الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسلمون من لسانه ويده (1)، والمهاجر (2) من هَجَر ما نهى اللَّه عنه".
14 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول اللَّه! أي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"].
* * *
(5)[باب أمور الإيمان]
15 -
[وعن أنس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
16 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "فوالذي نفسي
(1)(من سلم المسلمون من لسانه ويده) خص اللسان بالذكر، لأنه المعبِّر عما في النَّفْس، وهكذا اليد، لأن أكثر الأفعال بها. والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد، لأن اللسان يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد، بخلاف اليد. وفي التعبير باللسان دون القول نكتة، فيدخل فيه من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء، وفي ذكر اليد دون غيرها من الجوارح نكتة، فيدخل فيها اليد المعنوية؛ كالاستيلاء على حق الغير بغير حق.
(2)
(والمهاجر) هو بمعنى الهاجر. والهجرة ضربان: ظاهرة وباطنة، فالباطنة: ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان، والظاهرة: الفرار بالدين من الفتن.
_________
14 -
خ (1/ 21)، (2) كتاب الإيمان، (5) باب: أي الإسلام أفضل، من طريق أبي بردة ابن عبد اللَّه ابن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى به - رقم (11).
15 -
خ (1/ 21)، (2) كتاب الإيمان، (7) باب: من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، من طريق شعبة وحسين المُعَلِّم، عن قتادة، عن أنس به، رقم (13).
16 -
خ (1/ 21)، (2) كتاب الإيمان، (8) باب: حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان، من =
بيده، لا يؤمن أحدكم (1) حتى أكون أَحَبَّ إليه من والده وولده".
17 -
وعن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أَحَبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".
18 -
وعنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أَحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحِبَّ المَرْءَ لا يحبُّه إلا للَّه، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"(2).
(1)(لا يؤمن أحدكم. . . إلخ)؛ أي: لا يؤمن إيمانًا كاملًا، وقدم الوالد للأكثرية؛ لأن كل أحد له والد من غيرِ عكس، وقد جاءت روايات بتقديم الولد على الوالد، وذلك لمزيد الشفقة.
وقال القرطبي: كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم إيمانًا صحيحًا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة، غير أنهم متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى، كمن كان مستغرقًا في الشهوات، محجوبًا في الغفلات في أكثر الأوقات، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اشتاق إلى رؤيته، بحيث يؤثرها على أهله وولده وماله ووالده، ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة، ويجد مخبر ذلك من نفسه وجدانًا لا تردد فيه، وقد شوهد من هذا الجنس من يؤثر زيارة قبره ورؤية مواضع آثاره على جميع ما ذكر، لما وقر في قلوبهم من محبته، غير أن ذلك سريع الزوال بتوالي الغفلات.
(2)
(أن يكون اللَّه ورسوله أحب إليه مما سواهما. . . إلخ) قال الإمام النووي: هذا =
_________
= طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به، رقم (14).
17 -
خ (1/ 22)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عبد العزيز بن صهيب وقتادة، عن أنس به، رقم (15).
18 -
خ (1/ 22)، (2) كتاب الإيمان، (9) باب: حلاوة الإيمان، من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس به رقم (16)، طرفه في (21، 6041، 6941).
وفي رواية (1): "ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه اللَّه منه".
19 -
وعنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بُغْضُ الأنصار"(2).
20 -
وعن عبد اللَّه بن عمر: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار،
= حديث عظيم، أصل من أصول الدين، ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات، وتحمل المشاق في الدين، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا، ومحبة العبد للَّه تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
(1)
خ (1/ 23)، (2) كتاب الإيمان، (14) باب: من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان، من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس به، وفيه:"بعد إذ أنقذه اللَّه كما يكره أن يلقى في النار"، رقم (21).
(2)
(آية الايمان حب الأنصار. . . إلخ) الأنصار جمع ناصر، والمراد أنصار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمراد الأوس والخزرج، وخصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، فكان صنيعهم هذا موجبًا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم. قال المصنف في "المفهم": وأما الحروب الواقعة بينهم، فإن وقع من بعضهم بغضٌ لبعض فذلك من غير هذه الجهة، بل للأمر الطارئ الذي اقتضته المخالفة، ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام: للمصيب أجران، وللمخطئ أجر واحد. واللَّه أعلم.
_________
19 -
خ (1/ 22)، (2) كتاب الإيمان، (10) باب: علامة الإيمان حب الأنصار، من طريق شعبة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جبر، عن أنس به، رقم (17) طرفه في (3784).
20 -
خ (1/ 24)، (2) كتاب الإيمان، (16) باب الحياء من الإيمان، من طريق مالك ابن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه به، رقم (24)، طرفه في (6118).