الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتاب الرابع: في الرياء
2645 -
(م ت س) شفي بن ماتع الأصبحي رحمه الله: «أَنه دخل المدينةَ، فَإِذا هو برجل قد اجتمع عليه الناسُ، فقال: من هذا؟ فقالوا: أَبو هريرة، فَدَنوتُ منه، حتى قعدت بين يديه، وهُوَ يُحَدِّثُ الناسَ، فَلَمَا سكتَ وخلا، قلتُ له: أَسأَلُكَ بحَقِّ وَحَقِّ، لمَا حَدَّثتَني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عَقَلْتَهُ وعَلِمْتَهُ، فقال أَبو هريرة: أَفْعَلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثاً حدَّثَنيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، عَقَلْتُهُ وعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبو هريرةَ نَشْغَة، فمكثْنا قليلاً،
⦗ص: 539⦘
ثم أفاق، فقَالَ: لأُحَدِّثَنَّكَ حَديثاً حَدَّثنيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت، ما معنا أَحدٌ غيري وغيرُه، ثمَّ نَشَغَ أبو هريرة نَشْغَة أخرى، ثُمَّ أَفَاقَ ومَسَحَ [عن] وَجْهِهِ، وقال: أَفعلُ، لأُحَدِّثَنَّكَ حديثاً حدَّثنيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أَنَا وهوَ في هذا البيتِ، مَا مَعنا أَحَدٌ غَيري وغَيرَهُ، ثمَّ نشغ أبو هُريرةَ نَشْغَة شديدة، ثُمَّ مَالَ خَارّاً على وجهه، فَأسْنَدتُهُ طَويلاً، ثُمَّ أفَاقَ: فقال: حدَّثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أَن اللهَ إِذَا كانَ يومُ القِيامَةِ يَنزِلُ إِلى العِبَادِ ليَقْضِيَ بَينَهُم، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأوَّلُ مَن يَدعُو به رجلٌ جَمَعَ القُرآنَ، ورجُلٌ قُتِلَ في سبيل الله، ورجلٌ كثيرُ المالِ، فيقولُ اللهُ للقارئ: أَلم أُعَلِّمْكَ مَا أَنزلتُ على رسولي؟ قال: بلى، يا ربِّ، قال: فما [ذا] عملتَ فيما علمتَ؟ قال: كنتُ أَقومُ به آناءَ الليل وآناءَ النهار، فيقولُ اللهُ لهُ: كَذَبتَ، وتقولُ له الملائكةُ: كذبتَ، ويقولُ اللهُ لَهُ: بَل أَرَدْت أَن يُقَالَ: فُلانٌ قَارئ، وَقَدْ قِيلَ ذَلِك. ويُؤْتَى بِصَاحِبِ المالِ فيقولُ اللهُ: أَلم أُوَسِّعْ عليك، حتَّى لَم أَدَعْكَ تحتاجُ إِلى أَحَدٍ؟ قالَ: بَلى، يا ربِّ، قالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ فيمَا آتَيتُكَ؟ قال: كنتُ أَصِلُ الرَّحِمِ، وَأَتَصَدَّق، فيقولُ الله لَهُ: كَذَبْتَ، وتَقُولُ لَهُ الملائِكَةُ: كَذبتَ، ويقولُ اللهُ: بَل أَردت أَن يُقالَ: فلانٌ جَوادٌ، فقيل ذلك. ثم يُؤتى بالذي قُتِلَ في سبيلِ الله، فيقول اللهُ: فيماذا قُتِلتَ؟ فيقولُ: أَمرتَ بالجهاد في
⦗ص: 540⦘
سبيلِكَ، فقاتلتُ حتَّى قُتِلتُ، فيقولُ الله لَهُ: كَذَبتَ، وتقول له الملائكةُ: كَذَبْتَ، ويقولُ اللهُ: بَل أردتَ أَن يُقَالَ: فُلانٌ جَرِيءٌ، فقد قِيلَ ذلك، ثم ضَربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رُكْبتي، فقال: يا أَبا هُريرة، أُولئك الثلاثة أَوَّلُ خَلقِ اللهِ تُسَعَّرُ بهم النار يوم القيامة» .
قال الوليد أبو عثمان المدائني: فأخبرني عقبة بن مسلم: أن شُفَيّاً هو الذي دخل على معاوية فأَخبره بهذا.
قال أَبو عثمان: وحدَّثني العلاء بن أَبي حكيم: «أنَّهُ كان سَيَّافاً لِمُعاويةَ، فدخل عليه رجل، فأخبَرهُ بِهذَا عن أبي هريرة، فقالَ معاويةُ: قد فُعِلَ بهؤلاءِ هكذا، فَكَيفَ بِمَن بقي من النَّاسِ؟ ثم بَكَى معاوية بكاء شديداً، حتى ظَنَنا أَنَّهُ هَالِكٌ، وقُلنا: قد جاء هذا الرجلُ بِشرٍّ، ثُمَّ أَفاقَ معاويةُ، ومسحَ عن وجْهِهِ، وقال: صدقَ اللهُ ورسولُهُ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنيَا وزِينَتها نُوَفِّ إِليهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ. أُولئِكَ الَّذينَ لَيْسَ لَهُم في الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ} [هود: 15، 16] . أَخرجه الترمذي (1) .
وذكر رزين رواية أتَمَّ من هذه بتقديم وتأخير، وزاد في آخِرها: ثم تَعَوَّذَ بالله من النار، وتلا: {أَنَّمَا إِلهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرجُو لِقَاءَ
⦗ص: 541⦘
رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَملاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف: 110] » .
وفي رواية مسلم، والنسائي، عن سليمان بن يَسار: قال: تَفَرَّقَ الناسُ عن أبي هريرة، فقال [له] ناتِلٌ أَخو أَهل الشام (2) : أيُّها الشيخُ حَدِّثني حديثاً سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أولَ النَّاسِ يُقْضَى يومَ القيامةِ عليه: رجلٌ استُشْهِدَ، فأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفهُ نِعَمَهُ، فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استُشْهِدتُ، فقال: كذبتَ، ولكنكَ قاتلتَ لأن يقالَ: جَرِيءٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به، فَسُحِبَ على وَجْهِهِ، حتى أُلقيَ في النَّارِ. ورجلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وقرأَ القرآن، فَأُتيَ به، فعرَّفهُ نِعَمَهُ فَعرفَهَا، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تَعلَّمْتُ العِلْمَ وعلَّمْتُهُ، وقرأْتُ فيكَ القرآنَ، قال: كذبتَ، ولكنكَ تعلَّمْتَ [العلم] ليقال: عالمٌ، وقرأتَ [القرآن] ليقال:[هو] قارئ، فقد قيل، ثُمَّ أُمِرَ به، فَسُحِبَ على وجهه، حتى أُلقيَ في النَّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه، وأَعطَاهُ من أَصنافِ المال [كُلِّهِ] ، فأُتيَ بِهِ فعرَّفهَ نِعَمه، فعرفها، قال: فما عَمِلْت فيها؟
⦗ص: 542⦘
قال: ما تَركتُ من سبيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنفَق فيها [إِلا أَنفقتُ فيها] لك، قال: كذبتَ، ولكنكَ فعلت ليُقَال: هو جَوادٌ، فقد قيل، ثم أُمِرَ به فَسُحِبَ على وجهه ثم أُلقيَ في النَّارِ» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لمَّا حدثني) : لمَّا إن كانت مشددة كانت بمعنى «إلا» وإن كانت مخففة كانت ما زائدة، واللام لام القسم، أو التوكيد.
(نشغ نشغة) : النشغ الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشي، وإنما يفعله الإنسان أسفاً على فائت، وشوقاً إلى ذاهب.
(جواد) : الجواد: الكريم السخي.
(جريء) : فاعل من الجرأة، وهي الإقدام في الحرب وغيره.
(تُسَعَّر) : أي توقد.
(1) وفي سنده عند الترمذي الوليد بن أبي الوليد المدني أبو عثمان، وهو لين الحديث، ولكن يشهد له من جهة المعنى حديث مسلم والنسائي.
(2)
كذا في الأصل، وفي نسخ مسلم المطبوعة " ناتل أهل الشام " قال النووي في " شرح مسلم ": هو ناتل ابن قيس الحزامي الشامي، من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابياً، وكان ناتل كبير قومه، وهو بنون في أوله وبعد الألف تاء مثناة من فوق.
(3)
رواه مسلم رقم (1905) في الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والترمذي رقم (2383) في الزهد، باب ما جاء في الرياء والسمعة، والنسائي 6 / 23 و 24 في الجهاد، باب من قاتل ليقال: فلان جريء.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد صفحة (42) قال: حدثنا محمد. والترمذي (2382) قال: حدثنا سويد بن نصر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13493) عن سويد بن نصر. وابن خزيمة (2482) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله.
ثلاثتهم (محمد - غير منسوب -، وسويد، وعتبة) عن عبد الله بن المبارك. قال: أخبرنا حيوة بن شريح، قال: حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني. أن عقبة بن مسلم حدثه، أن شفيّا الأصبحي حدثه، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وبنحوه أخرجه أحمد (2/321) قال: حدثنا حجاج. ومسلم (6/47) قال: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. قال: حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثناه علي بن خشرم. قال: أخبرنا الحجاج، يعني ابن محمد. والنسائي (6/23) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال: حدثنا خالد. وفي «فضائل القرآن» (108) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد. قال: أخبرنا مخلد.
ثلاثتهم - حجاج بن محمد، وخالد بن الحارث، ومخلد بن يزيد - عن ابن جريج. قال: حدثني يونس ابن يوسف، عن سليمان بن يسار، فذكره.
2646 -
(ت) كعب بن مالك رضي الله عنه: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن طلبَ العِلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلَمَاءَ، أَو لِيُمَاريَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويصرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِليه: أَدْخَلَهُ [الله] النَّار» . أَخرجه الترمذي (1) .
⦗ص: 543⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليجاري) : المجاراة: أن تجري مع قوم في شيء وتفعل مثل فعلهم.
(ليماري) : المماراة: المجادلة والمناظرة.
(1) رقم (2656) في العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، وفي سنده إسحاق بن يحيى بن طلحة
⦗ص: 543⦘
ابن عبيد الله التميمي، وهو ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب "، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه. أقول: ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها ما رواه ابن ماجة رقم (253) عن ابن عمر و (254) عن جابر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (2654) قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري. قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال: حدثني ابن كعب بن مالك. فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه.
وبنحوه عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، فهو في النار» .
أخرجه ابن ماجة (253) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو كرب الأزدي، عن نافع، فذكره.
وبنحوه: عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجاري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم» .
أخرجه ابن ماجة (260) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: أنبأنا وهب بن إسماعيل الأسدي. قال: حدثنا عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، فذكره.
2647 -
(ت) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن تعلَّمَ عِلْماً لغير الله، أَو أرادَ به غيرَ الله، فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ» . أَخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليتبوأ) : تبوأت الدار والمنزل: إذا نزلته وسكنته، والمباءة: المنزل.
(1) رقم (2657) في العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (258) قال: حدثنا زيد بن أخزم، وأبو بدر عباد بن الوليد. والترمذي (2655) قال: حدثنا علي بن نصر بن علي. والنسائي في الكبرى «الورقة - 77 ب» قال: أخبرنا محمد ابن معمر.
أربعتهم - زيد، وأبو بدر، وعلي بن نصر، ومحمد بن معمر- عن محمد بن عباد الهنائي، قال: حدثنا علي بن المبارك الهنائي، عن أيوب السختياني، عن خالد بن دريك، فذكره.
(*) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث أيوب إلا من هذا الوجه.
2648 -
(د) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن تعلَّمَ عِلماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجهُ اللهُ، لا يتعَلَّمُه إِلا ليُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِن الدُّنيا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يومَ القِيامَةِ» يعني: رِيحها.
⦗ص: 544⦘
أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَرَضاً) : العرض متاع الدنيا وما فيها.
(عَرْف) : العرف: الرائحة.
(1) رقم (3664) في العلم، باب في طلب العلم لغير الله، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (252) في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، وفي سنده فليح بن سلمان بن أبي المغيرة الخزاعي الأسلمي أبو يحيى المدني، وهو صدوق كثير الخطأ، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وجود إسناده الحافظ العراقي. أقول: ولكن توبع في " جامع بيان العلم " 1 / 190، فهو به حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/338) قال: حدثنا يونس وسريج بن النعمان. وأبو داود (3664) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سريج بن النعمان. وابن ماجة (252) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يونس بن محمد وسريج بن النعمان.
كلاهما - يونس بن محمد، وسريج بن النعمان - قالا: حدثنا فليح بن سيلمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، فذكره.
* جاء في سنن ابن ماجة عقب هذا الحديث: قال أبو الحسن، وهو القطان راوي السنن عن ابن ماجة: أنبأنا أبو حاتم. قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا فليح بن سليمان، فذكر نحوه.
2649 -
(ت) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَعوَّذُوا باللهِ مِن جُبِّ الحزَن، قالوا: يا رسولَ الله وما جُبُّ الحزن؟ قال: وادٍ في جهنم، تَتعوَّذُ منه جهنمُّ كلَّ يومٍ مائة مرة، قيل: يا رسول الله، ومَن يدْخلُهُ؟ قال: القُرَّاءُ المُرَاؤونَ بِأَعمالهم» . أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (2384) ، في الزهد، باب في الرياء والسمعة، وفي سنده عمر بن سيف، وهو ضعيف، وأبو معان أو أبو معاذ وهو مجهول، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2383) قال: ثنا أبو كريب، قال: ثني المحاربي، عن عمار بن سيف الضبى، عن أبي معان البصري، عن ابن سيرين، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وبنحوه عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من جب الحزن، قالوا: يا رسول الله، وما جب الحزن؟ قال: واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة. قالوا: يا رسول الله، ومن يدخله؟ قال: أعد للقراء المرائين بأعمالهم. وإن من أبغض القراء إلى الله الذين يزورون الأمراء» .
أخرجه ابن ماجة (256) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا عبد الرحمن ابن محمد المحاربي (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا إسحاق بن منصور. والترمذي (2383) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثني المحاربي.
كلاهما - عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وإسحاق بن منصور - عن عمار بن سيف الضبي، عن أبي معان البصري، عن ابن سيرين، فذكره.
2650 -
(ت) أبو هريرة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزَّمَان رجالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنيا بالدِّين، يَلبسُونَ للناس جلودَ الضَّأنِ من اللِّين، ألسِنَتُهمْ أَحلى من العسل،
⦗ص: 545⦘
وقلُوبُهم قُلُوبُ الذِّئَابِ، يقول الله تعالى: أبي يَغْتَرُّونَ، أم عليَّ يَجْتَرِئونَ؟ فبي حَلَفْتُ، لأبعَثَنَّ على أُولئكَ منهم فِتْنَة تَدَعُ الحليمَ حَيَرانَ» .
ورواية ابن عمر أخصر من هذه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: لقد خلقتُ خلقاً ألسنتُهم أحلى من العسل، وقُلوبهم أمرُّ من الصَّبر، فبي حلفتُ: لأُتيحَنَّهم فتنةً تدع الحليم منهم حيران، فبي يغتَرُّون، أم عليَّ يجترئون؟» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَخْتلون) : الخَتْل: الخدع.
(يجترئون) : الاجتراء: الجسارة على الشيء، وقد ذكرناه.
(لأُتيحَنَّهُم) : أتاح الله لفلان كذا، أي قدره له.
(1) رقم (2406) و (2407) في الزهد، باب رقم (60) ، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2404) قال: ثنا سويد. قال: نا ابن المبارك، قال: نا يحيى بن عبيد الله، قال: سمعت أبي يقول، فذكره.
وفي (2405) قال: ثنا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: ثنا محمد بن عباد، قال: نا حاتم بن إسماعيل. قال: نا حمزة بن أبي محمد، عن عبد الله بن دينار، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، من حديث ابن عمر، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه.
2651 -
(م) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغْنى الشُّركاء عن الشِّركِ، مَنْ عَمِل عَمَلاً أشرك فيه مَعي غيري تركتهُ وشِرْكَهُ» . أخرجه مسلم (1) .
(1) رقم (2985) في الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/301) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/435) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. ومسلم (8/223) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن القاسم. وابن ماجة (4202) قال: حدثنا أبو مروان العثماني، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. وابن خزيمة (938) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا محمد (ح) وحدثنا أبو موسى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
ثلاثتهم- شعبة، وروح بن القاسم، وعبد العزيز - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
2652 -
(خ م ط د ت) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال
⦗ص: 546⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجِدُونَ من شَرِّ الناس عند الله تعالى يومَ القيامة ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ، وهؤلاء بوجه» .
وفي رواية قال: سمعتُه يقول: «إِنَّ شرَّ الناس ذُو الوجهين
…
الحديث» . أَخرجه البخاري، ومسلم، والموطأ.
وفي رواية [الترمذي] مختصراً: «إِن من شر الناس عند الله يومَ القيامة: ذا الوجهين» .
وفي رواية أبي داود، قال: «من شرِّ الناس ذُو الوجهين
…
الحديث» (1) .
(1) رواه البخاري 10 / 395 في الأدب، باب ما قيل في ذي الوجهين، ومسلم رقم (2526) في البر والصلة، باب ذم ذي الوجهين، والموطأ 2 / 991 في الكلام، باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين، والترمذي رقم (2026) في البر والصلة، باب ما جاء في ذي الوجهين، وأبو داود رقم (4872) في الأدب، باب في ذي الوجهين.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/336) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا قطبة. وفي (2/495) قال: حدثنا ابن نمير. (ح) ويعلى. والبخاري (8/21) . وفي «الأدب المفرد» (409) قال: حدثنا عمر بن حفص. قال: حدثنا أبي. والترمذي (2025) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - قطبة بن مالك، وابن نمير، ويعلى بن عبيد، وحفص بن غياث، وأبو معاوية محمد بن خازم- عن الأعمش. قال: حدثنا أبو صالح، فذكره.
وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«تجد من شرار الناس يوم القيامة الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء، وهؤلاء بحديث هؤلاء» .
أخرجه أحمد (2/398) قال: ثنا معاوية. قال: ثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
- وعن عراك بن مالك، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن شر الناس ذو الوجهين. الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» .
أخرجه أحمد (2/307) قال: حدثنا هاشم. وفي (2/455) قال: حدثنا حجاج. والبخاري (9/89) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (8/27) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح.
أربعتهم- هاشم، وحجاج، وقتيبة، وابن رمح - عن الليث بن سعد. قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، فذكره.
- وعن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه» .
أخرجه مالك «الموطأ» (613) . والحميدي (1132) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/245) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/465) قال: حدثنا إسحاق. قال: حدثنا مالك. وفي (2/517) قال: حدثنا روح. قال: حدثنا مالك. والبخاري في «الأدب المفرد» (1309) قال: حدثنا إسماعيل. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/27) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك. وأبو داود (4872) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان.
كلاهما (مالك، وسفيان) عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
2653 -
(د) عمار بن ياسر رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن كان له وجهَان في الدنيا كان له يوم القيامة لِسَانَانِ من نارٍ» . أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (4873) في الأدب، باب في ذي الوجهين، وإسناده ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2767) قال: أخبرنا الأسود بن عامر. والبخاري في «الأدب المفرد» (1310) قال: حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني. وأبو داود (4873) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - أسود، ومحمد، وأبو بكر - عن شريك بن عبد الله النخعي، عن الركين بن الربيع، عن نعيم ابن حنظلة، فذكره.
(*) في رواية أسود، قال شريك: وربما قال: النعمان بن حنظلة.
قال عنه الحافظ في «التهذيب» : وقال علي بن المديني في هذا الحديث: إسناده حسن، ولايحفظه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الطريق، وذكره ابن حبان في الثقات.
2654 -
(خ م) أبو وائل: قال: قال أسامةُ رضي الله عنه: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار،
⦗ص: 547⦘
فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه» . أخرجه البخاري، ومسلم.
⦗ص: 548⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فتندلق) : الاندلاق: الخروج، ومنه اندلق السيف عن قرابه.
(أقتابه) : الأقتاب: جمع قتب، وهي الأمعاء.
(1) كذا في الأصل، وعند مسلم " قيل لأسامة: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال: أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه، ولا أقول لأحد يكون علي أميراً: إنه خير الناس
…
الحديث ".
(2)
رواه البخاري 6 / 238 في بدء الخلق، باب صفة النار، وفي الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، ومسلم رقم (2989) في الزهد، باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله.
(3)
في المطبوع: وأخرج البخاري نحوها قال، وهو خطأ.
(4)
هذه الرواية ليست عند البخاري ولا مسلم، وإنما رواها أحمد في " المسند " 3 / 120 و 231 و 239 من حديث أنس بن مالك، ورواها أيضاً ابن حبان في صحيحه، وابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث أنس، وهو رواية حسنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في صفة النار «بدء الخلق 10: 10» عن علي بن عبد الله، عن ابن عيينة، وفي الفتن (17) عن بشر بن خالد، عن غندر، عن شعبة - كلاهما عن الأعمش - عنه، به ومسلم في آخر الكتاب «الزهد والرقاق» عن يحيى بن يحيى وأبي بكر وابن نمير وإسحاق وأبي كريب خمستهم عن أبي معاوية، و (8: 2) عن عثمان، عن جرير - كلاهما عن الأعمش به.