الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع (1) وعندنا كتاب، حسبنا، فاختلفوا، وكَثُرَ اللَّغَطُ، فقال "قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع". فخرج ابن عباس يقول: إن الرَّزِيَّةَ (2) كُلَّ الرزية ما حال بين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.
الغريب:
قوله: "بين ظهرانيهم": يقال للشيء إذا كان في وسط شيء: هو بين ظهريه وظهرانيه، و"العقل": من عقلت القتيل عقلًا: غرمت ديته وعن القاتل: غرمت عنه الدية.
* * *
(7) باب حِلَقِ العلم والوقوف على العالم، ومن برك عنده، وغضب العالم إذا كره شيئًا
63 -
عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في
(1)(غلبه الوجع)؛ أي: فيشق عليه إملاء الكتاب أو مباشرة الكتابة، وكأن عمر رضي الله عنه فهم من ذلك أنه يقتضي التطويل، قال المصنف وغيره:"ائتوني" أمر، وكان حق المأمور أن يبادر للامتثال، لكن ظهر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب، وأنه من باب الإرشاد إلى الأصلح، فكرهوا أن يكلفوه من ذلك ما يشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ، وقوله تعالى:{تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} ؛ ولهذا قال عمر: حسبنا كتاب اللَّه، وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من امتثال أمره، وما يتضمنه من زيادة الإيضاح.
(2)
(الرزية)؛ أي: المصيبة.
_________
63 -
خ (1/ 40 - 41)، (3) كتاب العلم، (8) باب: من قعد حيث ينتهي به المجلس، =
المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول اللَّه (1) صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما: فرأى فرجةً في الحلقة، فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبًا، فلما فرغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال "ألا أخبركم عن النَّفَرِ الثلاثة؟ أما أحدهم: فآوى إلى اللَّه (2) فآواه اللَّه، وأما الآخر: فاستحيا (3) فاستحيا اللَّه منه، وأما الآخر: فأعرض فأعرض اللَّه عنه (4) ".
64 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه! ما القتال في سبيل اللَّه؟ فإن أحدنا يقاتل غضبًا ويقاتل حَمِيَّةً، فرفع إليه رأسه، قال: وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائمًا،
(1)(فوقفا على رسول اللَّه)؛ أي: على مجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(2)
(فآوى إلى اللَّه. . . إلخ)؛ أي: لجأ إلى اللَّه، أو على الحذف؛ أي: انضم إلى مجلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومعنى "فآواه اللَّه"؛ أي: جازاه بنظير فعله؛ بأن ضمه إلى رحمته ورضوانه.
(3)
(فاستحيا)؛ أي: ترك المزاحمة كما فعل رفيقه، حياءً من النبي صلى الله عليه وسلم وممن حضر.
(4)
(فأعرض اللَّه عنه)؛ أي: سخط عليه، وهو على من ذهب معرضًا لا لعذر، هذا إن كان مسلمًا، ويحتمل أن يكون منافقًا، واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أمره.
_________
= ومن رأى فُرجة في الحلقة فجلس فيها، من طريق مالك، عن إسحاق بن عبد اللَّه ابن أبي طلحة، عن أبي مُرَّة مولى عَقِيل بن أبي طالب، عن أبي واقد الليثي به، رقم (66)، طرفه في (474).
64 -
خ (1/ 61)، (3) كتاب العلم، (45) باب: من سأل وهو قائمٌ عالمَا جالسًا، من طريق منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى به، رقم (123)، وطرفه في (2810، 3126، 7458).
فقال: "من قاتل لتكون كلمة اللَّه هي العليا فهو في سبيل اللَّه عز وجل".
65 -
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلما أكثِر عليه غَضِبَ، ثم قال للناس:"سلوني عما شئتم" قال رجل: من أبي؟ قال "أبوك حذافة" فقام آخر، فقال: من أبي يا رسول اللَّه؟ قال: أبوك سالم مولى شيبة، فلما رأى عمر ما في وجهه قال: يا رسول اللَّه! إنا نتوب إلى اللَّه عز وجل.
66 -
وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج فقام عبد اللَّه بن حُذَافة، فقال: من أبي؟ فقال "أبوك حذافة"، ثم أكثر أن يقول:"سلوني"، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا باللَّه ربًا (1)، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم (2) نبيًا فسكت.
(1)(رضينا باللَّه ربًا) قال ابن بطال: فهم عمر منه أن تلك الأسئلة قد تكون على سبيل التعنت، أو الشك، فخشي أن تنزل العقوبة بسبب ذلك، وقال: رضينا باللَّه ربًا. . . إلخ، فرضي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فسكت.
(2)
"صلى الله عليه وسلم" من "صحيح البخاري".
_________
65 -
خ (1/ 50)، (3) كتاب العلم، (28) باب: الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره، من طريق أبي أسامة، عن بُرَيْدٍ، عن أبي بُرْدَة، عن أبي موسى به، رقم (92)، طرفه في (7291).
66 -
خ (1/ 50)، (3) كتاب العلم، (29) باب: من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث، من طريق شعيب، عن الزهري، عن أنس بن مالك به، رقم (93)، طرفه في (540، 749، 4621، 636، 6468، 7089، 7090، 7091، 7294، 7295).