الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سأفعل إن شاء اللَّه".
قال عتبان: فغدا عليَّ (1) رسول اللَّه وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأَذِنْتُ له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال:"أين تحبُّ أن أصلي من بيتك؟ "، فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَكَبَّر، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم، قال: وحبسناه على خَزِيرَةٍ صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عَدَدٍ فاجتمعوا.
فقال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخَيْشِن -أو ابن الدُّخْشُن-؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب اللَّه ورسوله، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا اللَّه، يريد بذلك وجه اللَّه؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنما نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فإن اللَّه حَرَّمَ على النار من قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه".
الغريب:
"الخزيرة": حساءٌ يُعمَلُ من النخال، ولا يكون إلا بدسم.
* * *
(15) باب نبش قبور المشركين واتخاذ مكانها مسجدًا، وما يكره من الصلاة في القبور، ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند القبر فقال: القبرَ القبرَ، ولم يأمره بالإعادةِ
247 -
وعن أنس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في حَيٍّ يقال لهم: بنو
(1)"عليَّ": ليست في "صحيح البخاري".
_________
247 -
خ (1/ 155 - 156) - (8) كتاب الصلاة ق - (48) باب هل تنبش قبور مشركي =
عمرو بن عوف، فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربعًا وعشرين ليلة (1)، ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدين السيوف (2)، فكاني (3) أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر رِدْفُهُ وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى (4) بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ بني (5) النجار فقال:"يا بني النجار! ثَامِنُونِي (6) بحائطكم هذا" قالوا: لا واللَّه لا نطلب ثمنه إلا إلى اللَّه عز وجل.
قال أنس: وكان (7) فيه ما أقول لكم: قبور المشركين، وخَرِبٌ ونخَلٌ (8)، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنُبِشَتْ، ثم بالخَرِبِ فَسُوِّيتْ، ويالنخل فَقُطِعَ، فصَفُّوا النخل قِبْلَةَ المسجد، وجعلوا عِضادَتَيهِ الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يَرْتَجِزُونَ، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول:
اللهم لا خير إلا خير الآخره
…
فاغفر للأنصار والمهاجره
(1) في "صحيح البخاري": "أربعة عشر ليلة".
(2)
في "صحيح البخاري": "متقلدي سيوفهم".
(3)
في "صحيح البخاري": "كأني".
(4)
(ألقى)؛ أي: ألقى رَحْلَهُ.
(5)
في "صحيح البخاري": "ملأ من بني النجار".
(6)
(ثامنوني)؛ أي: اذكروا لي ثمنه لأذكر لكم الثمن الذي أختاره، قال ذلك على سبيل المساومة.
(7)
في "صحيح البخاري": "فكان".
(8)
في "صحيح البخاري": "وفيه خرب وفيه نخل"، و"خرب" بكسر الخاء وفتحها.
_________
= الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد؟ -من طريق عبد الوارث، عن أبي التَّيَّاح، عن أنس به- رقم (428).