الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهي الحجارة السود المحيطة بها. و"سَمُرَة": واحدة السَّمُرِ، وهي من شجر البادية.
و"الركب": أصحاب الإبل.
و"أصيب عمر"؛ أي: طُعِنَ.
وقيل: "الوازِرَة" الحاملة، والهاء فيه للمبالغة. و"الوِزْرُ": الحمل الثقيل، وهو كناية عن الذنوب.
وليس سكوت ابن عمر عن عائشة شَكًّا في الحديث، ولا وَهَنًا، فإنه قد روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من طرق عن غيره، وعن غير عمر، وإنما كان توقُّفا في التأويل، أو تركًا للرد على عائشة.
وليس بما سمعته عائشة من حديث تعذيب اليهودية مناقضًا لحديث ابن عمر ولا غيره، وأحسنُ مَحَامِلِ حديث عمر وغيره ما نبَّهَ البخاريُّ عليه في ترجمته كما ذكرناه. واللَّه أعلم.
* * *
(7) باب تسجية الميت، والثناء عليه، ورجاء الخير له من غير قَطْعٍ
651 -
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: أقبل أبو
651 - خ (1/ 384 - 385)، (23) كتاب الجنائز، (3) باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدْرِج في أكفانه، من طريق معمر ويونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة به، رقم (1241، 1242). =
بكر رضي الله عنه على فرسه من مسكنه بالسُّنْحِ، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلِّمْ الناس، حتى دخل على عائشة، فتيمَّم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُسَجًّى بِبُرْد حِبَرَةٍ، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه يُقَبِّلُهُ، ثم بكى فقال: بأبي أنت (1) يا نبي اللَّه، لا يجمع اللَّه عليك مَوْتتَيْنِ، أما الموتة التي كُتِبَتْ عليك فَقَدْ مُتَّها.
قال أبو سلمة: فأخبرني ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ أبا بكر رضي الله عنه خرج وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس. فأبى، فقال: اجلس، فأبى، فتشهد أبو بكر رضي الله عنه، فمال الناسُ إليه وتركوا عمر فقال: أما بعد، فمن كان منكم يَعْبُدُ محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، ومن كان يعبد اللَّه فإن اللَّه حيٌّ لا يموت، قال اللَّه عز وجل:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى: {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144](2)، واللَّه (3) لكأنَّ الناس لم يكونوا يعلمون أنَّ اللَّه أنزلها (4) حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه، فَتَلَقَّاهَا منه الناس فما يُسْمَعُ بشر إلا يتلوها.
(1) في "صحيح البخاري": "بأبي أنت وأمي".
(2)
ولفظها في "صحيح البخاري": {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} .
(3)
في "صحيح البخاري": "فواللَّه".
(4)
في "صحيح البخاري": "أنزل الآية".
_________
= الحديث (1241) أطرافه في: (3667، 3669، 4452، 4455، 5710).
الحديث (1242) أطرافه في: (3668، 3670، 4453، 4454، 4457، 5711).
652 -
وعن خارجة (1) بن زيد بن ثابت: أنَّ أم العلاء -امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: أنه اقتُسِمَ المهاجرون قرعةً، فطار (2) لنا عثمان بن مَظْعُون، فأنزلناه في أبياتنا، فوَجِعَ وجعه الذي توفِّي فيه، فلما توفي وغُسِّلَ وكُفِّنَ في أثوابه دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمك اللَّه (3) أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك اللَّه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وما يدريكِ أن اللَّه أكرمه؟ " فقلت: بأبي أنت يا رسول اللَّه! فمن يكرمه اللَّه؟ فقال: "أما هو فقد جاءه اليقين، واللَّه إني لأرجو (4) له الخير، واللَّه ما أدري ما يُفْعَلُ بي"(5)، قلت (6): فواللَّه لا أزكي على اللَّه أحدًا.
الغريب:
{خَلَتْ} : ذهبت في الدهر الخالي.
(1)"خارجة بن" أثبتناها من "صحيح البخاري"، وهو كذلك في جميع طرق الحديث، وفي الأصل:"وعن زيد بن ثابت، أن أم العلاء".
(2)
(اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا)، المعنى: أن الأنصار اقترعوا على سكنى المهاجرين لما دخلوا عليهم المدينة، وقولها:"فطار لنا"؛ أي: وقع في سهمنا.
(3)
في "صحيح البخاري": "رحمة اللَّه عليك".
(4)
"لأرجو" كذا في "صحيح البخاري"، وتحرفت في الأصل إلى:"لا أرجو".
(5)
في "صحيح البخاري": "ما أدري -وأنا رسول اللَّه- ما يفعل بي".
(6)
في "صحيح البخاري": "قالت".
_________
652 -
خ (1/ 385)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عقيل، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء به، رقم (1243)، أطرافه في (2687، 3929، 7003، 7004، 7018).