الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"الأرض الجَدْبَةُ": التي لم تُمْطَر، وهي هنا التي لا تشرب ولا تنبت لصلابتها.
و"قبلت": مشهور الرواية فيه بالباء، بواحدة، من القبول، ووقع عند أبي زيد وأبي أحمد (قَيَّلَت) باثنين تحتها، فقيل: هو تصحيف، وقيل: ليس كذلك. قال في "الجمهرة": تقيل الماء في المكان المنخفض: إذا اجتمع.
و"القيعان": جمع قاع، وهو المستوطئ من الأرض، ويجمع في القلة: أَقْوُعٌ وأَقْوَاع، والقِيعَةُ مثل القاع، و"الكلأ": بالهمز الرطب من العشب، وما يبس منه يسمى الحشيش.
* * *
(3) باب الأمر بحفظ العلم والتبليغ والإنصات للعالم
قد تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس: "احفظوه، وأخبروا به من وراءكم".
44 -
وعن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون: أَكْثَرَ أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب اللَّه ما حدثت حديثًا، ثم يتلوا:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى قوله: {الرَّحِيمُ} [البقرة: 160] إن إخواننا من المهاجرين
44 - خ (1/ 58)، (3) كتاب العلم، (42) باب: حفظ العلم، من طريق ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة به، رقم (118) طرفه في (2047، 2350، 3648، 7354).
كان يشغلهم الصَّفْقُ (1) بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالم (2)، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لشِبَع بطنه (3)، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون.
45 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قلت: يا رسول اللَّه! إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه، قال "ابسط رداءك"، فبسطه، فغرف يديه، ثم قال:"ضُمّه"، فضممته، فما نسيت شيئًا بعدُ.
46 -
وعن أبي شُرَيْحٍ رضي الله عنه أنه قال لعَمْرو بن سعيد -وهو يبعث البعوث إلى مكة-: ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولًا قام به النبي صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلم به: حمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: "إن مكة حَرَّمها اللَّه ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يَسْفِكَ بها دمًا، ولا يَعْضِدَ بها شجرة (4)، فإنْ أحدٌ تَرَخَّصَ لقتال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا: إن اللَّه قد أَذِنَ لرسوله ولم يأذن
(1)(الصفق) هو ضرب اليد على اليد، وجرت به عادتهم عند عقد البيع.
(2)
(يشغلهم العمل في أموالهم)؛ أي: القيام على مصالح زرعهم.
(3)
في "صحيح البخاري": "بشبع بطنه".
(4)
(لا يعضد بها شجرة)؛ أي: يقطع بالمعضد، وهو آلة كالفأس.
_________
45 -
خ (1/ 59)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به، رقم (119).
46 -
خ (1/ 54)، (3) كتاب العلم، (37) باب: ليبلَغ العلمَ الشاهدُ الغائبَ، من طريق الليث، عن سعيد، عن أبي شريح به، رقم (104)، طرفه في (1832، 4295).
لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة (1) من نهار، ثم عادت حرمتُهَا اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب". فقيل لأبي شريح: ما قال عمرو؟ قال: أنا أعلم منك يا أبا شريح، لا يُعِيذُ عاصيًا (2)، ولا فارًّا بدم (3)، ولا فارًّا بِخَرْبَةٍ (4).
47 -
وعن أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه: أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطَامِهِ أو بزمامه، قال:"أي يوم هذا؟ " فسكتنا حتى ظننّا أنه سيسميه سوى اسمه، قال:"أليس يوم النحر؟ " قلنا: بلى، قال "فأي شهر هذا؟ " فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال:"أليس بذي الحجة؟ " قلنا: بلى، قال:"فإن دماءَكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه".
(1)(وإنما أذن لي فيها ساعة)؛ أي: مقدارًا من الزمان، والمراد به يوم الفتح، والمأذون له فيه القتال لا قطع الشجر.
(2)
(لا يعيذ عاصيًا)؛ أي: أن مكة لا تعصم العاصي عن إقامة الحد عليه.
(3)
(ولا فارًّا بدم)؛ أي: هاربًا عليه دم يعتصم بمكة كيلا يقتص منه.
(4)
(ولا فارًّا بخَرْبَة) الخربة: هي السرقة.
قال ابن حجر: وقد تشدق عمرو في الجواب، وأتى بكلام ظاهره حق، لكن أراد به الباطل، فإن الصحابي أنكر عليه نصب الحرب على مكة فأجابه بأنه لا تمنع من إقامة القصاص، وهو صحيح إلا أن ابن الزبير لم يرتكب أمرًا يجب عليه فيه شيء من ذلك.
_________
47 -
خ (1/ 41)، (3) كتاب العلم، (9) باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم "رُبَّ مُبلَّغ أوعى من سامع" من طريق ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه به، رقم (67)، طرفه في (105، 1741، 3197، 4406، 5550، 7078، 7447).