الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"ينزل ربنا": أي: يتنزل، وقد روي كذلك، وهو تنزل لُطْفٍ ورحمة، لا نزول حركة ونقلة. وقيل: ينزل أمر ربنا، أو مَلَك ربنا. كما رواه النسائي (1):"إذا كان الثلث الآخر من الليل أمر اللَّه مناديًا ينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له. . . " الحديث.
* * *
(19) باب دعاء التهجد
597 -
عن ابن عباس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم لك الحمد، أنت قَيِّمُ السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد (2)، مَلِكَ
(1) النسائي - "عمل اليوم والليلة"(ص: 340) رقم (482)، باب الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار، من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة وأبي سعيد. ولفظه:"إن اللَّه عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر مناديًا ينادي يقول: هل من داعٍ يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يعطى؟ "، رقم (482).
وذكره الحافظ المزي في "التحفة"(10/ 99)، وعزاه إلى النسائي في "الكبرى". في (كتاب النعوت)، عن محمد بن مسلمة، عن ابن القاسم، عن مالك، عن أبي سلمة وأبي عبد اللَّه الأغر، عن أبي هريرة، ولم يذكر لفظه.
(2)
في "صحيح البخاري": "أنت ملك. . . ".
_________
597 -
خ (1/ 349)، (19) كتاب التهجد، (1) باب: التهجد بالليل، من طريق علي ابن عبد اللَّه، عن سفيان، عن سليمان بن أبي مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس به، رقم (1120)، أطرافه في (6317، 7385، 7442، 7499).
السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم (1) حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أَخَّرْتُ، وما أسررت وما أعلنت، أنت المُقَدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إله إلا أنت -أو- لا إله غيرك".
وفي رواية: "لا حول ولا قوة إلا باللَّه"(2).
الغريب:
"يَتَهَجَّد": يصلي ليلًا. و"الهجود": النوم والسَّهَر، يقال: هجد وتهجد: إذا نام ليلًا وسهر، فهو مشترك، و"قَيّم"، و"قيوم"، و"قيّام" كلها مبالغة قَائِم، ويعني به أنه تعالى هو الذي يقيم السموات والأرض ومن فيهما، وبه يتقوَّم كل ذلك؛ إذ لا قوام لشيء من ذلك كله إلا به، و"نور السموات والأرض": خالق ما فيهما من الأنوار والهدايات، وغير ذلك مما يقال عليه: نور.
و"أسلمت": انْقَدْتُ. و"آمنت": صَدَّقْتُ، و"توكلت": فَوَّضْتُ.
وقوله: "فاغفر لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ. . . إلى آخره": تعليم لنا كيف نستغفر، وأما هو: فهو مغفوز له، والأنبياء معصومون مما يناقض مدلول
(1)"صلى الله عليه وسلم" من "صحيح البخاري".
(2)
خ (1/ 349)، (19) كتاب التهجد، (1) باب: التهجد بالليل، من طريق سفيان، عن عبد الكريم أبي أمية، عن طاوس، عن ابن عباس به، ذكره عقب حديث الباب رقم (1120).