الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"مع المرأة". (وفضل وضوء المرأة) بالجرة عطف على وضوءِ الرجل، والوضوء هنا بفتحِ الواو، وثمَّ بضمها على المشهور فيهما. (بالحميم) أي: بالماءِ المسخَّنِ، فهو فعيل بمعنى مفعول. (ومن بيت نصرانية) أشار به، وبالحميم إلى أنه لا كراهة في التطهر بالماءِ المسخَّن، خلافًا لمجاهد، ولا بما في أواني الكفار، خلافًا لأحمدَ ومن تبعه. وفي نسخةٍ:"بالحميم من بيت نصرانية" وذكر البخاريُّ ذلك استطرادًا، أو تشبيهًا.
193 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ:"كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّئُونَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا".
[فتح: 1/ 298]
(عن عبد الله بن عمر) في نسخةٍ: "عن ابن عمر". (كان الرجال والنساء)(ال) فيهما: للجنس لا للاستغراق، كما هو معلوم. (جميعًا) أي: مجتمعين لا متفرقين، وكان ذلك قبل نزول الحجاب، أمَّا بعده فيختص بالزوجات والمحارم. وزاد ابن ماجه في الحديث: من إناءٍ واحدٍ (1).
ودلالةُ الحديث على الجزءِ الأولِ من الترجمة صريحةٌ، وعلى الثاني: منها التزامٌ. قاله الكرماني (2).
44 - بَابُ صَبِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءهُ عَلَى المُغْمَى عَلَيْهِ
(باب: صبِّ النبي صلى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه) بضم الميم. يُقال: أُغمي عليه بضم الهمزة فهو مُغمى عليه. ويُقالُ: غُمِي عليه بضم
(1)"سنن ابن ماجه"(381) كتاب: الطهارة وسننها، باب: الرجل والمرأة يتوضآن من إناء واحد.
(2)
انظر: "البخاري بشرح الكرماني" 3/ 40 - 41.
الغين فهو مَغْمِيٌّ عليه (1) والإغماء والغشيُ بمعنى، كما مرَّ، وفرِّق بين الجنونِ، والنوم، والإغماء، بأنَّ الجنونَ: زوال العقلِ، والنوم: استتاره، والإغماءَ: انغماره.
194 -
حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي، وَأَنَا مَرِيضٌ لَا أَعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَعَقَلْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنِ المِيرَاثُ؟ إِنَّمَا يَرِثُنِي كَلالَةٌ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الفَرَائِضِ.
[4577، 5651، 5664، 5676، 6723، 6743، 7309 - مسلم: 1616 - فتح: 1/ 301]
(لا أعقلُ) أي: لا أفهم شيئًا. (من وضوئه) بفتح الواو على المشهور أي: من الماءِ الذي توضأ به، أو مما فضُلَ منه. (فعقلت) بفتح القافِ. (لمن الميراث) أي: من ميراثي، ويؤيده قوله في الاعتصام: كيف أصنع في مالي (2)(إنما يرثني كلالة) هي على الأصح من الورثة
(1) غُمِى على المريض وأُغمِيَ عليه: غُشِيَ عليه ثم أفاق. وقيل: أُغْمي على فلان إذا ظن أنه مات ثم رجع حيًّا، ورجل غمى: مُغْمى عليه، وامرأة غمى كذلك، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛ لأنه مصدر، وقد ثنَّاه بعضهم وجمعه.
وقال ابن برى: يقال: غُمِى عليه غَمًى وأُغْمِيَ عليه إغماء، أُغْمِيَ عليه بالبناء للمفعول: فهو مُغْمى عليه، وغُمِيَ عليه، ثلاثي مبني للمفعول أيضًا، فهي مَغْمِي عليه. وقيل: الإغماء: آمتلاء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ، وقيل: هو سهو يلحق الإنسان مع فتور الأعضاء لِعِلَّة.
انظر: مادة (غمى) في "الصحاح" 6/ 2449، و"اللسان" 6/ 3304، و"القاموس"1319.
(2)
سيأتي برقم (7309) كتاب: الاعتصام، باب: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول: "لا أدري".