المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في الذكر - مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات

[ابن بلبان الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة ذكرى ووفاء

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده ومشايخه:

- ‌ثناء العلماء عليه والآخذون عنه:

- ‌مصنفاته:

- ‌وفاته:

- ‌وصف النسخ المعتمدة في التحقيق

- ‌كِتَابُ الطَّهَارَةِ

- ‌بَابُ المِيَاهِ

- ‌فَصْلٌ في الآنِيَةِ

- ‌بَابُ الاسْتِنْجَاءِ

- ‌بَابُ السِّوَاكِ وَغَيْرِهِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ الوُضُوءِ

- ‌بَابُ مَسْحِ الخُفَّيْنِ

- ‌بَابُ نَواقِصِ الوُضُوءِ

- ‌بَابُ الغُسْلِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌‌‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ التَّيَمُّمِ

- ‌بَابُ إِزَالَةِ النَّجَاسَةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ الحَيْضِ

- ‌كتَابُ الصَّلَاةِ

- ‌بَابُ الأَذانِ والإِقامَةِ

- ‌بَابُ شُرُوطِ صِحَّةِ الصَّلاةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌باب آداب المشي إلى الصلاة

- ‌بَابُ صِفَةِ الصَّلَاةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ سُجُودِ السَّهُوِ

- ‌فَصْلُ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ صَلاةِ التَّطَوُّعِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابٌ جَامِعٌ في النَّفْلِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ صَلاةِ الجَمَاعَةِ

- ‌‌‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ صَلاةِ أَهْلِ الأَعْذَارِ

- ‌بَابُ القَصْرِ

- ‌بَابُ الجَمْعِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ صَلاةِ الجُمُعَةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ صَلاةِ العِيدَيْنِ

- ‌بَابُ صَلاةِ الكُسُوفِ

- ‌بَابُ صَلاةِ الاسْتِسْقَاءِ

- ‌كَتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في الكَفَنِ

- ‌فَصْلٌ في الصَّلاةِ عَلَيْهِ

- ‌فَصْلٌ في حَمْلِهِ ودَفْنِهِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌كتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌بَابُ زَكاةِ السَّائِمَةِ

- ‌بَابُ زَكَاةِ الخَارِجِ مِنَ الأَرْضِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ زَكَاةِ الأَثْمَانِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ زَكَاةِ العُرُوضِ

- ‌بَابُ زَكَاةِ الفِطْرِ

- ‌بَابُ إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ

- ‌بَابُ أَهْلِ الزَّكاةِ

- ‌‌‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌كِتَابُ الصِّيَامِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في المُفَطِّراتِ

- ‌فَصْلٌ فيما يُكْرَهُ فيه وحُكْمُ قَضَائِهِ

- ‌بَابُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ

- ‌بَابُ الاعْتِكَافِ

- ‌فَصْلٌ في حُكْمِ المَسْجِدِ

- ‌كِتَابُ الحَجِّ

- ‌‌‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ المَواقِيتِ

- ‌بَابُ الإحْرَامِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ مَحْظُورَاتِ الإحْرَامِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ الفِدْيةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ جَزَاءِ الصَّيْدِ

- ‌بَابُ صَيْدِ الحَرَمَيْنِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ صِفَةِ الحَجِّ والعُمْرَةِ

- ‌فَصْلٌ في زِيَارَةِ قَبْرِهِ الشَّريفِ عليه السلام وَقَبْرِ صاحبيهِ، رضي الله عنهما

- ‌فَصْلٌ في صِفَةِ العُمْرَةِ

- ‌فَصْلٌ في أَرْكَانِ الحَجِّ والعُمْرَةِ وَوَاجِبَاتِهِمَا

- ‌بَابُ الفَواتِ والإحْصَارِ

- ‌بَابُ الهَدْي والأَضَاحِي

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌كتابُ الجهاد

- ‌فَصْلٌ

- ‌كِتَابُ البَيْعِ

- ‌فَصْل

- ‌فَصْلٌ

- ‌‌‌فَصْل

- ‌فَصْل

- ‌‌‌فَصْل

- ‌فَصْل

- ‌فَصْلٌ

- ‌كِتَابُ الآدَابِ

- ‌فَصْلٌ فِيمَا جَاءَ في فَضْلِ الاشْتِغَالِ تَعَلُّمًا وَتَعْلِيمًا

- ‌فَصْلٌ في ذِكْرِ شَيءٍ مِن آدابِ طَالِبِ العِلْمِ

- ‌بَابُ حُكْمِ السَّلامِ والمُصَافَحَةِ والتَّثاؤبِ والعُطَاسِ والاسْتِئْذانِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْل

- ‌فَصْلٌ فيما يُسْتَحب فِعْلُهُ بيمينِهِ وما يُستحب فِعْلُهُ بشمالِهِ

- ‌بَابُ آدَابِ الأَكْلِ والشُّرْبِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ الوَليمَةِ

- ‌فَصْلٌ في الكَسْبِ

- ‌بَابُ آدابِ النِّكَاحِ

- ‌فَصْل

- ‌فَصْلٌ

- ‌آدابُ الجِمَاعُ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ نَظَرِ الرِّجَالِ إِلى النِّساءِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌بَابُ آدابِ النَّوْمِ والاستيقاظِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌بابٌ في اللَّعِبِ المُبَاحِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في حُكْمِ الكَلْبِ

- ‌فَصْلٌ فِي حُكْمِ الحَيوانِ

- ‌فَصْلٌ في بِرِّ الوَالدينِ وصِلَة الرَّحِمِ

- ‌فَصْلٌ في الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَصْلٌ فِي ذِكْرِ بَعْضِ الآثَارِ في فَضْلِ الصَّلاة عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في الذِّكْر

- ‌فَصْلٌ في فَضْلِ حِلَقِ الذِّكْرِ والنَّدْبِ إِلى مُلازَمَتِها والنَّهيِ عن مُفارَقَتِها لِغَيْرِ عُذْرٍ

- ‌فَصْلٌ فِي الأَمْرِ بالمعروفِ والنَّهيِّ عَنِ المُنْكرِ

- ‌فَصْلٌ في الإِخلاص

- ‌خَاتِمَةٌ: في مَعْرِفَة الله تعالى وما يَجِبُ عَلَى المُكَلَّفِينَ مِنَ الاعْتِقادِ

- ‌البَابُ الأَوّل: في مَعْرِفَةِ اللهِ تعالى

- ‌فَصْلٌ

- ‌فصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في أسماءِ الله تعالى وصفاته

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في الرؤية

- ‌الباب الثاني: في الأَفعال

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌البَابُ الثَّالِثُ: في الأَحكام

- ‌فَصْلٌ في الإسلامِ والإيمانِ

- ‌‌‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌البَابُ الرَّابعِ: في بَقِيَّةِ السَّمْعياتِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌البَابُ الخَامِسُ: في النُّبُوّةِ والإمَامَةِ

- ‌فَصْلٌ في النُّبُوّةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌‌‌فَصْلٌفي الإِمَامِةِ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ في المُرْتَدِ

- ‌وصيَّة نافعة إن شاء الله تعالى

الفصل: ‌فصل في الذكر

وَنَوَّه بذكرِهِ، وَشَهَرَ أمَرهُ، وقرَنَ اسمَه باسمه المصون؛ فصلَّى الله وسلَّم عليه بعدد أفراد مخلوقاته كلِّها صلاةً نُقَدِّمُها بين يديه للشفاعةِ التي هو أحَقُّ بها وهو أَهْلُهَا.

‌فَصْلٌ في الذِّكْر

وقال الله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45]، وقال تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 125]، وقال تعالى:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [الجمعة: 10]، وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)} [الأحزاب: 41، 42]، والآيات في الباب كثيرة معلومة، والأَحاديث كذلك.

منها قوله صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتانِ خَفِيفَتَانِ على اللِّسانِ، ثَقِيلَتَانِ في المِيزانِ، حَبيبتانِ إِلى الرَّحمن، سُبْحانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ

= الصحيحة الصريحة على غير ما قال به من أن الله خلقه صلى الله عليه وسلم قبل جميع المخلوقات؛ وأنه مخلوق من نوره، قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى:"والنبي صلى الله عليه وسلم خُلِق مِمَّا يُخلَق منه البشر، ولم يخلق أحد من البشر من نور؛ بل قد ثبت في "الصحيح" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله خلق الملائكة من نور، وخلق إبليس من مارج من نار، وخُلِق آدم مِمَّا وصف لكم" إلى آخر ما ذكر حول هذه المسألة، وقد أفاض رحمه الله في ذلك، كما أنه ذكر فضل نبيّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومناقبه الشريفة، انظر: "الفتاوى" (11/ 94 - 99).

ص: 449

سُبْحانَ الله العَظِيمِ". متفق عليه (1).

وقال صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ أَقْولَ: سُبْحانَ الله، والحَمْدُ لله، ولا إلهَ إلَّا الله، والله أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَمْسُ". رواه مسلم (2).

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لا إله إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، في يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئةٍ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ"(3).

وقال: "مَنْ قَالَ سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ في يَوْمٍ مائَةَ مَرَّةٍ حُطَّت خطاياهُ وإِنْ كانت مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ"، متفق عليه (4).

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْماعيلَ"، متفق عليه (5).

(1) أخرجه البخاري (11/ 6، 13/ 537)، ومسلم (4/ 2072)، من حديث أبي هريرة.

(2)

(4/ 2072)، من حديث أبي هريرة.

(3)

أخرجه البخاري (6/ 338)، ومسلم (4/ 2071)، من حديث أبي هريرة.

(4)

البخاري (11/ 206)، ومسلم (4/ 2071)، من حديث أبي هريرة.

(5)

البخاري (11/ 201)، ومسلم (4/ 2071)، من حديث أبي هريرة.

ص: 450

وقال صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُخْبِرُك بِأَحَبِّ الكَلامِ إِلى اللهِ، إِنَّ أَحَبَّ الكَلامِ إِلى اللهِ سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ"، رواه مسلم (1).

وقال صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُور شَطْرُ الإِيمَانِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ، وَسُبْحانَ اللهِ والحَمدُ للهِ تَمْلَان - أو تَمْلأُ - ما بَيْنَ السَّمواتِ والأَرْضِ"، رواه مسلم (2).

وعن أبي هُريرةَ، أَنَّ فُقَراءَ المُهاجرينَ أَتَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذَهَبَ أهلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجاتِ العُلَى والنَّعِيمِ المُقِيم، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، ولهم فَضلٌ من أموالٍ يَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرونَ ويُجاهدونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، فقال: أَلا أُعَلِّمُكُم شيئًا تُدْرِكونَ بِهِ من سَبَقَكُم وتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، ولا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكمْ إِلَّا من صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُم؟ "، قالوا: بَلَى يا رسُولَ اللهِ، قال: "تُسَبِّحُونَ وتحْمَدونَ وتُكَبِّرونَ خَلْفَ كُلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثلاثينَ".

قال أبو صالح الرَّاوي عن أبي هُريرةَ لما سُئِلَ عن كيفيةِ ذِكْرِهِنَّ، يقول:"سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، واللهُ أَكْبَرُ حَتَّى يكونَ مِنْهُنَّ كُلِّهنَّ ثلاثًا وثلاثين" متفق عليه (3)، وزاد مسلم في رواية:

(1)(4/ 2094)، من حديث أبي ذر.

(2)

(1/ 203)، من حديث أبي مالك الأشعري.

(3)

البخاري (11/ 132، 133)، ومسلم (1/ 416، 417).

ص: 451

"فَرَجَعَ فُقَراءُ المُهاجِرينَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سَمعَ إخْوانُنَا أَهْلُ الأَمْوالِ بِمَا فَعْلَنا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثلاثينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثلاثًا وثلاثينَ، وَكَئرَ اللهَ ثلاثًا وثلاثين، وقال تَمام المِائَةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خطاياهُ، وإن كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"، رواه مسلم (1).

وعن سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كُنَّا عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ في كُلِّ يَوْمٍ أَلْف حَسَنَة؟ ". قال: "يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَة، أَو تُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ"، رواه مسلم (2). وفي رواية:"وَيَحطُّ بها أَلف".

وقال صلى الله عليه وسلم: "يُصْبِحُ على كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صدَقَةٌ، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صدَقَة، وَكُلُّ تكْبِيرةٍ صَدَقَةٌ، ويُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى"، رواه مسلم (3).

(1)(1/ 418).

(2)

(4/ 2073).

(3)

(1/ 498، 499)، من حديث أبي ذر.

ص: 452

وقال عليه السلام: "مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ، والذي لا يَذْكُرُ ربَّه مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ"، رواه البخاري (1).

وقال عليه السلام: "يَقُولُ اللهُ تعالى: أَنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وأَنا مَعَهُ إذا ذَكَرَني، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نفسي، وإِن ذَكَرَني في مَلإٍ ذَكَرْتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ مِنْهُم"، متفق عليه (2).

وقال عليه السلام: "سَبَقَ المُفَرِّدُونَ" قالوا: وما المُفَرِّدُونَ يا رَسول الله؟ قال: الذَّاكِرونَ اللهَ كَثيرًا والذَّاكِراتُ"، رواه مسلم (3).

والمُفَرِّدونَ روي بالتشديد للراء وتخفيفها، والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد.

وَقَال رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ إنَّ شَرائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْني بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ به؟ قال: "لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ"، رواه الترمذي (4).

وقال عليه السلام: "مَنْ قَالَ سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ

(1)(11/ 208)، من حديث أبي موسى.

(2)

البخاري (3/ 384)، ومسلم (4/ 2061)، من حديث أبي هريرة.

(3)

(4/ 2562)، من حديث هريرة.

(4)

أخرجه أحمد (4/ 190)، والترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)، من حديث عبد الله بن بُسْر، وهو صحيح، وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"(1/ 90).

ص: 453

نَخْلَةٌ في الجَنَّة"، رواه الترمذي (1).

وقال عليه السلام: "لَقِيتُ إِبْراهيمَ عليه السلام لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِي، فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ، أَقْرِئ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الماءِ، وأَنَّها قيعَان، وأَن غِراسَهَا: سُبْحانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أَكْبرُ". رواه الترمذي (2).

وقال عليه السلام: "أَلا أُنَبِّئُكُم بِخَيْرِ أَعْمَالِكُم، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَليكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُم، وَخَيْرٍ لَكُم مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُم، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُم، قالوا: بلى، قال: ذِكْرُ اللهِ تعالى"، رواه الترمذي (3).

(1)(3464)، من حديث جابر، وفي سنده أبو الزبير لم يصرح بالتحديث، إلَّا أن له شاهدًا من حديث معاذ بن سهل، أخرجه أحمد (3/ 440)، وفي سنده ضعف فيتقوى الحديث به، وسيذكره المصنف بنحوه.

(2)

أخرجه الترمذي (3462)، من حديث ابن مسعود وحسنه، قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 100):"قلت: وحسنه لشواهده، ومن ثم قيد الغرابة؛ وإلَّا فعبد الرحمن بن إسحاق ضعفوه"، ثم أورد الحافظ شاهدا له من حديث أبي أيوب الأنصاري، أخرجه أحمد (5/ 418)، وحسنه الحافظ.

وبالجملة فالحديث قوي، وله شواهد تنظر في "الترغيب" للمنذري (2/ 407، 408، 435، ط دار ابن كثير بدمشق).

(3)

أخرجه أحمد (6/ 446)، والترمذي (3377)، وابن ماجه (3790)، من حديث أبي الدرداء، وقال المنذري في "الترغيب"(2/ 368)، والهيثمي في "المجمع" (15/ 73):"إسناده حسن".

ص: 454

وقال عليه السلام: "إنَّ الذِّكْرَ فِي سَبِيلِ اللهِ يُضْعِف فَوْقَ النَّفَقَةِ سبعَمائة ضِعْفٍ"، رواه أحمد والطبراني (1).

وقال عليه السلام: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا فِي حِجْرِهِ دَراهِمُ يَقْسِمُهَا، وآخَرَ يَذْكُرُ اللهَ كانَ الذَّاكِرُ للهِ أَفْضَل"، رواه الطبراني (2).

وعن موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أَدُلُكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كنوزِ الجَنَّةِ، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: "لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بِالله"، متفق عليه (3).

وقال عليه السلام: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ". رواه الترمذي وغيره (4).

وقال عليه السلام: "إن الله تعالى قَدْ حَرَّمَ على النَّارِ مَنْ قال

(1) أخرجه أحمد (3/ 438، 440)، والطبراني في "الكبير"(20/ 186)، من حديث معاذ بن أنس الجهني، وإسناده ضعيف؛ فيه زيادة زبان بن فايد، وهو ضعيف.

(2)

في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" للهيثمي (7/ 318)، من حديث أبي موسى، وإسناده ضعيف؛ فيه عمر بن موسى الحادي ضعيف، وأبو هلال محمد بن سليم صدوق فيه لين.

(3)

البخاري (11/ 187)، ومسلم (4/ 2076).

(4)

أخرجه الترمذي (3383)، وابن ماجه (3800)، وابن حبان (846)، من حديث جابر بن عبد الله، وإسناده لا بأس به، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم (1/ 503)، ووافقه الذهبي.

ص: 455

لا إله إلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ" (1)، متفق عليه.

وقال عليه السلام: "ما عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ"، رواه أحمد (2).

وقال عليه السلام: "ما صَدَقَةٌ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ"، رواه الطبراني (3).

وقال عليه السلام: "إذا مَرَرْتُم برياضِ الجَنَّةِ فَارْتَعوا، قالوا فما رياضُ الجنة؟ قال: حِلَقُ الذِّكْرِ"، رواه أحمد والترمذي (4).

وقال عليه السلام: "ما جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرون الله تعالى إلَّا ناداهم مُنَادٍ مِنَ السَّماءِ: قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم"، رواه أحمد والضياء عن

(1) البخاري (1/ 519)، ومسلم (1/ 61)، من حديث محمد بن الربيع.

(2)

أخرجه أحمد (5/ 239)، من حديث معاذ بن جبل، وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 73):"رجاله رجال الصحيح، إلَّا أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش لم يدرك معاذًا"، وذكر أيضًا أن الطبراني أخرجه بسند رجاله رجال الصحيح من حديث معاذ، وله شاهد من حديث جابر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(7/ 317)، إلَّا أن فيه أبا الزبير لم يصرح بالتحديث، فيتقوى الحديث بذلك ويكون صحيحًا إن شاء الله.

(3)

في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين"(7/ 318، 319)، من حديث ابن عباس، وإسناده ضعيف؛ فيه ابن جريج لم يصرح بالتحديث.

(4)

أخرجه أحمد (3/ 150)، والترمذي (3510)، من حديث أنس، وإسناده ضعيف؛ وذلك لضعف محمد بن ثابت البُناني فإنه ضعيف الحديث، وله شاهد عند الترمذي (3509) من حديث أبي هريرة وقد حسنه المنذري في "الترغيب"(2/ 422).

ص: 456

أنس (1). وقال عليه السلام: "ما جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكرونَ الله تعالى، فيقومونَ حَتَى يُقالَ لَهُمْ: قُوموا قد غَفَرَ اللهُ لَكُم ذُنُوبكُم، وَبَدَّل سيئاتِكم حسناتٍ"، رواه الطبراني والبيهقي (2).

وقال عليه السلام: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُروا اللهَ فيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا على نَبِيِّهِم إلَّا كانَ عليهِم تِرَةً، فإن شاءَ عَذَّبَهُمْ، وإن شاءَ غَفَرَ لَهُم"، رواه التِّرمذي وابن ماجه (3).

وقال عليه السلام: "لأَنْ أَقْعُد مع قَوْمٍ يَذكُرونَ اللهَ مِنْ صَلاةِ الغَداةِ حَتَّى تَطْلعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْماعيلَ، ولأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يذْكُرونَ اللهَ مِنْ صَلاةِ العَصْرِ إلى أن تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً"، رواه أبو داود (4).

(1) أخرجه أحمد (3/ 142)، والضياء المقدسي في "المختارة"(7/ 235)، وغيرهما، وإسناده حسن.

(2)

أخرجه الطبراني كما في "مجمع البحرين"(7/ 321)، والبيهقي في "الشعب"(534)، إلا أن صاحب "المجمع" لم يذكره بهذا اللفظ، وإنما ذكره بلفظ آخر، وذكره البيهقي وقال: وبهذا الإسناد، وساقه بلفظه من حديث عبد الله بن مغفل، وإسناده فيه ضعف إلَّا أنه يشهد له ما قبله.

(3)

أخرجه أبو داود (4856)، والترمذي (3380)، وابن ماجه (3791)، من حديث أبي هريرة، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده ولا مجال لبسطها في هذا الموضع، وقد أفاض في ذكرها الحافظ المنذري في "الترغيب"(2/ 384، 385).

(4)

(3667) من حديث أنس، وإسناده حسن.

ص: 457

وقال عليه السلام: "لأَنْ أقولَ: سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ للَّهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ"، رواه مسلم والترمذي (1).

وقال عليه السلام: "مَنْ قَالَ سُبْحانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرسَتْ لَهُ بِها نَخْلَة فِي الجَنَّةِ"، رواه التِّرمذي، والحاكم، وابن حبان (2).

وقال عليه السلام: "مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ، وبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مائَةَ مَرَّةٍ حُطَّت خطاياهُ وإن كانت مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"، متفق عليه (3).

وقال عليه السلام: "أَكْثِروا ذِكْرَ اللهِ حَتَّى يَقُولُوا مَجْنُونٌ"، رواه أحمد وغيره (4).

(1) مسلم (4/ 2072)، والترمذي (3597)، من حديث أبي هريرة.

(2)

أخرجه الترمذي (3464، 3465)، والحاكم (1/ 501، 512)، وابن حبان (827)، من حديث جابر، ورجاله ثقات إلَّا أن في السند أبا الزبير لم يصرح بالتحديث، وأخرجه البزار (3079)، من حديث عبد الله بن عمرو، وجوَّد إسناده المنذري "في الترغيب"(2/ 403)، ولكن بلفظ: "من قال سبحان الله وبحمده غرست له

".

(3)

البخاري (11/ 206)، ومسلم (4/ 2071)، من حديث أبي هريرة.

(4)

أخرجه أحمد (3/ 68)، وابن حبان (817)، من حديث أبي سعيد الخدري، وإسناده ضعيف، وذلك لأن فيه دراج أبي السمح يروي المناكير عن أبي الهيثم.

ص: 458