الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - بَابٌ: مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ
؟
76 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الاحْتِلامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، وَأَرْسَلْتُ الأَتَانَ تَرْتَعُ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَلَيَّ".
[413، 861، 1857، 4412 - مسلم 504 - فتح: 11/ 171]
(باب: متى يصح سماعُ الصغير) في نسخةٍ: "الصبيُّ".
(إسماعيل) هو ابن أبي أويس. (أتان) بمثناة أي: أنثى الحمير، ولا يقال: أتانة على المشهورِ، بخلاف حمارة، وهو بالجرِّ بدلٌ من حمار، أو وصفٌ على معنى أنثى، وروي بإضافةِ حمار إلا أتان، أي: حمار هذا النوعِ. (ناهزت) أي: قاربت. (الاحتلام) أي: البلوغُ الشرعيُّ، وهو مشتقٌّ من الحلم بضمِّ اللام: وهو ما يراه النائم، واختلف في سنِّ ابن عبَّاسِ عندِ وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقيلَ: عشر (1)، وقيل: ثلاث عشرة (2)، وقيل: خمس عشرة (3).
(بمنى) بالصرفِ وعدمهِ، باعتبارِ كونهِ علمَ المكانِ. أو العقبة،
(1) سيأتي برقم (5035) كتاب: فضائل القرآن، باب: تعليم الصبيان القرآن، وانظر:"معجم الصحابة" 3/ 484 - 485 (1451، 1454).
(2)
انظر: "معرفة الصحابة" 3/ 1703 (4265)، و"تاريخ بغداد" 1/ 173 - 174، و"الإستيعاب" 3/ 66 - 67 (1606)، و"تهذيب الأسماء والألقاب" 1/ 259، و"مجمع الزوائد" 9/ 285.
(3)
أخرجه أبو داود الطيالسي 4/ 365 (2762)، وأحمد في "المسند" 1/ 373، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 284 (373)، والطبراني في "الكبير" 10/ 235 (10578).
كما جرى عليه النوويُّ (1)، وغيره، واقتصر الجوهريُّ (2) على الأوَّل، حيث قال: ومنى: موضع بمكة، وهو مذكر يصرف، وسمِّي منى لما يُمنَى به، أي: يراقُ فيه من الدِّماءِ. (إلى غير جدارٍ) يعني: إلى غير سترة، بقرينة السياق؛ لأن ابن عبَّاس أورده في معرض الاستدلال، على أن المرور بين يدي المصلِّي لا يقطع صلاته، وبقرينة خبر البزار: والنبيّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي ليس شيءٌ يستره.
(بينَ يدي بعضِ الصفِّ) أي: قدامُه، والصفُّ يحتملُ: الجنس، أي: بعض الصفوفِ، والوحدة أي: بعضُ صفٍّ واحدٍ.
(ترتع) أي: تأكل، والجملة: حالٌ من الأتانِ مقدرة؛ لأن الإرسالَ ليسَ حالَ الرتعِ. (ودخلت الصفِّ) في نسخة: "فدخلت في الصفِّ".
(ينكر) بفتح الكاف، وأدخل البخاريُّ هذا الحديث في ترجمة سماع الصبيِّ، مع أنه لا سماع فيه، لتنزيل عدم إنكار المرور منزلة السماع حينئذٍ.
وفي الحديث: صحة صلاة الصبيِّ، وأن مرور الحمار لا يقطع الصلاة، والاحتجاج بعدم إنكار النبيِّ صلى الله عليه وسلم على جواز نقل الحديث، والركوب إلا صلاة الجماعة، وأن الإمام يصلِّي إلى غير سترة، وصحة تحمل الصغير، وتأديته بعد البلوغ، وكذا شهادته بما تحمله قبل البلوغ، ويلحق به في ذلك العبد، والفاسق، والكافر.
(1)"صحيح مسلم بشرح النووي" 4/ 222.
(2)
انظر: "الصحاح" 6/ 2498.