المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة المؤلف قال الشيخ الفقيه الإمام العالم العامل - اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه - جـ ١

[أبو العباس القرطبي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌(1) كتاب بدء الوحي

- ‌(1) باب تعبد النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يأتيه الوحي، وما كان يدعو الناس إليه

- ‌(2) كتاب الإيمان

- ‌(1) باب بيان معنى الإيمان والإسلام شرعًا

- ‌(2) باب تسمية الإسلام بالإيمان تَوَسُّعًا

- ‌(3) باب أركان الإسلام وشُعَبِهِ

- ‌(4) [باب أي الإسلام أفضل]

- ‌(5) [باب أمور الإيمان]

- ‌(6) [باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة]

- ‌(7) باب المعاصي من أمر الجاهلية. ولا يَكْفُر صاحبها إلا بالشرك

- ‌(8) باب كفران الحقوق، وكفر دون كفر، وظلم دون ظلم

- ‌(9) باب زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌(10) باب كمال الإسلام في نفسه، وتفاوت أهله فيه

- ‌(11) باب ما يخاف من إضرار المعاصي بالإيمان، والعمل وإن كانت صغائر

- ‌(12) باب يجب الإيمان بمشروعية العبادات والنية والحسبة فيها

- ‌(13) باب أعظم أركان الدين النصحية والفرار من الفتن والأمر بالتسديد والتسهيل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة للَّه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم

- ‌(14) باب حق اللَّه على العباد، وجزاؤهم على ذلك

- ‌(3) كتاب العلم

- ‌(1) باب فضل العلم والفقه والغبطة فيهما

- ‌(2) باب الحض على المبادرة لتعلم العلم قبل الفوت، وفضل من عَلِمَ وعلَّم

- ‌(3) باب الأمر بحفظ العلم والتبليغ والإنصات للعالم

- ‌(4) باب لا تقطع على المحدث حديثه حتى يفرغ منه، ورفع الصوت بالعلم، وتكراره ليفهم

- ‌(5) باب السؤال للاختبار والفهم في العلم وأن لا حياء في أخذه من العلماء أو ممن أخذ عنهم

- ‌(6) باب قراءة المحدث والقراءة عليه والمناولة والمكاتبة، وكتابة العلم

- ‌(7) باب حِلَقِ العلم والوقوف على العالم، ومن برك عنده، وغضب العالم إذا كره شيئًا

- ‌(8) باب التحديث بما يناسب كل قوم، وإثم كتمان العلم، ومن كتمه لعلم، وزيادة الجواب على السؤال

- ‌(9) باب متى يصح سماع الصغير

- ‌(10) باب العلم والعظة بالليل، والسمر في العلم

- ‌(11) باب الأمر بتبليغ العلم، وإباحة الحديث عن بني إسرائيل

- ‌(12) باب خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية إذا فقهوا

- ‌(4) كتاب الطهارة

- ‌(1) باب في اشتراط الطهارة في الصلاة، وفضل الوضوء

- ‌(2) باب المُتَخَلِّي لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها

- ‌(3) باب جواز استقبالها بين البنيان ولضرورة المرحاض، وإذن النساء في الخروج إلى البراز

- ‌(4) [باب الاستتار من البول]

- ‌(5) باب النهي عن الاستنجاء ومس الذكر باليمين وعن الاستنجاء بالروث والعظام والأمر بالاستنجاء بالحجارة

- ‌(6) باب الإيتار في الاستجمار

- ‌(7) باب صفة الوضوء وبيان أقله وأكثره

- ‌(8) باب صفة المضمضة والاستنشاق

- ‌(9) باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة وغسل الرجلين

- ‌(10) باب مسح الرأس كله ولا فضيلة في تكراره

- ‌(11) باب في التيمن في الوضوء والغسل والإسباغ فيهما

- ‌(12) باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة وحمله مع العَنَزَةِ

- ‌(13) باب فضل السواك ودفعه للأكبر، وفضل من بات على طهارة

- ‌(14) باب الوضوء والغسل في المخضب وآنية الصفر وغيرها، وقدر الماء الذي يغتسل به ويتوضأ به

- ‌(15) باب الوضوء بالمد من الماء وفي الآنية كالمخضب والقدح

- ‌(16) باب طهارة فضل الوضوء والغسل، وصبه على المريض

- ‌(17) باب استحباب الوضوء لكل صلاة، وله أن يجمع بوضوء واحد بين صلوات

- ‌(18) باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن، ولا مما يخرج من غير المخرجين لقوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} [النساء: 43، المائدة: 6]

- ‌(19) باب بول الصبي الذي لم يطعم وورود الماء على النجاسة وغسل الدم والمني وفركه

- ‌(20) باب ورود النجاسة على الماء وغيره

- ‌(21) باب لا يصح الوضوء بالنبيذ، ولا المسكر، وكرهه الحسن وأبو العالية، وقال عطاء: التيمم أحب إلي من الوضوء بالنبيذ واللبن

- ‌(22) باب إذا ألقى على ظهر المصلي نجاسة لم تفسد صلاته

- ‌(23) باب الأمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب، وأن ذلك ليس لنجاسته

- ‌(24) باب طهارة شعر ابن آدم، ونخامته، ومخاطته

- ‌(25) باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها

- ‌(26) باب قراءة القرآن بعد الحدث

- ‌(27) باب المسح على الخفين، وشرطه، والمسح على العمامة

- ‌(28) باب ترك الوضوء مما مست النار

- ‌(29) باب استحباب المضمضة من السَّوِيق واللبن

- ‌(30) باب ما لا يتوضأ منه

- ‌(5) كتاب الغسل

- ‌(1) باب حكم الغسل وصفته

- ‌(2) باب ليس تقدير الماء بصاع ولا غيره لازمًا، واغتسال الرجل مع امرأته من إناء واحدٍ، وكم تفيض على رأسه والتيمن في الغُسْلِ

- ‌(3) باب جواز الدوران على نسائه في غسل واحد

- ‌(4) باب إذا ذكر في المسجد أنه جنب خرج ولا يتيمم والمؤمن لا ينجس

- ‌(5) باب وجوب ستر العورة في الملأ، واستحبابه في الخلاء

- ‌(6) باب غسل المرأة إذا احتلمت، ووضوء الجنب إذا أراد النوم

- ‌(7) باب لا غُسْلَ إلا من الدفق، ونسخه

- ‌(6) كتاب الحيض

- ‌(1) باب يجوزُ مباشرة الحائض واستعمالها في كل شيء إلا النكاح

- ‌(2) باب ترك الحائض الصوم والصلاة وتفعل المناسك كلها إلا الطواف، وتحضر العيد، وتعتزل المُصَلَّى وتقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

- ‌(3) باب الاستحاضة وأحكامها

- ‌(4) باب اغتسال الحائض إذا طهرت ونقضها شعرها واستعمالها الطيب حينئذ

- ‌(5) باب إقبال المحيض وإدباره، والصُّفْرة والكُدْرَةِ

- ‌(7) كتاب التيمم

- ‌(1) باب في قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43، المائدة: 6]، وفيمن لم يجد ماءً ولا ترابًا

- ‌(2) باب ما خُصَّتْ به هذه الأمة من التيمم، وصفته

- ‌(3) باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف خروج الوقت

- ‌(4) باب الصعيد الطيب وَضُوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين

- ‌(5) باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو العطش تيمم

- ‌(8) كتاب الصلاة

- ‌(1) باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء

- ‌(2) باب وجوب الصلاة في الثياب وقوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم "ألا يَطوف بالبيت عُرْيَان

- ‌(3) باب الصلاة في الثوب الواحد الساتر والأمر بِجَعْلِ شيء منه على عَاتِقِهِ

- ‌(4) باب ما يُسْتَرُ من العورة

- ‌(5) باب تستر المرأة الحرة جميع جسدها

- ‌(6) باب الصلاة في الثوب ذي الأعلام والتصاوير والخُمْرَة

- ‌(7) باب الصلاة على الحصير والخُمْرة وفي الخِفَافِ وعلى ثوبه من شدة الحر

- ‌(8) باب من صلى في ثوب حرير أو نجس ناسيًا أو مضطرًا لم تجب عليه إعادة

- ‌(9) باب وجوب استقبال القبلة، وقوله {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وأول مسجد وضع أول

- ‌(10) باب نسخ استقبال بيت المقدس والأمر باستقبال الكعبة، ومن تركه ناسيًا فلا إعادة عليه

- ‌(11) باب ما جاء في الصلاة في جوف الكعبة

- ‌(12) باب النهي عن البُصَاق في المسجد، وحك ما يوجد من ذلك فيه، واحترام جهة القبلة منه، وأين يبزق منه إذا غلبه البزاق، والنهي عن إتيان المساجد لمن أكل ثومًا أو بصلًا

- ‌(13) باب وضع المال في المسجد وقسمته فيه

- ‌(14) باب اتخاذ المساجد في البيوت، ولا يكون لها أحكام مساجد العامة وصلى البراء بن عازب في مسجد في داره جماعة

- ‌(15) باب نبش قبور المشركين واتخاذ مكانها مسجدًا، وما يكره من الصلاة في القبور، ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند القبر فقال: القبرَ القبرَ، ولم يأمره بالإعادةِ

- ‌(16) باب الصلاة في مواضع الخسف والبِيَع

- ‌(17) باب النوم في المسجد للمرأة والرجل

- ‌(18) باب الصلاة في المسجد إذا قدم من سفر، ومن دخله فليبدأ بيمنى رجليه وليحيه ركعتين

- ‌(19) باب في بناء المساجد، وكراهية زخرفتها

- ‌(20) باب المرور وإنشاد الشعر واللعب بالحِرَابِ في المسجد، ومن دخل المسجد بسلاح فليمسك على نصولها

- ‌(21) باب التقاضي والملازمة، وحبس الأسير والغريم في المسجد

- ‌(22) باب إدخال المريض والبعير المسجد للعلة

- ‌(23) باب رفع الصوت في المساجد، والحِلَق، والاستلقاء، وتشبيك الأصابع فيها

- ‌(24) باب فتح خَوْخَة في المسجد، ووضع المساجد على الطرق إذا لم يضر ذلك بالناس

- ‌(25) باب فضل الخُطَا إلى المساجد

- ‌(26) باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد

- ‌(27) باب التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيها

- ‌(28) باب السترة للصلاة والدنو منها

- ‌(29) باب الصلاة إلى الأسطوانة والراحلة والرَّحْلِ والنائمة والمضطجعة، وقال عمر: المُصَلُّون أحق بالسواري من المتحدثين إليها

- ‌(30) باب إثم المار بين يدي المصلي والأمر برده

- ‌(9) كتاب المواقيت

- ‌(1) باب مواقيت الصلاة وفضلها، وقوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]

- ‌(2) باب وقت الظهر، وتأخيرها في شدة الحر

- ‌(3) باب في وقت صلاة العصر وفضلها، والأمر بالتبكير بها، وإثم من فاتته من غير عذر

- ‌(4) باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب

- ‌(5) باب وقت المغرب

- ‌(6) باب من كره أن يقال للمغرب: العشاء وللعشاء: العتمة، ومن رآه واسعًا

- ‌(7) باب فضل العشاء وما يكره من النوم قبلها والحديث بعدها

- ‌(8) باب وقت الفجر وفضلها وإدراك ركعةٍ منها

- ‌(9) باب القنوت في الفجر

- ‌(10) باب النهي عن الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس

- ‌(11) باب من قال تجوز الصلاة بعد العصر إلا ساعة الغروب

- ‌(12) باب قضاء الفوائت وأحكامها

- ‌(13) باب كراهية السَّمَر بعد العشاء وما يجوز منه، في حديث أبي بَرْزَة: وكان يستحب أن يؤخر العشاء، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف أحدُنا جليسه، ويقرأ من الستين إلى المئة

- ‌(10) كتاب الأذان

- ‌(1) باب بدء الأذان وفضله وصفته

- ‌(2) باب ما يُحْقَنُ من الدماء بالأذان وما يقول سامعه، والإسهام عليه

- ‌(3) باب قليل الكلام لا يقطع الأذان، وجواز أذان الأعمى إذا كان له من يعرفه بالوقت، وتكلم سليمان بن صُرَد في أذانه

- ‌(4) باب بين كل أَذَانينِ صلاة، لمن شاء وانتظار الإقامة

- ‌(5) باب الأذان في السفر، واستدارة المؤذن

- ‌(6) باب النهي عن الاستعجال إلى الصلاة، والأمر بالسكينة والوقار

- ‌(7) باب إذا ذَكَرَ الإمام أنه مُحْدِثٌ فخرج، انْتظِرَ إذا كان لم يدخل في الصلاة، وجواز الفَصْلِ بين الإقامة والصلاة بالكلام

- ‌(8) باب تأكد صلاة الجماعة، وفضلها

- ‌(9) باب فضل كثرة الخطا إلى الجماعة وانتظار الصلاة

- ‌(10) باب إذا أُقِيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، ولا صلاة بحضرة الطعام

- ‌(11) باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة وجواز الاستخلاف

- ‌(12) باب يؤم القوم أقرؤهم، فإن استووا فيها فالأكبر

- ‌(13) باب إمامة المفتُون والمبتدع

- ‌(14) باب إذا صلى الإمام جالسًا صلى المأموم جالسًا وإن كان صحيحًا

- ‌(15) باب ما جاء مما يدل على نسخ ذلك

- ‌(16) باب متى يسجد من خلف الإمام، ووعيد من رفع رأسه قَبْلَهُ

- ‌(17) باب لا يلزم الإمام أن ينوي الإمامة، وأمره بالتخفيف، ومراعاة حال من خلفه

- ‌(18) باب الإنكار على الإمام إذا طَوَّل بالناس

- ‌(19) باب فضل الصف الأول، والأمر لإتمام الصفوف وتسويتها، وأين تقوم المرأة

- ‌(20) باب يجوز الاقتداء بالإمام الذي بينك وبينه سترة إذا أمكن الاقتداء

- ‌(21) باب تكبيرة الإحرام ورفع اليدين

- ‌(22) باب وضع اليمنى على اليُسْرَى، والخشوع في الصلاة، وما يقول بعد التكبير

- ‌(23) باب الوعيد على رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وكراهة الالتفات فيها، وإن وقع لم يفسدها

- ‌(24) باب القراءة للإمام والمأموم

- ‌(25) باب القراءة في الظهر والعصر، والإسرار فيهما

- ‌(26) باب القراءة في المغرب والعشاء وما يجهر فيه منهما

- ‌(27) باب القراءة في الفجر

- ‌(28) باب الجمع بين السورتين في ركعة، والقراءة بالخواتيم، وبسورة قبل سورة، وبأول سورة

- ‌(29) باب ما جاء في التأمين والجهر به، وفضله

- ‌(30) باب التكبير في كل خفض ورفع

- ‌(31) باب في كيفية الركوع، وما يقال فيه

- ‌(32) باب ما يقال عند الرفع من الركوع، وفي القنوت في الصلوات عند النوازل

- ‌(33) باب الطمأنينة في أركان الصلاة والإهواء من الركوع

- ‌(34) باب من ركع خلف الصف ثم دَبَّ إليه، ومن دعا في الصلاة لقوم وسماهم

- ‌(35) باب في فضل السجود وكيفيته

- ‌(36) باب من استوى قاعدًا في وتر من صلاته، ثم نهض، ومن اعتمد على الأرض، ومن سجد في الطين

- ‌(37) باب سُنَّة الجلوس والتشهد وأنهما ليسا بواجبةٍ

- ‌(38) باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء قبل السلام

- ‌(39) باب التسليم من الصلاة، وإقبال الإمام على الناس إذا سَلَّم

- ‌(40) باب يجوز الانصراف من الصلاة عن اليمين وعن الشمال، وجواز تخطي الإمام الرقاب عند الخروج

- ‌(41) باب الذكر بعد الصلاة وفضله

- ‌(42) باب تحريم الكلام في الصلاة

- ‌(11) كتاب الجمعة

- ‌(1) باب فرض الجمعة وفضلها، لقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9]

- ‌(2) باب فضل الغسل يوم الجمعة، والطيب، والسواك

- ‌(3) باب الجمعة في القُرَى والمُدُنِ

- ‌(4) باب في السعي إلى الجمعة، ومن أين يؤتى إليها، والرخصة في التخلف عنها بعذر المطر

- ‌(5) باب الأذان يوم الجمعة عند الزَّوال، وعند جلوس الإمام على المنبر، ولو أَذَّنَ واحدٌ أَجْزَأَ

- ‌(6) باب الخُطْبَةِ على المِنْبَرِ قائمًا

- ‌(7) باب النهي عن أن يقام أحد من مقعده يوم الجمعة، وإقبال الناس على الإمام، والأمر بالإنصات له

- ‌(8) باب الخطبة وما يقال فيها

- ‌(9) باب إذا نفر الناس عن الإمام فصلاته، ومن بقي معه جائزة، وركوع من دخل والإمام يخطب

- ‌(10) باب الساعة التي في يوم الجمعة، والصلاة قبلها وبعدها، والانتشار بعد فعلها

- ‌(12) كتاب صلاة الخوف

- ‌(1) باب يقيم الإمام العسكر فريقين، ويصلي بكل طائفة ركعة

- ‌(2) باب يصلي بهم صلاة واحدة، ويحرس بعضهم بعضًا

- ‌(3) باب ما قال تؤخر الصلاة إلى أن ينجلي القتال

- ‌(4) باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً

- ‌(5) باب يَثْبُتُ الإمام قائمًا منتظرًا للطائفة الأخرى

- ‌(13) كتاب العيدين

- ‌(1) باب التَّجَمُّل واللعب بالسلاح وإِباحة غناء الجَوَارِي يوم العيد

- ‌(2) باب خروج الرجال والنساء والصبيان في العيد إلى المُصَلَّى

- ‌(3) باب استحباب الأكل يوم الفطر قبل الغُدُوِّ إلى المصلى، وجواز ذلك يوم النحر

- ‌(4) باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحَرَمِ

- ‌(5) باب لا أذان لصلاة العيد ولا إقامة، ولا صلاة في المُصَلَّى قبلها ولا بعدها، والخطبة قبل الصلاة

- ‌(6) باب استقبال الإمام الناس في خطبته ووعظه وتعليمه

- ‌(7) باب يذبح الإمام وينحر بالمُصَلَّى، ويرجع من غير الطَّرِيقِ الذي جاء منه

- ‌(8) باب فضل العمل في أيام العشر، والتكبير أيام منى

- ‌(14) كتاب الوتر

- ‌(1) باب الأمر بالوتر وإيقاظ النائم للوتر

- ‌(2) باب الوتر من آخر الليل أفضل لمن قَوِيَ عليه

- ‌(3) باب الوتر على الدابَّة وفي السفر

- ‌(15) كتاب الاستسقاء

- ‌(1) باب الخروج إلى المصلى في صلاة الاستسقاء والسُّنَّة فيها

- ‌(2) باب رفع الناس أيديهم مع الإمام في الاستسقاء

- ‌(3) باب من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء

- ‌(4) باب الدعاء في الصحو عند كثرة المطر

- ‌(5) باب استشفاع المشركين بالمسلمين عند القحط، والتوسل بالأنبياء والصالحين، وانتقام اللَّه بالقحط إذا انتُهِكَتْ محارِمُه

- ‌(6) باب ما يقال عند المطر، وذكر الرياح والزلازل

- ‌(7) باب لا يدري متى يجيء المطر إلا اللَّه

- ‌(16) كتاب الكسوف

- ‌(1) باب ما يؤمر به عند الكسوف

- ‌(2) باب ما يُنَادَى به لصلاة كسوف الشمس، وكيفيتها

- ‌(3) باب من قال يُسِرُّ فيها، ولا يطول السجود

- ‌(4) باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف

- ‌(5) باب من قال: يصلي في كسوف الشمس ركعتان كسائر النوافل

- ‌(6) باب ما جاء في سجود القرآن، وأنه ليس بواجب

- ‌(7) باب مواضع سجد فيها النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(8) باب

- ‌(9) باب حكم قَصْرِ الصَّلاةِ في السفر، ومسافته

- ‌(10) باب قَصْرِ الصلاةِ بمِنًى

- ‌(11) باب يقصر إذا فارق موضعه، وكم المدة التي إذا نواها المسافر أتم

- ‌(12) باب الجمع بين الصلاتين في السفر إذا أعجله السَّيْرُ

- ‌(13) باب صلاة التطوع على الدواب في السفر حيثما توجهت

- ‌(14) باب من لم يتطوع في السفر قبل الصلاة ولا بعدها، وتطوع في غير ذلك الوقت

- ‌(15) باب يُصَلّي المريض قاعدًا ومضطجعًا وبحسب إمكانه

- ‌(16) باب صلاة النفل قائمًا، أو قاعدًا مع القدرة على ذلك

- ‌(17) باب الحضّ على قيام الليل، وكيفيته، وما يقال فيه

- ‌(18) باب الوقت الأفضل للقيام

- ‌(19) باب دعاء التهجد

- ‌(20) باب ما يفعله الشيطان في النائم بالليل إذا لم يُصَلِّ

- ‌(21) باب ما يكره من التشديد في العبادة

- ‌(22) باب ما جاء في ركعتي الفجر

- ‌(23) باب ما جاء في الضُّحَى

- ‌(24) باب من قال: إنَّ للمكتوبات رَوَاتب، والصلاة قبل صلاة المغرب

- ‌(25) باب الأمر بالتطوع في البيت، وصلاته في جماعة

- ‌(26) باب فضل مسجد مكة والمدينة وبيت المقدس، وفضل ما بين القبر والمنبر

- ‌(27) باب فضل مسجد قُبَاء، وإتيانه

- ‌(28) باب ما يجوز من العمل في الصلاة

- ‌(29) باب ما يجوز من مس الحصى وبسط الثوب والبُصَاق في الصلاة

- ‌(30) باب النهي عن التصفيق والاختصار في الصلاة

- ‌(31) باب تفكر المصلي الشيء في الصلاة

- ‌(17) أبواب السهو

- ‌(1) باب الأمر بسجود السهو

- ‌(2) باب السجود في النقص قبلُ، وفي الزيادة بَعْدُ

- ‌(3) باب التسليم قبل تمام الصلاة سهوًا لا يفسدها، وجواز الكلام لإصلاحها

- ‌(4) باب من كانت له صلاة فشغل عنها صَلَّاها في وقت آخر

- ‌(18) كتاب الجنائز

- ‌(1) باب من مات على التوحيد دخل الجنة

- ‌(2) باب الأمر باتباع الجنائز، وعيادة المَرْضَى

- ‌(3) باب تعاهد المرضى والبكاء والموعظة عندهم

- ‌(4) باب تلقين المُحْتَضَرِ وإن كان كافرًا

- ‌(5) باب ما يكره من النياحة، وشق الجيوب، ولطم الخدود

- ‌(6) باب تعذيب الميت ببكاء أهله إذا كان ذلك من سُنَّتِهِ أو بَوصِيَّتِهِ

- ‌(7) باب تسجية الميت، والثناء عليه، ورجاء الخير له من غير قَطْعٍ

- ‌(8) باب الإعلام بموت الميت إذا لم يكن على جهة نعي الجاهلية

- ‌(9) باب فضل من مات له ولد فاحتسب، والأمر بالصبر عند المصيبة

- ‌(10) باب الأمر بغسل الميت وكيفيته

- ‌(11) باب ما جاء في الكفن والحَنُوط، وأنه من رأس المال

- ‌(12) باب إعداد الكفن. ومن لم يوجد له إلا ثوب واحد كُفِّنَ فيه

- ‌(13) باب القيام للجنازة ومتى يقعد

- ‌(14) باب الإسراع بالجنازة وحمل الرجال لها وكلام الميت

- ‌(15) باب فضل اتِّباعِ الرجال الجنائز، وكراهة ذلك للنساء

- ‌(16) باب الصلاة على الجنازة، وكيفيتها، وأين يُصلى عليها

- ‌(17) باب يصلَّى على الغائب والمقبور إذا لم يُصَلَّ عليهما

- ‌(18) باب الدفن وأحكامه

- ‌(19) باب الميت يسمع خَفْقَ النِّعَالِ، وفي ثناء الناس عليه، والنهي عن سب الموتى

- ‌(20) باب ما جاء في عذاب القبر والتعوذ منه

- ‌(21) باب ما قيل في أولاد المسلمين والمشركين

- ‌(22) باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على أهل أحد بعد سنين، وأن ذلك كان خاصًّا بهم

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة المؤلف قال الشيخ الفقيه الإمام العالم العامل

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مقدمة المؤلف

قال الشيخ الفقيه الإمام العالم العامل الورع الزاهد، قدوة الحفاظ، عمدة المحدثين - جمال الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي رضي الله عنه:

الحمد للَّه الذي خص أهل السنة بالتوفيق، وسلك بهم في صحيح نقلها، وإيضاح معانيها سواء الطريق، ورقَّاهم ببركة الاقتداء بها من حضيض التقليد إلى ذِرْوة التحقيق، وأسكت بصولة حججها كل مهذار مِنْطِيق.

أحمده، وهو بجميع المحامد حقيق، وأشكره شكر من علم لمن شكر نعمه مِنَّةٌ وتوفيق.

وأشهد ألا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له شهادة من انشرح صدره بمعارفها، واتسع لقبولها من غير ضيق.

وأشهد أن محمدًا رسول خُصَّ من الرسالة الإلهية بالركن الوثيق، ومن المِلَّة الحنيفية بالمنهج الواضح الأنيق، ومن الرئاسة الإنسانية بالشرف الشامخ والكرم العريق.

صلى اللَّه عليه، وعلى آله وأزواجه وذريته، صلاة توصل إلى الرحب، وتنجي من المضيق.

ص: 3

ورضي اللَّه عن جميع صحابته، الملتئم من كل صِدِّيقَةٍ وصِدِّيق.

أمّا بعد:

فلما قضت نتائج العقول، وأدلة الشرع المنقول بأن سعادة الدارين لا تنال إلا بمتابعة هذا الرسول، وأن الهداية الحقة باقتفاء سنته، وسنته واجبة الحصول - انتهضت همم أعلام العلماء، والسادة الفضلاء من الصحابة السابقين والتابعين اللاحقين إلى البحث عن سنته، وآثاره، وأقواله وفعاله، فحصلوا ذلك ضبطًا وحفظًا، وقيدوه معنى ولفظًا، واستنبطوا معانيه فقهًا وعقلًا، وبلغوها إلى غيرهم مشافهة ونقلًا.

ثم لم يزل أهل العلم يتناقلون ذلك جيلًا بعد جيل، ويتوارثونه جليلًا بعد جليل، إلى أن انتهى ذلك إلى عصر الأئمة المصنفين الذين اختارهم اللَّه لحفظ هذا الدين، وارتضاهم لإظهار سنة سيد المرسلين.

فأولهم تصنيفًا وترصيفًا، وأولاهم إمامة وتشريفًا أبو عبد اللَّه مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي فهو الذي حاز قَصَبَات السِّبَاق؛ إذ هو المشهود له بأنه أمير المؤمنين في الحديث والعلم بالاتفاق.

ثم تلاه أئمة المصنفين، متسابقين، مُصَلِّين وتالين ومُسَلِّين (1)، وكل من بعده منهم لم يَغْرِف إلا من فضالته، ولم يَسْرِ ذلك المَسْرى إلا بدلالته.

وهؤلاء الأئمة هم:

أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجُعْفِي، البخاري (2)، وأبو

(1) المُصَلِّي هو الفرس التالي في السباق، والمُسَلِّي: هو الأخير في السباق، والتالي: الذي يأتي بعد المصلي.

(2)

انظر ترجمة للبخاري في "تاريخ بغداد"(2/ 322 - 357 رقم 374)، و"تهذيب =

ص: 4

الحسين مسلم بن الحَجَّاج القشيري النيسابوري، وأبو داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتَاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.

فهؤلاء صدور الأئمة الأبرار الذين هجروا في طلب حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الأوطان والأوطار، وأنفقوا في تحصيله نفائس الأموال والأعمار، وارتحلوا في جمعه إلى متفرقات البلدان والأقطار، وبذلوا وسعهم في تمييز صحيحه من سقيمه، ومعوجه من مستقيمه.

ثم دونوا وألفوا، وأسندوا وصنفوا، ثم بذلوا لمن ابتغاه، قاصدين بذلك وجه الإله، فأجورهم دائمة الاستمرار والاستقامة؛ "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"(1)، خصوصًا إمامي علماء الصحيح، المُبَرِّزِينَ في علم الجرح والتعديل: أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري؛ فإنهما جمعا كتبهما على شرط الصحيح، وبذلا جهدهما في ترتيبهما من كل عِلَّة، فتم لهما المراد، وانعقد الإجماع على تلقيهما باسم الصحيحين أو كاد.

فجازى اللَّه جميعهم عن الإسلام أحسن الجزاء، ووفاهم من أجر من انتفع بكتبهم أفضل الإجزاء؛ فلقد حفظ اللَّه بهذين الإمامين الصحيح من سنن الدين، وأنهض بكتبهما حجة المحدثين والعلماء الراسخين.

= الكمال" (6/ 227 - 237) رقم (5648)، و"سير أعلام النبلاء" (12/ 391) رقم (171).

(1)

م: (2/ 705) رقم (69/ 1017)(12)، كتاب الزكاة (20)، باب: الحث على الصدقة في حديث طويل.

ص: 5

غير أن أئمة النقل، وجهابذة النقد اختلفوا فيمن السابق منهما ومن المُصَلِّي؛ إذ ليس في حلبتهما تالٍ ولا مُسَلِّي.

فذهبت طائفة إلى ترجيح البخاري وكتابه، وإليه ذهب أكثر المشارقة.

وذهبت طائفة أخرى إلى ترجيح مسلم وكتابه، وإليه ذهب أكثر المغاربة، واحتجت كل طائفة منها بما انتهى إليها من مناقب مرجحها.

ونحن ننقل من عيون أخبارهما ما يدل على مناقبهما؛ لتعرف مقاديرهما، محذوفة الإسناد؛ لشهرتها في كتب المؤرخين النقاد على منهاج المباحث الفقهية، وتقرير الطريقة النظرية.

ومما يُحتج به للطائفة البخارية ما قاله أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: "ما تحت أديم السماء أعلم من البخاري بالحديث"(1).

وقال مسلم بن الحجاج للبخاري، وقد مسألة عن عِلَّة حديث خفيت على مسلم فأجابه عن ذلك بما أعجبه، فقال له:"لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك"(2).

وقال أبو بكر الجوزقي: سمعت أبا حامد الشَّرَقِي يقول: رأيت مسلم ابن الحجاج بين يدي البخاري كالصبي بين يدي مُعَلّمه (3).

وقال الدارقطني: "لولا البخاري ما ذهب مسلم ولا جاء".

وقال أحمد بن محمد الكرابيسي: رحم اللَّه الإمام أبا عبد اللَّه البخاري؛

(1)"سير أعلام النبلاء"(12/ 431).

(2)

المصدر السابق (12/ 437).

(3)

المصدر السابق (12/ 433).

ص: 6

فإنه الذي ألف الأصول، وبين للناس، وكل من عمل بعده قد أخذ من كتابه، كمسلم بن الحجاج، فرق كتبه في كتابه، وتجلد فيه حق الجلادة، حيث لم ينسبه إلى قائله.

ومنهم من أخذ كتابه فنقله بعينه كأبي زرعة وأبي حاتم (1).

وقال أبو المصعب: محمد بن إسماعيل عندنا؛ لو أدركت مالكًا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل، لقلت: كلاهما واحد في الفقه والحديث.

وقال يعقوب الدورقي: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.

وذكر أبو أحمد بن عدي أن البخاري لما قدم بغداد امتحنه المحدثون بأن قلبوا أسانيد مئة حديث، فخالفوا بين أسانيدها ومتونها، ثم فرقوها على عشرة من طلحة الحديث، لكل منهم عشرة.

فلما استقر بالبخاري المجلس قام إليه واحد من العشرة، فذكر له حديثًا من عشرته وسأله عنه فقال: لا أعرف هذا، ثم سأله عن بقية العشرة واحدًا واحدًا، والبخاري يقول في كل ذلك: لا أعرف، ثم قام بعده ثان ففعل مثل ذلك، فأجابه البخاري: بلا أعرف، ثم قام ثالث كذلك، إلى أن أكمل العشرة المئة الحديث المقلوبة، فظن كل من في المجلس عجز البخاري وانقطاعه، فعند ذلك دعا البخاري الأول فرد متون أحاديثه إلى أسانيدها، وكذلك فعل بجميعهم، فبهت السائلون، وأعجب بذلك الحاضرون والسامعون.

(1) أي: أخذ كتاب "التاريخ الكبير" للبخاري، وهذا ليس بصحيح، فـ "الجرح والتعديل" فيه الكثير مما ليس في كتاب البخاري، وخاصة في الجرح والتعديل. انظر: كتابنا "عبد الرحمن بن أبي حاتم وأثره في علوم الحديث"(ص: 185 - 197).

ص: 7

وقال محمد بن حمدويه: سمعت البخاري يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، وأعرف مئتي ألف حديث غير صحيح (1).

وقال جعفر بن محمد القطان: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كتبت عن أكثر من ألف شيخ، ما عندي حديث إلا أذكر سنده (2).

ونقل أبو الفرج ابن الجوزي عن البخاري أنه قال: صنفت كتاب "الصحيح" في ست عشرة سنة، من ست مئة ألف حديث، وجعلته حجة بيني وبين اللَّه (3).

وقال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتاب "الجامع" إلا ما صح، وقد تركت من الصحيح (4).

وقال محمد بن مطر: قال لي محمد بن إسماعيل: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت وصليت ركعتين.

وقال عبد القدوس بن همام: سمعمت عدة من المشايخ يقولون: دَوَّن البخاري تراجم كتابه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين (5).

ولما علم أهل زمانه فضله على أقرانه وتقدمه على علماء أوانه كان يجتمع عليه في مجلسه أكثر من عشرين ألفًا.

(1)"تهذيب الكمال"(6/ 236).

(2)

المصدر السابق (6/ 231).

(3)

المصدر السابق (6/ 232).

(4)

المصدر السابق (6/ 230).

(5)

المصدر السابق (6/ 231).

ص: 8

وقال الفِرَبْرِي: سمع كتاب البخاري تسعون ألفًا، فما بقي أحد يرويه غيري (1).

هذا مع علو إسناده، فقد أدرك جماعة ممن أدركوا متأخري التابعين كمكيّ بن إبراهيم البلخي، وأبي عاصم النَّبِيل، ومحمد بن عبد اللَّه الأنصاري، وعصام بن خالد الحمصي.

وقد روى عنه جماعة من الأئمة؛ كمسلم بن الحجاج، وأبي حاتم الرازي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي حامد بن الشرقي، وأبي عيسى الترمذي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، في آخرين يطول ذكرهم.

فقد حصل بالنقل المتواتر، والإصفاق أن البخاري جاز قصب السباق.

وللطائفة النيسابورية أن تقول: نحن لا ننازع في صحة ما نقلتم، ولا ننكر فضل من فَضَّلْتم، ولكنا ننقل من فضائل صاحبنا (2) وأخباره نحو ما ذكرتم، ثم نثبت له ولكتابه من المزية ما يوجب لها أولوية.

فمن ذلك ما قاله أبو علي الحسن بن علي النيسابوري: "ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم، وما رأيت أحفظ منه".

ويلزم من هذا القول أنه أعلم بالصحيح من كل من تحت أديم السماء، وهذا نحو مما قاله ابن خزيمة في البخاري.

(1) المصدر السابق (6/ 231).

(2)

هو مسلم بن الحجاج، وانظر ترجمته في "تاريخ بغداد"(15/ 121 - 125) رقم (7541)، و"تهذيب الكمال"(7/ 95 - 97)، و"سير أعلام النبلاء"(12/ 557 - 580) رقم (217).

ص: 9

وكان أبو زرعة وأبو حاتم يقدمان مسلمًا على مشايخ عصرهما، والبخاري من مشايخ عصرهما، فقد حكما لمسلم بالتقدم على البخاري.

وقال أبو مروان الطُّنُبِي: كان من شيوخي من يفضل كتاب مسلم على كتاب البخاري.

وقال مسلمة بن قاسم في تاريخه: مسلم جليل القدر من أئمة المحدثين، وذَكَر كتابه في الصحيح وقال: لم يضع أحد مثله.

وقال أبو حامد الشَّرَقِي: سمعت مسلمًا يقول: ما وضعت شيئًا في هذا المسند إلا بحجة، وما أسقطت شيئًا منه إلا بحجة.

وقال أبو محمد بن أبي حاتم: مسلم بن الحجاج ثقة من الحفاظ له معرفة بالحديث، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

وقال إبراهيم بن سفيان: قال لي مسلم: ليس كل الصحيح وضعت هنا، إنما وضعت ما أجمعوا عليه.

وقال الحسن بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند من ثلاث مئة ألف حديث مسموعة.

وقال مسلم بن الحجاج: لو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مئتي سنة فمدارهم على هذا المسند، ولقد عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، وكل ما أشار أن له علة تركته، وما قال: هو صحيح أخرجته.

وقال أبو يعلى الخليلي الحافظ: مسلم بن الحجاج القشيري صاحب الصحيح هو أشهر من أن تذكر فضائله، رحل إلى العراق، والحجاز، والشام، ومصر، سمع يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه،

ص: 10

وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعبد اللَّه بن مسلمة القعنبي، ومسلم بن إبراهيم، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد ابن المثنى، وخلقًا كثيرًا يطول ذكرهم، وروى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان المرضي الزاهد، وأبو محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن المغيرة بن عبد الرحمن القلانسي، ولا يروى كتابه إلا من طريقهما.

وروى عنه أيضًا مكي بن عَبْدَان، وأبو حامد بن الشرقي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخرون.

وسمع منه أبو حاتم مع جلالته، وابنه عبد الرحمن.

وعند تقابل هذه الفضائل يتوقف في الترجيح بينهما كل منصف فاضل.

وأما نكتة المزية الموحية للأولوية فهي أن مسلمًا متفق على إمامته، مجمع على قبول قوله وحديثه، كما حكى القاضي أبو الفضل عياض، وليس كذلك البخاري؛ فإن أبا محمد بن أبي حاتم قال في البخاري: إن أبي وأبا زرعة تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق (1).

ولما تقاصرت الهمم في هذا الزمان عن بلوغ الغايات من حفظ جميع هذا الكتاب بما اشتمل عليه من الأسانيد والروايات، أشار من إشارته غنم، وطاعته حتم، إلى تقريبه على المتحفظ وتيسيره على المتفقه، بأن نختصر أسانيده، ونحذف تكراره، وننبه على ما تضمنته أحاديثه بتراجم تسفر عن

(1)"الجرح والتعديل"(7/ 191) رقم (1086)، وإلى هنا انتهت المقدمة من المخطوط الذي اعتمدنا عليه، وما يأتي من منهج المصنف نقلناه من مقدمة "تلخيص مسلم" للمصنف، لأنني وجدته ينطبق تمامًا على ما صنعه هنا في اختصاره للبخاري.

ص: 11

معناها، وتدل الطالب على موضعها وفحواها.

فاستعنت باللَّه تعالى وبادرت إلى مقتضى الإشارة، بعد أن قدمت في ذلك دعاء النفع به والاستخارة، فاقتصرت من الإسناد على ذكر الصاحب، إلا أن تدعو الحاجة إلى ذكر غيره فأذكره لزيادة فائدة، وحصول عائدة، ومن تكرار المتون على أكملها مساقًا، وأحسنها سياقا، ملحقا به ما في غيره من الرواية، محافظًا -إن شاء اللَّه تعالى- على ألا أغفل منه شيئًا من مهمات الفوائد، فإذا قلت: عن أبي هريرة -مثلًا- وأفرغ من مساق متنه، وقلت: وفي رواية، فأعني أنه عن ذلك الصاحب المتقدم من غير ذلك الطريق، وربما قدمت بعض الأحاديث وأخرت حيثما إليه اضطررت؛ حرضا على ضم الشيء لمشاكله، وتقريبًا له على متناوله.

وقد اجتهدت فيما رويت ورأيت، ووجهَ اللَّه الكريم قصدت، وهو المسؤول في أن ينفعني به، وكل من اشتغل به، ويبلغنا المأمول، وأن يجعلنا وإياه من العلماء العاملين الهداة المهتدين، وهو المستعان وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ص: 12