المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌حرف الخاء

- ‌الكتاب الأول: في الخُلُق

- ‌الكتاب الثاني: في الخوف

- ‌الكتاب الثالث: في خَلقِ العالَم

- ‌الفصل الثالث: في خلق آدم، ومن جاء صفته من الأنبياء عليهم السلام

- ‌الكتاب الرابع: في الخلافة والإمارة

- ‌الباب الأول: في أحكامها

- ‌الفصل الأول: في الأئمة من قريش

- ‌الفصل الثاني: فيمن تصح إمامته وإمارته

- ‌الفصل الثالث: فيما يجب على الإمام والأمير

- ‌الفصل الرابع: في كراهية الإمارة، ومنع من سألها

- ‌الفصل الخامس: في وجوب طاعة الإمام والأمير

- ‌الفصل السادس: في أعوان الأئمة والأمراء

- ‌الفصل السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: في ذكر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وبيعتهم

- ‌الكتاب الخامس: في الخلع

- ‌ترجمة الأبواب التي أَوَّلها خاء ولم تَرِد في حرف الخاء

- ‌الكتاب الأول: في الدعاء

- ‌الباب الأول: في آداب الدعاء وجوائزه

- ‌الفصل الأول: في الوقت والحالة

- ‌الفصل الثاني: في هيئة الداعي

- ‌الفصل الثالث: في كيفية الدعاء

- ‌الفصل الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الباب الثاني: في أقسام الدعاء

- ‌القسم الأول: في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها

- ‌الفصل الأول: في ذكر اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى

- ‌الفصل الثاني: في أدعية الصلاة مجملاً ومفصلاً

- ‌الاستفتاح

- ‌بعد التشهد

- ‌في الصلاة مطلقاً ومشتركاً

- ‌عند التهجد

- ‌الفصل الثالث: في أدعية الصباح والمساء

- ‌الفصل الرابع: في أدعية النوم والانتباه

- ‌الفصل الخامس: في أدعية الخروج من البيت والدخول إليه

- ‌الفصل السادس: في أدعية المجلس والقيام عنه

- ‌الفصل السابع: في أدعية السفر والقفول

- ‌الفصل الثامن: في أدعية الكرب والهم

- ‌الفصل التاسع: في دعاء الحفظ

- ‌الفصل العاشر: في دعاء الاستخارة والتروي

- ‌الفصل الحادي عشر: في أدعية اللباس

- ‌الفصل الثاني عشر: في أدعية الطعام والشراب

- ‌الفصل الثالث عشر: في دعاء قضاء الحاجة

- ‌الفصل الرابع عشر: في دعاء الخروج إلى المسجد والدخول إليه

- ‌الفصل الخامس عشر: في الدعاء عند رؤية الهلال

- ‌الفصل السادس عشر: في دعاء الرعد والسحاب

- ‌الفصل السابع عشر: في الدعاء عند الريح

- ‌الفصل الثامن عشر: في الدعاء يوم عرفة وليلة القدر

- ‌الفصل التاسع عشر: في الدعاء عند العطاس

- ‌الفصل العشرون: في أدعية مفردة

- ‌دعاء ذي النون

- ‌دعاء داود

- ‌دعاء قوم يونس

- ‌الدعاء عند رؤية المبتلى

- ‌القسم الثاني: في أدعية غير مؤقتة ولا مضافة

- ‌الفصل الأول: في الاستعاذة

- ‌الفصل الثاني: في الاستغفار والتسبيح، والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة

- ‌الفرع الأول: فيما اشتركن فيه من الأحاديث

- ‌الفرع الثالث: في التهليل

- ‌الفرع الرابع: في التسبيح

- ‌الفرع الخامس: في الحوقلة

- ‌الفصل الثالث: في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: في دية النفس وتفصيلها

- ‌الفرع الأول: في دية الحر المسلم الذكر

- ‌الفرع الثاني: في دية المرأة، والمكاتب، والمعاهد والذمي، والكافر

- ‌الفصل الثاني: في دية الأعضاء والجراح

- ‌العين

- ‌الأصابع

- ‌الجراح

- ‌الفصل الثالث: فيما اشتركت النفس والأعضاء فيه من الأحاديث

- ‌الفصل الرابع: في دية الجنين

- ‌الفصل الخامس: في قيمة الدية

- ‌الفصل السادس: في أحكام تتعلق بالديات

- ‌ترجمة الأبواب التي أَوَّلها دال ولم تَرِد في حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌الكتاب الأول: في الذكر

- ‌الكتاب الثاني: في الذبائح

- ‌الفصل الأول: في آداب الذبح ومنهياته

- ‌الفصل الثاني: في هيئة الذبح وموضوعه

- ‌الفصل الثالث: في آلة الذبح

- ‌الفصل الرابع: فيما نهي عن أكله من الذبائح

- ‌الكتاب الثالث: في ذم الدنيا، وذم أماكن من الأرض

- ‌الفصل الأول: في ذم الدنيا

- ‌الفصل الثاني: في ذم أماكن من الأرض

- ‌ترجمة الأبواب التي أَوَّلها ذال ولم تَرِد في حرف الذال

- ‌ حرف الراء:

- ‌الكتاب الأول: في الرحمة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌الفصل الثاني: في ذكر رحمة الله تعالى

- ‌الفصل الثالث: فيما جاء من رحمة الحيوانات

- ‌الكتاب الثاني: في الرفق

- ‌الكتاب الثالث: في الرهن

- ‌الكتاب الرابع: في الرياء

- ‌ترجمة الأَبواب التي أَولها راء ولم ترد في حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌الكتاب الأول: في الزكاة

- ‌الباب الأول: في وجوبها وإثم تاركها

- ‌الباب الثاني: في أحكام الزكاة المالية وأنواعها

- ‌الفصل الأول: فيما اشتركن فيه من الأحاديث

- ‌الفصل الثاني: في زكاة النعم

- ‌الفصل الثالث: في زكاة الحلي

- ‌الفصل الرابع: في زكاة المعشرات والثمار والخضروات

- ‌الفصل الخامس: في زكاة المعدن والركاز

- ‌الفصل السادس: في زكاة الخيل والرقيق

- ‌الفصل الثامن: في زكاة [مال] اليتيم

- ‌الفصل العاشر: في أحكام متفرقة للزكاة

- ‌الباب الرابع: في عامل الزكاة وما يجب له وعليه

- ‌الباب الخامس: فيمن تحل له، ومن لا تحل له

- ‌الفصل الأول: فيمن لا تحل له

- ‌الفصل الثاني: فيمن تحل له الصدقة

- ‌الفصل الثاني: فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليه من الفقر

- ‌الباب الأول: في الحلي

- ‌الفصل الأول: في الخاتم

- ‌[الفرع] الأول: فيما يجوز منه، وما لا يجوز

- ‌الفرع الثاني: في أي إصبع يلبس الخاتم

- ‌الفصل الثاني: في أنواع من الحلي متفرقة

- ‌الفصل الأول: في خضاب الشعر

- ‌الفصل الثاني: في خضاب البدن

- ‌الباب الثالث: في الخَلُوق

- ‌الباب الرابع: في الشعور

- ‌الفصل الأول: في شعر الرأس: الترجيل

- ‌الحلق والجز

- ‌الوصل

- ‌السدل والفرق

- ‌الفصل الثاني: في شعر اللحية والشارب

- ‌نتف الشيب

- ‌قص الشارب واللحية

- ‌الباب الخامس: في الطيب والدهن

- ‌الباب السادس: في أمور من الزينة متعددة، والأحاديث فيها منفردة ومشتركة

- ‌ نوع أول

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌الباب السابع: في الصور والنقوش والستورذم المصورين

- ‌كراهية الصور والستور

- ‌ترجمة الأبواب التي أَوَّلها زاي ولم تَرِد في حرف الزاي

الفصل: ‌في الصلاة مطلقا ومشتركا

‌في الصلاة مطلقاً ومشتركاً

2181 -

(م ت د س) علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال: «كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: وَجَّهْتُ وجهيَ للذي فَطرَ السَّمواتِ والأرضَ حَنيفاً، وما أنا مِنَ المشركين، إِنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومماتي للهِ رَبِّ العالمينَ، لا شريكَ لَهُ، وبِذَلِكَ أُمِرتُ وأنا من المسلمينَ، اللهم أَنت الملِكُ، لا إلهَ إلا أنتَ، أنت ربي، وأنا عبدُكَ، ظَلَمْتُ نَفسي، واعتَرفْتُ بذنبي، فاغفِر لي ذُنُوبي جميعاً، لا يغفر الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ، واهدني لأحْسنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأحسنِها إلا أنت، وَاصرفْ عَني سَيِّئَها، لا يصرفُ عني سَيِّئَهَا إِلا أنتَ، لَبيكَ وسعدَيك، والخيرُ كُلُّهُ بيدَيكَ، والشَّرُّ لَيسَ إليكَ،

⦗ص: 207⦘

أنَا بِكَ وإِليكَ، تَبَارَكتَ وتَعَالَيْتَ، أَستغفِرُكَ وأتوب إليك، وإذا رَكَعَ قال: اللَّهمَّ لَكَ رَكعتُ، وبكَ آمَنتُ، ولك أَسلمتُ، خَشَعَ لك سَمعي، وبَصَري ومُخِّي، وعَظْمي، وعَصَبي، وإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قال: اللهم رَبَّنا لك الحمدُ مِلءَ السموَاتِ، [ومِلء] الأرضِ، ومِلءَ ما بينهما، وَمِلءَ ما شِئْتَ مِن شَيءٍ بعدُ، وإذا سَجَدَ قال: اللهم لك سَجَدْتُ، وبِكَ آمنت، ولك أَسلمتُ، سَجَدَ وجهي لِلذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصرَهُ، تباركَ الله أحسنُ الخالقينَ، ثم يكونُ مِنْ آخر ما يقُول بَينَ التَّشَهُّدِ والتَّسليم: اللَّهمَّ اغفِر لي مَا قَدَّمتُ، وَمَا أَخَّرتُ، وَمَا أسررْتُ، وما أعلنتُ، وما أسْرَفتُ، وما أَنت أعلم بِهِ مني، أنتَ المُقَدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنتَ» هذه رواية مسلم، والترمذي.

وللترمذي في رواية أخرى: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا قامَ إلى الصَّلاةِ المكتُوبَةِ رَفَعَ يَديهِ حَذْوَ مَنْكَبِيْهِ، وَيَصنَعُ ذلك إذا قَضَى قِراءَتَهُ، وَأرَاد أنْ يَركَعَ، ويَصنَعهُ إِذا رفع رأسَهُ من الرُّكوعِ، ولا يرفعُ يديْهِ في شيء من صَلاتِهِ وهو قَاعِدٌ، فإذا قَامَ من سَجدَتَينِ رَفَعَ يَديهِ كذلك، فَكَبَّرَ، ويقولُ حِينَ يَفتتِحُ الصَّلاةَ بعدَ التَّكْبيرِ: وجهَّتُ وجهي

وذكر الحديث» .

وله في أخرى مثل الأولى، إلا أنَّهُ أَسقَطَ منها: «الخيرُ كُلُّهُ في يدَيكَ،

⦗ص: 208⦘

والشَّرُّ لَيسَ إليكَ، أنَا بِكَ وإِليكَ» وَجَعَلَ بَدَلَ هذا كُلِّهِ:«آمَنتُ بِكَ، تَبَارَكْتَ وتعاليتَ.. وذكر الحديث» .

وفي روايةِ أبي داود مثل رواية مسلم، إلا أنَّ أوَّلَها: «كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قَامَ إِلى الصَّلاةِ كَبَّرَ، ثم قال:

وذكر الحديث» ، وليسَ عنده:«الشرُّ لَيْسَ إِليكَ» ، ولا لَفْظَةُ:«اللهم» في قولِهِ: «اللَّهُمَّ رَبَّنا ولك الحمدُ» ، وعندَه زيادةٌ بعد قوله:«صَوَّرهُ» : «فأحسَنَ صُورَهُ» ، وعنده بعد «الخَالِقينَ» : «وإِذَا سَلَّمَ من الصلاةِ قال: اللهم اغْفِر لي ما قَدَّمتُ

» الحديث.

وله في أخرى نحو رواية الترمذي التي أولها: كان إِذا قَامَ إِلى الصلاةِ المكتُوبةِ» . وفيه زيادة لفظٍ ونقصٌ، مع اتِّفَاقِ المعنى.

وأخرج النسائي منه من أوله إلى قوله: «تباركتَ وتعاليتَ، أستغفرك، وأتوب إليك» .

وأخرج منه أيضاً مُفرَداً دُعَاءَ الركوعِ، وأخرج منه مفرداً أيضاً دعاءَ السجودِ، وزاد فيه:«فأحسنَ صُورَهُ» (1) .

⦗ص: 209⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(لبيك وسعديك) : تعظيم لإجابة الداعي، وقد سبق شرحهما فيما سبق من الكتاب (2) .

(والشر ليس إليك) : معنى هذا الكلام الإرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى، ومدحه بأن تضاف محاسن الأشياء إليه دون مساوئها، وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإثباته لها، فإن محاسن الأمور تضاف إلى الله عز وجل عند الثناء عليه دون مساوئها، كما قال تعالى:{ولِلهِ الأسمَاءُ الحُسنى فَادْعُوهُ بها} [الأعراف: 180] فيقال: يا رب السموات والأرض، ولا يقال: يا رب الكلاب والخنازير، وسئل الخليل بن أحمد عن ذلك؟ فقال: معناه: ليس ذلك مما يتقرب به إليك، كقولهم: أنا منك وإليك، أي معدود من جملتك ومنتمٍ إليك.

(1) رواه مسلم رقم (771) في صلاة المسافرين، باب الدعاء، في صلاة الليل وقيامه، والترمذي رقم (3417) و (3418) و (3419) في الدعوات، باب دعاء في أول الصلاة، وأبو داود رقم (760) في الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والنسائي 2 / 130 في الافتتاح، باب نوع آخر من الذكر والدعاء بين التكبير والقراءة.

(2)

انظر الجزء 3 / 91 الحديث رقم (1371) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: راجع تخريج الحديث تخريج رقم (2170) .

ص: 206

(1) في الأصل: قال: يا معاذ، والتصحيح من النسائي.

(2)

رواه أبو داود رقم (1522) في الصلاة، باب الاستغفار، والنسائي 3 / 53 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح: قلت: وفي لفظه:

قال: وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة ابن مسلم.

أخرجه أحمد (5/244) قال: حدثنا المقرئ. وفي (5/247) قال: حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (1522) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. والنسائي (3/53) وفي الكبرى (1135) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. وفي عمل اليوم والليلة (109) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (751) قال: حدثنا محمد بن مهدي العطار، قال: حدثنا المقرئ.

ثلاثتهم (عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو عاصم، وابن وهب) عن حيوة بن شريح، قال: سمعت عقبة ابن مسلم، قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، فذكره.

ص: 209

(1) 3 / 54 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 125، والترمذي رقم (3404) ، وفي إسناده ضعف، وسيأتي رقم (2245) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف، للجهالة: أخرجه أحمد (4/125) قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3407) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما (يزيد، وسفيان) عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، فذكره.

* أخرجه النسائي (3/54) . وفي الكبرى (1136) قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس. فذكره، ليس فيه:«عن رجل من بني حنظلة» .

* في رواية يزيد بن هارون: «عن الحنظلي» ،وزاد في أول الحديث:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات، ندعو بهن في صلاتنا، أو قال: في دبر صلاتنا....» ثم ذكر الحديث.

* وفي رواية حماد بن سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر

» الحديث.

ص: 210

2184 -

(س) عطاء بن السائب رحمه الله: عن أبيه قال: صلَّى بِنَا عَمَّارُ بنُ ياسِرٍ صَلاة، فَأوجَزَ فيها، فقال له بَعضُ القَومِ: «لقد خَفَّفْتَ وأوجَزْتَ الصلاةَ، فقال: أمَا عليَّ ذلك، لقد دعوتُ فيها بِدَعوَاتٍ سَمِعْتُهنَّ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ رَجلٌ من القومِ - هو أبي، غَيرَ أنه كَنَى عن نَفْسِهِ - فسألَهُ عن الدُّعاءِ؟ ثم جاءَ، فَأخبَرَ بِهِ القومَ: اللهمَّ بِعلْمِكَ الغَيبَ، وَقُدرَتِكَ على الخَلقِ، أحيني ما عَلِمْتَ الحيَاةَ خَيْراً لي، وتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاةَ خَيراً لي، اللهمَّ وأسألك خشيتك في الغيبِ والشهادة، وأَسألك كلمة الحقِّ في الرضى والغضب، وأسأَلك القَصْدَ في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يَنْفَدُ، وأسألك قُرَّة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرِّضىَ بعدَ القَضاءِ، وأسأَلك بَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ، وَأَسأْلك لَذَّةَ النظر إلى وَجهِكَ، والشَّوقَ إلى لِقَائِكَ، في غير ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولا فِتْنَةٍ مُضِلَّة،

⦗ص: 211⦘

اللهمَّ زَيِّنَّا بِزِينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُدَاة مَهْدِيِّينَ» .

وفي رواية عن قيس بن عُبَاد (1) قال: صَلَّى عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ بالقَومِ صلاة أَخَفَّها، فَكَأنَّهمْ أنْكَرُوهَا، فقال: أَلَم أُتِمَّ الركوعَ والسجودَ؟ قالوا: بَلى، قال: أمَا إِني دَعَوتُ فيها بِدُعَاءٍ كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعُو بِهِ: اللهمَّ

وذكر الحديث، وفيه كلمة: الإخلاص بدل: الحق أخرجه النسائي (2) .

(1) في الأصل: قيس بن عبادة، والتصحيح من النسائي، وكتب الرجال.

(2)

3 / 54 و 55 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده جيد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح، إن كان حماد هو ابن زيد: أخرجه النسائي (3/54) قال: أخبرنا حبيب بن عربي، قال: ثنا حماد، قال: ثنا عطاء بن السائب، فذكره.

* ورواية قيس بن عباد:

أخرجها النسائي (3/55) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا شريك، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، فذكره.

* أخرجه أحمد (4/264) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (4/264) أيضا قال: حدثنا إسحاق الأزرق. كلاهما (أسود، وإسحاق) عن شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، قال: صلى بنا عمار.... فذكر نحوه. ليس فيه «قيس بن عباد» .

* رواية أسود مختصرة على: «صلى عمار صلاة فجوز فيها، فسئل، أو فقيل له، فقال: ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ص: 210

2185 -

(خ م د س) عائشة رضي الله عنها: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم «كانَ يَدْعُو في الصلاةِ يقول: اللهمَّ إني أَعوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وأعوذُ بِكَ من فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجالِ، وأعوذُ بكَ من فِتنَةِ المَحيا وفِتنَةِ المَماتِ، اللهمَّ إِني أعوذُ بِكَ من المَأْثَمِ والمغْرَمِ، فقال له قائِلٌ: مَا أَكْثَرَ ما تَستَعيذُ من المَغْرَمِ؟ فقال: إِنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ حَدَّثَ [فَكَذَبَ] ، ووعَدَ فَأخلفَ» .

وفي روايةٍ قالت: «سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِيذُ في صلاته من فِتنةِ الدَّجالِ» . أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي (1) .

(1) رواه البخاري 2 / 263 في صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام، وفي الاستقراض، باب من استعاذ من الدين ، وفي الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم رقم (589) في المساجد، باب ما يستعاذ منه في الصلاة، وأبو داود رقم (880) في الصلاة، باب الدعاء في الصلاة، والنسائي 3 / 56 في السهو، باب نوع آخر من التعوذ في الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/88) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (6/89) قال: حدثنا يونس. قال: حدثنا ليث، عن يزيد، يعني ابن الهاد. وفي (6/244) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (6/270) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وعبد بن حميد (1472) قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. والبخاري (1/211) و (3/154) بالهامش. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (3/154) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق. وفي (9/75) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. ومسلم (2/92) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. وفي (2/93) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: أخبرنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وأبو داود (880) قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا شعيب. والنسائي (3/56) وفي الكبرى (1141) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا أبي، عن شعيب. وفي (8/258) قال: أخبرني محمد بن عثمان بن أبي صفوان. قال: حدثني سلمة بن سعيد بن عطية، وكان خير أهل زمانه. قال: حدثنا معمر. وفي (8/264) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا بقية. قال: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم الحمصي. وابن خزيمة (852) قال: أخبرني أبو الحكم أن أباه وشعيبا أخبراهم. قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن الهاد.

سبعتهم (شعيب، ويزيد بن الهاد، وصالح بن أبي الأخضر، وصالح بن كيسان، ومعمر، ومحمد بن أبي عتيق، وسليمان بن سليم) عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.

- ورواه عنها طاوس:

أخرجه أحمد (6/200) قال: حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (722) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا روح.

كلاهما (عبد الرزاق،وروح) عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، فذكره.

ص: 211

2186 -

(خ م ت س) أبو بكر الصديق رضي الله عنه: قال: قُلْتُ: «يا رسولَ الله، عَلمني دُعاء أَدعو بِهِ في صَلاتي، قال: قُلْ: اللهمَّ إني ظَلمتُ نَفسي ظُلْماً كثيراً، ولا يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنتَ، فَاغْفِر لي مَغْفِرَة من عِنْدِكَ، وارحمني، إنك أَنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ» .

وقد جَعَلَهُ بعضُ الرُّواةِ من مسنَدِ عبد الله بن عمرو بن العاص؛ لأنه قال فيه: عن عبد الله «أنَّ أبا بكرٍ قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم

» أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

وهذا الحديثُ هو أولُ حديثٍ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» للحُمَيدِيِّ (1) .

(1) رواه البخاري 2 / 265 في صفة الصلاة، باب الدعاء قبل السلام، وفي الدعوات، باب الدعاء في الصلاة، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (2705) في الذكر والدعاء، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، والترمذي رقم (3521) في الدعوات، باب دعاء يقال في الصلاة، والنسائي 3 / 53 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (1/3)(8) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (1/7)(28) قال: حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (5) قال: أخبرنا الحسن بن موسى. والبخاري (1/211) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد. وفي (8/89) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (8/74) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وابن ماجة (3835) قال: حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (3531) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/53) . وفي البكرى (1134) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. وابن خزيمة (845) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال: حدثنا أبي، وشعيب.

ثمانيتهم (هاشم، وحجاج، والحسن، وقتيبة، وعبد الله بن يوسف، ومحمد، وعبد الله بن الحكم، وشعيب) قال عبد الله بن يوسف: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا الليث «وهو ابن سعد» قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

* وأخرجه أحمد (1/4)(8) قال: حدثناه حسن الأشيب، عن ابن لهيعة، قال: قال: كبيرا.

ص: 212

(1) رواه البخاري 8 / 564 في تفسير سورة: {إذا جاء نصر الله والفتح} ، وفي صفة الصلاة، باب الدعاء في الركوع، وباب التسبيح والدعاء في السجود، وفي المغازي، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم رقم (484) في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: تقدم تخريجه، وهذا اللفظ من رواية الأعمش.

راجع تخريج الحديث رقم (2157) .

ص: 212

2188 -

(م) أنس بن مالك رضي الله عنه: أَنَّ عمرَ بنَ الخطاب كانَ يَجهرُ بهؤلاء الكَلِمَاتِ يقول: «سبْحَانَك اللهمَّ وبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسمُك، وتَعالى جَدُّكَ، ولا إِلهَ غيْرُكَ» . أخرجه مسلم (1) .

(1) رقم (399) كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة، والحديث لا يعرف من حديث أنس وإنما هو من حديث عبدة وهو ابن أبي لبابة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

لم أقف عليه عند مسلم، وقد سبرت فيه كتاب الدعاء دون جدوى،وقد روي مرفوعا من حديث أنس أخرجه أبو يعلى (6/389) ونسبه الهيثمي للطبراني في الأوسط، وقال: رجاله موثقون. المجمع (2/107) والحديث هنالك فيه ذكر الصلاة!!.

ص: 213

بعد السلام والفراغ من الصلوات

2189 -

(ت) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول لَيلَة حينَ فَرَغَ من صلاتِهِ: «اللَّهمَّ إني أسألُكَ رَحمة من عِنْدِكَ تَهدِي بها قَلبي، وتجْمعُ بِها أَمري، وتَلُمَّ بِها شَعثي، وتَرُدُّ بِها غَائبي، وتَرفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وتُزكِّي بِها عَمَلي، وتُلْهِمُني بِهَا رُشْدي، وتَرُدُّ بِها أُلفَتي، وتَعصِمني بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ (1) ، اللهُمَّ أعطِني إيماناً، ويَقيناً لَيْسَ بَعدَهُ كُفْرٌ، ورحمة أنَالُ بها شَرَفَ كَرَامَتك في الدُّنْيا والآخِرَةِ، اللهمَّ إني أسأَلُك الفَوزَ في القَضَاءِ، ونُزُلَ الشُّهَداءِ، وعَيْشَ السُّعَدَاءِ، والنَّصْرَ على الأعداء، اللهمَّ إني أُنْزِلُ بِكَ حَاجَتي، وإنْ قَصَّرَ رَأيي، وضَعُفَ عَملي، وافْتَقَرْتُ إلى رَحمتك، فَأَسألُكَ يا قَاضيَ الأُمورِ، ويا شافِيَ الصُّدورِ، كما تُجيرُ بَينَ البُحورِ: أَنْ تُجِيرَني مِنْ عَذَابِ السعيرِ، ومِنْ دَعْوةِ الثُّبُورِ، ومِن فِتنَةِ القُبُورِ، اللهم وما قَصَّرَ عَنهُ رَأْيي، وَلَمْ تَبْلُغْه مَسألتي، ولم تَبلُغْهُ نِيَّتي مِن خَيرٍ وَعَدْتَهُ أحَداً مِن خَلقِكَ، أَو خَيرٍ أنْتَ مُعطيه أحداً من عبادك، فَإني أرغَبُ إليكَ فيه، وأسأَلُكَهُ برحمتكَ يا ربَّ العالمينَ، اللهم يا ذا الحَبْلِ

⦗ص: 214⦘

الشَّديدِ، والأمرِ الرَّشيدِ أسأَلُكَ الأمنَ يومَ الوعيدِ والجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ، مع المقَرَّبينَ الشُّهودِ، الرُّكَّعِ السجودِ، المُوفِينَ بالعهودِ، إِنَّكَ رَحيمٌ ودَودٌ، وإنك تفعل ما تُريدُ، اللهم اجعلنا هَادِينَ مهتدينَ، غير ضالِّينَ، ولا مُضِلِّينَ، سِلْماً لأوليَائِكَ، وحَرْباً لأعدائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ (2) ، ونُعَادي بِعَدَاوتِكَ مَن خالَفَكَ اللهم هذا الدُّعَاءُ وعليكَ الإجَابَةُ، اللهم هذا الجُهدُ، وعَلَيكَ التُّكلانُ، اللهم اجعَل لي نُوراً في قَلبي، ونُوراً في قبري، ونوراً من بين يَدَيَّ، ونُوراً من خَلفي، ونوراً عن يَميني، ونوراً عن شِمالي، ونوراً من فَوقي، ونوراً من تَحتي، ونوراً في سَمعي، ونوراً في بصري، ونوراً في شَعْري، ونوراً في بَشَري، ونوراً في لحمي، ونوراً في دمي، ونوراً في مُخِّي، ونوراً في عِظامي، اللهمَّ أعظِم لي نوراً، وأعطِني نوراً، واجعَلْ لي نوراً، سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ بِالعِزِّ وقالَ بِهِ، سُبحَانَ الذي لَبِس المجدَ وتَكرَّمَ بِهِ، سبحانَ الذي لا ينبغي التَّسبيحُ إلا لَهُ، سبحانَ ذِي الفَضْلِ والنِّعَمِ، سبحانَ ذِي المَجدِ (3) والكَرَمِ، سبحانَ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ» . أخرجه الترمذي (4) .

⦗ص: 215⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(تلم بها شعثي) اللم: الجمع. والشعث: التفرق والمراد: تجمع بها من أمري ما تفرق.

(تزكى) التزكية: التطهير.

(تلهمني) الإلهام: أن يلقي الله في النفس أمراً يبعث [العبد] على الفعل أو الترك.

(نزل الشهداء) الشهداء: القتلى في سبيل الله، ونزلهم: ما لهم عند الله من الأجر والثواب، والنزل: قِرى الضيف.

(تجير بين البحور) أي: تفصل بينها، وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر.

(الثبور) : الهلاك.

(الحبل الشديد) الحبل: السبب، أو القرآن، أو الدين، ومنه قوله

تعالى: {واعتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً ولا تَفَرَّقوا} [آل عمران: 103] ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال. والشدة في الدين: الثبات والاستقامة، قال الأزهري: والمحدثون يروونه بالباء، والصواب بالياء، من القوة.

⦗ص: 216⦘

(سلماً) السلم: المسالم المصالح.

(حرباً) الحرب: المعادي المخاصم، تسميةً بالمصدر.

(الجُهد) بضم الجيم: الطاقة والقدرة، وبفتحها: المشقة.

(اجعل في قلبي نوراً) هذه الكلمة وما بعدها في الحديث، أراد بالنور

فيهن: ضياء الحق وبيانه، كأنه يقول: اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق، واجعل تصرفي وتقلبي في هذه الجهات على سبيل الحق.

(تعطَّف بالعز وقال به) تعطف: مأخوذ من العطاف وهو الرداء وذلك على سبيل التمثيل، ومعناه: الاختصاص بالعز والاتصاف به، ومعنى قوله:«وقال به» أي: حكم به فلا يرد حكمه، يقال منه: قال الرجل واقتال: إذا حكم فمضى حكمه، ومنه سمي المَلك قَيْلاً.

(1) في الأصل: وتعصمني بها من كل شيء، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع.

(2)

في الأصل: نحب بحبك الناس، وما أثبتناه من الترمذي المطبوع.

(3)

في الأصل: سبحان ذي الجود. وما أثبتناه من الترمذي المطبوع.

(4)

رقم (3415) في الدعوات، باب رقم (30) ، وإسناده ضعيف، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ولم يذكره بطوله.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه الترمذي (3419) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي. وابن خزيمة (1119) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس قال: حدثنا قيس - يعني ابن الربيع.

كلاهما (عمران، وقيس) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره.

في رواية قيس: «بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي من الليل، فلما صلى ركعتى الفجر، قال: اللهم إنى أسألك رحمة

» وذكر الحديث بطوله.

قلت: قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن أبي ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس، مرفوعا، هذا الحديث ولم يذكر بطوله.

ص: 213

2190 -

(م ت د س) ثوبان رضي الله عنه: قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ يَستَغْفِرُ الله ثَلاثاً، ويقول: اللَّهم أنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تَبَاركتَ يا ذَا الجلالِ والإكرَام» ، قيل للأوزاعي: كيف الاستغْفارُ؟ قال يقول: «أَسْتَغفِرُ الله، أسْتَغفرُ اللهَ» . هذه رواية مسلم والترمذي، والنسائي، إلا أن النسائي قال: «إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا انْصَرَفَ مِن صلاتِهِ

وذكر الحديث» .

⦗ص: 217⦘

وفي رواية أبي داود: «أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أرادَ أنْ يَنْصَرِفَ من صلاتهِ استَغفرَ اللهَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثم قال: اللهم

وذكر معنى حديث عائِشة» هكذا قال أبو داود، وهذا حديث عائشة (1) .

(1) رواه مسلم رقم (591) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، والترمذي رقم (300) في الصلاة، باب ما يقول إذا سلم من الصلاة، وأبو داود رقم (1513) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 68 في السهو، باب الاستغفار بعد التسليم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (5/275) قال: حدثنا أبو المغيرة. وفي (5/279) قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والدارمي (1355) قال: أخبرنا أبو المغيرة. ومسلم (2/94) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد. وأبو داود (1513) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى «وهو ابن يونس» . وابن ماجة (928) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. والترمذي (300) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (3/68) . وفي «عمل اليوم والليلة» (139) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد. وابن خزيمة (737) قال: حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، والحسن بن إسرائيل اللؤلؤي الرملي، قالا: حدثنا بشر بن بكر. (ح) وحدثنا أحمد بن يزيد بن عليل العنزي المصري، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة. وفي (738) قال: حدثناه محمد بن ميمون المكي، قال: حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي.

ثمانيتهم (أبو المغيرة، وابن المبارك، والوليد، وعيسى، وعبد الحميد، وبشر، وعمرو بن أبي سلمة، وعمرو بن هاشم) عن الأوزاعي، عن أبي عمار شداد «وهو ابن عبد الله» عن أبي أسماء الرحبي، فذكره.

ص: 216

(1) رواه أبو داود رقم (1512) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 69 في السهو، باب الذكر بعد الاستغفار، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (6/62) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. عن عاصم بن سليمان. وفي (6/184) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن الحذاء. وفي (6/235) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عاصم الأحول. والدارمي (1354) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا عاصم. ومسلم (2/94 و 95) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال: حدثنا أبو خالد، يعني الأحمر، عن عاصم. (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم وخالد. وأبو داود (1512) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول وخالد الحذاء. وابن ماجة (924) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. قال: حدثنا عاصم الأحول. والترمذي (298) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول. وفي (299) قال: حدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري وأبو معاوية، عن عاصم الأحول. والنسائي (3/69) وفي الكبرى (1170) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ومحمد بن إبراهيم بن صدران، عن خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي عمل اليوم والليلة (95) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد. قال: أخبرنا عاصم. وفي (96) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. قال: حدثنا شعبة، عن عاصم. وفي (97) قال: أخبرني عبد الله بن الهيثم بن عثمان. قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال: حدثنا شعبة. عن عاصم وخالد. وفي (367) قال: حدثنا أحمد بن حرب. قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم.

كلاهما (عاصم بن سليمان الأحول، وخالد الحذاء) عن أبي الوليد عبد الله بن الحارث، فذكره.

ص: 217

2192 -

(خ م د س) ورَّاد - مولى المغيرة بن شعبة: قال: أملى عَلَيَّ المُغِيرةُ بنُ شُعبَةَ في كتابٍ إلى مُعَاوِيَةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: «لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللهم لا مانِعَ لِمَا أعطَيْتَ، ولا مُعطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» . زاد في رواية: «وكَتَبَ إليهِ: أَنَّهُ كَانَ ينهى عن قِيلَ، وقالَ، وإضاعَةِ المال، وكثرةِ السؤالِ، وكان ينهى عن عُقوقِ الأُمَّهاتِ، ووأدِ البنَاتِ، ومَنْعٍ وهَاتِ» .

⦗ص: 218⦘

وفي روايةٍ قال ورّادُ: «ثم وَفَدْتُ بَعدُ على مُعَاويةَ، فَسَمِعتُهُ يأمُرُ النَّاسَ بذلك» . أخرجه البخاري.

ولم يخرِّج مسلم إلا ذِكْرَ ما يقالُ في دُبُرِ الصلواتِ، وأخرج في موضعٍ آخرَ الزيادةَ التي ذكرها البخاري، وأخرجه أبو داود مثل البخاري، وأخرجه النسائي بترك الزيادة، وقال في آخر إحدى رواياته:«كم مَرَّة يقول ذلك؟» وله في أخرى إلى قوله: «على كل شيء قدير - ثم زاد: ثَلاثَ مَرَّاتٍ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(قيل وقال) أراد: النهي عن قول مالا يصح، وما لا تعلم حقيقته، وأن يقول المرء في حديثه: قيل كذا، وقال كذا، وقيل: معناه: أنه نهي عن القول والقيل الذي هو مصدر قال قولاً وقيلاً وقالاً، فجعل [القتال] مصدراً.

(عقوق الأمهات) معروف، وهو منع ما يجب إتيانه من صلة الرحم، وخص الأمهات زيادة تأكيد وتعظيم، وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً، فلعقوق الأمهات مزية في القبح.

⦗ص: 219⦘

(وأد البنات) هو أن يدفن الإنسان بنته حية، كما كانوا يعملون في الجاهلية.

(منع) المنع منع ما عليه.

و (هات) : طلب ما ليس له.

(إضاعة المال) : تضييعه وإنفاقه في غير بر، وإخراجه في غير منفعة.

(كثرة السؤال) : الإلحاح فيما لا حاجة له إليه، فأما ما تدعو الضرورة إليه فله حكم إباحة المضطر.

(1) رواه البخاري 2 / 275 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، وفي الدعوات، باب الدعاء بعد الصلاة، وفي الرقاق، باب ما يكره من قيل وقال، وفي القدر، باب لا مانع لما أعطى الله، وفي الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعينه، ومسلم رقم (593) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1505) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 70 في السهو، باب نوع آخر من القول عند انقضاء الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (762) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير. وأحمد (4/245) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة. وفي (4/247) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا ابن عون، قال: أنبأني أبو سعيد. وفي (4/250) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت المسيب بن رافع. وفي (4/250) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد منهم مغيرة، عن الشعبي. وفي (4/251) قال: حدثنا سفيان، عن عبدة، وعبد الملك. وفي (4/254) قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثنا المغيرة. قال: أبنأنا عامر. وفي (4/255) قال: حدثنا علي، قال: أنبأنا الجريري، عن عبد ربه. وعبد بن حميد (390) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن المسيب. وفي (391) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عمير. والدارمي (1356) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. والبخاري (1/214) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير. وفي (8/90) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع. وفي (8/124) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد منهم مغيرة، وفلان، ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي (ح) وعن هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (8/157) قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا فليح، قال: حدثنا عبدة ابن أبي لبابة. وفي (9/117) . وفي «الأدب المفرد» (460) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا عبد الملك. ومسلم (2/95) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن منصور، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وأحمد بن سنان، قالوا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة. (ح) وحدثنا حامد بن عمر البكراوي، قال: حدثنا بشر، يعني ابن المفضل (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني أزهر، جميعا عن ابن عون، عن أبي سعيد. وفي (2/96) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير. وأبو داود (1505) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع. والنسائي (3/70) . وفي الكبرى (1173) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، قال: سمعته من عبدة بن أبي لبابة. وسمعته من عبد الملك بن عمير. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1174) قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيب أبي العلاء. وفي (3/71) . وفي الكبرى (1175) . وفي عمل اليوم والليلة (129) قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي، قال: أنبأنا هشيم، قال: أنبأنا المغيرة وذكر آخر (ح) وأنبأنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا غير واحد، منهم المغيرة، عن الشعبي. وابن خزيمة (742) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعته من عبدة، يعني ابن أبي لبابة، (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا أسباط بن محمد. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير (ح) وحدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك. (ح) وحدثنا الدورقي، وأبو هشام، قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا غير واحد، منهم المغيرة، ومجالد، ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي. (ح) وأخبرنا أبو هشام، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك بن عمير.

ستتهم (عبدة بن أبي لبابة، وعبد الملك بن عمير، وأبو سعيد الشامي، والمسيب بن رافع، وعامر الشعبي، وعبد ربه) عن وراد مولى المغيرة، فذكره.

* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (130) قال: أخبرني محمد بن معمر، قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن عامر، عن المغيرة بن شعبة، فذكره. ولم يذكر «واردا» .

* رواية هشيم: «أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير - ثلاث مرات -» .

ص: 217

2193 -

(م د س) عروة بن الزبير رضي الله عنهما: كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ حينَ يُسلمُ: «لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، له الملك، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نَعبُدُ إلا إيَّاه، لَهُ النِّعْمَةُ، ولَهُ الفَضْلُ، ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلا الله مُخْلِصينَ له الدِّينَ، وَلَو كَرِهَ الكافرون، وقال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كلِّ صلاة» .

وفي رواية قال أبو الزبير: «سَمِعتُ عبدَ الله بنَ الزبير يَخْطُبُ على هذا المِنْبَرِ، وهو يقول: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول - إذا سَلَّمَ في دُبُرِ الصلاةِ، أو [قال] : الصلواتِ

ثم ذكر مثله» . أخرجه مسلم، والنسائي، وأخرج أبو داود الرواية الثانية (1) .

(1) رواه مسلم رقم (594) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وأبو داود رقم (1506) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، والنسائي 3 / 70 في السهو، باب عدد التهليل والذكر بعد التسليم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1 -

أخرجه أحمد (4/4) قال: حدثنا عبد الله بن نمير. ومسلم (2/96) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبدة بن سليمان. وأبو داود (1507) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال: حدثنا عبدة. والنسائي (3/70) ، وفي الكبرى (1172)، وفي عمل اليوم والليلة (128) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبدة. كلاهما: (عبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان) عن هشام بن عروة.

2 -

وأخرجه أحمد (4/5) . ومسلم (2/96) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي. وأبو داود (1506) قال: حدثنا محمد بن عيسى. والنسائي (3/69) . وفي الكبرى (1171) قال: أخبرنا محمد بن شجاع المروزي. وابن خزيمة (740) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. أربعتهم (أحمد بن حنبل، ويعقوب، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن شجاع) عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن الحجاج بن أبي عثمان.

3 -

وأخرجه مسلم (2/96) قال: حدثني محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم. وابن خزيمة (741) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. قال: حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس - قال: حدثنا أبو عمر الصنعاني - وهو حفص بن ميسرة - كلاهما (يحيى بن عبد الله، وحفص) عن موسى بن عقبة.

ثلاثتهم (هشام، وحجاج، وموسى) عن أبي الزبير، فذكره.

ص: 219

2194 -

(م ت س) كعب بن عجرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أو فَاعِلُهنَّ - دُبُرَ كلِّ صلاة: ثَلاثٌ وثلاثونَ تَسبيحة، وثلاثٌ وثلاثونَ تَحْميدَة، وأَربعٌ وثلاثونَ تكبيرَة» أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي (1) .

(1) رواه مسلم رقم (596) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والترمذي رقم (3409) في الدعوات، باب كم يسبح بعد الصلاة، والنسائي 3 / 75 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مسلم (2/98) قال: حدثنا الحسن بن عيسى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا مالك بن مغول. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا حمزة الزيات. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والترمذي (3412) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي الكوفي، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي. والنسائي (3/75) . وفي الكبرى (1181) وفي «عمل اليوم والليلة» (155) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، عن أسباط، قال: حدثنا عمرو ابن قيس. وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/11115) عن محمود بن غيلان، عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور.

أربعتهم (مالك بن مغول، وحمزة الزيات، وعمرو بن قيس، ومنصور) عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.

* وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (156) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره «موقوفا» .

ص: 220

2195 -

(س) زيد بن ثابت رضي الله عنه: قال: «أُمِرُوا أن يُسَبِّحوا دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، ويَحمَدوا ثلاثاً وثلاثِينَ، ويُكبروا أَربعاً وثلاثينَ، فَأُرِيَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار في مَنَامِهِ، قيل: أَمَرَكُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وتَحمَدُوا ثلاثاً وثلاثينَ، وتُكبروا أَربعاً وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعَلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التَّهْليل، فلمَّا أصبَحَ أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذكرَ ذلك لَهُ، قال:

⦗ص: 221⦘

فاجعلوها كذلك» . أخرجه النسائي (1) .

(1) 3 / 76 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/190) قال: حدثنا روح. وعبد بن حميد (245) قال: حدثنا روح بن عبادة. والدارمي (1361) قال: أخبرنا عثمان ابن عمر. والترمذي (3413) قال: حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا ابن أبي عدي. والنسائي (3/76) وفي الكبرى (1182) وفي عمل اليوم والليلة (157) قال: أخبرنا موسى بن حزام الترمذي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس. وابن خزيمة (752) قال: حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا الحسين بن الحسن، قال: أخبرنا الثقفي.

خمستهم (عثمان، وروح، وابن أبي عدي، وابن إدريس، وعبد الوهاب الثقفي) عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، فذكره.

ص: 220

(1) 3 / 79 في السهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح، وإسناده ضعيف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

رواه أبو صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تسبيحة،وثلاثا وثلاثين تحميدة، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» .

أخرجه النسايي في عمل اليوم والليلة (145) قال: أخبرنا موسى بن سهل قال: حدثنا آدم،قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن أبيه، فذكره.

ورواه عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/384) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا فليح. ومسلم (2/98) قال: حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي. قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح. قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا. والنسائي في عمل اليوم والليلة (143) قال: أخبرني محمد بن وهب. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثني أبو عبد الرحيم. عن زيد بن أبي أنيسة. وابن خزيمة (750) قال: حدثنا أبو بشر. قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله.

أربعتهم (فليح، وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن زكريا، وزيد بن أبي أنيسة) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد المذحجي، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره.

* وأخرجه أحمد (2/371) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل، يعني ابن زكريا، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد المذحجي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. نحوه.

* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (142) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة. موقوفا. ولم يذكر في إسناده «سهيل بن أبي صالح» .

* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (144) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: أخبرنا شعيب. قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره. لم يذكر «أبا هريرة» .ولا «أبا عبيدة» .

* وقد سبق من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.

ورواه عن أبي علقمة، عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي (3/79) وفي الكبرى (1186) وفي عمل اليوم والليلة (140) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري. قال: حدثني أبي. قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن أبي الزبير، عن أبي علقمة، فذكره.

ورواه عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (141) قال: أخبرنا أحمد بن نصر، عن مكي بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعقوب بن عطاء، عن عطاء بن أبي علقمة بن الحارث بن نوفل، فذكره.

* قال أبو عبد الرحمن النسائي: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ضعيف، وعبد الوهاب بن مجاهد متروك الحديث، وعبد الله بن طاوس ثقة مأمون، وعبد الله بن سعيد بن جبير ثقة مأمون، وعكرمة مولى ابن عباس، ثقة من أعلم الناس، قاله عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد.

ص: 221

2197 -

(خ م ط د) أبو هريرة رضي الله عنه: «أنَّ فُقرَاءَ المُهاجِرينَ أَتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: قَد ذَهبَ أهلُ الدُّثورِ بالدَّرَجَاتِ العُلى، والنعيمِ المُقِيمِ، فقال: ومَا ذَاكَ؟ قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلي، ويصومونَ كما نَصومُ، ويَتَصَدَّقُونَ ولا نَتَصَدَّقُ، ويعتِقونَ ولا نَعتق، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أفَلا أُعَلِّمُكم شيئاً تُدرِكونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكم، وتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكم، ولا يكونُ أَحَدٌ أفضَلَ مِنكم إلا مَنْ صَنَعَ مِثلَ مَا صَنَعتُم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: تُسبحونَ وتُكَبِّرونَ وتَحْمَدونَ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة، قال أبو صالح: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرينَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سَمعَ إخوَانُنا أهْلُ الأمْوالِ بِما فَعَلْنَا، فَفعَلوا مِثْلَهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فَضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» .

قال سُمَيٌّ: فَحَدَّثْتُ بَعضَ أهلي بهذا الحديث، فقال: وَهِمْتَ، إنما قالَ لك: «تُسَبِّحُ الله ثلاثاً وثلاثينَ، وتَحْمَدُ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، وتُكَبِّرُ اللهَ أربعاً وثلاثينَ،

⦗ص: 222⦘

فَرَجَعتُ إلى أبي صالح، فقلتُ له [ذلك] ، فَأخَذَ بيَدي، وقال: اللهُ أكبرُ، وسُبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، اللهُ أكبرُ، وسبحانَ اللهِ والحمدُ لله، حتى تَبْلُغَ مِنْ جَمِيعِهِنَّ ثلاثاً وثلاثين» .

هذا لفظ مسلم، وليس عند البخاري قول أبي صالح:«فَرَجَعَ فُقرَاءُ المهاجرين» ، وما قالوا، وقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

وعنده بعد قوله: «تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكبرونَ خَلفَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين» فَاخْتَلَفنا بَيْنَنَا، فقال بعضُنا: نُسَبحُ ثلاثاً وثلاثين، ونُكَبرُ أربعاً وثلاثين، ونَحْمَدُ ثلاثاً وثلاثين، فَرَجَعْتُ إليه، فقال: تقول: «سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، واللهُ أكبرُ حتى يكُونَ منْهنَّ كلِّهنَّ ثلاثاً وثلاثينَ» .

وفي رواية البخاري مثل أوله من قول فقراء المهاجرين، وقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقال فيه:«تُسَبِّحُونَ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ عَشراً وتَحْمَدُونَ عَشراً، وتُكَبرونَ عَشراً» .

وفي رواية لمسلم نحوه.

وفي أخرى يقول سُهَيل: «إحدى عشْرَةَ، إِحدى عشْرةَ، إحدى عشْرة» .

وفي أخرى لمسلم قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَبَّحَ في دُبُرِ كلِّ

⦗ص: 223⦘

صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، وكَبَّرَ اللهَ ثلاثاً وثلاثينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ثم قال: تَمامَ المائِةِ: لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَاياهُ، وإن كانَت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ» .

وفي رواية الموطأ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَبَّحَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وكبَّر ثلاثاً وثلاثين، وَحَمِدَ ثلاثاً وثلاثينَ، وخَتمَ المِائَةَ بـ: لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، ولَو كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ» .

وفي رواية أبي داود: قال أبو هريرة: قال أبو ذَرّ: «يا رسولَ الله، ذَهبَ أصحابُ الدُّثورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويصومونَ كما نَصوم، ولَهُم فَضْلُ أَمْوالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وليسَ لَنَا مَالٌ نَتَصَدَّقُ بِهِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذَرٍ، ألا أُعَلمكَ كَلماتٍ تُدْرِكُ بِهنَّ مَنْ سَبقَكَ، ولا يَلحَقك مَن خَلْفَكَ، إلا من أَخذَ بِمثْلِ عَمَلِكَ؟ قال: بَلى يا رسول الله، قال: تُكبرُ اللهَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ، وتَحْمَدُهُ ثلاثاً وثلاثينَ، وتُسَبحُه ثَلاثاً وثلاثينَ، وتَخْتِمُها بِـ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَه، له الملك، ولَهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ: غُفِرَت لَهُ ذُنُوبُهُ، ولو كانت مثلَ زَبَدِ البَحرِ» (1) .

⦗ص: 224⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الدثور) : جمع الدثر، وهو المال الكثير.

(وَهِمت) : وَهِم - بكسر الهاء - يَوهَم - بفتحها -: إذا غلط ووهَم بفتح الهاء -: إذا ذهب وَهْمُه إليه.

(1) رواه البخاري 2 / 270 و 271 في صفة الصلاة، باب الذكر بعد الصلاة، ومسلم رقم (595) في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، والموطأ 1 / 209 في القرآن، باب ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى، وأبو داود رقم (1504) في الصلاة، باب التسبيح بالحصا.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري في (1/213) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر. قال: حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن سُمَي. وفي (8/89) قال: حدثني إسحاق. قال: أخبرنا يزيد. قال: أخبرنا ورقاء، عن سمى. ومسلم (2/97) قال: حدثنا عاصم بن النضير التيمي. قال: حدثنا المعتمر. قال: حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا ليث، عن ابن عجلان، كلاهما، عن سمي. «قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح» . (ح) وحدثني أمية بن بسطام العيشي. قال: حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا روح، عن سهيل. والنسائي في عمل اليوم والليلة (146) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا المعتمر. قال: سمعت عبيد الله، عن سمي. وابن خزيمة (749) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت عبيد الله، عن سمي.

ثلاثتهم (سمي، ورجاء بن حيوة، وسهيل) عن أبي صالح، فذكره.

* في رواية ورقاء قال: «.. تسبحون في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدون عشرا، وتكبرون عشرا» .

أخرجه أحمد (2/238) قال: حدثنا الوليد. والدارمي (1360) قال: أخبرنا الحكم بن موسى. قال: حدثنا هقل. وأبو داود (1504) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا الوليد بن مسلم.

كلاهما (الوليد بن مسلم، وهقل) عن الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، فذكره.

ص: 221

2198 -

(ت س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قال: «جاء الفُقَرَاءُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنَّ الأغنياءَ يُصَلُّونَ كما نُصلي، ويصومونَ كما نَصوم، ولهم أمْوالٌ يَعتِقونَ ويَتَصَدَّقُونَ، قال: فإذا صَلَّيتُمْ، فقولوا: سبحانَ الله ثلاثاً وثلاثينَ مَرَّة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، ولا إله إلا اللهُ عشر مَرَّاتٍ، فإنكم تُدْرِكونَ به مَن سَبَقَكم، ولا يَسبِقُكُمْ مَنْ بَعدَكم» . أخرجه الترمذي، والنسائي (1) .

وقال الترمذي: وقد روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَصلَتَانِ لا يُحصِيهما رجلٌ مُسلمٌ إلا دَخلَ الجنَّةَ: يُسبِّحُ اللهَ في دُبُر كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، ويحمدُهُ ثلاثاً وثلاثين، ويُكَبرُهُ أربعاً وثلاثين، ويُسَبحُ الله عِندَ مَنامِهِ عشراً،

⦗ص: 225⦘

ويَحْمَدُهُ عشراً، ويكَبرُهُ عشراً» (2) .

(1) رواه الترمذي رقم (410) في الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة، والنسائي 3 / 78 في السهو، باب نوع آخر من التسبيح، وحسنه الترمذي، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن كعب بن عجرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وزيد، وأبي الدرداء، وابن عمر، وأبي ذر، وقال الترمذي أيضاً: وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة والمغيرة.

(2)

رواية الحديث عند المصنف مخالفة لرواية الترمذي له، فقد رواه الترمذي رقم (410) بلفظ:" خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، يسبح الله دبر كل صلاة عشراً ويحمده عشراً، ويكبره عشراً، ويسبح الله عند منامه ثلاثاً وثلاثين، ويحمده ثلاثاً وثلاثين، ويكبره أربعاً وثلاثين "، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3407) في الدعوات، باب كم يسبح بعد الصلاة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ: " خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً

الخ " بأطول من الرواية الأولى، من حديث إسماعيل بن علية، عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الترمذي: وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث، وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصراً، وقال الترمذي: وفي الباب عن زيد بن ثابت وأنس وابن عباس، أقول: ورواه أيضاً أحمد والبخاري في " الأدب المفرد "، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة وصححه ابن حبان، وهو حديث صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الترمذي (410) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد المصري، وعلي بن حجر. والنسائي (3/78) . وفي الكبرى (1185) قال: أخبرنا علي بن حجر.

كلاهما (إسحاق، وابن حجر) قالا: حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، وعكرمة، فذكراه.

* قال النسائي: عتاب ليس بالقوي، ولا خصيف. «تحفة الأشراف» (6068) .

ص: 224

(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وقد رواه بنحوه أحمد في " المسند " رقم (6910) من حديث شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وإسناده صحيح، لأن شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

هذا الحديث من زيادات رزين، وقد أخرجه أحمد (6910) بنحوه من حديث ابن عمرو، وفيه شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه، فذكره.

وشعبة سمع من ابن السائب قبل الاختلاط.

ص: 225

2200 -

() زاذان رحمه الله: قال: قال رجلٌ من الأنصار: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول في دُبُرِ الصلاةِ: «اللَّهمَّ اغْفِر لي وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ الغَفُورُ الرَّحيمُ، مائةَ مَرَّةٍ» . أخرجه

(1) .

(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

كذا بياض في الأصل والحديث:

أخرجه أحمد (5/371) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (103) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، عن ابن فضيل. وفي (104) قال: أخبرني محمد بن هشام السدوسي. قال: حدثنا خالد،وهو ابن الحارث. قال: حدثنا شعبة. وفي (105) قال: أخبرني إبراهيم ابن يعقوب. قال: حدثني عبد الله بن الربيع خراساني، بالمصيصة. قال: حدثنا عباد بن العوام. وفي (106) قال: أخبرني أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الرحمن، عن عبد العزيز ابن مسلم.

أربعتهم (شعبة، وابن فضيل، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن مسلم) عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن زاذان، فذكره.

قلت: وقد رواه زاذان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

ص: 226

2201 -

(د) زيد بن أرقم رضي الله عنه: قال: «سَمِعْتُ نَبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفي رواية: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: - في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ: اللَّهم رَبَّنَا وَرَبَّ كلِّ شيءٍ، أنا شَهيدٌ أنَّكَ أنتَ الرَّبُّ وحدَكَ لا شريك لك، اللهمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيء، أنَا شَهيدٌ أَنَّ محمداً عبدُكَ ورسولُك، اللَّهُمَّ رَبَّنَا ورَبَّ كلِّ شيء أنا شهيدٌ أنَّ العِبَادَ كُلَّهم إِخْوَةٌ، اللهمَّ رَبَّنا ورَبَّ كلِّ شيء، اجعلني مُخْلصاً لَكَ وأهلي في كل ساعةٍ من الدنيا والآخرةِ، يا ذا الجَلال والإكرامِ، اسْمَعْ واستَجِبْ، اللهُ أكبرُ الأكبرُ، اللهمَّ نُورَ السمواتِ والأرضِ - وفي روايةٍ: رَبَّ السمواتِ والأرضِ - الله أكبرُ الأكبرُ، حَسبيَ اللهُ ونِعمَ الْوَكيلُ، الله أَكبرُ الأكبرُ» أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (1508) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وفي سنده داود بن راشد الطفاوي، وهو لين الحديث، قال المنذري: وأخرجه النسائي. أقول: وقال الدارقطني: تفرد به معتمر بن سليمان عن داود الطفاوي عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (4/369) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. وأبو داود (1508) قال: حدثنا مسدد. وسليمان بن داود العتكي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (101) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.

أربعتهم (إبراهيم، ومسدد، وسليمان، ومحمد) قالوا: حدثنا المعتمر «ابن سليمان» قال: حدثني داود الطفاوي، عن أبي مسلم البجلي، فذكره.

ص: 226

2202 -

(د) علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال: «كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ من الصلاةِ قال: اللهمَّ اغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرتُ،

⦗ص: 227⦘

وما أسرَرتُ، وما أعلَنتُ، وما أسرفْتُ، وما أَنتَ أعلَمُ بِهِ مِني، أنتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤخرُ، لا إِلَهَ إلا أنْتَ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أسرفت) : الإسراف: مجاوزة الحد في الأمور.

(1) رقم (1509) في الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، وهو جزء من حديث طويل رواه الترمذي في الدعوات رقم (3417) ، باب الدعاء في أول الصلاة، وفي آخره: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1509) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره.

وأخرجه الترمذي (3417) قال: ثنا الحسن بن علي الخلال، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج

به، فذكره بطوله.

قلت: وقد تقدم.

ص: 226

2203 -

(د) الفضل بن حسن الضمري رحمه الله أَنَّ ابْنَ أُمِّ الحَكمِ أو ضُبَاعَةَ بنتي الزُّبَيْرِ - حَدَّثهُ عن إحديهما - قالت: أصَابَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَبْياً، فَذَهَبْتُ أنا وأُختي فاطمةُ بنتُ رسولِ الله، فَشَكوْنَا إليْهِ مَا نَحنُ فيه، وسألنَاهُ أَنْ يَأمُرَ لَنَا بشيء من السَّبي؟ فقال لَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«سَبَقَكُنَّ يَتَامَى بَدْرٍ، وَلَكنْ سَأَدُلُّكُنَّ على ما هو خَيرٌ لكُنَّ من ذلك: تُكَبِّرْنَ اللهَ عز وجل على أثَرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ تَكبيرة، وثلاثاً وثلاثينَ تَسبيحة، وثلاثاً وثلاثينَ تَحميدَة، ولا إله إلا الله وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ» . أخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (2987) في الخراج والإمارة، باب بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2987) قال: حدثنا أحمد بن صالح. قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن الحسن الضمري، فذكره.

* وأخرجه أبو داود (5066) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي، عن الفضل بن حسن الضمري، أن ابن أم الحكم. أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه عن إحداهما أنها قالت..... فذكر الحديث.

قلت: عزاه الحافظ لا من منده. الإصابة (13/195) .

ص: 227

2204 -

(د س) عقبة بن عامر رضي الله عنه: قال: «أَمَرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أَقْرَأَ بالمعَوِّذَاتِ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ» . أخرجه أبو داود، والنسائي (1) .

(1) رواه أبو داود رقم (1523) في الصلاة، باب الاستغفار، والنسائي 3 / 68 في السهو، باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/155) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا سعيد، يعني ابن أبي أيوب، قال: حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني، وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي. وفي (4/201) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني الليث، عن حنين بن أبي حكيم. وأبو داود (1523) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب. عن الليث بن سعد، أن حنين بن أبي حكيم حدثه. والترمذي (2903) قال: حدثنا قتيبة، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (3/68) . وفي الكبرى (1168) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن الليث، عن حنين بن أبي حكيم. وفي عمل اليوم والليلة. عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن عبد العزيز الرعيني، وأبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، كلاهما عن يزيد بن محمد القرشي. وابن خزيمة (755) قال: قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فأخبرني أن أباه أخبرهم. قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا ليث، عن حنين بن أبي حكيم.

ثلاثتهم (يزيد بن محمد، وحنين بن أبي حكيم، ويزيد بن أبي حبيب) عن علي بن رباح اللخمي، فذكره.

ص: 228

(1) رقم (709) في صلاة المسافرين، باب استحباب يمين الإمام، وسيأتي في أدعية النوم من حديث حذيفة والبراء، عند الترمذي رقم (2251) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (4/290و 304) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/290) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (2/153) قال: حدثنا أبو كريب. قال: أخبرنا ابن أبي زائدة. (ح) وحدثناه أبو كريب وزهير بن حرب، قالا: حدثنا وكيع. وأبو داود (615) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري. وابن ماجة (1006) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (2/94) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله. وابن خزيمة (1564) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. وفي (1565) قال: حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أخبرنا أبو أحمد.

ستتهم (وكيع، وأبو نعيم، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو أحمد، وعبد الله بن المبارك، وسفيان) عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، فذكره.

* في رواية أبي نعيم، ووكيع عند أحمد (4/304) ومسلم (2/153) ، وابن ماجة (1006) ورواية ابن أبي زائدة، وابن المبارك، وأبي أحمد عند ابن خزيمة، قال مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء. «ولم يسمه» .

* وفي رواية وكيع عند أحمد (4/290) وسفيان. قال مسعر: «عن ثابت بن عبيد، عن يزيد بن البراء» .

* وفي رواية أبي داود (615) قال مسعر: «عن ثابت بن عبيد،عن عبيد بن البراء» .

* وأخرجه ابن خزيمة (1563) قال:حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد (ح) وحدثنا مسلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. كلاهما - وأبو أحمد، ووكيع - عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن البراء بن عارب، فذكره.

ص: 228

2206 -

(س) عطاء بن أبي مروان رحمه الله عن أبيه: أَنَّ كَعبَ بنَ ماتعٍ (1) حَلَفَ له باللهِ الذي فَلَقَ البحر لموسى: إِنَّا نَجِدُ في التَّورَاةِ: أَنَّ داود نَبيَّ اللهِ كانَ إذا انْصَرَفَ من صلاتِهِ قال: اللَّهمَّ أَصلِح [لي] دِيني الذي

⦗ص: 229⦘

جَعَلْتَهُ لي عِصْمةَ أمري، وأصلح [لي] دُنيايَ التي جَعَلْتَ فيها معاشي، اللهم إني أَعوذُ بِرِضَاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بِعفْوكَ من نِقْمَتِكَ، وَأعوذُ بِكَ مِنكَ، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجدِّ منك الجَدُّ، وحَدَّثني كعبٌ: أن صُهَيباً حدَّثه أن: «مُحمَّداً صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُهنَّ (2) عند انصرافِهِ من صَلاتهِ» . أخرجه النسائي (3) .

(1) هو كعب الأحبار، وروى البخاري من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعب الأحبار - فقال: إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب.

(2)

في الأصل: يقول بهن، وما أثبتناه من النسائي المطبوع.

(3)

3 / 73 في السهو، باب نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (543) قال: أخبرنا محمد بن نصر، قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر، عن سليمان، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من دار أبي جهم، وقال كعب الأحبار: والذي فلق البحر لموسى، فذكره.

* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (544) قال: أخبرني عمرو بن سواد بن الأسود. وابن خزيمة (2565) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. كلاهما (ابن سواد، ويونس) قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن كعبا حدثه، فذكره.

* وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (545) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن مغيث حدثه قال: قال: كعب، فذكره.

ص: 228

(1) في الأصل: مسلم ابن أبي بلدة، والتصحيح من الترمذي والنسائي وكتب الرجال.

(2)

رواه الترمذي (3498) في الدعوات، باب الدعاء حين يقوم من مجلسه، والنسائي 3 / 73 و 74 في السهو، باب التعوذ في دبر الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 44 وحسنه الترمذي، وهو كما قال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/36، 39) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/44) قال: حدثنا روح. والنسائي (3/73)، وفي الكبرى (1179) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. وفي (8/262) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي. وفي (تحفة الأشراف)(9/11706) عن محمد بن عبد الله المقرىء، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن مرزوق. وابن خزيمة (747) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا وكيع.

خمستهم (وكيع، وروح، ويحيى، وابن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مرزوق) عن عثمان الشحام أبي سلمة البصري، عن مسلم بن أبي بكرة، فذكره.

ص: 229

2208 -

(ت) أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قال في دُبُرِ صلاةِ الفَجْرِ وهوَ ثَانٍ رِجْلَيهِ قبل أَنْ يَتكلَّمَ: لا إله إلا الله وحدَهُ لا شريك له، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي، ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ، عَشْرَ مَراتٍ: كتبَ الله له عشرَ حسناتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سَيِّئاتٍ، ورَفَعَ له عشرَ درجاتٍ، وكان يومُه ذلك كلُّه في حِرْزٍ من كلِّ مَكْروهٍ، وحُرِسَ من الشيطانِ، ولم يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أنْ يُدرِكَهُ في ذلك اليوم إلا الشِّركَ بالله» . أخرجه الترمذي (1) .

(1) رقم (3470) في الدعوات، باب رقم (64) ، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام، كما قال الحافظ في " التقريب "، وللحديث شواهد في جميع فقراته، دون ثني الرجلين فهو بها حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " بعد ذكر طرقه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه ابن حبان بنحوه رقم (2341) مقيداً بدبر الصلاة، وليس فيه ثني الرجلين، من حديث أبي أيوب رضي الله عنه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

معلول: أخرجه الترمذي (3474) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا علي بن معبد المصري، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (127) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا حكيم بن سيف، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن.

كلاهما (زيد بن أبي أنيسة، وعبد الله بن عبد الرحمن) عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.

* زاد في رواية النسائي: (عبد الله بن عبد الرحمن) .

* أخرجه أحمد (4/227) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا همام قال: حدثنا عبد الله بن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن النبي صلى الله عليه وسلم (مرسل) .

وقد روي من حديث معاذ:

* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (126) قال: أخبرنا جعفر بن عمران، قال: حدثنا المحاربي، عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي، عن ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن ابن غنم، فذكره.

* قال أبو عبد الرحمن النسائي: حصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب، ضعيف، سئل ابن عون عن حديث شهر فقال: إن شهرا تركوه، وكان شعبة سيء الرأي فيه وتركه يحيى القطان.

قلت: فكأن شهر يضطرب فيه، والله أعلم.

وله شاهد من حديث أبي أيوب أخرجه ابن حبان (2341) .

ص: 230

2209 -

() أم سلمة رضي الله عنها: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يقول في دُبُرِ الفجرِ إذا صلَّى: «اللهم إني أسألُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَعَملاً مُتَقَبَّلاً،

⦗ص: 231⦘

ورِزْقاً طَيِّباً» . أخرجه

(1) .

(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، والحديث في " مسند أحمد " 6 / 294 و " سنن ابن ماجة " رقم (925) في إقامة الصلاة، باب ما يقال بعد التسليم، بإسناده فيه نظر من حديث شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة، قال البوصيري في " الزوائد ": رجال إسناده ثقات، خلا مولى أم سلمة فإنه لم يسمع، ولم أر أحداً ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله. أقول: وزاد نسبته الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح " رقم (2498) إلى البيهقي في " الدعوات الكبير "، وله شاهد عند الطبراني في " الصغير "، فالحديث به حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه الحميدي (299) قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمر بن سعيد الثوري. وأحمد (6/294) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان. وفي (6/305) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/318) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. وفي (6/318، 322) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (1535) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. قال: حدثنا شعبة. وابن ماجة (925) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا شبابة. قال: حدثنا شعبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (102) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا سفيان.

ثلاثتهم (عمر بن سعيد الثوري، وسفيان، وشعبة) عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، فذكره.

* قال عبد الرحمن بن مهدي في حديثه: عمن سمع أم سلمة.

قلت: إسناده ضعيف، للإبهام، وسوف يأتي في تكملة هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

ص: 230

2210 -

(د) الحارث بن مسلم بن الحارث (1) رحمه الله: عن أبيه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أسَرَّ إليه فقال: «إذا انْصَرَفْتَ من صلاةِ المَغرِبِ فقُلْ: اللَّهمَّ أَجِرني من النَّارِ سَبْعَ مَراتٍ - زاد في روايةٍ: قبلَ أن تُكَلِّمَ أحداً - فَإنَّك إذا قلتَ ذلك ثم مُتَّ في لَيْلَتِكَ كُتِبَ لَك جِوارٌ منها، وإذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فَقُل كذلك، فإنَّك إذا مُتَّ من يَومِك كُتِبَ لك جِوارٌ منها، قال الحارثُ: أَسَرَّهَا [إلينا] رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نَخُصُّ بها إخوانَنَا» . أخرجه أبو داود (2) .

(1) وفي الرواية الثانية عند أبي داود: مسلم بن الحارث، وعند ابن حبان رقم (2346) موارد: مسلم بن الحارث، قال ابن عبد البر: وعند أبي داود: عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث، وهو الصواب، وسئل أبو زرعة الرازي: مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم، فقال: الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه، وقال أبو حاتم: الحارث بن مسلم تابعي. اهـ. قال بعض العلماء: وليس للحارث ولا لأبيه في الكتب الستة سوى هذا الحديث.

(2)

رقم (5079) و (5080) في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، ورواه أيضاً النسائي في " الكبرى "، وابن حبان في صحيحه رقم (2346) موارد، وهو حديث حسن، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ".

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1-

أخرجه أحمد (4/234) قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه. وفي (4/234) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (5080) قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي، ومؤمل بن الفضل الحراني، وعلي بن سهل الرملي، ومحمد بن المصفى الحمصي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (111) قال: أخبرني عمرو ابن عثمان.

ستتهم (يزيد، وعلي بن بحر، وعمرو، ومؤمل، وعلي بن سهل، ومحمد بن المصفى) قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم.

2-

وأخرجه أبو داود (5079) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أبو النضر الدمشقي، قال:حدثنا محمد ابن شعيب.

كلاهما (الوليد، ومحمد) عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث، فذكره.

* رواية علي بن بحر عند أحمد مختصرة على الوصية.

* زاد محمد بن شعيب في روايته قال: أخبرنا أبو سعيد، عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نخص بها إخواننا.

قال الحافظ في الإصابة: يأتي في مسلم بن الحارث. وقال في ترجمة مسلم بن الحارث (9/194) صحح البخاري والترمذي وغير واحد أن اسم الصحابي مسلم، واسم التابعي ولده الحارث. والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم، وذكر الاختلاف، ثم عزا الحديث للبخاري في تاريخه.

قلت: وتقدم في الإمارة من هذا الجزء فانظره.

ص: 231