواه الطبراني، وجود إسناده، وسياقه أتم سنداً ومتناً.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أبو داود (1582)، قال: وقرأت في كتاب عبد الله بن سالم بحمص-عند آل عمرو ابن الحارث الحمصي - عن زبيد، قال: أخبرني يحيى بن جابر، عن جبير بن نفير، عن عبد الله بن معاوية، فذكره.

قال الحافظ الزيلعي: ولم يصل أبو داود به سنده، ووصله الطبراني، والبزار، وقد ذكرناه في أحاديث الأصول. نصب الراية (2/428) بتحقيقي. جوَّد الحافظ إسناده من رواية الطبراني، تلخيص الحبير (1/55) ، ومشاه الحافظ المنذري في الترغيب [1125/بتحقيقي] ، وصححه الشيخ الألباني.

ص: 232

16 -

(س) بهز بن حكيم رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال: قلتُ: يا نبي الله، ما أتيتُك حتى حلفت أكثر من عددهنَّ - لأصابع يديه -: أن لا آتيك، ولا أتي دِينك، وإني كنتُ امرءًا لا أعْقِل شيئًا، إلا ما عَلَّمني اللهُ ورسولُهُ، وإني سألتُك بوجه الله، بم بَعثك الله إلينا؟ قال:«بالإسلام» قال: وما آياتُ الإسلام؟ قال: «أن تقول: أسلمت وجهي لله، وتخلَّيت، وتُقيمَ الصلاة، وتُؤتي الزكاة» .

زاد في أخرى «كلُّ مُسلمٍ على مُسلِمٍ مُحرمٌ، أخوان نَصيران، لا يُقبَلُ عن مُشرِكٍ بعدَ ما أسلَمَ عملٌ، أو يُفارق المشركين إلى المسلمين» . أخرجه

⦗ص: 234⦘

النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

تَخلَّيتُ: تبرأت من الشرك، وانقطعت عنه.

كُلُّ مسلم على مسلم محرم: يقال: أحرم الرجل: إذا اعتصمَ بحرمةٍ تمنع عنه، ويقال: إنه لمحرمٌ عنك: أي يحرم أذاك عليه، ويقال: مسلم محرم، وهو الذي لم يُخَلِّ من نفسه شيئًا يوقِعُ به، يريد: أن المسلم معتصم بالإسلام، ممتنع بحرمته ممن أراده، أو أراد ماله.

أخوان نصيران: أي هما أخوان نصيران، أي: يتناصران ويتعاضدان، والنصير: فعيل بمعنى فاعل، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول.

(1) حديث حسن والرواية الأولى أخرجها النسائي في " سننه " 5/4، كتاب الزكاة: باب وجوب الزكاة والثانية في الزكاة أيضاً: باب من سأل بوجه الله عز وجل 5/82، 83 وأخرج بعضه ابن ماجه رقم (2536)، كتاب " الحدود " باب المرتد عن دينه بلفظ " لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملاً حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ". وأخرجه ابن حبان في " صحيحه " رقم (28) موارد من حديث حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية عن أبيه أنه قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك فما الذي بعثك به؟ قال: " الإسلام " قال: وما الإسلام؟ قال: " أن تسلم قلبك لله، وأن توجه وجهك لله، وأن تصلي الصلوات المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، أخوان نصيران (ووقع في الموارد بصيران وهو تصحيف) لا تقبل من عبد توبة أشرك بعد إسلامه ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

حسن: أخرجه أحمد (4/446)، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث، قال: حدثني شبل بن عباد، (ح) وابن أبي بكير، يعني يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شبل بن عباد، قال: سمعت أبا قزعة، وفي (5/3) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. قال: أخبرنا أبو قزعة الباهلي. وفي (5/4) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن بهز. وفي (5/4) قال: حدثنا إسماعيل. قال: أخبرنا بهز بن حكيم. والنسائي (5/4)(82)، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمر، قال: سمعت بهز بن حكيم. وفي الكبرى - تحفة الأشراف- (8/11397) ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير، عن شبل بن عباد، عن أبي قزعة.

كلاهما - أبو قزعة، وبهز بن حكيم) عن حكيم بن معاوية، عن أبيه معاوية بن حيدة.

قلت: مداره «بهز» وحديثه حسن، وقارنه أبو قزعة الباهلي.

ص: 233

17 -

(م) سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا بعدك، قال:

⦗ص: 235⦘

«قل: آمَنْتُ بالله، ثم استقم» . أخرجه مسلم (1) .

(1) رقم (38) في الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: رواه عروة عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه:

أخرجه أحمد (3/413)، قال: ثنا وكيع، وأبو معاوية، ومسلم (1/47)، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قالا: ثنا ابن نمير.

(ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم جميعًا عن جرير.

(ح) وحدثنا أبو كريب قال: ثنا أبو أسامة، كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه.

- ورواه عبد الله بن سفيان عن أبيه:

أخرجه أحمد (3/413)، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، وفي (4/384)، قال: ثنا هشيم، والدارمي (2713)، قال: أخبرنا سعيد بن الربيع، قال: ثنا شعبة، والنسائي في الكبرى - التحفة (4478) عن بندار، عن غندر، عن شعبة.

(ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل، عن شعبة كلاهما عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله ابن سفيان عن أبيه.

ص: 234